ما أهمية تعلم اللغات الأجنبية

كتابة حسن الشهري - تاريخ الكتابة: 30 مايو, 2022 2:37
ما أهمية تعلم اللغات الأجنبية


ما أهمية تعلم اللغات الأجنبية وكذلك أهمية تعلم اللغات في الإسلام، كما سنقوم بذكر معلومات عامة عن تعلم اللغات الأجنبية، وكذلك سنتحدث عن أثر تعلم اللغات الأجنبية، وكل هذا من خلال مقالنا هذا تابعونا.

ما أهمية تعلم اللغات الأجنبية

1- تطوير القدرات العقلية:
يُتيح تعلّم لغة أخرى للأفراد من كافّة الأعمار التطوير من قدراتهم العقليّة؛ حيث إنّها تُساهم في تنشيط الدماغ، وتقوية الذاكرة؛ فاللغات الأجنبيّة لديها أنظمة معقّدة تحتوي الكثير من القواعد والمفردات الجديدة، وتعلّمها يعني أنّه يتحتّم على العقل التعامل مع هذا التعقيد بشكلٍ سليم والإلمام بها، وكلّما زادت نسبة إشغال الدماغ أصبحت وظائفه تعمل بشكلٍ أفضل من السابق؛ حيث إنّ الأشخاص الذين لديهم أكثر من لغةٍ يتمتعّون بذاكرةٍ قويّةٍ يستطيعون من خلالها تذكُّر الأسماء والأرقام بسرعةٍ كبيرةٍ.
تُشير إحدى الدراسات التي أجريت في جامعة بومبيو فابرا الإسبانية إلى أنّ الأشخاص الذين يُتقنون لغتين أو أكثر لديهم إدراك حسّي أعلى من الأفراد أحاديِّي اللغة أو الذين يتكلّمون لغةً واحدةً، وهؤلاء الأشخاص يُفكِّرون دائماً بطريقةٍ إبداعيّةٍ مبتكرةٍ أو ما يُسمّى بالتفكير خارج الصندوق، حيث إنّهم يتفوّقون على الآخرين بمهارات الاستماع والقدرة على الكلام وما إلى ذلك، وجميعها تُؤثِّر بشكلٍ إيجابيٍّ على معدّل الذكاء والإبداع.
2- تحسين مهارات الاتصال:
يُساعد تعلّم اللغات المختلفة على القدرة على التواصل مع شريحةٍ أكبر من الناس من عدّة ثقافات وبلدان، فالتّواصل معهم بلغتهم على الصعيدين الشخصي والمهني يؤدّي إلى تعميق علاقة الأفراد بهذه الثّقافات وتعزيزها، واحترام تقاليد وديانات وتاريخ الأشخاص المرتبطين بهذه اللغة، والقدرة على التسامح وقبول الآخر، حيث أظهرت الدراسات أنّ الأطفال الذين يتعلّمون لغةً غير لغتهم لديهم القابلية للانفتاح تجاه الثقافة المتعلقة بذات اللغة، بالإضافة إلى تطوير المهارات، واكتساب خبراتٍ كثيرة، وإنشاء العديد من المعارف والعلاقات الجديدة حول العالم.
3- تعزيز الثقة بالنفس:
تُعتبر زيادة الثقة بالنفس إحدى الفوائد الناتجة عن تعلّم لغة جديدة وإتقانها، حيث يستطيع الفرد وقتها التعرُّف إلى نفسه بشكلٍ أفضل، ومعرفة قوته وإنجازاته التي يستطيع تحقيقها سواء في عمله أو في حياته، حيث يمتلك الأشخاص الذين يتمتّعون بثقةٍ عاليةٍ بالنفس انفتاحاً ذهنياً يُميِّزهم عن غيرهم، ويجعلهم يفكِّرون بطريقةٍ أفضل، كما يُعتبرون أكثر إثارةً للاهتمام من أولئك الأشخاص الذين لم يستطيعوا تحديد أهدافهم أو معرفة أنفسهم ونقاط قوّتهم التي بدونها لن يتمكّنوا من النجاح في حياتهم.
4- زيادة الفرص الوظيفية:
يُمكن للفرد توسيع فرصه الوظيفيّة وفتح آفاق جديدة في مجالات العمل عن طريق تعلّم لغاتٍ إضافيّةٍ، حيث تتطلّب بعض المهن أحياناً أن يكون الشخص على درايةٍ بلغاتٍ مختلفةٍ ومتنوِّعةٍ، لذلك فإنّ تعلّم اللغات الأجنبية يمنح الشخص فرصةً أكبر من غيره في الحصول على وظيفة مقارنةً بالأشخاص الذين يتحدّثون لغةً واحدةً فقط، حيث يُمكن للفرد أن يُشير إلى ذلك في سيرته الذاتيّة ويجعلها إحدى ميزاته، فقد أجرى معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا دراسةً أثبت فيها أنّ الأشخاص الذين يُتقنون أكثر من لغةٍ يكسبون أموالاً أكثر من غيرهم بمتوسِّط 128 ألف دولارٍ إضافيٍّ في حياتهم المهنيّة.
5- تطوير مهارات الحل الرياضية:
تؤكّد بعض الدراسات أنّ الأشخاص الذين يتحدّثون لغتين أو أكثر يتفوّقون عن أقرانهم أحاديّي اللُّغة في الرياضيات؛ نظراً إلى أنّ تعلّم اللغة هو عمليّة هيكليّة ومنطقيّة وتُشابه إلى حدٍّ ما نوع التفكير المستخدم في حلّ المسائل الرياضيّة، ففي دراسة أُجريت في ولاية ماساتشوستس أنّ الأطفال الذين يتعلّمون لغةً جديدةً أكثر تفوّقاً في الرياضيّات من الأطفال الذين لا يدرسون لغةً أجنبيّة، وفي دراسةٍ أخرى نُشرت في إحدى مجلات جامعة ميشيغان، أثبتت أنّ الطلاب الذين تعلّموا لغةً أخرى لمدّة ساعة ونصف فقط في الأسبوع سجّلوا درجات أعلى في مادّة الرياضيّات.

