مشكلة عدم التوافق النفسي عند المراهقين

كتابة ندى الهاجري - تاريخ الكتابة: 2 أبريل, 2020 11:07
مشكلة عدم التوافق النفسي عند المراهقين


مشكلة عدم التوافق النفسي عند المراهقين وطرق التعامل معها والسيطرة على الابناء في هذه المرحلة العمرية الصعبة.

المراهقة

يمكن تعريف المراهقة أنها المرحلة العمرية التي تفصل بين فترة الطفولة ومرحلة النضج لدى الشباب، ويمكن تحديد بدايتها من سن الثانية عشرة وذلك مع بداية ظهور علامات البلوغ عند الذكور والإناث.
يقول البعض أن المراهقة قد تستمر مع الشاب حتى بلوغ الحادي والعشرين؛ فتكون قرارته قبل ذلك غير صائبة في كثير من الأحيان.
وأهم ما يميز مرحلة المراهقة، كونها تنقل الإنسان من طور الطفولة والوداعة إلى طور البلوغ والرشد، وفي هذه الفترة تتشكل شخصية الشاب، وكذلك طريقة تفكيره، ونظرته إلى الأمور.
وتعد المراهقة نوع من الأزمات العمرية؛ التي ينشأ خلالها الكثير من المشاكل؛
فإن الشخص في هذه المرحلة يحتاج إلى من يعتني به ويوجهه إلى المسار الصحيح.
وأحيانًا يقع الشاب ضحية الصحبة السيئة، الأمر الذي يجعله يستنزف طاقته فيما يضره،
وهذه المرحلة تحتاج إلى إرشاد تربوي كبير من الوالدين.

مشكلات مرحلة المراهقة وحلولها

-سوء التوافق النفسي للمراهق و هو يعد من أخطر مشكلات مرحلة المراهقة التي يتعرض لها الشخص المراهق حيث أن سوء التوافق قد يجعله حزيناً لفترة كبيرة، و قد ينصاع الشخص المراهق أيضاً إلى إتباع سلوك غير مرغوب فيه كالتوجه إلى السرقة أو التدخين و تعاطي المخدرات و الشعور الدائم بالوحدة و غياب العلاقات مع الأفراد الآخرين، بالإضافة إلى إفتقار الأمن و الأمان التي يحتاج إليهم كل فرد، و من عيوب سوء التوافق أيضاً للشعور بالقلق طوال الوقت و الضيق و غياب الجانب العاطفي و النفسي و التفكير دائماً في الأمور السلبية التي تجعله شخصاً كئيباً و غير متزن.
-و لحل مشكلة عدم التوافق التي تعتبر من أخطر مشكلات مرحلة المراهقة يمكن أن يتم إتباع نظم التنشئة الأسرية، لأن الشخص في هذه الحالة قد يصاب بعجز في التوافق التربوي و الاجتماعي مما ينتج عنه شخص غير مهيأ للحياة الاجتماعية السليمة، و مع الإستمرار في عمليات التنشئة وتدريب الفرد على التأقلم مع الحياة الاجتماعية يمكن بذلك أن يتقبل ذاته و يتكيف مع بيئته.
-مشكلة صراع الأجيال و هي التي تنشأ بين الشخص المراهق و أفراد أسرته الذين يسبقونه بالعمر، و تنصب هذه المشكلة غالباً على اتهام أفراد الأسرة للمراهق بالفشل وعدم قدرته على اجتياز العديد من المسائل التي تتعلق بحياته الخاصة كالدراسة أو العمل أو السفر و غيرها، وغالباً ما يفرضون الأسرة على الفرد المرهق العديد من المتطلبات التي تعيق حياته و تجعله يفضل الإستقلال و الإنفصال عن الأسرة و هذه تعد من السمات الواضحة التي تظهر على الفرد في مرحلة المراهقة.
-ويمكن حل هذه المشكلة والتي تعد من مشكلات مرحلة المراهقة المعروفة من خلال إتباع الأسرة لنظام متخصص للتعامل مع الفرد المراهق، و ذلك من خلال الاستماع إلى الفرد المراهق و معرفة كل ما يدور في ذهنه والتوصل إلى حلول وسطية ترضي كلاً من الطرفين، و أيضاً إتباع أسلوب الاحتواء و المصاحبة من أجل النهوض من هذه المرحلة دون الانزلاق في أي مشاكل نفسية أو اجتماعية أو سلوكية للمراهق.
-مشكلة الخجل الزائد والإنطواء و التي تنتج غالباً بسبب تدخلات الأهل في كل ما يمر بحياة الشخص المراهق، و هذا من خلال تدليل المراهق في مرحلة الطفولة وتعويده على عدم تحمل المسئولية و الاعتماد على غيره في كل ما يخص حياته مما يجعله شخصاً سلبياً لا يفضل الاعتماد على نفسه، و أيضاً ينعدم الاعتماد على النفس من قبل الشخص إذا كان الأهل يتبعون نظام الشدة و فرض الرأي على الشخص المراهق، فمن خلال هذه الحالات تنعدم الثقة بالنفس مما يجعل الشخص يميل إلى الانطواء و البعد عن الأشخاص الآخرين مما يسبب عجزاً في الجانب الاجتماعي للشخص و يجعله يخجل بصورة ملحوظة.

