مفهوم السعادة في الفلسفة

كتابة لطيفة السهلي - تاريخ الكتابة: 19 مايو, 2020 11:06 - آخر تحديث : 20 مايو, 2020 12:12
مفهوم السعادة في الفلسفة


مفهوم السعادة في الفلسفة وماهو معنى السعادة الحقيقي سنتعرف عليه من خلال هذه السطور.

السعادة

قد يختلف تعريف مفهوم السعادة بين فرد وآخر، غير أن الجميع يتفق على أن السعادة هي ذلك الشعور الذي يمكن للناس جميعًا أن يشعروا به ويمتلكوه بالرغم من اختلاف المكان والزمان، وكذلك رغم اختلاف طباع الناس واهتماماتهم وآرائهم.

فلسفة السعادة

فلسفة السعادة هي الاهتمام الفلسفي بوجود، طبيعة، ونيل السعادة. يعتقد الفلاسفة أن السعادة يمكن أن تُفهم كغاية أخلاقية للحياة أو كشكل من أشكال الصدفة، وفي الحقيقة، يرادف مصطلح السعادة مصطلح الحظ في الكثير من اللغات الأوروبية. ومن ثم، فمن المعتاد أن يفسر الفلاسفة السعادة على أنها حالة عقلية، أو أنها حياة يعيشها من يقودها على نحو جيد.

 السعادة في تاريخ الفكر الفلسفي

احتل مفهوم السعادة في تاريخ الفكر الفلسفي موقعاً خاصاً في علم الأخلاق. وعند معظم الفلاسفة من الفيلسوف اليوناني سقراط وانتهاءً بالفيلسوف البريطاني برنتراند راسل مروراً بالفيلسوف الإسلامي الفارابي.
فضلاً عن وجود عشرات الأقوال المأثورة الصادرة على لسان الحكماء. والسعادة بوصفها مفهوماً، وإن تغير معناه واغتنى، فإنه من المفاهيم التي لا يصيبها البِلى بسبب ارتباطه بحياة الإنسان المعيشية.
لا أريد أن أثقل القارئ بأقوال الفلاسفة ونظرياتهم. حسبي أن أقدم، وفق زاوية رؤيتي للسعادة، المعنى الجوهري لهذا المفهوم.
أعرف السعادة مؤقتاً عن طريق السلب بالقول: السعادة تحرر الفرد من الحرمان والخوف.
الحرمان بتعريفي هو: وجود حاجات مادية وروحية واقعية ومعقولة لدى الفرد لا يستطيع الفرد تحقيقها بسبب عوامل متعددة ليس هو المسؤول عنها. وإذ أشرت إلى حاجات واقعية ومعقولة فهذا كي أميز بين الأحلام الفردية الخاصة التي لا ترتبط بالشروط الخارجية كحلم إنسان ما أن يصبح كاتباً مشهوراً دون أن ينطوي على موهبة الكتابة والمعرفة التي تجعله كذلك.
فحاجات الإنسان المتعلقة بالحياة الكريمة كالحفاظ على الجسد سليماً وحق الاستشفاء إن مرض وامتلاك البيت الإنساني والقدرة على توفير الغذاء والكساء والحصول على التعليم والمعرفة وعلى العمل المطابق والقدرة على الاستمتاع بمنجزات العلم والحضارة كلها حاجات مشتركة بين بني البشر. إن عدم تحقق وتحقيق هذه الحاجات وما شابهها هو الحرمان الذي يولد الشقاوة أو الشقاء والعكس يوفر السعادة.
وليس تلبية الحاجات الروحية بأقل أهمية من تلبية الحاجات الجسدية بل قل إن التمييز بين السعادة الروحية والسعادة الجسدية والفصل بينهما أمر مستحيل.
أما التحرر من الخوف فهو الشرط الضروري للحياة الطبيعية. فلا تقوم سعادة والكائن خائف من الجوع وخائف من السلطة الاستبدادية وخائف من المستقبل وخائف من القتل والحرب.
بل إن الخوف على الحياة يدفع الكائن البشري الخائف للهجرة إلى أي مكان يشعر فيه بالأمان متخلياً عن مسقط رأسه ومرابع طفولته وبيته. لقد غامر مئات الآلاف في ركوب البحر راحلين من بلادهم طلباً للأمان وخوفاً على الحياة.
والسعادة شعور بالسعادة، أي لا تنفصل السعادة عن الشعور بها، فالشعور هنا يمنح الكائن متعة الحفاظ عليه، الحفاظ على الشروط التي والدته والدفاع عنها، ومن هنا لا انفصال بين الوطن والسعادة. ولهذا فأي تراجيديا أكثر مأساوية من أن تغادر وطنك لتبحث عن السعادة في أوطان الآخرين!

