مبادئ التعلم في القران

كتابة محمد البكر - تاريخ الكتابة: 22 يونيو, 2018 10:57 - آخر تحديث : 8 يوليو, 2021 7:56
مبادئ التعلم في القران


مبادئ التعلم في القران سنقدم فى هذا الموضوع عن مبادئ التعلم في القران كل ذلك في هذا المقال.

أهمية التعليم في القرآن الكريم

التعليم عملية مستمرة في حياة الإنسان، ولا تنتهي مهما بلغ الإنسان من السن أو العلم، وحيث أن التعليم هو المحور الأساسي في موقع مفهوم فأردنا كتابة هذه المقالة عن قيمة التعليم والعلم في الإسلام وفي القرآن الكريم، من خلال جمع عدد من الآيات والأحاديث والمقالات عن أهمية التعليم في الاسلام.
الحقيقة الأولى التي ظهرت في الأرض عند نزول جبريل عليه السلام لأوَّل مرَّة على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن دين (الإسلام) دينٌ يقوم على العلم ويرفض الضلالات والأوهام جملةً وتفصيلاً؛ حيث نزل الوحي أوَّل ما نزل بخمس آيات تتحدَّث حول قضية واحدة تقريبًا، وهي قضية العلم، قال تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 1-5].

آيات وأحاديث في الحث على طلب العلم:

قال تعالى : {وَ قُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً} [ طـه : 114 ] و قال تعالى : {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَاب} [ الزمر : 9] و قال تعالى: { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَات} [ المجادلة : 11] و قال تعالى : {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَ أُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ } [آل عمران : 18] و قال تعالى : {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} [ آل عمران : 7] و قال تعالى : {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء} [فاطر : 28].
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( طلب العلم فريضة على كل مسلم ))، وقال عليه الصلاة والسلام: (( إن الله و ملائكته و أهل السموات و الأرض حتى النملة في جحرحا و حتى الحوت في البحر ليصلون على معلمي الناس الخير ))، وعن أبي هريره رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة )) أخرجه مسلم.

القرآن والعلم:

أهمية العلم وقيمته في الإسلام لم تكن البداية فقط في هذا الكتاب المعجز (القرآن) هي التي تتحدَّث عن العلم وقيمته وأهميته في قوله سبحانه: {اقرأ}، بل كان هذا منهجًا ثابتًا في هذا الدستور الخالد، فلا تكاد تخلو سورة من سوره من الحديث عن العلم، سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
و المفاجأة الكبرى عند بإحصاء عدد المرات التي جاءت فيها كلمة (العلم) بمشتقاتها المختلفة في كتاب الله ؛ تجد-بلا مبالغة- قد بلغت 779 مرَّة، أي بمعدَّل سبع مرَّاتٍ -تقريبًا- في كل سورة!

أساليب وطرق التدريس في القران الكريم و السنة النبوية الشريفة

الحمد لله و الصلاة والسلام على الرسول القدوة الذي حدد مهمة ابتعاثه وأبعاد رسالته بقوله
…. إن الله لم يبعثني معنّتا ولا متعنّتا ولكن معلما ميسّرا ” أخرجه مسلم.
إنّ الله سبحانه وتعالى أول ما خلق, خلق القلم …
وهو الوسيلة الأولى في العملية التعليمية قبل أن يخلق الإنسان والكون.
إنّ أول ما نزل من القرآن الكريم:
( إقرأ بسم ربك الذي خلق, خلق الإنسان من علق …)
إنّ الاستخدام الأمثل لتقنيات التعليم بوساطة المعلم الكفء سوف يساعد على أداء عمله بكفاءة وجودة
فائقة,حيث ثبت أن استخدام وسيلة تعليمية سمعية بصرية يوفر من وقت الحصة 50%
والحصول على مستوى تعليمي أفضل.

في دراسة أخرى ثبت أن الفرد يمكن أن يتذكر :

10 % مما قرأ
20% مما سمع.
30% مما شاهد
50% مما شاهد وسمع في نفس الوقت.
70% مما رأى أو قال.
90% مما رآه أثناء أدائه لعمل ما.
ولذلك فإن التعلم إذا تمّ عن طريق أكثر من حاسّة فإنّ ذلك يؤدي إلى نسبة تذكّر أعلى وتعلم أكثر فاعلية.
ومن المبادئ التربوية العظيمة التي تتناول العملية التربوية التعليمية بشكل يثير الدهشة
ويبعث على الإعجاب. ما كان يستخدمه القران الكريم والأحاديث النبوية الشريفة

أولا : التعليم بضرب بالأمثال :

