ماهي الصوفية

كتابة mohy Yasser - تاريخ الكتابة: 26 ديسمبر, 2018 3:18 - آخر تحديث : 27 نوفمبر, 2021 10:12
ماهي الصوفية


ماهي الصوفية وماهو مفهومها الحقيقى وماهى بداية نشأتها وكيف ظهرت الصوفيه كل ذلك من خلال السطور التالية.

الصوفية

الصوفية أو التصوف هو مذهب إسلامي. وهو منهج أو طريق يسلكه العبد للوصول إلى الله، أي الوصول إلى معرفته والعلم به، وذلك عن طريق الاجتهاد في العبادات واجتناب المنهيات، وتربية النفس وتطهير القلب من الأخلاق السيئة، وتحليته بالأخلاق الحسنة. وهذا المنهج يقولون أنه يستمد أصوله وفروعه من القرآن والسنة النبوية واجتهاد العلماء فيما لم يرد فيه نص، فهو علم كعلم الفقه له مذاهبه ومدارسه ومجتهدوه وأئمته الذين شيدوا أركانه وقواعده – كغيره من العلوم – جيلاً بعد جيل حتى جعلوه علما سموه علم التصوف، وعلم التزكية، وعلم الأخلاق، فألفوا فيه الكتب الكثيرة بينوا فيها أصوله وفروعه وقواعده، ومن أشهر هذه الكتب: الحِكَم العطائية لابن عطاء الله السكندري، وقواعد التصوف للشيخ أحمد زروق، وإحياء علوم الدين للإمام الغزالي، والرسالة القشيرية للإمام القشيري، ومن جوامع الكلم لمحمد ماضي أبو العزائم وغيرها.
انتشرت حركة التصوف في العالم الإسلامي في القرن الثالث الهجري كنزعات فردية تدعو إلى الزهد وشدة العبادة، ثم تطورت تلك النزعات بعد ذلك حتى صارت طرقا مميزة متنوعة معروفة باسم الطرق الصوفية. والتاريخ الإسلامي زاخر بعلماء مسلمين انتسبوا للتصوف مثل محي الدين بن عربي وشمس التبريزي وجلال الدين الرومي والنووي والغزالي والعز بن عبد السلام كما القادة مثل صلاح الدين الأيوبي ومحمد الفاتح والأمير عبد القادر وعمر المختار وعز الدين القسام.
نتج عن كثرة دخول غير المتعلمين والجهلة في طرق التصوف وما نتج عن ذلك من ممارسات خاطئة عرّضها في بداية القرن الماضي لهجوم باعتبارها ممثلة للثقافة الدينية التي تنشر الخرافات، ثم بدأ مع منتصف القرن الماضي الهجوم من قبل المدرسة السلفية باعتبارها بدعة دخيلة على الإسلام

أصل الصوفية

يُقال أنّ البذرة الأساسية التي نشأت منه مفهوم الصوفية كانت منذ نشأة البشرية كجزء فطري ثقافي متجذر في كل نفس، فلن تستطيع أن تقول بأنّ أحداً خلق من دونها، وقد انتشرت أكثر فأكثر مع مرور الزمن وكأن العالم بدأ يكتشفها من جديد، ويقال أنّها بدأت منذ عصر الزرادشتيين وحاتم، اللّذين اصطفاهم الله عن باقي الخلق واختارهم ليكونوا في أهميتهم كملح الأرض، الذين لم يترددوا في تلبية نداء سيدنا إبراهيم، موسى، عيسى ومحمد واللّذين كانوا متصوفين ولم يكونوا تَبَعاً للدين فقط وإنما باحثين عن القيم السماوية من قرارة أنفسهم، فقبل مجيء سيدنا محمد كانوا يُدعون بإخوان الصفا، اخوان الطهارة، ولكن بعد مجيء سيدنا محمد أسماهم بصحابة الصفا، فرسان الطهارة، وأعطاهم الناس تسميات عدة مثل (الزرادشتيين، المسيحيين، اليهود، صوفيي الإسلام) وبعد ذلك قامت كل ديانة بتسميتهم كما تشاء.

أشهر متصوفيي الإسلام

كان العديد من مشاهير الشعر، المغنيين والراقصين في العهد الإسلامي ينتهجون المذهب الصوفي، ومن أشهر الشعراء وهو قاضي وعالم باللاهوت السيد جلال الدين محمد رومي وهو من بلاد فارس، كان يعرف كنايةً بالرومي بين الفترتين 1207-1273، فقد آمن الرومي وبكل جوارحه أن الموسيقى والشعر والرقص يقودوا الإنسان لعبادة الله، وهذه التعاليم قادت لتأسيس مفاهيم حركة الدراويش.

مصادر الصوفية :

أولاً : رؤية النبي صلى الله عليه و سلم يقظة بعد موته :
و يتلقون عنه الأحاديث و الأحكام الشرعية و الوقائع المستقبلية , مثل قول قائلهم : ” هي إملاء رسول الله صلى الله عليه و سلم من لفظه الشريف على شيخنا يقظة لا مناماً ” حاسبهم الله .
و الله تعالى يقول : (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ {30} ) الزمر .. فهل الميت يبعث قبل يوم الدين ..؟؟
ثانياً : الالتقاء بالخضر عليه السلام :
يزعم الصوفية أن الخضر عليه السلام حي يرزق و أنه ولي من الأولياء و أنه يفسر لهم القرآن الكريم تفسيراً خاصاً غير ما هو مأثور في التفاسير الصحيحة كما أنه يحدثهم بالأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم .
ثالثاً : الإلهام :
و هو ما يحصل في القلب .. و يسمونه ” العلم اللدني ” و يتبجح الصوفية قائلين إنكم تأخذون – أي يا أهل السنة – علمكم ميت عن ميت و نأخذ علمنا عن الحي الذي لا يموت .
رابعاً : الفراسة :
إن الشيخ الصوفي بزعمهم يعلم ما في ضمائر المريدين و يذكرون على سبيل الدجل و الشعوذة : أنه في يوم من الأيام كان أحد التلاميذ ” المريدين ” واقفاً على رأس شيخه فتفكر المريد في امرأة فرفع الشيخ رأسه و قال : أما تستحي .. أي أنه علم ما في نفسه .
قال تعالى : ( قل لا أملك لنفسي نفعاً و لا ضراً إلا ما شاء الله و لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير و ما مسني السوء إن أنا إلا نذير و بشير لقوم يؤمنون ) .
 