مفهوم السعادة في المجتمع المعاصر

إن الإنسانية الحديثة أنجزت خطوات عملاقة من التقدم والرقي الحضاري بفضل ثورة العلم والتقنية لذا لا ننكر على الحضارة المعاصرة ما تتسم به من وفرة ورفاه أصبحا بمثابة السمة البارزة والمميزة لها وإذا كان الإنسان المعاصر ينعم برفاه العيش فإن الحياة السعيدة تكمن ولا شك في وفرة الإنتاج وكثافة الإستهلاك وهو ما جعل من الإنسان ذاتا مستهلكة شعارها ” ما أحسن الجديد” , وماهيتها “أنا أستهلك إذن أنا موجود” .وفي هذا السياق لنا أن نتساءل عن مفهوم السعادة .فأي معنى للسعادة اليوم؟ وبأي معنى نتمثل علاقة السعادة بالرفاه والوفرة داخل حضارتنا المعاصرة ؟ وألا يمكن أن تتحول أخلاق الرفاه هذه إلى ظاهر يخفي حقيقة هي اغتراب الإنسان المعاصر أخلاقيا وبالتالي عبوديته للمجتمعات الإستهلاكية ؟ وهل من سبيل إلى السعادة ؟
إن المفهوم السائد للسعادة اليوم لا يعني الميل الطبيعي عند كل فرد إلى تحقيقها لنفسه بل وعلى النقيض من ذلك تماما يفيد مفهوم السعادة مصطلحا إيديولوجيا يعبر عن أسطورة السعادة وتعني عند “جون بودريار” أسطورة الديمقراطية وأسطورة المساواة .لقد نجحت الحضارة الغربية -المجتمعات الحديثة – أيما نجاح منذ الثورة الصناعية وما تلاها من تقدم تقني لا مثيل له,, في جعل السعادة مطلبا كونيا مشتركا بين البشر وفي جعلها المرجع المطلق للمجتمعات الإستهلاكية .

فما المقصود إذن بالسعادة في المجتمع الإستهلاكي ؟

تتحدد السعادة من خلال وظيفتها الأيديولوجية ومن خلال مقاييس مرئية تحول السعادة إلى رفاه للجميع ومتعة للجميع باعتبار أن المجتمع الإستهلاكي يعرف بالأساس بكونه مجتمعا رأسماليا أو ليبراليا وهذا الوضع الكوني هو ما تحقق مع العولمة اللإقتصادية .فالسعادة إذن حاملة لأسطورة المساواة ويجب أن تكون قابلة للقيس فرغد العيش محكوم اليوم بأشياء وعلامات تسمى بالإشهار ويسمى رغد العيش بدوره رفاه.
متطلبات السعادة
الاكتفاء المادي.
الصحة البدنية.
تحقيق الإنجاز والأهداف.
القدرة على تجاهل المشاعر السلبية.
أنواع السعادة
السعادة قصيرة المدى: وهي التي ترتبط بإنجاز عمل معين.
السعادة طويلة المدى: وهي سلسلة متواصلة من بواعث السعادة قصيرة المدى.

