ما حكم زكاة الفطر بالنقود

كتابة لطيفة السهلي - تاريخ الكتابة: 16 سبتمبر, 2022 3:26
ما حكم زكاة الفطر بالنقود


ما حكم زكاة الفطر بالنقود، ودليل زكاة الفطر من القرآن، ومن هو الصحابي الذي اخرج زكاة الفطر نقدا، ومقدار زكاة الفطر مالًا، وحكم إخراج زكاة الفطر نقدا عند المالكية، وهل يجوز إخراج زكاة الفطر ملابس، نتناول الحديث عنهم بشيء من التفصيل عبر السطور التالية.

ما حكم زكاة الفطر بالنقود

فإنَّ الذي دلَّتْ عليه سُنَّةُ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ أنَّ صدَقةَ الفِطرِ إنَّما تُخرَجُ طعامًا، لا نُقودًا، ويدُلُّ على هذا ما يأتي:
أوَّلًا: حَديثُ ابنِ عُمرَ الثابتُ في الصَّحيحَينِ: (فرَضَ رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّمَ زكاةَ الفِطرِ صاعًا مِن تمْرٍ، أو صاعًا مِن شَعيرٍ -وفي روايةٍ: أمَرَ-. قال ابنُ عُمرَ: فعَدَل الناسُ عِدْلَه مُدَّيْنِ مِن حِنْطةٍ).
وفيهما أيضًا حديثُ أبي سعيدٍ: (كُنَّا نُخرِجُ في عهدِ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ يَومَ الفِطرِ صاعًا مِن طَعامٍ).
والأحاديثُ في هذا متعدِّدةٌ، بلْ عندَ البَيْهقيِّ قولُه: (أدُّوا صاعًا مِن طَعامٍ في الفِطرِ)
وعِندَ النَّسائيِّ أنَّ ابنَ عبَّاسٍ قال وهو يخطُبُ على المِنبَرِ: (صدَقةُ الفِطرِ صاعٌ مِن طَعامٍ).
فهذه النُّصوصُ صريحةُ الدَّلالةِ على أنَّ المشروعَ للمُسلمِ أن يُخرِجَ صدَقةَ الفِطرِ مِن طَعامٍ، ويُؤيِّدُه حديثُ ابنِ عبَّاسٍ عند أبي داودَ وابنِ ماجَهْ: (فرَض رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ زكاةَ الفِطرِ طُهرةً لِلصَّائمِ مِنَ اللَّغوِ والرَّفَثِ، وطُعْمةً لِلْمَساكينِ).
فقولُه: (طُعمةً) دليلٌ على أنَّ الإطعامَ مقصودٌ لِلشَّرعِ في هذه العبادةِ.

دليل زكاة الفطر من القرآن

يكون دليل زكاة الفطر من القرآن كما يلي:
أصل زكاة الفطرة في القرآن هو قوله تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى) [الأعلى: 14] فإنّها نزلت في زكاة الفطرة فهي المقصودة بـ” تزكى” لا زكاة الأموال فإنّها شرعت كغيرها من كثير من الواجبات في المدينة والآية مكية على المشهور، مضافاً إلى تفسير الاحاديث لها بزكاة الفطرة، وتفسيرها في الروايات، وإليك ثلاثة اخبار فسّرت قوله تعالى: (قد أفلح من تزكى) بزكاة الفطر:
1ـ ما ورد عن زكاة الفطرة في صحيح هشام بن الحكم عن الامام الصادق عليه السلام فِي حَدِيثٍ: قَالَ نَزَلَتِ الزَّكَاةُ وَلَيْسَ لِلنَّاسِ أَمْوَالٌ وَإِنَّمَا كَانَتِ الْفِطْرَةُ / الوسائل حديث رقم [ 12110]
2ـ في من لا يحضره الفقيه وسئل الصادق عليه السلام عن قول الله عز وجل” قد افلح من تزكى” قال: من اخرج الفطرة. قيل له: “وذكر اسم ربه فصلى” قال: خرج إلى الجبانة (أي الصحراء ) فصلى.
3ـ وروى حماد بن عيسى عن حريز عن ابى بصير وزرارة قالا: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان من إتمام الصوم إعطاء الزكاة يعنى الفطرة، كما أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وأله من تمام الصلاة، لأنه من صام ولم يؤد الزكاة فلا صوم له اذا تركها متعمدا، ولا صلتة له إذا ترك الصلاة على النبي وأله، ان الله عز وجل قد بدء بها قبل الصوم قال” قد افلح من تزكى * وذكر اسم ربه فصلى”.

من هو الصحابي الذي اخرج زكاة الفطر نقدا

هو الصحابي الجليل هو عمر بن عبد العزيز، هذا الصحابي الجليل نعش شعبه وازدهر أثناء فترة حكمه لما تميز به من صفات حميدة وجميلة، فكان هذا الصحابي الجليل عادل وحاكم فانتعش الاقتصاد وعم الازدهار أثناء حكمه، حيث كان لم يكن في عهده فقراء، فقد حكم الصالحون ونهوا عن المنكر وأمروا بالمعروف ووزعوا الصدقات، وكان حريصًا على ردّ المظالم والاستماع إلى شكاوى قومه، وقد اتسم عهده بصفات عديدة طيبة لذا أطلق عليه لقب خامس الخلفاء الراشدين.

مقدار زكاة الفطر مالًا

يتمثل مقدار زكاة الفطر مالًا في النقاط التالية:
حددت دار الإفتاء المصرية، قيمة زكاة الفطر 2022 بنحو 15 جنيهًا كحد أدنى عن الفرد الواحد، مع استحباب الزيادة لمن أراد، وأخذت دار الإفتاء المصرية برأي الإمام أبي حنيفة في جواز إخراج زكاة الفطر بالقيمة نقودًا بدلًا من الحبوب؛ تيسيرًا على الفقراء في قضاء حاجاتهم ومطالبهم، والفتوى مستقرة على ذلك.

حكم إخراج زكاة الفطر نقدا عند المالكية

يكون حكم إخراج زكاة الفطر نقدا عند المالكية كما يلي:
لا يجوز إخراج القيمة في زكاة الفطر وقال بذلك جمهور الفقهـــاء (مالكية وشافعية وحنابلة) لأنه لم يرد بذلك نص ولأن القيمة في حقوق الناس لا تجوز إلا عن تراض منهم وليس لصدقة الفطر مالك معين حتى يحــوز رضـــاه أو إبراؤه.

هل يجوز إخراج زكاة الفطر ملابس

أن الأصل في زكاة المال إخراجها مال ولكن إذا كان الفقير الذى ستدفعين إليه الزكاة هو في حاجة إلى هذه الملابس فيجوز أن تشتريها له من زكاة المال ولا حرج في ذلك، فمن يريد أن يقدم الزكاة مالا وبعضها الآخر أشياء يحتاجها الفقراء فله أن يفعل ذلك ولكن ينوى بها الزكاة مثل تجهيز عروس فقيرة أو مساعدة أحد في شراء ما يحتاجه فيجوز ولا مانع، ولكن تنوى أن يكون هذا من زكاة المال ويكون هذا استثناء خروجا من الخلاف فحيثما اضطررنا إلى ذلك نفعل ولا حرج وحيثما كان الإنسان لا يوجد ما يرجى إلى ذلك فله أن يعطي الفقراء المال في أيديهم وكل شخص أدرى بحاجته.



267 Views