مفهوم الانتماء في علم النفس نتحدث عنه من خلال مقالنا هذا كما نذكر لكم مجموعة متنوعة أخرى من الفقرات المميزة مثل أنواع الانتماء وأهميّة الانتماء ثم الختام خصائص الانتماء تابعوا السطور القادمة
مفهوم الانتماء في علم النفس
يمكن القول إنّ الانتماء في علم النفس هو شعور مزروع بداخل كلّ فرد، يتولد وينمو مع الخبرات والتجارب، والذي بمقتضاه يتم قبوله كعضو من مجموعة أفراد، ولا يخفى على أحد أن حاجة الإنسان الفطرية لشعوره بالانتماء توازي حاجته للطعام والشراب، وأي من ضروريات استمراره في الحياة؛ لما للانتماء من أهمية في إكساب الإنسان الشعور بأن حياته أصبح لها قيم، مع إكسابه المقدرة على التكيف مع أحلك المصاعب المتعلقة بعواطفه؛ حيث قد يربط أحدهم مفهوم الانتماء بالشيء الذي يتعلق به أكثر من غيره؛ كالأصدقاء، أو دار العبادة، أو العشيرة التي ينتمي إليها، ولكن قد يختلف مقياس الانتماء من فرد لآخر بحيث يكون بمعتقد أحدهم أن يقتصر انتماؤه على شخص أو شخصين، وعند غيره قد يصل مقياس انتمائه حجم الأمة، أو البشرية باكملها.
أنواع الانتماء
يقسم الانتماء إلى مجموعة من الأنواع التالية:
-الانتماء الديني
هو من أنواع الانتماء المهمة، والتي ترتبط بانتماء الإنسان إلى الدين من خلال المعرفة الشاملة، والكافية بقواعدهِ، وأحكامه، والمبادئ الخاصة بهِ، والحرص على تطبيقها تطبيقاً صحيحاً، وسليماً ممّا يؤدّي إلى عكس صورةٍ إيجابية عن الإنسان، وهذا ما يدعو له الإسلام الذي يعتمد على احترام حقوق كافة الناس من الديانات الأخرى، فيحرِص على تطبيق التعايش، والتفاهم بين كافة مكونات المجتمع الواحد
-الانتماء الوطني
هو من أهم أنواع الانتماء، فعندما يحافظ الإنسان على انتمائه لوطنه، وأرضه يتمكن عندها من تحقيق مفهوم ومعنى الانتماء الذي يرتبط بتحقيق مفهوم المواطنة، والتي تشير إلى كافة المبادئ، والحقوق، والواجبات التي يتميز بها المواطن داخل الدولة التي يعيش فيها، ويعتبر جزءاً من أجزاء المجتمع البشري فيها، فيكون تعزيز الانتماء الوطني من خلال المحافظة على الوطن، والسعي إلى النهوض بكافة قطاعات العمل فيه، من أجل نموه، وتطوره.
-الانتماء الفكري
هو الانتماء الذي يرتبط بالتقيد بفكرة ما، أو بمجموعة من الأفكار ضمن إطار معين، ويسعى الإنسان الذي ينتمي فكرياً لشيء ما إلى إثبات مصداقية، وصحة هذه الفكرة بالاعتماد على كافة الأسباب، والعوامل، والظروف التي أدت إلى حدوثها، ومن الأمثلة على الانتماء الفكري الانتماء إلى تيار سياسي ما، أو فلسفة أدبية معينة.
-انتماء العائلة
تعد الروابط العائلية وشبكات القرابة أحد الأمور التي تشغل فكر علماء الأنثروبولوجيا؛ علم دراسة سلوك الإنسان، وقد وجدوا أن العائلة هي الأساس في طريقة توثيق مفهوم الانتماء.