أهمية تعلم اللغات في الإسلام

1- انتفاع الأمة بالبحوث التي كتبت بلغات أخرى:
حيث أننا نعيش في عصر المعلوماتية الذي تشترك فيه المعلومات الحياتية والتكنولوجية والعلمية.
وهذا جعل فهم اللغة التي كتبت بها البحوث والدراسات أساس للاستفادة منها.
ولذا كان لا بد من تعلم تلك اللغات من الباحثين حتى يقوموا بنفع الأمة بشكل أكبر وأكثر توسعًا.
2- دعوة الشعوب الأخرى للإسلام:
حيث أن دعوة الشعوب الأخرى إلى الإسلام يحتاج من الداعية فهم طبيعة تلك الشعوب، وخصائصها، وتاريخها، ومنجزاتها، ونقاط قوتها وضعفها.
ولا سبيل إلى ذلك إلا بتعلم لغتهم ورموزها ومدلولاتها.
3- ما يحاك ضد الإسلام من مكائد:
فلا حاجة للتنبيه على مدى ما يحاك للإسلام من خطط، ومؤامرات،
ومناورات لهزيمة أمتنا وكسر حصانة نفوسها وتشتيت شمل أبنائها،
ومعرفة لغات أولئك وإتقانها له دور كبير في إفشال تلك المؤامرات، ولذلك قيل قديمًا (من عرف لغة قوم أمن مكرهم)
4- نقل الثقافة الإسلامية:
حيث أن نقل الثقافة الإسلامية إذا تم من غير المسلمين يتم تشويهها وتزويرها واتهامها بالباطل بدون حق، ولذا نحتاج إلى مترجمين أكفاء يدينون بالولاء لهذا الدين فيكونون أمناء فيما ينقلون وما يكتبون.
5- الفقه بالواقع ومتطلباته:
فلكي يتابع الفرد متغيرات الواقع، ويفسر مفرداته باستمرار، ويفقه حاجات ومتطلبات هذا الواقع، عليه أن يعرف لغات القوم ورموزهم.
وهذا يضعنا أمام سؤال كبير ألا وهو المدارس العادية أم اللغات؟!!
فلقد رأينا فيما سبق أهمية اللغات في كلًا من الحياة العملية والإسلام؛ ولكن هل يعني هذا أن نهتم بدخول الأطفال لمدارس اللغات دونًا عن غيرها؟
بالتأكيد لا، فمع أهمية تعلم اللغات الاجنبية في الاسلام لن يحدث ذلك إلا إذا كانت اللغة الأم (اللغة العربية) مترسخة في نفوس ولسان أبنائنا بطريقة صحيحة، فعند تعلم اللغة الإنجليزية مثلًا لا بد من إجادة العربية للقياس عليها في المعاني، وكلما إزدات الحصيلة اللغوية في العربية إزدادت بالتبعية حصيلة الفرد من الإنجليزية.
ولهذا فإن أفضل شيء يمكن أن يفعله الوالدين هو الاهتمام بتأسيس أطفالهم حتى سن السادسة باللغة العربية تأسيسًا جيدًا، ثم يمكنهم بعد ذلك البدء في أي لغة أخرى بجانب الاستمرار في تعلم العربية.
وبالنسبة لمدارس اللغات فالأفضل ألا تحمل نفسك هذا العبء المادي وتحمل أبنائك العبء الدراسي بدون سبب وجيه، بل تلحقه بمدرسة عادية وتنفق هذا المال على تأسيسه جيدًا في اللغة العربية وما تشمله من نحو وصرف وأدب وغير ذلك.((almrsal.com))
أما إذا كنت تريد فعلًا الاستثمار في ولدك وجعله فردًا صالحًا فيمكنك إدخاله إلى مدارس الأزهر حيث الاهتمام باللغة العربية والدين الإسلامي أفضل ما يكون، وبهذا ستقوم ببناء هوية ابنك العربية الإسلامية ولن ينخرط وسط شباب اليوم الذين يقلدون الغرب في كل شيء دون تفكير، حتى انقلب لسانهم وتغير حالهم ولم يعودوا يعرفوا عن الإسلام سوى اسمه.
إن تعلم اللغات أمر سهل لمن صمم عليه وتابعه واتخذ فيه خطوات عملية؛ ولكن إذا أردت أن تتعلم اللغة عليك أن تجعلها لله سبحانه وتعالى ولنفع أمتك وللارتقاء بها.

