مؤلفات الجاحظ

كتابة Alaa Mubarak - تاريخ الكتابة: 28 يوليو, 2019 12:54 - آخر تحديث : 6 فبراير, 2022 2:00
مؤلفات الجاحظ


مؤلفات الجاحظ سوف نقدم لكم من خلال هذا الموضوع الممتع اهم مؤلفات الجاحظ ومن هو الجاحظ سنتعرف على كل ذلك في هذه السطور.

الجاحظ

الجاحظ الكناني هو أبو عثمان عمرو بن بحر بن محبوب بن فزارة الليثي الكناني البصري (159 هـ-255 هـ) أديب عربي كان من كبار أئمة الأدب في العصر العباسي، ولد في البصرة وتوفي فيها. مختلف في أصله فمنهم من قال بأنه عربي من قبيلة كنانة ومنهم من قال بأن أصله يعود للزنج وأن جده كان مولى لرجل من بني كنانة وكان ذلك بسبب بشرته السمراء الغامقة . وفي رسالة الجاحظ اشتهر عنه قوله أنه عربي وليس زنجي حيث قال:«أنا رجل من بني كنانة، وللخلافة قرابة، ولي فيها شفعة، وهم بعد جنس وعصبة»
كان ثمة نتوء واضحٌ في حدقتيه فلقب بالحدقي ولكنَّ اللقب الذي التصق به أكثر وبه طارت شهرته في الآفاق هو الجاحظ، عمّر الجاحظ نحو تسعين عاماً وترك كتباً كثيرة يصعب عدها، وإن كان البيان والتبيين وكتاب الحيوان والبخلاء أشهر هذه الكتب، كتب في علم الكلام والأدب والسياسية والتاريخ والأخلاق والنبات والحيوان والصناعة وغيرها.

معلومات عن الجاحظ وحياته


نشأة الجاحظ

كان شخص فقير يعيش في البصرة بالعراق، وتعلم القرآن الكريم واللغة العربية على يد الشيوخ في بلده.
لم يستطع الجاحظ أن يكمل تعليمه بسبب الفقر، وإضطر لتركه والتفرغ للعمل، حيث كان بائعاً للسمك والخبز في النهار، أما في المساء فكان يتوجه إلى دكاكين الورّاقين حتى يستمتع بالقراءة.
كان الأديب أبو عبيدة هو معلم الجاحظ الذي تتلمذ على يده في اللغة العربية، أما النحو فتعلمه من الأخفش، وتعلم الكلام من إبراهيم بن سيار البصري، ولم يتوقف عند اللغة العربية، فتعلم اليونانية والفارسية والهندية، وهذا من خلال قراءة أعمال مترجمة.
ساهم رحيل الجاحظ إلى بغداد في مزيد من الإبداع والتميز، ومع الوقت أصبح معلماً كبيراً، وتولى ديوان الرسائل في عهد الخليفة المأمون.
ثقافة الجاحظ
كان الجاحظ مثقفاً لدرجة مزعجة، لديه هوس بالقراءة يجعل والدته تتضايق من هذا الأمر، ولكنه لم يتوقف في ممارسة النشاط الذي يحبه منذ طفولته، بل أثراه عندما كبر.
كان الجاحظ دائم البحث عن المعرفة والمعلومات، ويستمتع بهذه الهواية، ليصبح واحداً من أبرز المثقفين في عصره، وأصبح يقيم حلقات علم بالمساجد، ويأتيه الكثيرون من طالبي العلم والثقافة، ليتحدث في مختلف القضايا وخاصةً فيما يتعلق بالدين الإسلامي ونشره والتوعية به.

من مؤلفات الجاحظ

بعدَ ما جاء من حديث عن حياة الجاحظ، فإنَّه لا بدَّ من المرور على أشهر مؤلفاته، وجدير بالذكر أنَ الجاحظ كان يتبع الأسلوب العلميّ البحثيّ، فكان يبدأ في منهجه بالشك الذي يفضي إلى النقد الذي كان يُحسنه الجاحظ، ومن أشهر مؤلفات الجاحظ هي:
– كتاب البيان والتبيين: هو أعظم مؤلفات الجاحظ على الاطلاق، وكان هذا الكتاب في أربعة أجزاء، ويطرق الجاحظ في هذا الكتاب موضوعًا أدبيًا محضًا، فكان يقصد بالبيان الدلالة على المعنى، والتبيين الدلالة على الإيضاح.
-كتاب الحيوان: هو من أهمّ مؤلفات الجاحظ وأشهرها، وقد تحدَّث في هذا الكتاب عن أحوال العرب وعاداتهم واختار وانتقى فيه صفوة الشعر العربيّ القديم.
– كتاب البخلاء: كان هذا الكتاب نتاجًا لحياة الجاحظ، فصوّر فيه حياته والناس الذين قابلهم، وقد طغى الحس الفكاهي على الكتاب، فكان الكتاب دراسة أدبية فكاهية اجتماعيّة نفسية لصنف خاص من البشر الذين كانوا في حياة الجاحظ.
– كتاب المحاسن والأضداد: أبرز الجاحظ في هذا الكتاب أسلوبه الأدبي المميز وبراعته اللغوية في الصياغة، وأظهر في هذا الكتاب أيضًا الأشياء الحسنة من الأشياء السيئة، فكان الكتاب عبارة عن سرد قصصي بأسلوب مميز لأحداث قديمة وحديثة في حياة الكاتب، موضَّحٌ فيها الحسن من الرديء.
– كتاب التاج في أخلاق الملوك: وهو كتاب روى فيه الجاحظ أخبار الملوك والأمراء والولاة وضمّنه نصائح خاصّة بهذه الفئة من المجتمع.
واشتُهِرَ له أيضًا كتاب الحنين إلى الأوطان وكتاب تهذيب الأخلاق وكتاب العبر والاعتبار وكتاب فلسفة الجد والهزل وكتاب مفاخرة الجواري والغلمان، وكلُّ هذه الكتب القيّمة تدلُّ على سعة علمه وقدرته الأدبية العظيمة التي جعلت منه أديبًا الدًا في ذاكرة الأدب العربي والعالمي، على مرِّ السنين.

