وظائف الاسرة في الاسلام

كتابة رضا المصري - تاريخ الكتابة: 8 يناير, 2020 9:55
وظائف الاسرة في الاسلام


نقدم لكم معلومات هامة حول الاسرة وماهي اهم وظائف الاسرة في الاسلام وتعريف الاسرة الصحيح.

تعريف الأسرة :
قبل أن نبدأ بالحديث عن الأسرة واجباتها و وظائفها وأهميتها لا بد من أن نقوم بتعريفها لغة واصطلاحاً.
الأسرة لغة: مشتقة من الأسر ، ” نحن خلقناهم وشددنا أسرهم ” , أو القيد الذي يقيد أو يربط به , تقول هذا أسر الأسر أي قيده, أو كل الشيء أو جميعه , تقول هذا الشيء لك بأسرة أي كله , وجاءوا بأسرهم يعني جميعهم.
وانطلاقا من ذلك فإن الأسرة تطلق ويراد بها :
– الدرع الحصينة وسميت بذلك ؛ لإحكام صنعتها حتى كأنها حصن يقي لمن لاذ به واحتمى فيه من ضربات الأعادي .
– أو أهل الرجل وعشيرته ورهطه الأدنون , وسموا بذلك ؛ لقوة الرباط الذي يربطهم ويوفر لهم الحماية والمنعة .
– أو الجماعة يربطها أمر مشترك وسُمُّو بذلك ؛ للأمر الذي يربطهم ويجمع بينهم.
عرفا : ثم شاع استعمالها عرفاً في المعنى الثاني وهو : أهل الرجل وعشيرته بحيث إذا أطلقت كلمة ” أسرة ” انصرف الذهن مباشرة إلى مجموعة أفراد ذوي صلات معينة من قرابة أو نسب يعيشون معا ، أو ينحدر بعضهم من بعض
أنواع الأسر في المجتمع
لكل أسرة في المجتمع تمارس جميع الأنشطة، حيث أن كل أسرة لها حق في المجتمع مثل غيرها من الأسر الأخرى، فعلى المجتمع أن يوفر لهذه الأسر الرعاية الصحية الجيدة، والتعليم المجاني الأفضل، وحق في توفير مكان لعيش هذه الأسر فيه، كما أن تنقسم أنواع الأسر إلى نوعين وهما :-
الأسرة النواة
هذا النوع من الأسر يطلق على الأسرة التي تتكون من الأولاد والأم والأب فقط، ولا تشمل أفراد آخرين من خارج هذه الأفراد.

