معنى التقاليد

كتابة جواهر الخالدي - تاريخ الكتابة: 5 مايو, 2020 2:51
معنى التقاليد


معنى التقاليد نقدمها اليكم في هذا المقال كما سنوضح المفهوم الشامل للتقاليد والعادات من خلال هذه السطور التالية.

تقاليد

التقليد هو اعتقاد أو سلوك (شعبي عادة) ينتقل ضمن مجموعة أو مجتمع وله معنى رمزي أو ذو أهمية خاصة وأصول تعود إلى الماضي.
يعد أحد مكونات الفلكلور، وتشمل الأمثلة الشائعة على التقليد الأعياد أو الملابس غير العملية ولكن ذات الأهمية الاجتماعية (مثل الشعر المستعار الخاص بالمحامين أو المهماز الخاص بضباط الجيش)، ولكن طُبقت الفكرة أيضًا على المعايير الاجتماعية مثل التحية. يمكن أن تستمر التقاليد وتتطور لآلاف السنين، كلمة التقليد نفسها مستمدة من الكلمة اللاتينية تراديري ومعناها الحرفي أن تنقل أو تسلم أو تعطي من أجل الحفظ. في حين يُفترض عادةً أن التقاليد لها تاريخ قديم، فإن العديد من التقاليد اخترعت عن قصد، سواءً لهدف سياسي أم ثقافي، على مدى فترات زمنية قصيرة. تستخدم التخصصات الأكاديمية المتنوعة الكلمة أيضًا بعدة طرق.
عادةً ما تعني عبارة «وفقًا للتقليد» أو «حسب التقليد» أن المعلومات التالية تُعرف فقط بالتقليد الشفهي، ولكنها غير مدعومة (وربما تُدحض) من خلال وثائق مادية أو أداة مادية أو أدلة نوعية أخرى. يستخدم مصطلح التقليد للإشارة إلى نوعية جزء من المعلومات المناقشة. على سبيل المثال، «وفقًا للتقليد، وُلد هوميروس في خيوس، لكن العديد من الأماكن الأخرى ادعى سكانها تاريخيًا أنه ينتمي لهم». هذا التقليد قد لا يُثبت أبدًا أو يُدحض. في مثال آخر، «الملك آرثر، حسب التقليد ملك بريطاني حقيقي، الذي ألهم العديد من القصص المحبوبة جدًا». سواءً كانت حقائق موثوقة أم لا هذا لا يقلل من قيمتها التاريخية الثقافية والأدبية.

اختراع التقليد

يشير مصطلح «اختراع التقليد»، الذي أدخله إريك هوبسباوم، إلى المواقف التي تُقدم فيها ممارسة أو شيء جديد بطريقة تنطوي على وجود علاقة بالماضي غير الموجودة بالضرورة. قد يُنشأ تقليد ويُنشر عمدًا من أجل المصلحة الذاتية الشخصية أو التجارية أو السياسية أو الوطنية، كما حدث في إفريقيا الاستعمارية، أو قد يُعتمد سريعًا استنادًا على حدث واحد يُروج له بشكل كبير، بدلاً من تطوره وانتشاره بصورة طبيعية بين السكان، كما في حالة فستان الزفاف الأبيض، والذي أصبح شائعًا فقط بعد أن ارتدت الملكة فيكتوريا ثوبًا أبيض في حفل زفافها على الأمير ألبرت من ساكس كوبرغ.

