ما الذي يجمع بين المثل والحكمة

كتابة سلمى الشمري - تاريخ الكتابة: 3 سبتمبر, 2020 9:47
ما الذي يجمع بين المثل والحكمة


ما الذي يجمع بين المثل والحكمة وماهي اهمية الأمثال والحكم في مجتمعنا كل ذلك سنتعرف عليه في هذا المقال.

تعريف المثل

المثل هو قول مأثور عن تجربة الشعوب واخذ عن السلف للخلف.
وهو حادث يقال فيه قول نتيجة تكرار حدث مع الافراد وهو عبارة عن حكاية صورت بكلمات معدودة ذات مفردات سهلة التفسير يفهم معناه كل من يسمعها.
والمثل نسيج ثقافي رائع بالغ الدقة يعطي في النهاية دستورا للناس، ويتمنى كل انسان ان يقتدي بالامثال
لخدمة الاخريين ولتقوية اواصر المجتمع وبناء الحب والتسامح والمساعدة ونكران الذات في فعل العمل الصالح.وهو متعدد الصور ومتشابه المواقف. ويتميز بأربعة أشياء اجتمعت فيه على غير منوال غيره من الكلام وهي: إيجاز اللفظ – إصابة المعنى – حسن التشبيه – جودة الكتابة.

تعريف الحكمة

هي عبارات تمثل خلاصة تجربة الحياة. ولم تُخَصص لها قصائد، وإنما كانت مبثوثة في أثناء الشعر لعفويتها.
والحكمة بصيغه الحال ناتجة عن خبرة ودراية وتكون ذات مضمون اعمق ونابعة عن فلسفة ورويا ثاقبة للامور وينطق بها شخصعارف او عالم وعالم لاهوت ويستنبط كلامها ولغتها من دراسة واطلاع وبحث.
وتتخضع كل فلسفة الى تحليل في التطبيق فهي في كل الاحوال فراسة.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : اتقوا فراسة المؤمن لانه ينظر بعين الله.وبمعنى اخر فان الحكمة هي حادث نابع من صميم المجتمع وليست وليدة الساعة.

خصائص المثل والحكمة

ملاحظة الباحث أن النصوص تتمايز في حضورها لدى المجتمع اللغوي, وسير بعضها دون بعض, وحدوث ذلك بما يشبه الاتفاق, مما يثير الانتباه إلى هذه النصوص.
أن الأمثال تنتمي إلى الفن, كما تنتمي إلى لغة الحديث اليومي, وتكون في الفن الشعري والنثر الأدبي, مع بقائها مكوناً من مكونات الخطاب اليومي, كل ذلك يسترعي الانتباه, و يستوجب دراسة هذا اللون من الفن اللغوي وعلاقته بالمجتمع واللغة, وخصائصه التي تميزه عن الأداء العادي للغة, مع وجوده الدائم.
من طبيعة النصوص أن تكرارها يذهب بعضاً من جدتها, إلا الأمثال لا تذهب جدتها.
حضور هذا اللون من الأداء اللغوي في الخطاب اليومي, و في النثر الفني وفي الشعر, يعني وجوده في العملية اللغوية بشكل عام, وهذا يجعل من دراسته (دراسة فنية كانت أو غير فنية ) دراسة لفن اللغة عموماً.
إدراك الباحث أن هذا الموضوع لم ينل حقه من الدراسة.
توضيح الخصائص الفنية والجمالية للحِكَم والأمثال.
الكشف عن عناصر البقاء الفني لهذه الجمل.
أن تكون هذه الدراسة دراسة عامة غير محددة بفن الأمثال فقط؛ بل الإفادة منها في تحليل النص الأدبي عموماً.
دراسة النصوص وفق رؤى حديثة, مع عدم التنكر للقديم؛ بل للإفادة من المناهج والأساليب الحديثة.

الفرق بين المثل والحكمة

تنشأ الأمثال من تجارب الناس ومعاملتهم حيث تأتي باللغز ومغزى شأنها في ذلك شأن الحكمة، غير أن المثل يضرب على سبيل التشبيه والتمثيل على عكس الحكمة التي تعتبر هي الأخرى عبارة موجزة مستخلصة من تجربة إنسانية في قالب خاص إلا أنها تتجه دائما إلى المصارحة الحقيقية ولا يراد معها التشبيه.

ما الذي يجمع بين المثل والحكمة

على الرغم من اقتران لفظ (المثل) بلفظ آخر یعبر عن فكرة مشابهة له هي (الحكمة)، فإن الحكمة تجمع كل ما یتّصل بالعادات والتقاليد والتدبير والأقوال السائرة والعبارات النادرة، فهي تعبیر عن خبرات الحیاة، ـ أو بعضها ـ مباشرة في صیغة تجریدیة .
انّ المثل السائر يحوي تلك الجوانب الرفيعة التي هي أروع ضروب البيان، ويوافقه في هذا ما قاله أبو إسحاق النظام: «يجتمع في المثل أربعة لا تجتمع في غيره من الكلام: إيجاز اللفظ وإصابة المعني وحسن التشبيه وجودة الكناية فهو نهاية البلاغة.» .
يقصد أبوعبيد بقوله «كناية غير تصريح» ما تتميز الأمثال العربية القديمة من جلاء الفكرة والبراعة في تحديد المضمون من غير إسهاب في العرض أو تكرار يفضی إلی الخلل والقصور فهي تعمد علی الإشارة الخاطفة التي يتوفّر معها الإيجاز في اللفظ والإصابة في المعنی و البراعة في التقسيم ولذلك كانت تلك الأسس من مستلزمات أمثالهم وبها تبلغ ذروة البيان.
ولذلك فإن المثل لیس هو الحكمة، وإن تضمّنها، ولكنه یتجاوزها أحیانا في عمق فكرته، فهو یعبر عن المراد منه حاملاً في داخله تشبیها وتصویرا وتمثیلا. وأما الحكمة فقوامها التفكر والتبصر في شؤون الحیاة، في محاولة لكشف أسرارها، وغالبا ما یكون قائلها معروفاً في محیطه متمتعا بقدر من الفصاحة والعلم والفلسفة. والمثل والحكمة یتشابهان من حیث الإیجاز والتكثیف وأحكام العبارة، إلا أن الحكمة قد تمیل إلى الطول والإسهاب.
ویرى عفیف عبد الرحمن أن الأمثال لم تلق عنایة كافیة من قبل اللغویین؛ إذ لم یقوموا بدراسة الأمثال وتحلیلها، واكتفوا بجمعها وتدوینها وشرحها. ویعود هذا في رأیه إلى صعوبة تحدید المثل، إذ هو یختلط بالحكمة والقول السائر أو المأثور. وهو یصنفّ الأمثال إلی: أمثال عربیة قدیمة، وأمثال مولدة، وأمثال عامیة شعبیة معاصرة.



895 Views