نصائح لتحقيق التوافق النفسي لدى ابنك في مرحلة المراهقة

– يجب علي الوالدين تهيئة جو نفسي ملائم لتنشئة المراهق تنشئة سليمة متكاملة لتربيته في أجواء إيجابية أساسها التوافق مع الذات، والأسرة، والمجتمع، والمدرسة؛ مع إبعاد المراهق عن أجواء القلق والتمرد، والخوف، والصراع، والوحدة، والعزلة، والتشاؤم.
– يجب علي الوالدين دعم ابنك وتحفيزه على تحمل مسئولية بعض الأمور، فتحمل المسئولية والتجربة يدعمان كثيرا ثقة المراهق بنفسه ويساعده علي تحقيق التوازن الذاتي والنفسي والمجتمعي، ويستطيع التوافق مع نفسه ومجتمعه ومدرسته لأنه يكتشف أنه قادر على التفكير والإبداع والابتكار.
– وأوضحت فاطمه محمود أن دور الوالدين هو التقرب من ابنك المراهق نفسيا واجتماعيا وتربويا، ومساعدته على الاستقلال بشخصيته والاعتماد علي نفسه، في تدبير بعض شؤون حياته، مع تنبيهه إلى أن الحرية الشخصية ليست مطلقة أو حالة فوضى، بل هي التزام ومسؤولية.
– وينبغي أيضا للآباء أن يبتعدوا عن سلطة القمع والقهر والعقاب في تربية الأبناء، مع ضرورة استبدال هذه السلطة بالعناية والحنان والعطف والتوجيه البناء والهادف، وتشجيع الحوار الأسري في مناقشة جميع مشاكل الأسرة، ولاسيما مشاكل المراهق ولابد للوالدين كذلك أن يقدموا توجيهات قيمة ومفيدة لأبنائهم المراهقين.

محددات الصحة النفسية

تعد المراهقة فترة حاسمة لتطوير عادات اجتماعية وعاطفية مهمة للسلامة النفسية، والحفاظ عليها. ويشمل ذلك اتباع أنماط نوم صحية، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وتطوير مهارات التكيّف مع الأوضاع وحل المشاكل ومهارات التعامل مع الآخرين، وتعلم كيفية إدارة العواطف. وتعتبر البيئات الداعمة داخل الأسرة والمدرسة والمجتمع المحلي بنطاقه الأوسع مهمة أيضا. وتشير التقديرات إلى أن 10 إلى 20% من المراهقين على الصعيد العالمي يعانون من اعتلالات الصحة النفسية، بيد أن مستوى تشخيص وعلاج هذه الاعتلالات لا يزال متدنٍ .
وهناك عدة عوامل تحدد حصائل الصحة النفسية. وكلما زادت عوامل الخطر التي يتعرض لها المراهقون، كلما كان الأثر المحتمل على صحتهم النفسية أكبر. ومن بين العوامل التي يمكن أن تسهم في الإصابة بالإجهاد خلال فترة المراهقة، الرغبة في الحصول على قدر أكبر من الاستقلالية والضغط المفروض من أجل التوافق مع الأقران واستكشاف الهوية الجنسية وزيادة فرص الوصول إلى التكنولوجيا واستخدامها. ويمكن أن يؤدي تأثير وسائل الإعلام و القواعد القائمة على نوع الجنس إلى زيادة التباين بين الواقع المعاش للمراهق وتصوراته أو تطلعاته المستقبلية. وهناك محددات أخرى مهمة لصحة المراهق النفسية وتتمثل في نوعية حياته العائلية وعلاقاته مع أقرانه. وعلاوة على ذلك، فإن العنف (بما في ذلك المعاملة القاسية من الأب والأم والمضايقة) والمشاكل الاجتماعية والاقتصادية هي مخاطر معترف بها على الصحة النفسية. ويعد الأطفال والمراهقون معرضين بشكل خاص للعنف الجنسي، الذي يرتبط ارتباطًا واضحا بعواقب ضارة على الصحة النفسية.
ويعتبر بعض المراهقين معرضين بشكل أكبر لاعتلالات الصحة النفسية بسبب ظروفهم المعيشية، أو الوصم أو التمييز أو الإقصاء، أو عدم حصولهم على دعم وخدمات ذات نوعية جيدة. ويشمل ذلك المراهقين الذين يوجدون في أوضاع إنسانية وهشة، والمراهقين الذين يعانون من مرض مزمن أو اضطراب طيف التوحد أو الإعاقة الذهنية أو غيرها من الاعتلالات العصبية، والمراهقات الحوامل، أو الآباء المراهقين/ الأمهات المراهقات، أو المراهقين المتزوجين زواجا مبكرا و/ أو قسريا، والأيتام، والمراهقين الذين ينتمون لأقليات عرقية أو جنسية أو غيرها من الفئات التي تعاني من التمييز.
ويعد المراهقون الذين يعانون من اعتلالات الصحة النفسية بدورهم معرضين بشكل خاص للإقصاء الاجتماعي والتمييز والوصم (التي تؤثر على الاستعداد لطلب المساعدة) والصعوبات المتصلة بالتعليم وسلوكيات المجازفة واعتلال الصحة البدنية وانتهاكات حقوق الإنسان.