– انتماء الأصدقاء
من أشكال الانتماء التي تتكون خارج أسوار العائلة، ما نراه في روابط الصداقة التي وصفها البعض بأنها الأسرة الجديدة التي يحصل عليها الفرد بعد عائلته الأصل، علاوةً على أن الكثيرين أكدوا بأن الصداقة هي واحدة من أهم طرق توجيه وتعزيز انتماء الفرد.
-الانتماء للمكان
يُظهر الاسم لهذا النمط من الانتماء أنّ انتماء الشخص ليس محصوراً بين الإنسان والإنسان، وإنما يتعدى ليكون بينه وبين الأشياء المادية مثل الأرض و الوطن.
أهميّة الانتماء
يؤثّر الانتماء في حياة الإنسان بدرجة كبيرة، تحديداً في العلاقات الشخصية والمهنية منها، وتكْمن تلك الأهمية فيما يستطيع الإنسانُ التعلم منه واكتسابه، ويمكن إيجاز ذلك فيما يلي:
– العمل بروح الفريق الواحد:
إضافةً إلى تلك المهارات التي يغْرسها الانتماءْ، سوف يعلمك أنْ تكون قائدًا جيداً، وأن تحترم آراء الآخرين، كما سيمنحُك فرصة الاطلاع على الطريقة التي تريد أن تكون عليها مستقبلاً.
-القدرة على التأثير في الآخرين:
يكون ذلك من خلال احترامهم لك، وشعورهم بأنهم مرغوب بهم.
– الالتزام:
إنّ الانتماء يعلّم الإنسان الالتزام، والتفكير بأهمية أن تكون جزءاً من المنظومة والالتزام بمبادئها وقوانينها، وذلك مظهر من مظاهر التقدير والإخلاص للمنظومة. الصداقة: إنّ إنشاء الصداقة والمحافظة على ديمومتها يتطلب مستوىً معيناً من الالتزام والولاء كي تنجح.
– المهارات الأساسية:
ليس من السهل أن يكون الإنسان مخلصاً، ولكن كي يكون كذلك عليه أن يفكر في المستقبل وبمدى تأثير الأفعال التي تبْدر منه على الآخرين، وأن يعطي الاهتمام اللازم وبشكلٍ صحيح للمكان الذي يحتويه، وهذا بدوره يشكل مسؤوليةً وبعد نظرٍ، وهي ليستْ إلّا مهارات يتعلمها الإنسان بانتمائه.
-أمور أخرى:
تكوين علاقات عميقة وحقيقية، وجعل الشخص أكثر سرعةْ في التصرف عندما يتعلق الأمر بالقيام بالأمر المناسب.
خصائص الانتماء
يتميّز الانتماء بمجموعة من الخصائص الخاصة به، وهي:
– يقلل من انتشار الظواهر السلبية؛ إذ يساهم تعزيز الانتماء في نفوس الناس، إلى جعلهم يقدرون المكان الذي يوجدون فيه، مثل: بيئة العمل فإنّ انتماء الموظف لعمله يجعله يقوم بالمهام المطلوبة منه بشكل صحيح، وسليم، ويبعده عن التقصير في القيام بأي وظيفة مطلوبة منه.
– يساعد على تعزيز الروابط الاجتماعية؛ فعندما يتعلّق الانتماء بالبيئة المحيطة بالفرد، عندها سوف يحقّق كافة النشاطات، والأعمال التي تساهم في زيادة التعاطف بينه وبين الأفراد الآخرين، وخصوصاً عند الاعتماد على نشر المبادئ الأخلاقية، مثل: الكرم، والإيثار، وحُسن الجوار، وغيرها.
-يعد شعوراً ثابتاً، بمعنى أن انتماء الإنسان لشيء ما يكون مباشراً، وكاملاً، وتاماً حتى يتحقق مفهوم الانتماء بشكل صحيح.
-يُعتبر عاملاً من عوامل بناء المجتمع؛ فعندما ينتمي الإنسان لمجتمعه يؤدي ذلك إلى تشجيعه للمحافظة عليه، والحرص على نموه، وازدهاره بشكل دائم.
