ما هي الفلسفة السفسطائية

كتابة حسن الشهري - تاريخ الكتابة: 18 يونيو, 2022 10:00
ما هي الفلسفة السفسطائية


ما هي الفلسفة السفسطائية وكذلك الشخصية السفسطائية، كما سنوضح أهم النظريات والأفكار الفلسفية السفسطائية، وكذلك سنتحدث عن ما هي السفسطة، كما سنتحدث عن السفسطائية وسقراط، وكل هذا من خلال مقالنا هذا تابعوا معنا.

ما هي الفلسفة السفسطائية

إن السوفسطائية هي مدرسة فلسفية يونانية ضهرت في القرنين الخامس والرابع قبل الميلاد، وعرفت هذه المدرسة بفنون الخطابة والجدل واستمالة الجمهور، وتشير الكلمة اليونانية سوفيسطوس الى معلم علم البيان والجدل، إن السوفسطائية في بداياتها كانت صفة تميز الشخص الخطيب المتمكن من قواعد الجدل والبلاغة، لكن لا بد من الإشارة أن الجدل السوفسطائي مختلف عن الجدل العادي، إذ يقصد بالسفسطة الكلام الذي فيه تمويه للحقائق وقلب لها باستعمال أدوات الخطابة وأساليب الحجج، مع صرف الذهن أيضاً عن الحقائق والأحوال الصحيحة أو المقبولة في العقل، وتضليل الخصم عن الوجهة الصحيحة.

الشخصية السفسطائية

هي شخصية مجادلة بمهارة، تحاول أن توصل إلى استنتاج المنطق بطريق التوهان، أو القياس الذي لا يتوازن مع موضوع المناقشة. و تعتبر بعد التفكير في صاحبها بأنه أوصلك إلى نتيجة غير منطقية وأوهم الآخرين تضليلا بقياسه لما يقول، و يقع تحت وطأته البسطاء أو الذين لا يشغلون بالتفكير أو السؤال عن صحة القول أو الفعل أو المعرفة أو القياس، لذا فإن صاحب هذه الشخصية يعتبر حكمة ضالة، مموهة، تتلاعب بالتعبيرات، و الألفاظ و إخفاء الحقائق … وعندما يواجه بسؤال فإنه يخترع لك سؤالا من عنده ليغيب عنك صلب موضوع المناقشة وهذه الشخصية لديها قدرة على أن تتكلم و بسرعة غير معتادة ولا تسمع إلا قليلا ولا تهتم بالوصول إلى حلول الحوارات والمناقشات والمهم أنه يثري الحوار بكلمات منمقة و تعبيرات لفظية تثير إعجاب البسطاء ومقارنات ليس لها مكان في التعبير وقياس لاينطبق مع المطلوب.
وترى هذه الشخصية أحيانا في حالة صمت يدل على شعوره الداخلي بوحدة قد تؤدي به إلى اكتئاب أو انقباض نفسي، و يخلق مشاعل المشاكل الاجتماعية، و يعود لحالته الطبيعية إذا وجد له مجال للكلام، وللكلام فقط منتزعا إعجاب الآخرين فيرتاح و يزول الاكتئاب وحضوره يمثل إزعاجا للبعض وحالة تندر وفكاهة عند الآخرين.