تعريف التقاليد اصطلاحاً ولغوياً

التقاليد : جمع لكلمة تقليد ، وهي من الفعل قلَّدَ يُقلِّدُ تقليداً ، ومعناها أن يُقلِّد جيلٌ أساليب الجيل الذي سبقه ويسير عليها ، إن كان ذلك في الملبس أو في السلوك والتصرفات أو في العقائد والأعمال المختلفة التي يرثها الخلف عن السلف ،وفي المنجد ، التقليد : ج تقاليد وهو ما انتقل إلى الإنسان من آبائه ومعلميه ومجتمعه من العقائد والعادات والعلوم والأعمال.
ويقال قَلَّدَ فلاناً : أي اتبَعَهُ وحاكاهُ فيما يقول أو يفعل من غير حجة ولا دليل وفي تراثنا وحياتنا الاجتماعية عندما نرى فتاة تطرِّز قطعة من القماش لتعمل منها ثوباً ، فإننا ندرك أنها تُقلِّد والدتها في ذلك ،وكذلك لو بدأت تعجن الدقيق أو تتعلم الطهي على الصاج أو غيره فهي تكتسب تلك المهارات مما تراه عند والدتها وتقلدها في ذلك متخذة إياها قدوة لها تسيرعلى نهجها وتتبع خطواتها وتسلك مسلكها.
والطفل عندما يبدأ النطق فهو يقلد والديه ويحاكيهم في لفظهم وتصرفاتهم حتى يستقيم لسانه ويهتدي إلى اللفظ السليم ، وكذلك في السلوكيات فإن للبيت أثره البارز على تنشئة الأولاد وتربيتهم على الأسس السليمة ، فمن يتربى في أسرة محافظة ملتزمة بدينها يسير على نهج والديه ، ومن يتربى في أسرة فاسدة فالنتيجة معروفة إلا من رحم ربي.
وكثيراً ما نرى ترادفاً ظاهراً بين كلمتي عادات وتقاليد فنرى الناس يقولون : من عاداتنا وتقاليدنا فعل كذا أو إننا نحافظ على عاداتنا وتقاليدنا .. فالعادات والتقاليد مثلاً تقضي بأن لا تزوّج عائلة ابنها أو ابنتها من عائلة أخرى ، ليس لأن في تلك العائلة ما يعيبها ، ولكنهم ساروا في أثر آبائهم وقلدوهم في تصرفاتهم ولم يغيروا أو يبدلوا شيئاً.
وكثيراً ما نرى بعض الصفات التي تدلّ على القِدَم والجهل والعمى تلتصق بكلمة التقليد مثل : تقليد أعمى ، وتقاليد بالية وغيرها من الألفاظ والعبارات التي يستعملها المفلسون في أغلب الأحيان، وكثير من الأشياء التي ذكرناها تحت عنوان العادات يمكن أن تندرج تحت هذا الباب وليس في الإعادة فائدة.
وفي أمثالنا الشعبية :” اللي يعاشر القوم أربعين يوم ، صار منهم ” لأنه يتعلم طباعهم ويجاريهم في عاداتهم وتقاليدهم ويعرف عنهم كل شيء.

