ما هو الشعر الحر

كتابة حنان الشهري - تاريخ الكتابة: 21 مايو, 2022 2:26
ما هو الشعر الحر


ما هو الشعر الحر سوف نتحدث كذلك عن نقد الشعر الحر وشعراء الشعر الحر وخصائص الشعر الحر كل تلك الموضوعات تجدونها من خلال مقالنا هذا.

ما هو الشعر الحر

الشعر الحر أحد أنواع الشعر العالمي والعربي الأكثر انتشارًا بدأ يأخذ شكله منذ نهاية القرن التاسع عشر في العالم وفي الثلاثينيات من القرن الماضي في الوطن العربي. سمي بـ”الشعر المرسل” أو “النظم المرسل المنطلق” أو “الشعر الجديد” أو “شعر التفعيلة” في بداياته، أما بعد الخمسينيات فقد أطلق عليه مسمى “الشعر الحر”. وما زال الجدل مفتوحًا حتى الآن بين تيار من الأدباء والنقاد يرى أن الشعر الحر يختلف عن قصيدة النثر فهو شعر موزون لكنه متحرر من عدد التفعيلات التي تحدد شطر البيت في الشعر الخليلي ويمثل هذا التيار نازك الملائكة وغيرها، وبين من يرى أن النثر أو قصيدة النثر بحد ذاتها هي الشعر الحر لأنه متحرر من أي قالب أو وزن أو بحر وأبرز من يمثل هذا التيار جبرا إبراهيم جبرا وآخرون.

نقد الشعر الحر

-نبغ في ميادين الشعر الحر جيل اثقلته متطلبات الحياة، وبهضت أرواح أبنائه سبل الحرمان، وبانت على وجوههم معالم الحسرة والانكسار، كانت قلوب المؤسسين لحركة الشعر الحر مغمورة بالغربة وهم بين أهلهم وذويهم، وأرواحهم يلبدها الظلام وهم في وضح النار وضوئه، واحساساتهم تواقة للمس معالم العدل والإنصاف، فوجدوا من حرية التعبير في نظم الشعر الحر منطلقاً لتصوير ما يعانون منه، فنظموا أفكارهم في تعبيرات فيها من الغموض والفوضى الفنية ما تجنبوا به بطش رجال السلطة بهم آنذاك، فاعتمدوا التعميم كأسس لصور شعرهم، وتحدثوا عن تجاربهم الفنية من خلف الأقنعة وبإيماءات الرموز، فتحدثوا عن رجال التاريخ ممن جاد بنفسه لمواجهة الظلم، واسهبوا في رسم معالم الشخصيات التاريخية وتحدثوا عما ينبغي لرجال عصرهم مما استمت به رجالات التاريخ. وتحاشيا لمن كان يرقب أنفاسهم من رجال السلطة اخذوا من مسميات الأساطير وسيلة للتلميح بأفكارهم وآرائهم، ومن ظواهر الطبيعة وسيلة للتلويح بشكواهم وحسراتهم. لن يستمر شاعر الشعر الحر الناقد طويلاً بستره وغموض نقده لسلبيات عصره، وإنما أخذ يعلن ضرورة مكافحة ما يجرح الإنسانية بالاستنكار واعلان التمرد عليه، بل بالتضحية لردعه بالنفس والوجود، ففي التضحية يتم الإصلاح وبها يكون النقد، “انّ الاحتراق يفني عوامل الانحلال، وتنهض الأشياء على رمادها المحترق لتخلد عوامل نمو الحياة”. النقد ومفهوم التضحية: إنّ البعد النقدي في مفهوم التضحية في الشعر الحرّ يكشف القصد من أسطورة “الفداء”، والتي كثر استخدامها في شعر مؤسسيه والمبدعين في فنونه الناقدة، باعتبارها توحي الجهد الذي يستهدف به الشاعر اقامة التوازن بين المتناقضات، انّ التضحية هي شعار الشاعر الحر للرفض والنقد، وبها يتحقق حلمه برفض الواقع الفاسد الذي يقود بالإنسانية يوماً بعد يوم إلى مستنقع الحضيض ولعل الشاعر بدر شاكر السياب أكثر الشعراء في المرحلة التأسيسية للشعر الحر اتخذ “التضحية” شعاراً للنقد ووسيلة للاصلاح. -انّ “التضحية” كانت مشكلة السياب وحلمه وأسطورته الصغيرة التي كان يرى عبره ابتداءه في انتهائه، محاولاً في ذلك تحقيق التوازن والانسجام بين متناقضات الحياة التي يراها، والمتناقضات التي يتوقعها قادمة بمقتضيات الحياة الحديثة، فاستعمال الأساطير المنطوية على التضحية في تعبيرات فنون الشعر الناقد عند السياب هو تنبيه منه إلى الموقف الذي يجمع فيه الإنسان شتات ذاته ويوحد بين متناقضات عالمه، مستعيداً بذلك حالة التجانس التي افتقدها، ومواجها وحدته ازاء العالم الذي أصبح لا يأبه له ولا يكترث لوجوده فيه، كان السياب صارخاً في شعره الناقد بمبدأ التضحية، فهي التي تطهر الإنسانية مما دنسها، وهي التي تجعل الإنسان كالنهر، كالماء يولد من ذاته. تميز السياب عن المؤسسين لحركة الشعر الحر بتأصيله الأسس الأولى لمضامين فن النقد في هذا التعبير الشعري. إنّ مبدأ “التضحية” وما يتعلق بتصويرها من خلال التعبير عن دماء المظلومين، أصبح عند السياب في المراحل التالية للشعر الحر يمثل دم المسيح، والموت الفردي هو معجزة تحقيق البعث من جديد والكمال والتوافق في الحياة، وقد يظهر هذا التطبيق جليا في المرحلة الثانية من مراحل تطور الشعر الحر، خاصة في قصائد السياب التي نشرها بعناوين: “المسيح بعد الصلب”