أهم النظريات والأفكار الفلسفية السفسطائية

1- فلسفة نظرية الأخلاق لدى السفسطائيون:
يعتقد السفسطائيون أن القيم الأخلاقية ليست مستمدة من الطبيعة، بل تعتمد على الإجماع، لذا فإن فعاليتها تختلف باختلاف الزمان والمكان، لذلك فهي تعتبر تقدير ذاتي، فما يمكن أن يكون خيراً بالنسبة لنا يمكن أن يكون شراً لغيرنا، وما قد يكون ممنوعًا في ثقافة ما أو دين ما، ففي ثقافة أخرى قد يكون قانونيًا، وبحسب وجهة نظرهم فإنه ليس العقل هو مصدر الأخلاق، بل الحواس كطريقة لإشباع الرغبات والحاجات الحسية من مثل الطعام والشراب، وليس طريقة لإشباع الروح والرغبات العقلية.
2- فلسفة نظرية المعرفة لدى السفسطائيون:
” إن الإنسان يستطيع أن يقول شيئين متعارضين بالنسبة إلى شيء واحد”
وهنا نرى استمراراً لمفهوم النسبية التي تتغير للمكان والزمان والأشخاص، وهذا يوصلنا في النهاية دلالة على عدم وجود حالة موضوعية، فهذا ما جعل بروتاغورس يضع الإنسان كمقياس فهو من يقدّم قيمة للمعرفة والحقيقة، وليس المعرفة والحقيقة هي من تقّدم القيمة للإنسان، وهذا هو ما تمحورت عليه أسس الفكر السفسطائي، وتعد الحواس هي الطريقة التي يتم فيها الوصول للمعرفة بالعالم الخارجي، ولا ننسى أنها حقيقة ذاتية، أي ما تره أنت حقيقة يراه آخر عكس ذلك.
3- القانون وفلسفة السفسطائيون:
“إنّ القانون يسحق البشر ويلزمهم على القبول بأمور كثيرة تخالف طبيعتهم.”
نتيجة القوانين التي سادت في اليونان في ذلك الوقت، أجبر السفسطائيون على التفكير بقوانين ذات طابع طبيعي أي لا تخالف القانون الإلهي، فالقانون يوضع ليكون متوافقاً ومصالح المشرّع فيلقى قبولاً لدى أغلب الأفراد، وليس بقوانين تجبر الأفراد على تقبّل ما هو خارج وبعيد عن طبيعتهم الإنسانية. واختلفت آراء الفلاسفة السفسطائين اتجاه نظرتهم للقانون فمنهم من رآه كأداة ووسيلة يستخدمها الأقوياء للسيطرة على الضعفاء، وهذا ما رآه الفيلسوف تراسيماخوس، بينما رأى الفيلسوف والمفكر والشاعر السفسطائي كاليكلاس، بأن القانون ما هو إلا وسيلة يقام بها العدل بين الأفراد لا فرق بين قوي وضعيف فهو سد منيع وملجأ لجميع الأفراد باختلاف طبقاتهم الاجتماعية.
4- الدين وفلسفة السفسطائيون:
كما القانون فإنّ الدين يتشابهون من حيث أنه من صنع الإنسان، كما وضّح الفيلسوف كريتياس، فهو يرى أنّ الآلهة هو اختراع بشري للتخلص من العنف البشري والخوف والجهل، لذلك من الضروري اختراع ما هو إلهي، لتوحيد آراء الناس حول القانون، بمعنى أنّ الدين في وجهة نظر السفسطائيين تقوم على أساس الإمساك بزمام المشاعر للأفراد سراً وعلانية بالإضافة للإستعانة بالقانون، وهذا ما عبّر عنه الفيلسوف كريتياس بقوله: “كما أن القوانين تمنع الناس من العنف بشكل مكشوف، من هنا قد يكون اقتراف الإثم سريا، ولذا يخيل لي أن ثمة إنسانا ماكرا قد أوجد خوف الإنسان من الآلهة بحيث إذا أقترف أحدهم إثما أو ارتكب خطأ بالقول أو بالفعل يخاف حتى وإن كان فعله سريا.”
5- فلسفة الجمال والفن لدى السفسطائيون:
ينطبق على مفهوم الجمال ما ينطبق على مفاهيم الأخلاق والمعرفة، فهو مفهوم ذو طابع نسبي وذاتي، فمصدره الذات البشرية ويختلف بنسبيته باختلاف المكان والزمان، بينما الفن فيعد ظاهرة من صنع الإنسان، ومرجعية القيمة الجمالية والفنية هي إجماع الناس في الزمان والمكان. وبخلاف الديانات الشرقية التي تؤمن بوجود إله للجمال، فإن الفلاسفة السفسطائيون يرون أنّ الجمال والفن لا يمكن أن يكونو من عمل مقدّس أو إله، فالفن ليس هدية من إله مقدسة أو موهبة ربانية، بل هو عبارة عن سلوك بشري أي إنساني يأتي عن طريق مهارات يتعلمها ويكتسبها الفرد من خلال التجربة والتعلم والخبرة.

ما هي السفسطة

السفسطة أو السفسطائية هي مذهب فكري فلسفي نشأ في اليونان إبان نهاية القرن السادس وبداية القرن الخامس ق.م في بلاد الإغريق، بعد انحسار حكم الأقلية الأوليغارشية وظهور طبقة حاكمة جديدة ديموقراطية تمثل الشعب، وقد ظهر السفسطائيون كممثلين للشعب وحاملين لفكره وحرية منطقه ومذهبه العقلي والتوجه المذكور هذا هو الذي كلفهم كل ما تعرضوا له من هجوم حتى ليصدق القول بأن السفسطائيين كانوا من أوائل المذاهب الفكرية التي تعرضت للتنكيل والنفي والقتل لمجرد كونها تخدم مصلحة الضعفاء والمساكين، فقتل أغلب قادتهم وشرد الباقون، كمثل ما حصل مع هيبياسي، الذي كان من أشهر قادة الديمقراطيين، والذي تعرض فيما بعد للإعدام وكذلك بروتاجوراس الذي أوكلت إليه مهمة وضع دستور للبلاد الإغريقية إبان الحكم الديمقراطي الجديد، حيث أحرقت كتبه ونفي من أثينا وغير ذلك “بروديقوس” الذي عذب وحوكم بالإعدام، فشرب السم.

السفسطائية وسقراط

من الأمور التي حالف فيها الحظ المجتمع اليوناني ظهور سقراط عام 399 ق.م ليناشد المجتمع اليوناني بمخالفة كل تعاليم السفسطائية والعودة للأخلاق والقيم التي كانت سائدة بينهم فسمى لهذا المعلم الأول الذي أنزل الفلسفة من السماء نجح في إدخالها في البيوت وقال مقولته الشهيرة (أيها الإنسان، إعرف نفسك بنفسك).



342 Views