ما هي اسباب ظهور الحكمة في العصر العباسي

كتابة حسن الشهري - تاريخ الكتابة: 29 يونيو, 2022 11:08
ما هي اسباب ظهور الحكمة في العصر العباسي


ما هي اسباب ظهور الحكمة في العصر العباسي وكذلك خصائص شعر الحكمة، كما سنوضح اهم ما يميز شعر الحكمة في العصر العباسي، وكذلك سنتحدث عن مصادر الحكمة في العصر العباسي، وكل هذا من خلال مقالنا هذا تابعوا معنا.

ما هي اسباب ظهور الحكمة في العصر العباسي

1- ضعف أثر حياة البداوة، والتأثر الكبير في الحضارة الفارسية القديمة، والسير على نهجها وكان هذا العامل ظاهرًا في العراق، فنشأ عن ذلك تلاشي سلطة العرب؛ وتمتُّع شباب الجيل الجديد بكل ما كان لا يتمتع فيه شباب الجيل العربي في العهد الماضي، فتساوى الغالب والمغلوب في كل شيء، فأدى إلى تلاشي سلطة الدين، بسبب حداثة القوم، ولتأثير ديانتهم القديمة الموروثة عليهم.
2- تطور العلوم بشكل كبير وواضح، مما أدى إلى ضرورة انتهاج منهج علمي في التفكير كي يساعد الباحثين عن الحقائق إلى الاهتداء لها بواسطة العقل؛ لذلك فهم بحاجة إلى الحكمة، فتطورت وازدهرت.
3- تشعب العلوم الدينية وتطورها مما أدى إلى ضرورة وجود حكماء، يفصلون في المسائل الدينية، ويوظفون العقل أداةً لحسم المسائل الدينية، والعقائدية.
4- انتشار الحكمة الفارسية والهندية، التي تتسم بالتصوف والزهد.
5- التوسع الكبير في حركة الترجمة، والنقل عن الثقافات الأخرى مثل الفارسية، واليونانية، وغيرها من الحضارات، فاطَّلع العرب على مؤلفات أفلاطون وأرسطو، وغيرهم من فلاسفة، وحكماء اليونان الذين كان لهم الأثر البالغ في الحكمة العربية في العصر العباسي.

خصائص شعر الحكمة

– عذوبة الألفاظ وسهولة المعاني.
– كثرة تكرار الألفاظ التي تدل على تأكيد المعاني.
– قوة التراكيب والتجانس
– حضور الخصائص الأدبية؛ كالاستعارة والتشبيه والكناية.
– عذوبة القوافي وجمالها.

اهم ما يميز شعر الحكمة في العصر العباسي

عرفت الحكمة في شعر شعراء الجاهلية لكنها انتشرت بشكل ضخم جدا في العصر العباسي كما انتشر النثر في العصر العباسي، ومن شعراء العصر العباسي، أبو تمام وبشار بن برد وصالح عبد القدوس وحركة الترجمة الواسعة أثرت في شعر الحكمة.
يلاحظ أن شعراء العباسيين استوعبوا حكم اليونان وبلاد فارس وحكم كليلة ودمنة الهندية التي تُرجمت إلى الفارسية، ثم نقلها ابن المقفع إلى العربية فتمثلوا كل هذا في الشعر وأدرجوا في بعضه أبياتهم.
وكادوا أن يندرجوا تحت كتب الأدب العظيم والأدب الصغير الذي نقل فيه ابن المقفع تجارب الفرس وحكمتهم ووصاياهم في الصداقة والنصائح والآداب ومن خصائص الشعر العباسي.
– يعبر عن التجربة الشخصية للشاعر وعدد من الخبرات التي أكتسبها في مسيرة حياته، كما يتميز بالتنوع عن طريق استخدام محسنات لفظية رائعة.
– يفتح مجموعة من الأبواب التي يظهر منها الأخلاق الحميدة، ويصورها كما تحدث فعليا مثل الأفعال التي تدل على الصبر والعفة والكرم والحياء.
– يظهر في أبيات الحكمة عدد من المواقف الطريفة، التي قد يستفاد الناشئ منها الأخلاق الطيبة بل تحسهم على ضرورة التحلي بها.
– يظهر فيه عدد كبير من التشبيهات والصور والتي تدعوا للتعمق في النصوص، وقد يظهر عدد من نواحي الغموض في الأبيات الشعرية خاصة عندما يستخدم الشاعر الرموز في الأبيات.
– قد يستخدم الشاعر المقدمة الطللية وتظهر في الكلمات الحنين لماضيه، ويظهر فيها أيضا عدد من الخبرات التي أكتسبها من الحياه.
– يظهر في الألفاظ عدد من التصورات عما يحيط بالفرد من الواقع، من القصور والصحراء الواسعة مما يبرز الطبيعة ومكوناتها.
– كما أن شعر الحكمة في العصر العباسي لا يستخدم الكلمات الصعبة والمتكلفة، ويبعد عن التعقيد اللفظي وذلك لوضح الهدف الشعري من إنشاد قصائده، مما ساعد على وضوح ألفاظه وعدم اللبس فيها.