علم الجاحظ

يُعدّ الجاحظ أحد كبار أئمة الأدب، ورئيس الفرقة الجاحظية من المعتزلة، وقد قال الشعر مع الأصمعي وأبي زيد الأنصاري، وأخذ علمه في النحو عن الأخفش أبي الحسن، أمّا الكلام فأخذه عن النظام، وقد قال عنه أبو هوفان أنّه أكثر الناس حباً للكتب والعلوم، وقال الفتح بن خاقان أنّه كان يجالس المتوكّل؛ فإن خرج الأخير للقيام بحاجة، أخرج الجاحظ كتاباً من كمّه أو خفّه وقرأه لحين عودته، وقال إسماعيل القاضي أنّه لم يشاهد الجاحظ إلّا وهو يطالع كتاباً أو يُقلّبه.

صفات الجاحظ

كان الجاحظ قصير القامة، قبيح الوجه؛ فيُقال به المثل من بشاعته، إلّا أنّه كان خفيف الظل، وذا عشرةٍ حسنة، ويقول النكات والنوادر، وقد كان الناس يُحبّون مجالسته لسماعها والاستمتاع بها.، كما تميّز بالذكاء وسرعة الحفظ.

وفاة الجاحظ

في نهاية أيامه، أصيب الجاحظ بشلل جعله لا يستطيع التحرك، وبالتالي توقفت إنجازاته في الأدب العربي، حتى توفى في عام 255 هـ وهو يبلغ من العمر 90 عام، وذلك أثناء إطلاعه على الكتب، حيث سقط عليه صفاً كاملاً من الأرفف، وتوفى وهو تحت الكتب التي عشقها!

شعر الجاحظ

إلى جانبِ كلِّ هذا العلم الذي امتلكه الجاحظ، كان الجاحظ أديبًا شاعرًا انتشر له ديوان خاصٌّ به، ولعلَّ أشهر ما قال من شعر هو:
    يقول الجاحظ في إحدى أبيات شعره:
يَطيبُ العَيشَ أَن تَلقى حَكيمًا          غَذاهُ العِلمُ وَالظَنُّ المُصيبُ
فَيَكشِفُ عَنكَ حيرَةَ كُلِّ جَهلٍ            فَفَضلُ العِلمِ يَعرِفُهُ الأَديبُ
سَقامَ الحِرصِ لَيسَ لَهُ دَواءٌ              وَداءُ الجَهلِ لَيسَ لَهُ طَبيبُ
    ويقول أيضًا في قصيدة أخرى:
إِن يَهدُمِ الصَدُّ مِن جِسمي مَعالِفَه          فَإِنَّ قَلبي بَقَت الوَجدِ مَعمورُ
أَنَلْ خَليلَكَ نَيلاً مِن وِصالَكَ أَو                 حُسنُ الرِقادِ فَإِنَّ النَومَ مَأسورُ
أَصابَ حَبلُ شِكالِ الوَصلِ حينَ بَدا          وَمُبضِعُ الصَدِّ في كَفَّيهِ مَشهورُ
لَبِستَ بِرَقعِ وهَجرٍ بَعدَ ذلِكَ في            اِصطَبلِ وُدٍّ فَروثُ الحُبِّ مَنثورُ
ويقول الجاحظ في بيت له:
فَأَكثَرتَ حُسّادي وَأَكثَرتَ خِلَّتي           وَكُنتَ وَحُسّادي قَليلٌ وَخِلّاني
    ويقول أيضًا:
كَسحِ الهَجرِ ساحَةَ الوَصلِ لِما            غَبَرَ البَينِ في وُجوهِ الصَفاءِ
وَجَرى البَينُ في مَرافِقِ ريشٍ             هِيَ مَذخورَة لِيَومِ اللِقاءِ
فَرَشَ الهَجرُ في بُيوتِ هُمومٍ             تَحتَ رَأسي وَسادَةَ البَرحاءِ
حينَ هَيَّأَت بَيت خيشٍ مِنَ الوَصـ         ــلِ لِأَبوابِهِ سُتورُ البَهاءِ
فَرَشَ البَحرُ لي بُيوتَ مَسوحٍ             مُتَكاها مُطاوِعُ الحَصباءِ
رَقَّ لَلصَّبِ مِن بَراغيثِ وَجدٍ              تَعتَري جِلدَهُ صَباحَ مَساءِ



814 Views