مصادر التلقي عند الصوفية

– الكشف : ويعتمد الصوفية الكشف مصدراً وثيقاً للعلوم والمعارف ، بل تحقيق غاية عبادتهم ، ويدخل تحت الكشف الصوفي جملة من الأمور منها :
1- النبي صلى الله عليه وسلم : ويقصدون به الأخذ عنه يقظةً أو مناماً .
2- الخضر عليه الصلاة السلام : قد كثرت حكايتهم عن لقياه ، والأخذ عنه أحكاماً شرعية وعلوماً دينية ، وكذلك الأوراد ، والأذكار والمناقب .
3- الإلهام : سواء كان من الله تعالى مباشرة ، وبه جعلوا مقام الصوفي فوق مقام النبي حيث يعتقدون أن الولي يأخذ العلم مباشرة عن الله تعالى.
4- الفراسة : والتي تختص بمعرفة خواطر النفوس وأحاديثها .
5- الهواتف : من سماع الخطاب من الله تعالى ، أو من الملائكة ، أو الجن الصالح ، أو من أحد الأولياء ، أو الخضر ، أو إبليس ، سواء كان مناماً أو يقظةً أو في حالة بينهما بواسطة الأذن .
6- الإسراءات والمعاريج : ويقصدون بها عروج روح الولي إلى العالم العلوي ، وجولاتها هناك ، والاتيان منها بشتى العلوم والأسرار .
7- الكشف الحسي : بالكشف عن حقائق الوجود بارتفاع الحجب الحسية عن عين القلب وعين البصر .
8- الرؤى والمنامات : وتعتبر من أكثر المصادر اعتماداً عليها حيث يزعمون أنهم يتلقون فيها عن الله تعالى ، أو عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أو عن أحد شيوخهم لمعرفة الأحكام الشرعية .
– التلقي عن الأنبياء غير النبي صلى الله عليه وسلم وعن الأشياخ المقبورين .

الفكر الصوفي

رغم الإستناد المباشر و الصريح لكتب الصوفية على الأصول الشرعية لأهل السنة من قرآن و سنة في تدعيم أفكارها ، فإن الباحثين في بنية الفكر الصوفي يلاحظون دائما تشابها بين الفكر الصوفي و الفكر الشيعي و كثيرا ما يلجأون للمقارنة بين إمام الشيعة و ولي الصوفية … فولي الصوفية يرث العلم عن الأنبياء و هو الذي يملك الحقيقة تماما مثل الإمام الشيعي . حتى أن بعض كتب الصوفية تمنح الأولياء عصمة مشابهة لعصمة أئمة الشيعة ، لكن هذا التشابه غير مستغرب عندما نعرف أن هذه الأفكار تأتي أساسا من منبع واحد يتمثل في الأسرار الغنوصية العرفانية أو ما يعرف بالهرمسية ، و تكتمل بناء هذه الأفكار الغنوصية عند الصوفية بشكل ملفت في كتب محي الدين بن عربي الذي يتحدث في كتبه عن العوالم السبعة التي يقوم البعض بتشبيهها بنظرية الأفلاك أو العقول السبعة عند إخوان الصفا الإسماعيلية .
هذا الأمر أيضا هو ما يدفع بعض الباحثين لإعتبار الصوفية المنافس السني للشيعة على الأفكار الغنوصية ، و هذا ما يشرح العداء في البدء بين الصوفية و الشيعة ، فالصوفية أيضا نافست الشيعة في الإنتساب لآل البيت و تشريفهم معطية اعتبارا كبيرا لعلي و أولاده .
العبادات و الطرق الصوفية
تعتمد الصوفية بشكل عام على مجموعة ممارسات تقوم على نبذ الدنيا والعمل والتفرغ التام للطاعة والعبادات بالإضافة إلى مجموعة من الأوراد والأذكار يتوارثها الصوفيون من شيخ إلى آخر,وإتباع شيخ شئ أساسي في الفكر الصوفي (من لا شيخ له فالشيطان شيخه),

ومن أهم الطرق الصوفية :

– الطريقة النقشبندية و تنسب إلي بهاء الدين نقشبند
– الطريقة الجعفرية و تنسب لسيدي الشيخ صالح الجعفري الحسيني شيخ الأزهر الشريف.
–  الطريقة الرفاعية: والتي تنسب إلى الشيخ أحمد الرفاعي.
–  الطريقة القادرية: وتنسب إلى الشبخ عبد القادر الجيلاني.
–  الطريقة الشاذلية : وتنسب إلى الشيخ أبي الحسن الشاذلي.
–  الطريقة التيجانية :
–  الطريقة الأحمدية و تعرف أيضا البدوية، نسبة للسيد أحمد البدوي الحسني المدفون بطنطا.



776 Views