مصادر الحكمة في العصر العباسي

كانت الحِكم عند العرب تُمثّل الفطرة السليمة، فهي موجودة منذ العصور الأولى، لكنّها تطوّرت إلى معانٍ عميقة؛ فكان لشعرِ الحكمة قيمته بين الشعراء، فبه يصبح المدح أكثر رزانة، وتربية القوم على السلوك المهذب والفضيلة، وبذلك كان الشعر من أحد أسباب إصلاح النفس، من خلال صنع مادة شعريَّة وتعليميَّة وأخلاقيَّة، ومن أهم أسباب تطور الشعر الحكمي في العصر العباسي، هي المصادر التي ساعدت في الانفتاح الثقافي والعقلي، ومنها:
1- الموروث الشعبي:
وهو ما يَرثه الأفراد من الأسلاف؛ إذ يُعدّ الجزء الأهمّ من تاريخ وثقافة الشعوب، ويشمل هذا الموروث العادات والتقاليد، والأفعال والأقوال، بما في ذلك الحكايات والأساطير، وغيرها من التجارب الذاتيّة المُتوارثة التي كانت من أحد أسباب تطوُّر الشعر الحكمي في العصر العباسيّ، فالموروث الشعبي هو الفن الذي يساعد على صياغة الحياة وفنونها، وهذه المعتقدات الشعبيَّة كلّها تدلّ على ثراء الشعوب وزخامة فِكرهم، ومدى إبداعهم في الحياة والحضارة، وتبعًا لذلك فقد تسلسلت أفكار الشعر العباسيّ بما هو عقلاني ومنطقي، إضافة إلى تنوّع الموضوعات بمختلف الأغراض، كالفخر، والغزل العذري، والهجاء، والتصوف، وغيرها، كما اتّسمت هذه المواضيع بابتكار معانٍ جديدة، وصور محدّثة.
2- التأثيرات الأجنبية:
وهي اتّصال الثقافة العربيّة بالثقافة الأجنبيّة، ويعدّ هذا الاتّصال من أهمّ الأسباب التي أدّت إلى ازدهار الحركة العلميّة والأدبيّة في هذا العصر، ومن أهمّ هذه التأثيرات هُم الفرس، فقد كان لهم دورهم البارز في إيصال أنواع الثقافات الأخرى إلى العرب، فاقتبسَ العرب منهم، واندمجوا ثقافيًّا، وكانت هذه الاقتباسات هي أعمال مترجمة لأهم أدباء الغرب، إذ حفَّزت الكُتاب العرب على الكتابة الإبداعية والروائيَّة، إضافة إلى تحفزيهم على التمكُّن من جوانب هذه الكتابة والإلمام بعناصرها المختلفة، من أجل صنع ما هو أكثر إبداعًا من غيره.



261 Views