العادات والتقاليد

يعيش الإنسان حياته بطريقة تتوافق مع الظروف المعيشية والعادات والتقاليد السائدة في المجتمع، أمور اعتدنا على وجودها بشكلٍ أو بآخر، رغم قِدمها وغرابة بعضها وجهلنا بمدى حاجتنا لوجود بعضها وصعوبة الاستغناء عنها لفقدانها أي تأثير ايجابي في الحياة، وعرقلة بعضها لمسار تطوير المفاهيم الدنيوية الحديثة.
العادات والتقاليد جزء لا يتجزّأ من الحياة، ولا يقتصر الموضوع على مجموعة من الأمور، ما زلنا نتعامل معها أو نستذكرها، ولكنها تتعلق أحيانًا بعمق التاريخ العريق للوطن بأكمله، ففي كل منطقة تتجلى العادات والتقاليد المحلية التي يصعب التخلي عنها، لسهولة السير مع التيار، أو لأن التغيير قد يُعرضنا للاستهزاء، وتشويه السُمعة، وربما أكثر من ذلك.
العادات هي مجموعة أمور اعتدنا على القيام بها منذ الصغر، أما التقاليد فهي موروثات ثقافية ورثناها عن الآباء والأجداد تؤثر في نشأة الإنسان، كركائز أساسية في التكوين العقلي والنفسي لقاطني كثير من المجتمعات التي تحكمها هذه الظاهرة الاجتماعية بِقُوة، أمور تتبعها الأجيال من دون العلم بأصلها وفصلها، ولو رغب أحدهم في التخلي عن بعضها لأصبح كأنه أبدى سوء النية تجاه المجتمع وقام بفعلٍ شنيع لا يمكن تقبله من البعض.
المبادئ الإنسانية والقيم البشرية السليمة ثابتة، ولكن المفاهيم والأفكار وطُرق تنفيذها تتغير من فترة لأخرى وتتطور بتطور العلم والفكر والاكتشافات البشرية، ومع أهمية دور العادات والتقاليد في الحياة، ولكن ليس من المنطق التقيد والالتزام الصارم بجميع الأفكار السائدة من دون تحرّي حقيقتها والتفكير في صحتها، ومدى صلاحيتها لهذا اليوم، فالعادات والتقاليد ترسم شخصية الفرد وتصنعه، وإليكم بعض الأمثلة:
عدم التفريق بين «الدين» و«رجل الدين»، كتابة التاريخ بلا وضع هامش للنقد حتى نتعلم من الأخطاء، وليتنا كنّا نسجل ما حدث، كما حدث، بل نُسجله كما يريد البعض من صانعي الأحداث لأسبابهم الخاصة. صنفت كُتب التاريخ «نابليون» رجلاً عظيما و«هتلر» قاتلا وشريرًا وطاغية! وكلاهما أشعلا الحروب وغزوَا الدول.
نردّد يوميًا «لا فرق بين عربي وأعجمي الا بالتقوى..»، ونُصنف الناس بأصولهم ومذاهبهم وألوانهم وأشكالهم وبحالتهم المادية. نشكو من الواسطة، ونحن أول من يبحث عنها. نرمي مخلفاتنا في الشارع كأن المُدن سلال مُهملات ونشكو من انتشار القاذورات! نتذمّر من أخلاق الشباب، وننسى أنهم «تربيتنا» ولم يأتوا من الفضاء الخارجي. نعاتب «الدولة» على كُل ما يحدث، وننسى أننا مُكوّن رئيسي للوطن وشركاء في ما يحدث فيه. نصف اللص بـ«الذئب»، ونحن لا نهجوه «لأنه حيوان مُفترس»، بل نمتدحه.
يدّعي البعض أن دينهم خير الأديان، لكنهم لا يتحرون حقيقة بقية الأديان ولم يقرؤوا عن أي دين آخر في حياتهم، ويجهلون حتى تفاصيل دينهم، ويحمدون الله على تدينهم، وننسى «ان أكرمكم عند الله أتقاكم».

أهمية العادات والتقاليد

ترسم العادات والتقاليد شخصية الفرد، وتجعلنا نفرق بين الأشخاص حسب الانتماء أو المكان الذي أتوا منه.
تجعلك تستشعر أهمية أن يكون لك وطناً خاصاً بك، فهذا بحد ذاته أمرٌ يجب عدم الاستهانة به.
الاستعانة بتاريخك وتقاليدك وعاداتك تجعلك أفضل الأشخاص وأكثرهم حظاً لأن لديك ما تحدّث به أبناءك عند الكبر.
خلق الذكريات تدوم طوال العمر لتصبح موضوعاً للحديث يتجاذبه أطراف العائلة أثناء اجتماعاتهم.
تعزيز الرابطة من خلال تشوّق أفراد العائلة إلى موعد اجتماعهم لتطبيق العادات والتقاليد المتوارثة ممّا يشعرهم بالسعادة والراحة ، بالإضافة إلى تعزيز الروابط بين الأفراد والأسر.
سدّ الفجوة بين الأجيال من خلال توارث التقاليد من جيل إلى جيل يمكن الحصول على روابط مشتركة فيما بينهم من خلال الحديث عن الذكريات والقصص المختلفة.
الإحساس بالهوية عندما يتبع الشخص تقاليد عائلته، فإنّه قد يجد نفسه ويكتشفها من دون الشعور بالضياع أو عدم الانتماء لأي مجموعة .



702 Views