كيف احبب ابني المراهق في الصلاة

كتابة ابراهيم خليل - تاريخ الكتابة: 6 أكتوبر, 2018 9:28
كيف احبب ابني المراهق في الصلاة


كيف احبب ابني المراهق في الصلاة سن المراهقة هو سن صعب عند الشباب ويكون اصعب على اى اسرة حيث يودون ان ينشأ اولادهم نشأة صحيحة ولذلك سوف نقدم لكم موضوع مهم عن كيف احبب ابني المراهق في الصلاة.
إن أطفالنا أكبادنا تمشي على الأرض، وإن كانوا يولدون على الفطرة، إلا أن الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم قال: «فأبَواه يُهوِّدانه وُينَصِّرانه ويُمَجِّسانه…»
وإذا كان أبواه مؤمنَين، فإن البيئة المحيطة، والمجتمع قادرين على أن يسلبوا الأبوين أو المربين السلطة والسيطرة على تربيته، لذا فإننا نستطيع أن نقول أن المجتمع يمكن أن يهوِّده أو ينصِّره أو يمجِّسه إن لم يتخذ الوالدان الإجراءات والاحتياطيات اللازمة قبل فوات الأوان!!!
وإذا أردنا أن نبدأ من البداية، فإن رأس الأمر وذروة سنام الدين، وعماده هو الصلاة؛ فبها يقام الدين، وبدونها يُهدم والعياذ بالله.

أساليب تربية الأبناء على الآداب الشرعيّة


لا بدّ من الوالدين اتّباع بعض الأساليب التربويّة لضمان السلوك الإيجابيّ من الأبناء، وبيان بعضها فيما يأتي:
-القدوة الحسنة؛ بأن يجد الأبناء في آبائهم وأمهاتهم مثالاً يقتدون به في امتثال الآداب والالتزام بالأخلاق الحسنة.
-التعويد؛ بأن يعوّد الوالدين أبناءهم على الأفعال الصائبة.
-التّرغيب والتّرهيب؛ بأن يحبّب الوالدين أبناءهم في أداء الطّاعات ويرغّبونهم بها بالهدية ويرهبونهم من المعصية والسلوك السيء.
-زرع مراقبة الله -تعالى- في نفوس الأبناء؛ بتذكيرهم بمعيّة الله -تعالى- للإنسان في كلّ الأوقات واطّلاعه على الناس جميعاً.
-الموعظة بكلماتٍ قليلةٍ موجزةٍ تهدف لإيصال المعلومة للأبناء وتوجيههم لأبواب الخير والطّاعة والإحسان.

الوسائل التي يمكن تسخيرها لمساعدة ولدك في تنمية الوازع الدّيني:


•رحلات الحج والعمرة الجماعيّة.
•إحياء علاقة ترابطيّة وثيقة بين ولدك وبين الأهداف الدّينيّة العظيمة ليكون قادرًا على الاستمراريّة في تحقيق الطّموحات، واجعلي قلبه يكتنزُ حبًّا ورغبة في أداء ما يقوم به ليتمكّن من إنجازه.
•غرس مفهوم الثّقافة الإيمانيّة وأهميّة القراءات التي تقرّبه إلى الله وتزيد من مخافته وحبّه والتّعلّق بذاته -سبحانه-، ومنها في جانب العبادات وأخرى في المنهج الإسلامي.
•تمرين ولدك على العبادات اليسيرة كحثّه على الذّكر وأثره على إحياء القلب والعاطفة، وتيسير الطّاعات والعبادات وحفظ الأحاديث والقرآن الكريم، بدءًا بأجزاء بسيطة، وتذكيره ببعض فضائل السور القرآنيّة وأثرها على الحياة في الدّارين.
•مرافقة والدة إلى دور العبادة “المساجد، مراكز تحفيظ القرآن، حلقات الذّكر، المحاضرات الدّينيّة، بعض الشّعائر الدّينيّة، المصاحبة لبعض العبادات كموائد الإفطار في رمضان”.
•أعمال التّطوع مثل: رعاية الأيتام في الدّور المخصّصة لهم، من خلال توفير مبلغ شهري خاص له يضعه في جمعيّة خيريّة لكفالة يتيم، ويتابع شؤونه وتطوّر حالته التّعليميّة والمعيشيّة.
•العطاء والإحسان، مثل: الاعتناء بالحيوانات الأليفة والنّباتات، أو رعاية ومساعدة شؤون أحد إخوته وتقديم الدّعم والتّوجيه للمحتاجين ممن هم حوله.
•المسئوليّات والمهمّات القياديّة، ودور الموجّه وصاحب القرار.
•الدّعاء والذّكر والصدقة، وقراءة القرآن؛ فهي من وسائل تحقيق الأمنيات والإصلاح التّربوي الفطري اليسير والمتوفر بلا عناء.
•اختيار المكان والمؤسّسة التّعليميّة المناسبة لتكون دعامة موائمة لتحقيق أهدافك التّربويّة.
•تنمية محركات الضّبط والرّقابة الدّاخليّة من خلال حثّه على التّقوى وخشية الله.
•تلبية احتياجاته النّفسيّة؛ لأنّها مفتاح الاستجابة والإحسان في التّربيّة والذي سيردّه لك عرفانًا بالمعروف، ولا يخفى عليك تلك الحاجات وهي: التّقبّل، الحب، التّقدير، والإنجاز، التّفهّم والاستقلاليّة، الاحترام، والأمان والانتماء.