شعراء الشعر الحر

1-الشاعر الفلسطيني محمود درويش
والذي وُلد في عام 1941 وهو من أبرز وأشهر شعراء المقاومة والثورة الفلسطينية حيث أنه شاعر مخلص ومحب لوطنه بشكل كبير، وقد تفرد هذا الشاعر بالعديد من الخصائص الملموسة والتي تؤثر بشكل مباشر على القلب، حيث أن شعره يحمل الخير والنضال لأجل الوطن الفلسطيني، وقد قدم العديد من الدواوين مثل ديوان عاشق فلسطين وديوان آخر الليل وحبيبتي تنهض من نومها وغيرها الكثير من الدواوين والقصائد الشعرية الأخرى.
2-بدر شاكر السياب
الشاعر العراقي الكبير الذي وُلد في عام 1926 وهو واحد من أبرز مؤسسي الشعر الحديث والذي كان له فضل كبير في ظهوره، وله ديوان كبير مكون من جزءين يضم فيه كل القصائد الشعرية التي ألفها طوال مسيرة حياته، ومن أشهر قصائده أنشودة المطر وأزهار ذابلة ومنزل الأقنان وغيرها العديد من القصائد الشعرية الأخرى.

خصائص الشعر الحر

1-استخدام المحسِّنات البديعيَّة فيه قليل، بالإضافة إلى قلَّة استخدام المقاطعِ الساكنة أيضًا.
2- يوظّف لغة الحياة اليومية، لذلك فهو يخلو من المظاهر التي تغصُّ بالمبالغة والفخامة سواءً من الناحية الفلسفيَّة أو الفكرية.
3-وجودُ المقاطع الساكنة في أواخرِه في معظم الأحيان، أما في بقية المقاطع الموجودة في القصيدة ففي العادة تخلو من التسكين.
4-يتميَّز الشعر الحر بامتلاكه إيقاعًا موسيقيًّا واحدًا، أي أنَّه يلتزمُ بتفعيلةٍ واحدةٍ.
5- التزامه بعدد من القوافي حتى يتمَّ التقليلُ من حدَّة الإيقاع الواحد، ولدفع الملل أو السأم الذي يلحق بالسامع أو القارئ.



210 Views