من أهم شعراء الحكمة في العصر العباسي كذلك سنتحدث عن خصائص شعر الحكمة وما هو تعريف شعر الحكمة كذلك سنتحدث عن شعراء الوصف في العصر العباسي كل تلك الموضوعات تجدونها من خلال مقالنا هذا.
من أهم شعراء الحكمة في العصر العباسي
1-المتنبي
هو أبو الطيّب أحمد بن الحُسَين الكنديّ، وُلد في الكوفة سنة 303 هجريّة، كانت أفضل فترات حياتِه إلى جانب سيف الدولة الحمداني، فقد كان مُقرّبًا من سيف الدولة، يعدّ المتنبي من أشهر شعراء العرب، فقد كان متمكنًا من اللغة العربيَّة، ويَعرف قواعدها وألفاظها ومفرداتها، كان نادرة الزمان وأعجوبةً في ذلك العصر، وما يزالُ شعر مصدر الإلهام لكثير من الشعراء حتّى الوقت الحاضر، كتب في أغراض الشعر العربي ومنها الحكمة والمديح، وتوفّي المتنبّي عام 354 هجريّة.
2-أبو تمام
هو حبيب بن أوس الطائيّ، الذي يُعرف باسم أبي تمّام، من الشعراء العباسيين، شاعر ذو شعر قوي وجَزِل الألفاظ، كتب في أغراض الشعر مثل الفخر والحماسة والحكمة، وقد ولد في سوريا وتوفّي في الموصل، وقد أحبَّه أهل الموصل كثيرًا، ترك إرثًا شعريًّا عظيمًا لا يُستهانُ به، وما تزالُ أشعاره محبوبةً ومعروفة.
3-أبو العلاء المعري
هو أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعريّ، هو من شعراء وفلاسفة وحكماء العصر العباسيّ، عالم باللغة والادب، وُلد في معرّة النعمان عام 363 هجريّة، وتوفّي المعرّة أيضًّا عام 449 هجريّة، كان له آراء وفلسفة خاصّة في الدين حتّى اتُهِم بالزندقة، وقد كان ذكيًا حافظًا متوقّدَ الخاطر، وله دواوين شعر كثيرة.
4-ابن الرومي
هو عليّ ابن العباس ابن جريج، واشتُهر بابن الرومي، وُلد في بغداد وهو من شعراء الحكمة في العصر العباسي، ولد في بغداد وكانت أمُّه من أصل فارسيّ، كتب في معظم أغراض الشعر العربي من فخر وهجاء وحماسة وحكمة وغزل ووصف، وكان شعره صادقًا معبّرًا عن مكنونات نفسه، توفّي مسمومًا في بغداد.
5-أبو فراس الحمدانيّ
هو الحارث بن حمدان بن حمدون الحمداني، كنيتُه أبو فراس، ولد في الموصل عام 320 هجريّة، عاش في كنف ابن عمه سيف الدولة الحمدانيّ، عاش في حلب ودرس الفروسيّة والأدب، أُسِرَ أبو فراس في القسطنطينية وطال أسره إلى ما يُقارب السبع سنوات، ولم يَفْتدِه ابن عمّه سيف الدولة، فحزن حزنًا شديدًا، ولكنّه صبر حتّى تمّ فداؤه، توفّي عام 357 هجريّة، تاركًا وراءه أشعارًا عظيمة، وهو من شعراء الحكمة في العصر العباسي.
خصائص شعر الحكمة
1- يتم من خلال هذا النوع من الشعر التعبير عن التجارب والخبرات التي مرَّ فيها الشاعر وذا في الحياة الخاصة به، وهذا من خلال التنوع، إلى جانب استخدام العديد من المحسنات ذات الطابع البديعي وكذلك اللفظي.
2- يتم طرح المواضيع التي تعمل على حمل المادة الطريفة وإتاحتها وهذا من أجل تأديب الناشئة، إلى جانب حث الناشئة هؤلاء على التحلي بالأخلاق الفاضلة.
3-يعتمد الشاعر في شعر الحكمة على المقدمة الطلليّة، حيث أنَّه يتطرق إلى ذكر الحنين إلى الماضي، ومن خلاله يعمل الشاعر على التعبير عن الخبرات التي حصل عليها من الحياة.
في هذا النوع من الشعر يتم تصوير الطبيعة والعناصر التي تتكون منها، إلى جانب العمل على وصف الصحراء وهذا من ضمن المقدمات الطلليّة.