ضرب الأمثال للناس أسلوب قرآني اعتمده القرآن لتقريب الحقائق للناس،
قال تعالى: { ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون } (الزمر:27) .
وقال تعالى : وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ {43} العنكبوت
وكثيراً ما كان النبي صلى الله عليه وسلم وهو المعلم الأول يضرب
الأمثال في أحاديثه وأقواله ؛ لعلمه صلى الله عليه وسلم ما في
الأمثال من قدرة على تقريب المعنى وبيان المقصود ومن ذلك :
عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال : (( إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل
المعقلة ، إن عاهد عليها أمسكها ، وإن أطلقها ذهبت )) متفق عليه
ثانيا أسلوب التدرج :
فتحريم الخمر مر بأربع مراحل :
المرحلة الأولى:
هي قوله تعالى:‏]‏ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا ] [النحل: 67
المرحلة الثانية:
قوله تعالى: ]يَسْأَلُونَكَ عَنْ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا[
[البقرة: الآية: 219]
المرحلة الثالثة:
قوله تعالى: ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ [[ النساء: 43]
المرحلة الرابعة:
هي المرحلة الحاسمة:
]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[ [المائدة: 90]
. ويمضي القرآن موضحا علة التحريم:
]إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنْ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ[ [المائدة:
وقد استخدم النبي صلى الله عليه وسلم أسلوب التدرج عندما بعث
معاذ : إلى اليمن فقال له : ( ادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني
رسول الله ، فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله أفترض عليهم
خمس صلوات في كل يوم وليلة ، فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم
أن الله افترض عليهم صدقة من أموالهم تؤخذ من أغنيائهم وتردُ
على فقرائهم ) مسلم .
ثالثا أسلوب القصة ( التعليم عن طريق القصص ) :
لقد ورد في القرآن قصة آدم مع إبليس ، وقصة هابيل وقابيل ،
وقصة موسى مع فرعون وقصة إبراهيم مع أبيه ، وقصة الثلاثة
الذين خُلفوا .. وغيرها ..
ورد ذكر القصة في سورة البقرة – الآية258
قال الله تعالى:
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّي الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ
قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنْ الْمَشْرِقِ فات بها مِنْ الْمَغْرِبِ
فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}.
ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقص على صحابته القصص ليثبتهم ، وليعلمهم ، وليربيهم ، وكان
ذلك في أول الدعوة بمكة ، يقول خباب : شكونا إلى سول الله صلى
الله عليه وسلم وهو متوسد ببردة له في ظل الكعبة ، فقلنا : ألا
تستنصر لنا ، ألا تدعو لنا . فقال : ( لقد كان من قبلكم يؤخذ الرجل
فيحفر له في الأرض فيجعل فيها ، فيحاء بالمنشار فيوضع على
رأسه فيُجعل نصفين ، ويمشط بأمشاط من الحديد ما دون لحمه
وعظمه ، فما يصده ذلك عن دينه ، والله ليتمن هذا الأمر حتى
يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب
على غنمه ولكنكم تستعجلون ) البخاري
رابعا الحوار والمناقشة والإقناع :
قوله تعالى: { فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَرًا}
سورة الكهف ،الآية ( 34( ،
وقوله تعالى في نفس السورة:
{قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً}[سورة الكهف:الآية(37)،
والحوار والإقناع استخدمه الرسول صلى الله عليه وسلم كثيراً ،
من ذلك :
ما رواه أنس قال : ( قال أُناس من الأنصار حين أفاء الله على رسوله
صلى الله عليه وسلم ما أفاء من أموال هوازن ، فطفق النبي صلى
الله عليه وسلم يعطي رجالاً المائة ناقة فقالوا : يغفر الله لرسول الله
صلى الله عليه وسلم يعطي قريشاً ويتركنا وسيوفنا تقطر من
دمائهم قال أنس : فحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمقالتهم
فأرسل إلى الأنصار فجمعهم في قبة من أدم ولم يدع معهم غيرهم ،
فلما اجتمعوا قام النبي صلى الله عليه وسلم فقال : (( ما حديث
بلغني عنكم ؟ )) فقال فقهاء الأنصار : أما رؤساؤنا فلم يقولوا شيئاً
، وأما ناس منا حديثة أسنانهم فقالوا : يغفر الله لرسول الله صلى
الله عليه وسلم يعطي قريشاً ويتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم ،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( فإني أعطي رجالاً حديثي عهدٍ
بكفر أتألفهم ، أما ترضون أن يذهب الناس بالأموال وتذهبون
بالنبي إلى رحالكم ، فو الله لما تنقلبون به خير مما ينقلبون به ))
قالوا : يا رسول الله ، قد رضينا )) البخـاري .
خامسا التعليم بالتكرار :
. قال تعالى :_ (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ) [الأنعام: 6/74]
وقال تعالى :_ (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ (69) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ (70) قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ) [الشعراء: 26/69 ـ 71].
وقال تعالى : _(وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ) [التوبة: 9/114]
يقول تعالى: (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ) [هود: 11/75]

من الأساليب التربوية الناجحة التي استخدمها الرسول صلى الله عليه وسلم

فيما يرويه البخاري : ( ألا أنبئكم بأكبر
الكبائر – ثلاثاً – )) قالوا : بلى يا رسول الله . قال : (( الإشراك
بالله ، وعقوق الوالدين )) وكان متكئاً فجلس فقال : (( ألا وقول
الزور )) قال : فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت ) البخاري
سادسا أسلوب التشويق وإثارة الانتباه :
لقد استخدم النبي صلى الله عليه وسلم أسلوب التشويق والإثارة ،
إما بطرح سؤال يثير به النشاط الذهني ، ويجذب به الانتباه
والتشويق لما سيقوله ، وذلك أن النفس البشرية تتطلع إلى
استكشاف كل جديد . ويوضح ذلك الحديث الذي رواه مسلم في
صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : ( أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل منه
كل يوم خمس مرات ، هل يبقى من درنه شيء؟ )) قالوا : لا يبقى
من درنه شيء ، قال : (( ذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن
الخطايا ) .
سابعا الرموز التوضيحية :لقد سبق الرسول صلى الله عليه وسلم التربية الحديثة بأربعة عشر
قرناً حيث كان صلى الله عليه وسلم يدعم قوله في بعض أحاديثه
برسومات ووسائل إيضاح تقرّب المعنى للأذهان فمن ذلك :
ما رواه ابن مسعود قال : خطّ النبي صلى الله عليه وسلم خطاً
مربعاً وخطّ خطاً في الوسط خارجاً عنه ، وخطّ خططاً صغاراً إلى
هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط فقال : (( هذا
الإنسان ، وهذا أجله محيطاً به – أو قد أحاط به – وهذا الذي هو
خارج أمله ، وهذه الخطط الصغار الأعراض ، فإن أخطأه هذا
نهشه هذا ، وإن أخطأه هذا نهشه هذا ) البخاري .



850 Views