الأسرة ممتدة
وهذا النوع يشمل الكثير من الأفراد بجانب الزوج والزوجة والأبناء، فهذا النوع يشمل الجد والجدة أساس العائلة والخالة والخال والعم والعمة ولكن يشترط بأن تكون عيشتهم واحدة.
وظائف الأسرة
كانت الأسرةُ قديماً تَعتَمِدُ اعتماداً كلياً على الطَّبيعةِ وظُروفِها لتوفيرِ لُقمَةِ العيشِ لضمانِ استمرارِ بقائها في حدودٍ جغرافيَّةٍ معيَّنة، وكانت الأسرة تتماشى مع التغيُّراتِ والتَّفاعلاتِ البيئيَّةِ والطَّبيعيَّةِ بالارتِحالِ والتكيُّفِ واعتمادِ نمطٍ معيشيٍّ مُعيّنٍ يضمن أمنَ الأسرةِ البيولوجيِّ والأمنيِّ على حدٍ سواء، ومع تطوُّرِ الحياةِ وازدِهارِ الحَضارات، بَدَت الاحتياجاتُ الأسريَّةُ أكبَرَ من ذي قَبل؛ فالضَّروراتُ تتوسُّعُ وتزدادُ والمُتطلَّباتُ متغايرة، وأصبحت الحاجةُ لتكوينِ الأسرةِ لا تتوقَّفُ على الغذاء والحمايةِ والإنجابِ كما كانت سابقاً، بل أصبحت وظائفها أكثر توسُّعاً وأشمل اختصاصاً وشموليَّة.
أصبح على الأسرة -في الوقت الحالي- تخطيطُ جميعِ مُدخَلاتِها البيئيَّةِ والفطريَّةِ وتفاعلاتِها السُّلوكيَّةِ والأمنيَّةِ والتَّربويَّةِ وحتَّى الاجتماعيَّةِ لِضمانِ الاستِقرارِ البيولوجيِّ والاجتماعيِّ والأمنيِّ، ثمَّ مع استمرارِ التطوُّرِ والازدهار، وتوسُّعِ المَناطق المعيشيَّةِ إلى مناطِقَ مُتخصِّصةٍ بتنظيمِ السَّكنِ والمعيشة كما في القرى والمدن والبلدان، اختُزِلت وظائفُ الأسرةِ شيئاً فشيئاً لِتعاوِدَ حاجَتها ووظيفتَها للمتطلَّباتِ الثَّلاثِ الأولى، وكانَ ذلك بداعي الاعتِمادِ على المَنظومةِ الأوسعِ والأشملِ وهي المُجتمعُ وأنظِمته ومؤسساته. عُرِفَت للأسرةِ وَظائف تختصُّ بها وتُذكرُ في شمائلها، ومن هذه الوظائف:
الوظيفةُ البيولوجيَّة
تَنفَرِدُ الأسرةُ بِشرعيَّةِ العلاقةِ الجنسيَّةِ ديناً وقانوناً في مُختَلفِ البِلاد، فتوفِّرُ لِكلا الزَّوجينِ حاجته البيولوجيَّةِ في بناءِ العلاقةِ الجنسيَّةِ وتكامُلِها، وما يَترتَّبُ على ذلِك من استِقرارِ الزَّوجينِ وإشباعِ رَغباتِهما، مع مراعاةِ إنفاذِ الحقوقِ والواجباتِ الموكَلَةِ إلى كلِّ فردٍ منهما، وتنبَثِقُ عن هذه الوظيفة جزئيَّةٌ مُهمَّةٌ تُصنَّفَ كوظيفةٍ رئيسيَّة للأسرةِ ألا وهي التَّكاثر، وبتحقيقِ المصلحة الجسدية المتمثلة بالجنس العفيف يتحقق الأمن الأسري وما ينبنى عليه من أمان المجتمع وصلاحه، ويثمر ذلك في الصحة البدنية للأزواج بعيداً عمَّا يسوقه الجنس المحرَّم من أمراض وآفاتٍ بدنيَّة ومجتمعيَّة، وانفلاتٍ أخلاقي واختلاطِ الأنسابِ.
المحافظة على النَّوعِ الإنسانيِّ
في الزَّواجِ ضمانٌ لاستِمرارِ النَّوعِ الإنسانيّ وتَكاثره، وإن كانَ التَّكاثُرُ يحصُلُ بغيرِ الزَّواجِ أيضاً بالعلاقاتِ غير الشَّرعيَّةِ في الأنظمة التي تُبيحُ ذلك، إلا أنَّ الزَّواجَ هو الطَّريقةُ المُثلى والأسمى لتكثيرِ النَّسلِ السَّليمِ من الأمراضِ والتشوُّهاتِ الخلقيَّةِ المعروفة في غيره من طرق التَّكاثر، كما أنه الضَّمانُ التَّربويُّ لبناءِ الطِّفلِ تربوياً واجتماعياً وثقافياً في بيئةٍ مُستقرَّةٍ يَعرفُ الطِّفلُ عناصِرها ويرتاحِ للتَّرابطِ والمودَّةِ التي تسودُها، وتُعدُّ وظيفة التناسل والتكاثر والمُحافظة على النوع الإنسانيِّ من أسمى وأهمِّ وَظائفِ الأسرة التي حَضَّت عليها الشريعة الإسلاميَّة وجَعلتها أولويَّة اجتماعيَّة وقِيَميَّة.
الوظيفة الاجتماعيَّة
يتمثَّلُ دورُ الأسرةِ في هذا البابِ بتوفيرِ الرِّعايةِ والشُّعورِ بالمسؤوليَّة، الأمر الذي يَجلِبُ المَنفعةَ لجميعِ الأطرافِ بما يَتضَّمنهُ هذا الجانبُ من تحقيقِ التَّعاونِ الذي يَجلِبُ الاستقرار والرَّاحةَ النَّفسيَّة، ويُحقِّقُ المعنى الإنسانيّ لتكوينِ الأسرةِ المُستَقرَّةِ، لِما بُنيَت عليهِ الأسرةُ من سلامةِ الفِطرةِ وتوزيعِ الأدوارِ وأداءِ الحقائقِ والواجباتِ، فيتحقَّقُ التَّرابطُ والألفة، ويشتدُّ المجتمع ويتماسك، فيكون بذلك صلاح المجتمع ومَنعتُه وتقدمه.
