مفهوم فلسفة التاريخ

كتابة فريدة مهدي - تاريخ الكتابة: 25 فبراير, 2023 8:55
مفهوم فلسفة التاريخ


مفهوم فلسفة التاريخ كما سنتحدث كذلك عن ما هي أهداف فلسفة التاريخ؟ و نشأة فلسفة التاريخ و ما هي فروع الفلسفة؟ كل تلك الموضوعات تجدونها من خلال مقالنا هذا.

مفهوم فلسفة التاريخ

يمكن تعريف فلسفة التاريخ Philosophy of history أنها دراسة الأسس النظرية للتطبيقات والممارسات والتغيرات الاجتماعية الحاصلة على مدى التاريخ، كما يمكن تعريفها على أنها دراسة التاريخ دراسة عقلية ناقدة ترفض جميع الخرافات وتنقح التاريخ من الأساطير والقصص والمبالغات وكل رواية غير مقبولة عقلياً أو محتملة الشك، وهو فرع من فروع الفلسفة التي تهتم بدراسة التاريخ من منظور فلسفي. ومن أشهر الفلاسفة الذين أبدوا اهتماماً بهذا المصطلح، هما: ابن خلدون والفيلسوف هيجل، وميشال فوكو.

ما هي أهداف فلسفة التاريخ؟

1-الأهداف التعليلية:
يلجأ المؤرخ العادي إلى التعليل ولكنه يتغير بشكل دائم في استنباطه للأسباب بواقعة جزئية أو محددة، وبذلك يبقى ملتزماً بأطر التاريخ أو مقولاته، أما فيلسوف التاريخ فيختزل العلل والأسباب الجزئية للحوادث الفردية إلى علة أو علتين أو قد تزيد وذلك حسب تقدير يفسر في ضوئها التاريخ العالمي، وهذا الأمر قد يقتضي منه إعادة تشكيل وقائع التاريخ ليقدم منها صور عقلية.
2-الأهداف الكلية:
تبدو حوادث التاريخ أمام الفيلسوف مشتتة لا رابط بينها، وعبارة عن أكوامٍ تتراكم فوق بعضها، لهذا فهو يرفض أن يكون التاريخ فوضى من الأحداث والمصادفات الكوارث التي تتلاحق ببعضها، وتتخللها ومضات قصيرة من السعادة، فيطلب الفيلسوف في الوحدة العضوية بين هذه الأجزاء، حيث إنّ نقطة البدء في فلسفة التاريخ تبدأ من تكامل الأجزاء وترابط الوقائع، حيث يتشكل من ذلك كله ما يسمى بالتاريخ العالمي، لذلك فإنّ فلسفة التاريخ لا تقف عند عصر معين ولا تكتفي أيضاً بمجتمع خاص، بل تضم العالم بأجمعه في إطار واحد يربط بين الماضي والحاضر الذي يدون فيه الفيلسوف نظريته، وقد يمتد تفسيره إلى المستقبل أيضاً.
3-واقع الإنسانية ومستقبلها:
هو جوهر الأهداف التي تدعو إليها فلسفة التاريخ، فقد كان للتطور الذي شهدته فلسفة العلم نتائج مهمة على العديد من حقول المعرفة، فقد كانت القضية الأكثر إثارة هي رفض مفهوم الحقيقة المطلقة وارتقاء مفهوم الحقيقة النسبية، وصدى هذا التطور العلمي على العلوم الإنسانية تجاوز جميع الأبعاد التي يمكن تصورها، ففي الفلسفة أصبحت المسائل الفلسفية التي تتعلق بمعنى الحياة كالسعادة والحرية قابلة لفهم إنساني قد يصل إلى حد التناقص، وذلك حسب الانتماء الاجتماعي أو السياسي، مما أصبح أمرأ مستحيلاً القول بإمكانية وجود فلسفة اجتماعية واحدة.

نشأة فلسفة التاريخ

إن ما أودى بالإنسان إلى الفلسفة هي فطرته المتأصلة في أعماقه على حبّ الاستطلاع والبحث في أصول الأشياء وعللها وعلاقة بعضها ببعض، ولا وجود لدافع أقوى من هذه الفطرة التي يرتبط نموها بنمو عقل الانسان، فلا تملك إلا أن تحثّه هذه الفطرة على الاستبصار في حقائق هذا الوجود والتمعن في أساس هذه الحياة، حيث أن الإنسان يحسّ من نفسه الجهل فيشك فينظر فيفكر ومن ثمّ يسخرّ كل ما توصل إليه لأن يعمل به في الحياة العملية. ولكن إذا ما استعملنا كلمة فيلسوف بدقة فسنرى أنها لا تطلق على من ينظر إلى الشيء ويتأمله فيشك فيه ويفحصه ثم يرى فيه رأيًا يعتقده ويتمسك به فحسب، فليس كلّ من رسم في زاوية ورقة ما غدا رسّامًا، ولا من أصلح باب بيته المعطوب غدا نجّارًا، وإنما الرسّام أو النجّار هو من اتخذ ذلك العمل حرفةً له في حياته بعد مثابرة أكسبته مرونة وبراعة فضلاً عن التعليم الأكاديمي الذي لوحده لن يوفر الجهد أو الوقت في اكتساب المهارة.

ما هي فروع الفلسفة؟

1-الميتافيزيقيا Metaphysics
يدرس الميتافيزيقيون أنواع الكيانات الموجودة في هذا العالم، وطبيعة العناصر التي تكوّن العالم، وكذلك الطريقة تفسّر حدوث الأشياء وارتباطها ببعضها البعض.
2-القيم Values
وهنا يدرس فلاسفة القيم، الأخلاقَ والسياسة والفنون من بين مواضيع أخرى كثيرة. على سبيل المثال، ما الذي يجعل تصرفات معيّنة خاطئة؟ أو كيف نحدّد ما إذا كان شخصٌ ما جيّدًا أم لا؟ أو ما الذي يجعل مجتمعًا معيّنًا عادلاً…الخ.
هنالك العديد من الفروع الثانوية الأخرى التي تتفرّع من فروع الفلسفة الأربعة هذه. كما أنّ حقول المعرفة الأخرى كالعلوم والفنون والأدب والأديان، لها فلسفتها الخاصّة المرتبطة بها. بالإضافة إلى ذلك، يوجد العديد من النقاشات الفلسفية الفريدة حول مجموعات سكانية أو مجتمعات محدّدة، مثل الفلسفة النسوية والفلسفة الإفريقية وغيرها.
ومن هنا نجد أنّ الفلسفة عالم واسع متداخل مع الكثير من العلوم والمجالات الأخرى، وهو أمرٌ لا غرابة فيه، فإن كنت تريد فهم الوجود بأكمله، ستحتاج حتمًا إلى الاستعانة بكلّ ما في هذا الوجود لتحقيق هدفك.



115 Views