معلومات عامة عن تعلم اللغات الأجنبية

– يُعتقد أن هناك أكثر من 7000 لغة مختلفة يتم التحدث بها حول العالم في يومنا هذا.
– أكثر من نصف هذه اللغات ليس لها شكل كتابي.
– الألمانية والفرنسية.
– يُقدّر أن 75% من سكان العالم لا يتحدثون اللغة الإنجليزية.
– اللغات الرسمية المُستخدمة من قبل الأمم المتحدة هي: الإنجليزية، الفرنسية، الاسبانية، الصينية، الروسية والعربية.
– يعتمد مستوى صعوبة أو سهولة تعلّم لغة جديدة على لغتك الأصلية. بعض الأبحاث تدل على أن اللغتان العربية والصينية تُعدّ من بين اللغات الأصعب للتعلّم.

أثر تعلم اللغات الأجنبية

قد كشفت الدراسة عن وجود مشكلات في تعلم اللغة العربية يعاني منها الأطفال تتعلق بالعجز اللغوي في مجالي التعبير الشفوي والكتابة، وفي مجال لفظ الأحرف وتسميتها، بحيث يمكن القول بدخول اللكنة الأعجمية على الأطفال العرب؛ فحرف الحاء غدا يُلفظ هاءً مثل كلمة “حَرْب” تصبح “هَرْب” وقس عليه، أما الطاء فتلفظ تاء وبناء عليه فإن كلمة “طفل” تصبح “تفل”. وثمة مجال خطير آخر أحس به بعض أولياء الأمور وهو مجال الهوية الثقافية والقيم والأخلاق؛ فقد أحس بعض أولياء الأمور بالقيم الغربية التي تتناقض مع قيمنا وعقائدنا تتسرب إلى عقول أبنائهم، حتى أن إحدى الأمهات أعلنتها صراحة: إننا بدأنا نفقد هويتنا. وفي الواقع فإن نتائج هذه الدراسة تتفق مع نتائج الدراسات التي أجريت في دول أخرى وأكدت أن النتيجة الطبيعية للتعليم ثنائي اللغة هو إحلال اللغة الثانية محل اللغة الأولى وإحلال ثقافة اللغة الثانية محل ثقافة اللغة الأولى.



279 Views