ما قصة الحجر الأسود

كتابة بدرية القحطاني - تاريخ الكتابة: 26 مايو, 2022 3:50
ما قصة الحجر الأسود


ما قصة الحجر الأسود نتحدث عنها من خلال مقالنا هذا كما نذكر لكم مجموعة متنوعة أخرى من الفقرات مثل تاريخ الحجز الاسود وحكم التبرك بالحجر الأسود ثم الختام سبب تسمية الحجر الأسود بهذا الاسم تابعوا السطور القادمة.

ما قصة الحجر الأسود

عندما كان عمر النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – خمساً وثلاثين سنةً، أي قبل أن يبعث بخمس سنوات، كانت قريش مجتمعةً لتجدّد بناء الكعبة، وذلك بعد أن تصدّعت جدرانها، وكانت لاتزال على بنائها في عهد إبراهيم عليه السّلام، أي حجارةً فوق القامة، وتمّ حينها تقسيم العمل في بناء الكعبة بين القبائل المختلفة، وكان لكلّ منها ناحية من نواحي الكعبة لكي تتولاها، فكانوا يبنونها بحجارة الوادي. وعندما وصل البنيان إلى موقع الحجر الأسود تنازعت قبائل قريش، وكان كلّ منها يرغب في أن ينال شرف رفع وإعادة الحجر الاسود إلى مكانه، وكاد الأمر أن يصل إلى الاقتتال بينهم، وحينها اقترح أبو أمية بن المغيرة المخزومي أن يقوم بتحكيم أول من يدخل عليهم من باب المسجد الحرام فيما تنازعوا فيه، فوافقت القبائل على اقتراحه، وكان أوّل قادم هو رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – وما إن رأوه حتى هتفوا: هذا الأمين، رضينا، هذا محمّد، وما إن انتهى إليهم حتى أخبروه الخبر، فقال: هلمّ إليَّ ثوباً، فأتوه به فوضع الحجر في وسطه، ثمّ قال: لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثّوب، ثمّ ارفعوه جميعاً، ففعلوا، فلمّا بلغوا به موضعه أخذه بيده الشّريفة ووضعه في مكانه.

تاريخ الحجز الاسود

-في بداية الإسلام ومطلعه كان المسلمون يتوجهون في صلاتهم نحو بيت المقدس، وظلّوا على ذلك إلى أن أنزل الله تعالى قوله: (فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ)، وهكذا أصبحت الكعبة هي قبلة المسلمين منذ ذلك اليوم إلى حيننا هذا، ممّا زادها تشريفاً وتعظيماً، فالمسلمون في كل مكان في العالم يتوجّهون نحوها يومياً في كل صلاة من الصلوات المفروضة، بل أكثر من ذلك بكثير، ففي كل نافلة يصليها المسلم يتوجه إلى الكعبة أيضاً، وحتى في صلاة العيد وصلاة الكسوف وغيرها من الصلوات المسنونة يتوجّه المسلمون إلى الكعبة المشرفة، وبناءً على ذلك فقد بُنِيت مساجد المسلمين في العالم كلّه باتجاه الكعبة، وإذا ما ذهب المسلم إلى أي مكان فأهمّ ما يُسأَل عنه هو اتجاه الكعبة بالنسبة إليه.
– الحجر الأسود يعدّ الحجر الأسود في الإسلام أشرف حجر على وجه الأرض، وهو أيضاً أشرف معالم بيت الله الحرام والكعبة الشريفة، وموقعه إلى الشرق من الركن اليماني للكعبة، ويرتفع عن الأرض بمقدار متر ونصف، وقد مرّ على الحجر الأسود عدد كبير من الحوادث، أفظعها ما فعله القرامطة من أخذ الحجر الأسود وإبعاده عن البيت الحرام مدة 22 عاماً، فقد احتل أبو طاهر القرمطي مكة المكرمة ومدينة القطيف، ثم أخذ الحجر الأسود ووضعه في منطقة الجش في الأحساء، إلا أنه أعيد إلى البيت الحرام سنة ثلاثمائة وتسع وثلاثين.
-ورد في السنة النبوية أن الحجر الأسود هو حجر من حجارة الجنة نزل مع آدم عليه السلام، لأنّه لمّا نزل من الجنة شعر بوحشة شديدة وشوق عارم لها، واشتدّ عليه ذلك كثيراً، حتى أنزل الله تعالى له الحجر الأسود يستأنس به ويخفف من وحشته للجنة، وقد كان لون الحجر أبيض صافياً إلا أنه اسودّ بذنوب العباد، كما قال صلى الله عليه وسلم: (نزلَ الحجرُ الأسوَدُ منَ الجنَّةِ وَهوَ أشدُّ بياضاً منَ اللَّبنِ، فسَوَّدَتهُ خطايا بَني آدمَ)،وقد قال صلى الله عليه وسلم في بيان خصوصية الحجر الأسود أنّه لولا ذنوب الجاهلية ورجسها لبرئ كل من مسّ الحجر الأسود وكان يشكو عاهةً ما، قال صلى الله عليه وسلم: (لولا ما مَسَّ الحجرَ مِنْ أنجاسِ الجاهلِيَةِ، ما مَسَّهُ ذُو عاهَةٍ إلَّا شُفِيَ)،وقد روى الأزرقي أنّ الحجر الأسود سيعود إلى الجنة في آخر الزمان.
وقد نُقِل أنّ الكعبة المشرّفة تعرّضت مرّةً لحريق أو سيل هدم أجزاء منها، فقرّرت قريش هدمها وإعادة بنائها بعد أن ترددت كثيراً خشية أن يصيبهم عذاب إن قاموا بذلك، وكان ذلك في فترة شباب الرسول صلى الله عليه وسلم وقبل بعثته، وفي أثناء بنائهم للكعبة وعندما حان وقت وضع الحجر الأسود في مكانه اختلفوا فيما بينهم في أيّ القبائل تحظى بشرف حمله ووضعه في مكانه، ثمّ اتفقوا على أن يُحكّموا أول من يمرّ عليهم من الناس، وشاء الله تعالى أن يكون أول من يمرّ بهم هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلمّا أخبروه بالخلاف الحاصل بينهم، أنهى خلافهم ذلك بطريقة حكيمة تدل على رجاحة عقله صلى الله عليه وسلم، حيث أشار عليهم أن يضعوا الحجر الأسود وسط ثوب، ثمّ أمر سيّد كل قبيلة أن يمسك طرفاً من أطراف الثوب ويرفعوه، ثمّ حمله هو عليه الصلاة والسلام عن الثوب، ووضعه في مكانه.

