مفهوم الرؤية السردية

كتابة حنان الشهري - تاريخ الكتابة: 28 أبريل, 2022 2:07
مفهوم الرؤية السردية


مفهوم الرؤية السردية كما سنتحدث كذلك عن أنواع الرؤية السردية في القصة و ما معنى المنظور السردي و الأشكال الأدبية للنمط السردي كل تلك الموضوعات تجدونها من خلال مقالنا هذا.

مفهوم الرؤية السردية

الرؤية السردية هي أحد أعمدة العمل الروائي، حيث يعتمد عليها الخطاب الأساسي والحديث، كما تعكس الطبيعة التي يريد الراوي أن يوضحها، فقد تؤثر بشكل محوري وأساسي على الشكل النهائي للعمل، وقد تأخذ العمل في مسار خاص ومختلف عن طبيعة الرواية، ولا سيما أن الرؤية السردية تعتمد بشكل أساسي على الأسلوب الأدبي ، لا يستطيع الراوي أن يشت عن الأساليب الأدبية، حتى لا يجد نفسه عازف عن الصيغة السردية الأساسية، كما يجب أن يكون الراوي على علم كافي بسمات وخصائص الأسلوب السردي، حتى يخرج عمل مميز يجمع بين العلم والمعرفة، وبين خصوبة مخيلة الراوي ومهارته.
ما هي الرؤية السردية
كثيراً لا يعرف ماهو السرد ، ويخلط بينه وبين الفنون الأدبية الأخرى كالحوار أو الوصف، في حين أنه نوع من أنواع النصوص الأدبية، والتي يحول من خلاله مجموعة من الأحداث والوقائع إلى نص مكتوب، ولا سيما أن من الواجب على الراوي اتباع التسلسل الزمني بأي شكل من الأشكال، واتباع أنماط النص السردي المتعارف عليها، حيث إن العزوف عن الترتيب الزمني من الأحداث، يحدث خلل كبير في النص، ويؤدي إلى تشتت القارئ وعدم قدرته على فهم واستيعاب النصوص، ليس فحسب بل يجب أن يراعي الراوي صاحب الرؤية السردية التطور في الأحداث، والاختلاف بين المواقف والأدوار، حتى لا يكون العمل ركيك وممل للمروي لهم.

أنواع الرؤية السردية في القصة

1-الرؤية من الخلف
في هذا النوع من أنواع الرؤية السردية يكون الراوي أكثر معرفة بالشخصيات وأسرارها من أي شخصية أخرى في الحكاية، فهو يعلم كل ما يدور في ذهن كل شخصية من شخصيات الحكاية، ويدرك من الحكاية ما لا تدركه أي شخصية أخرى في القصة، ومن أبرز مميزات هذا النوع من الرؤية السردية الشمولية، وحضور الراوي في كل مكان من الحكاية؛ إذ إنه يعرف كل ما يحصل في الحكاية وكل ما سيحصل فيها.
2-الرؤية من الخارج
في هذا النوع يكون الراوي أقل معرفة من شخصيات الحكاية، فهو يروي ما يراه من الخارج، ولا يوجد لديه أي معلومة عما يدور في ذهن الشخصيات، وما يختلج في صدورهم من مشاعر أو مخططات، فهو يرى ما هو ظاهر أمامه، ولا يستطيع الولوج إلى الأعماق واستعراض معرفته لمكنونات الشخصيات.
3-الرؤية المصاحبة
يتميّز هذا النوع بتعادل الراوي والشخصيات في الحكاية؛ إذ إنّ الراوي يعرف بمقدار ما تعرفه الشخصية في الحكاية، ويغلب على هذا النوع من الرؤية ضمير المتكلم، ومن الممكن أن يلجأ الراوي لاستخدام ضمير الغائب شرط أن يتساوى بالمعرفة مع الشخصيات الأخرى في الحكاية، وهذا النوع من أنواع الرؤية السردية يوجد بكثرة في السرد الذاتي.

ما معنى المنظور السردي

يعرف النص السردي بأنّه كلّ نص شفوي أو مكتوب، تقوم بنيته على سرد الحكاية الواقعية أو الخيالية، والسرد في أصله خطاب لغوي نثري ذو وظيفة مرجعية تُصوّر أو تُوهِم بتصوّر شخصيات وأحداث حقيقيّة مندرجان في إطار زمني ومكانيّ، يهدفُ في النهاية إلى الوصول لمعنى أخلاقيّ أو اجتماعيّ أو سياسيّ وغيرهم. وتتداخلُ فيه أشكال لغويّة أخرى كالحوار المتألّف من أحداث ترتيبا متسلسلًا أو منطقيًا متعمدًا، أو الوصف الذي يمنح القارئ القدرة على تمثل موضوع ما أو رؤية تموضع شخصية أو حدث ما في فضاء زماني ومكاني محدّد.

الأشكال الأدبية للنمط السردي

1-السرد المتقطع:
لا يتقيّد الراوي في هذا الشكل السردي بالتسلسل المنطقي لوقوع الأحداث، فيروي السارد الحكاية من آخر حدث عرفته، ثم ينتقل بعد ذلك للحديث عن حدث وقع في بدايتها معتمدًا على تقنيات مختلفة؛ كالحذف والتلخيص والاسترجاع والوصف.
2-السرد المتسلسل:
وهو السرد الذي يقوم على نظام خطي في سرد الزمن، إذ يتبع الراوي في قصته الترتيب المتدرج لوقوع الأحداث، ويُستخدَم هذا النظام في نصوص اليوميات أو السرد التاريخي.
3- السرد التناوبي:
الذي يُحكى بواسطة مجموعة من القصص بالتناوب، إذ تبدأ قصة ثم تتلوها أخرى، ثم يعود السارد إلى الأولى فالثانية وهكذا، ويشترط في هذا الشكل السردي وجود قواسم مشتركة بين الشخصيات والأحداث، ويُستخدَم هذا الشكل بكثرة في المسلسلات التلفزيونية.



300 Views