نصائح مهمة لتكون أكثر سعادة في الحياة

1- النظرة الإيجابيّة للذات والحياة:
إنّ السعادة تكمُن بنوع نظرتك لذاتك وللحياة التي تعيشها، فإذا كانت هذهِ النظرة سلبيّة فإنّ حياتك ستتحول لجحيمٍ لا يُطاق وستمتلئ بالتعاسة والحزن، أمّا في حال كانت نظرتك لحياتك وذاتك إيجابيّة فإنّ حياتك ستتحول لحديقةٍ كبيرة مليئة بأزهار السعادة والفرح.
2- الذكريات الجميلة:
يُمكنك أن تحصل على السعادة المطلقة في الحياة، عن طريق تطبيقك لبعض القواعد والعمليّات البسيطة بشكلٍ يومي ودائم، كأن تسترجع مثلًا كل الذكريات الجميلة والأيّام المميزة التي سبق وعشتها في الماضي، وذلك لأنّ هذهِ الطريقة تساهمُ في تخليصك من كل النقاط المزعجة والسلبيّة المختزنة في داخلك وعقلك والتي تتسببُ في حزنك وإحباطكَ.
3- التسامح:
لا شيئ من الممكن أن يمنحك السعادة في الحياة أكثر من قدرتك على التسامح مع نفسك ومع الأخرين، ويكون هذا عن طريق التخلّص من كل أشكال الشكوى والتذمّر، وعن طريق الغفران للآخرين وعدم التفكير بكل الأخطاء التي ارتكبوها بحقك، بالإضافة للتسامح مع نفسك وعدم معاقبتها على أخطاء الماضي.
4- التحدّث مع الأصدقاء:
إنّ الأصدقاء يلعبون دورًا مهمًا في الحياة، ويؤثرون على مقدار السعادة التي تعيشها، لهذا عليك أن تحيط نفسك بمجموعةٍ من الأصدقاء الأوفياء، وأن تتحدث معهم بمختلف أمور وجوانب الحياة، وأن تستغل فرص الإجازات والعطل الرسميّة للاجتماع معهم، والذهب في رحلاتٍ ترفيهيّة مميزة.
5- الاستمتاع بالحاضر:
لكي تشعر بالمزيد من السعادة في الحياة، عليك ان تتعلّم كيف تستمتع باليوم الحاضر الذي تعيشه، وأن تستغل كل النقاط الإيجابيّة فيهِ، بدلًا من التفكير بالماضي المزعج، أو حتّى التفكير المبالغ فيهِ بالمستقبل.
6- التقرّب من الله سبحانه وتعالى:
إنّ التقرّب من الله سبحانه وتعالى، والانخراط بأداء العبادات اليوميّة، يُساهم وبشكلٍ كبير في غرس مبادئ السعادة والراحة النفسيّة في حياة الإنسان، وذلك لأنّ التقرب من الله يجعل الإنسان يشعر بالأمان الذي لا نهاية لهُ، ويُبعدهُ عن كل مشاعر الخوف الذي يولّد الحزن في حياتهِ.
7- عدم الانغراس بالعمل بشكلٍ مبالغ:
إنّ انغراس الإنسان في عمله بشكلٍ مبالغ فيهِ، يؤثر سلبًا على راحتهِ النفسيّة وسعادتهِ، لهذا عليك أن تعمل بشكلٍ معتدل وألّا تكرس حياتك كلها فقط للعمل، ويكون هذا عن طريق استغلال العطل الصيفيّة والإجازات الإسبوعيّة لتقضيها مع أفراد عائلتك أو أصدقائك، ولتمارس فيها العديد من النشاطات التي تجعلك تشعر بالمتعة والسعادة.
8- التحلّي بصفة القناعة:
من الضروري جدًا أن تتحلّى بصفة القناعة والرضى عن الذات وعن كل ما منحك إياهُ الله سبحانه وتعالى، وذلك لكي تشعر بالسعادة المطلقة في الحياة، وتذكر بأنّ عدم القناعة سيجعلك تشعر دائمًا بالاستياء والإحباط الذي سيولّدُ لك شعورًا بالحزن والتعاسة مع الأيّام.



798 Views