التوافق النفسي والتكيف:

التوافق النفسي والتكيف، مُصطلحان يستعملان في الكثير من الأحيان وكأنّهما شيء واحد، في الغالب يحصل الخلط بينهما، إلَّا أنّه في حقيقة الأمر يُوجد اختلاف كبير فيما بينهم.
مصطلح التكيف يشير الى حالة التّوافق والانسجام ما بين الكائن الحي وبيئته، مثل تكيُّف حدقة العين للضُّوء الشديد الساقط عليها ، كتكيف الحرباء للون البيئة التي تعيش فيها مثلاً، كذا فالمصطلح مأخوذ من العلم البيولوجي، يمثِّل حجر الزّاوية في نظريّة دارون التطوريّة، الذي يُعتبر فيها أنّ الكائنات الحيّة الأكثر قُدرة على البقاء هي تلك التي تمتلك من الصِّفات ما يؤهلها للتوائم مع ظروف البيئة التي تلائمها، هذا ما عبَّر عنه دارون بالبقاء للإصلح. وظَّف علماء النفس هذا المفهوم تحت اسم التوافق الذي يقصد به هو حالة تكيف الكائن البشري مع بيئته الماديّة والطبيعيّة والاجتماعيّة.
إنّ الفرق الأساسي بين المصطلحين يتمثل في أنّ مصطلح التوافق يستخدم عند الحديث عن تكيُّف الإنسان فقط، أمّا التكيف بمعناه الأوسع فهو يشمل الكائنات الحية جميعاً.
ينظر البعض إلى الصحَّة النفسيّة باعتبارها عمليّة توافق نفسي، يتحدد ما إذا كان التوافق سليماً أوغير سليم، تبعاً لمدى نجاح الأساليب التي يتَّبعها الفرد؛ للوصول إلى حالة التوازن النسبي مع البيئة.
يعرّف التوافق النفسي بأنّه عملية ديناميّة مُستمرة تتناول السُّلوك والبيئة أي “الطبيعيّة الاجتماعية” بالتغيير والتعديل حتى يحدُث توازن بين الفرد والبيئة التي يعيش فيها.

خطوات تحقيق التوافق النفسي لدى المراهقين:

تهيئة جو نفسي مناسب لتنشئة المُراهق تنشئة سليمة متكاملة؛ لتربيته فى أجواء إيجابية أساسها التّوافق مع الذات، التوافق مع الأسرة، التوافق مع المجتمع، التوافق مع المدرسة، مع إبعاد المراهق عن أجواء القلق والتمرُّد، الخوف والصراع، الوحدة والعزلة، التشاؤم.
دعم ابنك وتحفيزه على تحمُّل مسؤولية بعض الأُمور، فتحمل المسؤولية والتجربة يدعمان ثقة المراهق بنفسه، يساعده على تحقيق التوازن الذاتي والنفسي والمجتمعي، يستطيع التوافق مع نفسه ومجتمعه ومدرسته؛ لأنّه يكتشف أنّه قادر على التفكير والإبداع والابتكار.
التقرُّب من ابنك المراهق بشكل نفسي واجتماعي وتربوي، مساعدته على الاستقلال بشخصيّته والاعتماد على نفسه في تدبير شؤون حياته، مع التنبيه إلى أنّ الحرية الشخصية ليست مُطلقة أو حالة فوضى، بل هي التزام ومسؤولية.
ينبغي على الآباء أن يبتعدوا عن سلطة القمع، القهر والعقاب في تربية الأبناء، أيضاً ضرورة استبدال هذه السُّلطة بالعناية والحنان والعطف والتوجيه البنَّاء والهادف، تشجيع الحوار الأُسري في مناقشة جميع مشاكل الأُسرة، لا سيما مشاكل المُراهق ولابدَّ للوالدين كذلك أن يقدِّموا توجيهات قيّمة ومُفيدة لأبنائهم المُراهقين.



647 Views