4-يعمل شعر الحكمة على استخدام وتوظيف الكثير من الصور الشعرية إلى جانب التشبيهات التي تعمل على تعميق الفكرة من النص، وفي البعض من الأحيان فإنَّ هذا الأمر يعمل على جعل الشعر غامض وهذا كاستخدام الرمز في الشعر على سبيل المثال.
5-يتمتع شعر الحكمة بخلوه من كل من التكلُّف وكذلك البعد تماماً عن الألفاظ الصعبة إلى جانب البعد عن التعقيدات؛ ويعود السبب في هذا إلى الشعر الواضح، فإنَّ ألفاظه تبعاً لهذا واضحة وبالتالي لا نجد اللبس من حيث فهمها.
6-إفساح المجال الكبير والواسع وهذا أما الأخلاق الحميدة وبالتالي العمل على تصويرها، وهذا كأخلاق الكرم، والحياء، والعفَّة إلى جانب الصبر كذلك.
تعريف شعر الحكمة
لقد كان للشعر انواع كثيرة لكل منها هدف معين، وللشعر العديد من الاغراض منها شعر الحكمة وقد بدا انتشار شعر الكمة بشكل كبير في العصر العباسي حيث يقوم الشاعر في قصائد الحكمة بنقل التجارب والحكم التي تعلمها من الحياة على هيئة ابيات شعرية يتلخص فيها حكم الحياة وتجاربها، والحكمة تعتبر قول بليغ صادق يتوافق معه العقل والمنطق وقد انتشر وازدهر شعر الحكمة في العصر العباسي لعدة اسباب منها تاثر الشعراء في ذلك العصر بالحكمة اليونانية والحكمة الهندية اضافة الى الرغبة في تبصير الناس من خلال تجارب الحياة فالشاعر عندما ينقل خلاصة حكم حياة الاخرين فهو يريد بذلك عدم وقوع الغير في مثل ما وقع به من سبقهم.
شعراء الوصف في العصر العباسي
1-أبو نواس
هو الحسن بن هانئ بن عبد الأول بن صباح الحكمي كان شاعر العراق في عصره، ولد في الأهواز من بلاد خوزستان في سنة 164هـ/763 م ونشأ بالبصرة، ورحل إلى بغداد كان جده مولى للجراح بن عبد الله الحكمي، أمير خراسان، فنسب إليه، وتوفّي في 198هـ/ 813م، ومن أشهر قصائده ما يأتي:
وكأنَّ سعدى إذْ تودعن
وقَدِ اشْرَأبَّ الدَّمعُ أنْ يكِفَا
رشأٌ تواصينَ القيانُ بهِ
حتى عقدنَ بأذنهِ شنفا
فالحبّ ظهْرٌ أنْتَ راكِبُهُ
فإذا صرفْتَ عِنانَهُ انْصَرَفَا
2-البحتري
هو الوليد بن عبيد بن يحيى الطائي أبو عبادة البحتري، شاعر كبير ولد عام 206 – 284 هـ و توفي عام 821 – 897 م، يقال لشعره سلاسل الذهب، وقال انقاد الغربين أنهم يرون البحتري أقل فطنة من المتنبي و أوفر شاعرية من أبي تمام، ولد في مدينة بنمنبج بين حلب والفرات ورحل إلى العراق، ومن أشهر قصائده ما يأتي:
بعَدُوّكَ الحِدْثُ الجَليلُ الوَاقِعُ
وَلِمَنْ يُكَايدُكَ الحِمَامُ الفَاجِعُ
قُلْنَا لَعاً لَمّا عَثَرْتَ وَلاَ تَزَلْ
نُوَبُ اللّيَالي وَهيَ عَنكَ رَوَاجِعُ
وَلَرُبّمَا عَثَرَ الجَوَادُ وَشَأوُهُ
مُتَقَدّمٌ وَنَبَا الحُسَامُ القاطعُ
3-ابن الرومي
هو علي بن العباس بن جريج الرومي، شاعر من طبقة بشار والمتنبي، رومي الأصل، وُلد عام 221هـ/836م، ولد ونشأ ببغداد، ومات في 283 هـ/869م مسمومًا، قال المرزباني: لا أعلم أنه مدح أحداً من رئيس أو مرؤوس إلا وعاد إليه فهجاه ، ومن أشهر قصائده ما يأتي:
ضحك الربيعُ إلى بكى الديم
وغدا يسوى النبتَ بالقممِ
من بين أخضرَ لابسٍ كمماً
خضرا، وأزهرَ غير ذي كُمَم
متلاحق الأطراف متسقٌ
فكأنَّه قد طُمَّ بالجَلم