أطفالنا والمساجد:


كما لا يمكننا أن نتخيل أن تنمو النبتة بلا جذور، كذلك لا يمكن أن نتوقع النمو العقلي والجسمي للطفل بلا حراك أو نشاط، إذ لا يمكنه أن يتعرف على الحياة وأسرارها، واكتشاف عالمه الذي يعيش في أحضانه، إلا عن طريق التجول والسير في جوانبه وتفحص كل مادي ومعنوي يحتويه، وحيث أن الله تعالى قد خلق فينا حب الاستطلاع والميل إلى التحليل والتركيب كوسيلة لإدراك كنه هذا الكون، فإن هذه الميول تكون على أشُدَّها عند الطفل، لذلك فلا يجب أن نمنع الطفل من دخول المسجد حرصاً على راحة المصلين، أو حفاظاً على استمرارية الهدوء في المسجد، ولكننا أيضا يجب ألا نطلق لهم الحبل على الغارب دون أن نوضح لهم آداب المسجد بطريقة مبسطة يفهمونها، فعن طريق التوضيح للهدف من المسجد وقدسيته والفرق بينه وبين غيره من الأماكن الأخرى، يقتنع الطفل فيمتنع عن إثارة الضوضاء في المسجد احتراماً له، وليس خوفاً من العقاب…ويا حبذا لو هناك ساحة واسعة مأمونة حول المسجد ليلعبوا فيها وقت صلاة والديهم بالمسجد ، أولو تم إعطاؤهم بعض الحلوى، أو اللعب البسيطة من وقت لآخر في المسجد، لعل ذلك يترك في نفوسهم الصغيرة انطباعا جميلا يقربهم إلى المسجد فيما بعد.
فديننا هو دين الوسطية، كما أنه لم يرد به نصوص تمنع اصطحاب الطفل إلى المسجد، بل على العكس، فقد ورد الكثير من الأحاديث التي يُستدل منها على جواز إدخال الصبيان(الأطفال) المساجد، من ذلك ما رواه البخاري عن أبي قتادة: (خرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم وأمامة بنت العاص على عاتقه، فصلى، فإذا ركع وضعها، وإذا رفع رفعها)كما روى البخاري عن أبي قتادة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إني لأقوم في الصلاة فأريد أن أطيل فيها، فأسمع بكاء الصبي، فأتجوَّز في صلاتي كراهية أن أشُق على أمه)، وكذلك ما رواه البخاري عن عبد الله بن عباس قال: ( أقبلت راكباً على حمار أتان، وأنا يومئذٍ قد ناهزت الاحتلام، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس بمنى إلى غير جدار، فمررت بين يدي بعض الصف، فنزلت وأرسلت الأتان ترتع، ودخلت في الصف، فلم يُنكر ذلك علىّْ) .
وإذا كانت هذه هي الأدلة النقلية التي تهتف بنا قائلة:”دعوا أطفالكم يدخلون المسجد”، وكفى بها أدلة تجعلنا نبادر بالخضوع والاستجابة لهذا النداء، فهناك أدلة تتبادر إلى عقولنا مؤيدة تلك القضية، فدخول أطفالنا المسجد يترتب عليه تحقيق الكثير من الأهداف الدينية، والتربوية، والاجتماعية، وغير ذلك…. فهو ينمي فيهم شعيرة دينية هي الحرص على أداء الصلاة في الجماعة، كما أنها تغرس فيهم حب بيوت الله، وإعمارها بالذكر والصلاة، وهو هدف روحي غاية في الأهمية لكل شخص مسلم .



717 Views