الوَظيفةُ التَّربويَّة
باعتِبارِ الأسرةِ مَدرسةُ الطِّفلِ الأولى، فإنَّها تحمِلُ على عاتِقِها تكوينَ الطِّفلِ وتأديبه وإكسابه السُّلوكاتِ والقيمِ الحَسنةِ، وتَعليمه العادات والتَّقاليد النَّاظِمة لسلوكِ المُجتَمعِ الأوسعِ، وفي الأسرةِ تُصبَغُ معارفُ الطِّفلِ وشخصيَّته وانتماؤه، وبِنظامٍ يجري في هذه المؤسَّسةِ بِقصدٍ أو بغيرِ قصدٍ يَكتَسِبُ الطِّفلُ قِيمَهُ ومبادءه، وتُصقَلُ مهاراته وتضبطُ انفعالاته، وتُنمَّى مواهِبَهُ وتُغذَّى قُدُراته وطاقاتُه، فيخرج للمجتَمَعِ مؤهَّلاً بالقَدرِ الذي يُمكِّنُهُ من حفظِ شخصيَّتِه وضبطِ سُلوكاتِه وتَصرُّفاتِه دونما تأثيرٍ من البيئة المجتمعيَّةِ المُحيطةِ ليكونَ عنصراً فاعلاً يَرفِدُ المُجتَمعَ ولا يذوبُ فيه.
الانتماءُ والحب
يَتحقَّقُ في هذا الجانِب انتماءُ الفردِ ومَدنيَّته؛ إذ تُعدّ الأسرةُ العاملَ الأوّل والأبرزَ في غَرسِ مفاهيمِ الولاءِ والانتِماءِ لدى أفرادِها، ذلك لما يتحقَّقُ من خلالِ تفاعُلاتِها من إثراء الجانبِ التَّعاونيِّ والمَدنيِّ لدى الطِّفلِ، فيتأصَّلُ لديهِ الشُّعورُ بالمسؤوليَّةِ وربطُ المصلحةِ الشَّخصيَّةِ بالجماعة، ويتعمَّقُ لديهِ الإحساسُ بالحبِّ والوفاءِ، فيبادرُ لتقديمِ العونِ ويَنضَبِطُ بقوانينِ الأسرةِ والتزاماتِها، ويَستَشعِرُ الرَّقابةَ الذَّاتيَّةَ في نَفسِهِ ويُقدِّرُ حجمَ الفائدةِ أو الضَّررِ في جميعِ سلوكاتِهِ فيتولَّدُ من ذلكَ مواطنٌ صالح.
إقامة الدين
من أهمّ وظائف الأسرة ومَطالب صناعتها وتأسيسها إقامة الدين في أرض الله تحقيقاً لواجب الاستخلافِ الذي قامت عليه البشريَّة، والأسرة ببساطة تَكوينها هي حجر الأساس الذي تبدأ منه الدّعوة والصلاح، فإن تَحقَّق الدين في أفرادها واستثمر كان لها الأثر العظيم في تأدية هذه الوظيفة على الوجه الأمثلِ المطلوب والموكل إليها، ثمَّ استحكم في المجتمع على سعته لتكون بذلك مِحراك الدّعوة بالأخلاق والفهم السليم
واجبات الأسرة في الإسلام
إن واجبات الأسرة في الإسلام تختلف عن واجباتها في ظل المجتمعات غير الإسلامية , وذلك لأختلاف الهدف الذي جاء من أجله كل الإسلام وغيره , وهنا نأتي على ذكر الواجبات الأسرية في الإسلام وندرج ذلك في نقاط :
1- تتكفل الأسرة في الإسلام على وظيفة الحفاظ على النسل البشري – وهو الهدف الذي شرع الله الزواج لأجله – فالله أراد للأسرة المبنية على الأسس الشرعية أن تكون هي المؤسسة التي تأخذ على عاتقها تنفيذ هذه المهمة (التناسل) .
2- تهيئة الجو الصالح الذي من شأنه أن يكون بيئة صالحة لاحتضان الأولاد وذلك للأثر الذي تؤثره البيئة في التنشئة .
3- توجيه الأطفال إلى الصلاة وعبادة الله , قال تعالى في كتابه الكريم : (وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها) , علاوة على ذلك تتكفل الأسرة بمراقبة تنفيذ هذه الأوامر .
4 التربية والتعليم : فالإسلام أعطى للأسرة الدور الرئيسي في تربية الأولاد وتعليمهم ولم يحاول الإسلام تقليص الدور الذي تعبأ به الأسرة يوما . ويتفرع على هذا الجانب اضطلاع الأسرة بمهمة اعداد الأولاد للمشاركة في حياة المجتمع والتعرف على قيمه وعاداته , كما تمدهم بالوسائل التي تهئ لهم ذواتهم داخل المجتمع .
5- قيامها بتوفير الأمن والإستقرار الحماية والحنو على الأطفال مدة طفولتهم , وتعد الأسرة في الواقع أقدر مؤسسة يمكنها القيام بهذا الدور وذلك لأنها تتلقى الطفل منذ صغره , وهذا ما لا تستطيع أية مؤسسة عامة أن تسد مسد الأسرة في هذه الشؤون.
إن زرق الأطفال بالجرعات اللازمة من العاطفة والحنان ينشئ منه –مستقبلا- إنسانا ذا شخصية أكثر ثباتا واستقرارا , فتكون التصرفات والقرارات الصادرة منه أكثر ثباتا .



955 Views