موضوع عن أهمية القدس الدينية

كتابة حسن الشهري - تاريخ الكتابة: 21 مايو, 2022 2:21
موضوع عن أهمية القدس الدينية


موضوع عن أهمية القدس الدينية وكذلك أهمية القدس للمسيحيين، كما سنقوم بذكر مكانة القدس في الإسلام، وكذلك سنتحدث عن أهمية القدس عند اليهود، وكل هذا من خلال مقالنا هذا تابعوا معنا.

موضوع عن أهمية القدس الدينية

– اكتسبت القدس مكانةً مرموقة عند أهالي الديانات السماوية جميعها، ولا سيّما الإسلام وأهله، ذلك أنّها أُولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، وإليها كان إسراء النبي -صلّى الله عليه وسلّم-، ومنها عُرِج به إلى السماوات، وفيها صلّى إماماً بالأنبياء، وقد جاء فضلها في القرآن الكريم، حيث دلّت الآيات على أنّ الله -تعالى- باركها وما حولها، قال -تعالى-: (سُبحانَ الَّذي أَسرى بِعَبدِهِ لَيلًا مِنَ المَسجِدِ الحَرامِ إِلَى المَسجِدِ الأَقصَى الَّذي بارَكنا حَولَهُ لِنُرِيَهُ مِن آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّميعُ البَصيرُ)، وحثّ رسول الله على شدّ الرحال لها، فقال: (لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إلى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِي هذا، وَمَسْجِدِ الحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الأقْصَى).
– ووردت العديد من الأحاديث الدالّة على فضل القدس وأهمّيتها وفضل الصلاة فيها، ويعود أصل سكّانها الأصليين إلى الكنعانيين المتجذّرة أصولهم من العرب وقد بُنيت فيها المعالم العديدة، والأسواق، والمدارس، والمساجد، والجمعيات، وأوقف العديد من الناس أراضيهم المجاورة لها، وكلّ ذلك كان نتيجة اهتمام الحكّام فيها على مرّ العصور، ومن المعالم المقدّسة فيها: مسجد قبة الصخرة، والمسجد الأقصى، والحرم المقدسي.
– وبيت المقدس هي الأرض المقصودة في قول الله -تعالى-: (وَنَجَّيناهُ وَلوطًا إِلَى الأَرضِ الَّتي بارَكنا فيها لِلعالَمينَ)، وقوله: (يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّـهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ)، فقد قال ابن عباس إن الأرض المباركة هي بيت المقدس، وهي أكثر أرضٍ أرسل الله -تعالى- إليها أنبياءه.
– أمّا البركة فتشمل ما أنبته الله بأراضيها من أصناف الزّروع والثمار، وتشمل مكانتها الدينية، وهي أرض الرباط والمحشر والمنشر، وجزء من جنة الله على أرضه.
– والصلاة فيها سببٌ لمغفرة الذنوب، وبحسب ما ورد في الأحاديث فإن الصلاة فيها تعدل من ألف صلاةٍ إلى خمسين ألف صلاة، وقد حرص العديد من الصحابة على الإحرام منها في الحج والعمرة؛ كعمر بن الخطاب، وسعيد بن العاص، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن عمر، وغيرهم -رضي الله عنهم-، وقد حظيت باهتمام الخلفاء الراشدين اهتماماً كبيراً، فقد وجّه إليها أبو بكر الجيوش من أجل فتحها، لكنه تُوفّي قبل أن يتمّ الأمر، ففعله عمر بن الخطاب، وتوجّه إليها وقام بفتحها، ثمّ كتب العهدة العمرية، وعيّن فيها عبادة بن الصامت قاضياً ومعلماً، وبنى المسجد العمري، ثمّ في عهد عثمان بن عفان أمر بوقف سلوان من أجل ضعفاء المسلمين، ويعدّ بيت المقدس أحد الأماكن التي أُنزلت فيه الرسالة على سيّدنا محمد، بدليل حادثة الإسراء والمعراج التي كانت منه وإليه، والتي تجلّت فيها نبوّة محمد -صلّى الله عليه وسلّم-، وفي بيت المقدس أمّة سيّدنا محمد التي وعدها الله -تعالى- بالنّصر على الأعداء إلى يوم القيامة.

