ما معنى الظلم

كتابة امل المهنا - تاريخ الكتابة: 6 مايو, 2022 9:32
ما معنى الظلم


ما معنى الظلم وعاقبة الظلم وأنواع الظلم وأسباب الظلم، هذا ما سوف نتعرف عليه فيما يلي.

ما معنى الظلم

معنى الظلم لغةً:
أصل الظلم: الجور ومجاوزة الحد، يقال: ظَلَمه، يَظْلِمُه ظَلْمًا، وظُلْمًا، ومَظْلمةً، فالظَّلْمُ مَصْدرٌ حقيقيٌّ، والظُّلم الاسم، وهو ظالم وظَلوم. وأصل الظلم، وضع الشيء في غير موضعه
معنى الظلم اصطلاحًا:
هو: (وضع الشيء في غير موضعه المختص به؛ إمَّا بنقصان أو بزيادة؛ وإما بعدول عن وقته أو مكانه)
وقيل: (هو عبارة عن التعدِّي عن الحق إلى الباطل وهو الجور. وقيل: هو التصرُّف في ملك الغير، ومجاوزة الحد).

عاقبة الظلم

قضى الله -سبحانه وتعالى- أن يُمهل الناس الظالم ولا يعجّلوا لهم العقوبة؛ لحِكَم كثيرة، منها: استدراج الظالم ليأخذه الله -تعالى- على أقبح حالٍ وأشنع صورةٍ، وفي ذلك قال الله سبحانه وتعالى: (إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ).
-إنّ الله -سبحانه وتعالى- توعّد للظالمين بتعجيل العقوبة لهم في الدنيا؛ لسوء الظلم، وكثرة أضراره على المجتمع، حيث قال الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: (ليس شيءٌ أُطِيعَ اللهُ -تعالى- فيه أعجلَ ثواباً من صلَةِ الرحِمِ، وليس شيءٌ أعجلَ عقاباً من البغْيِ وقطيعةِ الرَّحم).[٢] وقد أخبر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ دعاء الإنسان بالظلم غير مُستجاب، ومن ذلك الدّعاء بإثمٍ، أو بقطيعة رحم؛ حيث قال: (لا يزالُ يُستجابُ للعبدِ ما لم يدعُ بإثمٍ، أو قطيعةِ رحمٍ).
-ومن صور العقوبة التي تحلّ بالظالم في الحياة الدنيا القِصاص، فقد جعل الله – تعالى- القِصاص وسيلةً لأخذ الحقّ من الظالم، حيث قال الله تعالى: (وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنفَ بِالْأَنفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ).
-كما أنّ الله -سبحانه وتعالى- أخبر في القرآن الكريم أنّه يُضلّ الظالمين في الحياة الدنيا، ولا يهديهم إلى الرُّشد والصلاح، حيث قال الله تعالى: (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذينَ آمَنوا بِالقَولِ الثّابِتِ فِي الحَياةِ الدُّنيا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظّالِمينَ وَيَفعَلُ اللَّهُ ما يَشاءُ).

أسباب الظلم

1-الشيطان؛ قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ” [البقرة:208]، وقال: “اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ” [المجادلة:19].
2- النفس الأمارة بالسوء؛ قال تعالى: “إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ” [يوسف من الآية:53].
3- الهوى؛ قال تعالى: “فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ” [النساء من الآية:135]، وقال سبحانه: “وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى . فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى” [النازعات:40-41]، وقال جل وعلا: “وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ” [الكهف من الآية:28]، والآيات كثيرة في هذا الباب.

أنواع الظلم

1-الظلم العظيم بالتعدي على حدود الله
وهذا يتضح من خلال الأيات [ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ] ، [البقرة:229]. حيث يقول العلماء أن الحلال قد عرفه الناس مفصلاً، والحرام هو تعدي هذا الحلال وتجاوزه وتجنب الطاعة وإتيان المعصية، وتلك الحدود قد بينها الله لعباده.
2-الظلم العظيم بالكذب على الله
والكذب على الله أمر عظيم قال سبحانه وتعالى [ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ]، [الأنعام: 144]، ويدخل فيها تحريم ما أحل الله، وتحليل ما حرم الله. [
3-الظلم العظيم بالصد عن مساجد الله أن يذكر فيها اسمه
ومن أمثلة الظلم كذلك الصد والمنع من المساجد، والسعي في خرابها، [وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ]، [البقرة: 114].
4-الظلم العظيم بكتم الشهادة
ومن أمثلة الظلم أن يكتم الشخص شهادة حق، [ أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَـقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطَ كَانُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ] ، [البقرة: 140].
5-الظلم العظيم بالإعراض عن آيات الله
والأعراض عن أيات الله، وتعطيل أحكام هذه الأيات، ومنها ذكر الله سبحانه وتعالى [ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا ] ، [الكهف: 57]، أي أن أكثر الظلم من العباد يأتي من إعراضهم عن ذكر الله وأياته.



258 Views