حكم التبرك بالحجر الأسود

إنّ من المشروع للمسلم أن يقوم بتقبيل الحجر الأسود إن أمكن له ذلك، وإلا فإنّه يستلمه، أو يشير إليه على ما هو مبيّن في موضعه، وهذا كله من فعل النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – تأسياً به، واقتداءً بهديه، اتباعاً له، وأمّا الحجر الأسود بحدّ ذاته فإنّه لا يضرّ ولا ينفع، وذلك كما قال عمر وهو يقبّل الحجر:” والله إنّي لأعلم أنّك حجر لا تضرّ ولا تنفع، ولولا أنّي رأيت رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – يقبّلك ما قبلتك “. ولم يرد أيّ أمر في السّنة النّبوية يدلّ على أنّه يشرع للمسلم أن يتبرّك بالحجر الأسود، أو بأيّ حجر من أحجار الكعبة، فمن فعل ذلك رغبةً في الشّفاء من المرض أو للخروج من مصيبة ما فإنّ هذا الأمر ليس مشروعاً ولم يرد عليه أيّ دليل، بل يعتبر من الأمور المحدثة التي يجب على المسلم أن يحذر منها، وإنّما يكتفي بفعل ما ورد من تقبيل الحجر ونحو ذلك، مثل استلام الرّكن اليماني، والوقوف عند الملتزم لدعاء الله تعالى، ولا يزيد على ذلك، لأنّ هذا هو هدي النّبي محمّد صلّى الله عليه وسلّم.

سبب تسمية الحجر الأسود بهذا الاسم

نزل الحجر الأسود من الجنة مع آدم عليه السلام وكان شديد البياض، ولكن بسبب خطايا بني آدم اسود لونه، وقد حفظه الله عز وجل لنبيه إبراهيم عليه السلام، وعندما بدأ إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام ببناء الكعبة أرادا أن يكون مكان بدء الطواف ظاهراً للناس، فأحضر جبريل عليه السلام الحجر ووضعه مكانه، وكان الحجر في ذلك الوقت يتلألأ من شدّة بياضه، فكان يضيء كلّ أطراف الكعبة،[وبلغ طوله ذراع، وقد غرس في بناء الكعبة ولم يظهر منه إلّا رأسه الذي أصبح أسوداً بسبب الذنوب، أمّا الجزء المغروس في الكعبة فلونه أبيض.



321 Views