أهمية القدس للمسيحيين

– يجلّ المسيحيون القدس لأسباب مختلفة، منها تاريخها الذي ورد ذكره في العهد القديم، إضافة إلى لعبها دورًا محوريًا في حياة يسوع. ينص العهد الجديد أن يسوع أًحضر إلى المدينة بعد ولادته بفترة قصيرة، وتذكر التقاليد المسيحية أنه قام لاحقًا بتطهير معبد حيرود من الأصنام الرومانية التي وضعها الملك حيرود داخله، وأنه قلب موائد الصيارفة وكراسي باعة الحمام ولم يدع أحدًا يجتاز الهيكل بمتاع.
– ويؤمن البعض أن العليّة حيث تناول يسوع وتلاميذه العشاء الأخير، تقع على جبل صهيون في ذات المبنى حيث يقع ضريح الملك داود – ومن المواقع المسيحية المقدسة في المدينة أيضًا، التلّة المعروفة باسم “جلجثة”، وهي موقع صلب يسوع بحسب الإيمان المسيحي.
– ويصف إنجيل يوحنا هذه التلّة بأنها تقع خارج القدس، إلا أن بعض الحفريات أظهرت مؤخرًا أنها تقع على بُعد مسافة قليلة من البلدة القديمة داخل حدود المدينة الحاليّة.
– أمّا أقدس الأماكن المسيحية في القدس والعالم المسيحي فهي كنيسة القيامة، التي يحج إليها المسيحيون من مختلف أنحاء العالم منذ حوالي ألفيّ سنة، ويقول بعض الخبراء والمؤرخين أنها أكثر المواقع احتمالاً بأن تكون قد شُيدت على الجلجثة.

مكانة القدس في الإسلام

إذا كان لكلّ الأديان شيء في القدس، فإنّ المُسلمين لهم فيها كلّ شيء، ربّما لهذا تعدّ مكانة القدس مختلفة لديهم عن باقي الأديان كلّها، وعلى الرغم من انتهاك الكثير من أجزاء فلسطين الحبيبة إلّا أنّها ستكون دومًا للمسلمين، إنّ عقد حق المسلمين الشرعي فيها مكتوب بالدماء لا بحبر الأقلام، وهذا ينطبق على كلّ الأماكن المُحتلّة فيها سواء عكا أم الناصرة أم حيفا أم أراضي فسلطين الحبيبة الأخرى. على الرغم من تَخاذٌل المٌتخاذلين تجاه القدس الحبيبة، إلّا أنّ الظّلم لا يستمرّ، لا بُدّ من أن تعود الحقوق لأصحابها يومًا ما وتُزهر القدس من جديد، وتُزهر القلوب بورود فلسطين مجددًا، وسيدفع الظّالم ثمن ظلمه، فالحقّ حقّ الله لا يتركه أبدًا، فالقدس أقوى من كلّ شيء، القدس أوضح من الشمس، وإذا كان الشعراء ينعون القدس في قصائدهم اليوم، فغدًا ينعيها الظّالمون أبدًا، ويتجلّى روعة وصْف مكانة المسجد الأقصى والحزن على فقده في أبيات من قصيدة الشاعر عبد الرحمن العشماوي حين قال:
يا قبَّة المسجِدِ الأقصى أراكِ على
مرمى الحَصاةِ، وقدْ أُحْكِمتِ إغلاقا
نُشاهِدُ المسجد الأقصى بأعينن
وقدْ ملأنا بهِ قلبًا وأحداقا
تراهُ أعيُنُنا، والعجزُ يقتلُنا
غمًَّا، ويؤلِمُنا حُزْنًا وإرْهاقا
لذلك إنّ المكانة العظيمة للقدس ممتدّة من الماضي إلى المُستقبل، وستظلّ هذه المكانة قائمة أبدًا، وحّق المسلمين فيها لا يُمكن أن تُنكره القلوب حتى وإن أنكرته الألسنة، وتتّضح عظمة القدس في أنّ الرسول أمر بأنّ الرحال لا تُشدّ إلّا لثلاثة منها المسجد الأقصى، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “لا تُشدّ الرّحال إلّا إلى ثلاثة مساجد؛ المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى”، فالحق واضح حتى وإن كره المُعتدون.

أهمية القدس عند اليهود

– أصبحت مدينة القدس مدينة مقدسة عند اليهود بعد أن فتحها النبي والملك داود وجعلها عاصمة مملكة إسرائيل الموحدة في القرن العاشر قبل الميلاد. وكانت القدس تحوي الهيكل الذي بناه سليمان بن داود، الذي يسميه اليهود “هيكل سليمان”، بالإضافة إلى هيكل أو معبد حيرود الذي شُيّد في وقت لاحق بعد أن هُدم الهيكل الأوّل. ورد ذكر هذا الهيكل 632 مرّة في الكتاب المقدس، وما زال اليهود اليوم يتعبدون عند حائط البراق أو حائط المبكى، الذي يؤمنون بأنه كل ما تبقى من المعبد القديم، ويُشكل هذا الحائط ثاني أقدس الأماكن في اليهودية بعد “قدس الأقداس”. وتعد مدينة القدس من المدن المقدسة الأربعة في الديانة اليهودية.
– تُبنى جميع الكنس في العالم ومحرابها يواجه القدس، أما محاريب كنس القدس فتواجه «قدس الأقداس» وتنص التوراة الشفهية والشريعة اليهودية أن الصلاة يجب أن تتلى في اتجاه القدس وهيكل حيرود، والكثير من الأسر اليهودية تضع لويحة «مزراح» على إحدى جدران منزلها لتحديد قبلة الصلاة وذُكرت القدس في التناخ 669 مرّة، وذُكر اسم «صهيون» التي يقصد بها اليهود المدينة تارة وفلسطين ككل تارة أخرى، 154 مرّة.



218 Views