لماذا ضرب الله الأمثال في القرآن

كتابة انور القثمي - تاريخ الكتابة: 10 مايو, 2020 8:55 - آخر تحديث : 19 ديسمبر, 2022 11:54
لماذا ضرب الله الأمثال في القرآن


لماذا ضرب الله الأمثال في القرآن  هو السؤال الذي تتم الاجابة عليه بشيء من التفصيل في هذا المقال.

مفهوم الامثال

المثل جملة مفيدة موجزة متوارثة شفاهةً من جيلٍ إلى جيل. وهو جملةٌ محكَمة البناء بليغة العبارة، شائعة الاستعمال عند مختلف الطبقات.

لماذا ضرب الله الأمثال في القرآن

  • ضرب الله عز وجل في القرآن الكريم الأمثال للناس لعلهم يتذكرون، ويتفكرون، ويعتبرون، وجعل في ضرب الأمثلة تربيةً قرآنية عاليةً لكل إنسان يتقبل الهدى والعلم النافع
  • وضرب الأمثال في القرآن لقضايا أو سنن أو أعمال تتشابه مع أحوال الأفراد والجماعات، ليفهم الناس من خلالها كيف يتعاملون معها ويقيسوا كل ما شابهها على مر الزمان.
  • وكما قال بعض السلف الحريصين على فهم القرآن أمثالًا وحكمًا وأحكامًا، وتشريعات وتوحيدًا وقصصًا، قال هذا الرجل: “كنت إذا قرأت مثلًا من القرآن، فلم أفهمه، بكيت على نفسي؛ لأن الله تعالى يقول: وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ،العنكبوت،فأبكي؛ لأنني لست من العالمين الذين عرفوا هذه الأمثلة”، وهذه الآية التي قرأناها نمرُّ بها كثيرًا. وضرب المثل في القران كان مِن أجل الهداية لمَن لم يهتدِ من الناس، ولزيادة الإيمان لمن كان الله تعالى قد هداهُ؛ قال تعالى: فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ

الحكمه من ضرب المثل في القران

فلما ضربها الله للتذكرة، وللاعتبار، وللتفكر، كان لزاماً على كل مسلم أن يتفكر ويعتبر بهذه الأمثال ويفهمها، ولذلك قال ابن القيم -رحمه الله- في تعليقه على هذا المثل القرآني، بعد أن بيَّن أن فيها مثلين مضروبين للحق والباطل، قال: “ومن لم يفقه هذين المثلين، ولم يتدبرهما، ويعرف ما يراد منهما، فليس من أهلهما وكما قال بعض السلف الحريصين على فهم القرآن أمثالاً وحكماً وأحكاماً، وتشريعات وتوحيداً وقصصاً، قال هذا الرجل: “كنت إذا قرأت مثلاً من القرآن، فلم أفهمه، بكيت على نفسي؛ لأن الله تعالى يقول: وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ ،فأبكي؛ لأنني لست من العالمين الذين عرفوا هذه الأمثلة”، وهذه الآية التي قرأناها نمرُّ بها كثيراً ( وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْأِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا).

اهمية ضرب المثل في القران

  • ولِما للأمثال من فوائدَ؛ امتنَّ الله تعالى علينا بقوله:  وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ ، وبقوله تعالى: وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ لعنكبوت: ، وسُمِّي مثلًا؛ لأنه ماثلٌ بخاطر الإنسان أبدًا؛ أي: شاخص، فيتأسى به ويتَّعِظ.
  • ثانيًا: ويأتي المثل بمعنى الصفة؛ كقوله تعالى: وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى ،النحل: 60، وقوله تعالى:  مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ، وقوله تعالى:  ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ 
  • ثالثًا: تشبيه المعنوي الخفي بالحسِّي، والغائب بالشاهد؛ كتشبيهِ الإيمان بالنور، والكفر بالظلمة، والكلمة الطيبة بالشجرة
  • رابعًا: ويستعمل المثل لبيان الحال؛ كقوله تعالى:  مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ 
  • خامسًا: ويضرب المثل كنموذج للإعجاز، أو الأمر العَجيب، أو التحدي، المثل: النَّموذَج، أو نوع من الأنواع، أو عمل من الأعمال، أو سُنة من سنن الله تعالى

فوائد ضرب الأمثال في القران الكريم

  • من فوائد الأمثال تكشف عن الحقائق، وتعرض الغائب في معرض المشاهد، وذلك أوقع في النفس من جهة تأثرها وشاهد ذلك، ما ورد في التمثيل لحال آكل الربا يوم القيامة بشناعة حاله: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ المَسِّ.
  • ثانيا أنها تعبر عن جانب من جوانب الإعجاز القرآني، لأنها توجز المعاني الرائعة في عبارات يسيرة، وأوضح الشواهد على ذلك ما مضي ذكره من الأمثال الكامنة والأمثال المرسلة، وقد ذكرنا العديد من شواهدها.
  • ثالثا الترغيب في الممثل حيث يكون الممثل به مما ترغبه النفوس، وذلك أعون للمكلف على الطاعة، وأرغب له فيها، وشاهد ذلك، ما ضربه الله تعالى مثلا لحال المنفق في سبيل الله وما يعود عليه من مضاعفة الثواب على عمله مضاعفة كبيرة، وذلك في قول الله سبحانه: مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ وَاللهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ 
  • رابعا التنفير من الممثل حيث يكون الممثل به مما تكرهه النفوس، وذلك أعون للمكلف على اجتنابه عندما يتمثل قبحه وشناعته وسوء عاقبته، وشاهد ذلك ما ضربه الله تعالى مثلا لحال المغتاب في النهي عن الغيبة، وذلك في قوله تعالى:.وَلاَ يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا الله إِنَّ الله تَوَّابٌ رَّحِييم

انواع الامثال في القران الكريم

  • النوع الاول،الأمثال الكامنة ،وهي التي لم يصرح فيها بلفظ التمثيل ، ولكنها تدل على معان رائعة في إيجاز يكون لها وقعها إذا نقلت إلى ما يشبهها .
  • النوع التاني الأمثال المرسلة في القرآن وهي جمل أرسلت إرسالا من غير تصريح بلفظ التشبيه.
  • النوع الثالثالأمثال المصرحة : وهي ما صرح فيها بلفظ المثل ، أو ما يدل على التشبيه .


781 Views