قصه عن الظلم

كتابة فريدة مهدي - تاريخ الكتابة: 29 مارس, 2023 8:17
قصه عن الظلم


قصه عن الظلم سوف نتحدث كذلك عن قصة عن انتقام صاحب عمل ظالم و قصة عن الظلم للاطفال والحكمة من القصة كل تلك الموضوعات تجدونها من خلال مقالنا هذا.

قصه عن الظلم

كانت إمرأة أرملة تطوف في الأسواق وتبيع السمن في جرة من الفخار، وذات يوم بينما كان تطوف في السوق فمر بها رجل فلما رآها وهي تحمل فوق رأسها جرّةً من الفخّارٍ القديم.
فقال لها الرجل: ماذا تبيعين يا إمرأة؟
قالت: أبيع السمن! فطلب أن يُعاين البضاعة بنفسه ويراها بعينيه.
وبينما هي تُنزل جرّة السّمن من فوق رأسها، إذ وقعَ منها بعض السمن على ثيابه! هنا غضب الرجل غضباً شديداً وهدّد وتوعّد المرأة، ثم قال لها: أعطيني ثمن الثوب الذي أفسدته يا امرأة إلا أخد منك جرة السمن!!
إعتذرت منه المسكينةُ وأخبرته أن جرة السمن هو كل ما تملكه وتريد بيعها لشراء القوت لأبنائها، ولكن دونما جدوى. وهنا سألته المرأة المسكينة عن ثمن الثوب فقال لها: 1000 دينار!
فقالت له: ومن أين لي بألف دينار ياسيدي؟! ارحمني ولا تفضحني.
وبينما هو يتهدد ويتوعد، سمعهما شيخ حكيم عليه ملامح الوقار كان بالقرب منهما، فسأل المرأة عن شأنها!!
فقصّت عليه الأمر وبيّنته.
قال الشيخ الحكيم للرجلِ أنا أدفع لك ثمن الثوب، وأخرج ألف دينار وبدأ يعدّها على العلن وأعطاها للرجل.
أخذ النقود وهمّ بالرحيل، ولكن الشيخ الحكيم استوقفه وسأله من جديد: هل أخذت ثمن الثوب؟
أجاب الرجل: نعم.
قال الشيخ الحكيم: فأعطني الثوب؟
قال الرجل: ولم !؟
قال الشيخ الحكيم: أعطيناك ثمنه فأعطنا ثوبنا!!
قال الرجل: وهل أسير عارياً!؟
قال الشيخ الحكيم: وما شأني أنا!!
قال الرجل: وإن لم أعطك الثوب؟
قال: تعطينا ثمنه.
قال الرجل: تقصدُ 1000 دينار؟
قال الشيخ الحكيم: لا، بل الثمن الذي نطلبه؟!
قال له الرجل: ولكنك دفعت لي ألف دينار منذ قليل!!
فقال الشاب: والآن أريد ثمنه 2000 دينار.
فقال له الرجل: ولكنّ هذا كثير!!
قال الشيخ الحكيم: فأعطنا ثوبنا.
قال الرجل: أتريد أن تفضحني!
قال الشيخ الحكيم: كما كنت تريد أن تفضح المرأة المسكينة قبل قليل!
فقال الرجل: هذا ظلم!
قال الشيخ الحكيم: الآن تتكلم عن الظلم؟!! وما قمت به ألا يسمّى ظلماً (بل هو عين الظلم والبادئ أظلم).
خجل الرجل من فعلته أمام الناس، فدفع المال للشيخ الحكيم كما طلب.
ومن فوره أعلن الشيخ الحكيم على الملأ أن المال هديةٌ للمرأة المسكينة بائعة السمن وإنصافًا لها من الظلم الذي لحقها من الرجل الجشع.

قصة عن انتقام صاحب عمل ظالم

ومن قصص الظلم الشهيرة الأخرى أنه كان هناك عامل تم إنقاذه من الموت في اللحظة الأخيرة، حيث أنه أقدم على الانتحار عن طريr غرس سكين في عنقه، فخرج دمه بغزارة، ومن حسن الحظ تم إنقاذه ونجا من الموت بأعجوبة، وقد تبين أن سبب قيامه بذلك هو رفض صاحب العمل إعطائه راتبه، حيث قام بالعمل لعدة أشهر ومع ذلك رفض صاحب العمل صرف الراتب الخاص به.
وعندما لم يجد هذا العامل من ينصره أو يعينه لأخذ راتبه ألهب قلبه واشتعلت نيران القهر بداخله، فلم يجد أمامه إلا الانتحار حتى يريح نفسه ويتخلص من أذى الدنيا والعياذ بالله، وقد انتقم الله للمظلوم من الظالم وتعرض صاحب العمل لخسارة كبيرة بفضل دعاء المظلوم ونصر الله تعالى له.
كما أن هناك العديد من القصص التي تحكي عن خادمات انتحرن بإلقاء انفسهن من العمائر الشامخة أو عن طريق الانتحار شنقًا، وقد كان ذلك لنفس السبب والشعور بالقهر والبخس وسوء المعاملة، وجميع هذه القصص هي نذير شر وانتقام وعقوبة من الله تعالى وانتقام، لأن صفة الظلم من أقبح أنواع الذنوب وأكثرها خطرًا.
وقد قامت السماوات السبع والأرض على العدل، وقد أقسم الله تعالى في كتابه على نصرة المظلوم حتى لو بعد حين.

قصة عن الظلم للاطفال

يحكى أنه في يوم من الأيام إندلع حريق كبير في الغابة، فهربت الحيوانات كلها، من تلك الحيوانات كانت أفعى تحاول الزحف بأسرع ما يمكنها لعل وعسى أن تنجوا من النار. وأثناء هروبها وحال خروجها من الغابة مرهقة مصابة بالعطش نظرت فوجدت فأراً صغيراً أمامها.
في تلك اللحظة خشي الفأر على نفسه منها ، فأراد الهرب فنادته وقالت : ” لا تهرب أيها الفأر الصغير، فإنني نجوت الآن من الحريق ولن أقتلك بعد هذا الخوف والعذاب الذي رأيته في الغابة”.
توقف الفأر وقال لها : ” لم أفهم”.
قالت له : ” أنا عطشانة وأريد أن أكون صديقتك منذ الآن ، فقط اسقني بعض الماء”.
قال لها الفأر إلحقيني.
مشى الفأر ومن خلفه الأفعى تزحف متعبة ومصابة بالعطش … حتى وصلا إلى بيت مريح كان قد أعده الفأر الصغير وتعب عليه لفترة طويلة فدخل وخرج ومعه بعض الماء ليسقيها منه.
شربت الأفعى حتى ارتوت .. ثم قالت له : ” أريد النوم كي أرتاح قليلا، فهل من مكان هادىء؟”
فأجاب الفأر الطيب ” ادخلي إلى بيتي هذا فهو معد بعناية كل ترتاحين فيه قليلا”.
دخلت الأفعى الى بيت الفأر ونامت ثم استيقظت بعد ساعة مستعيدة نشاطها وعافيتها كاملة، فنظرت إلى الفأر الصغير فوجدته في البيت وقالت له: ” إسمع ، هذا البيت جميل وأنا سأعيش هنا أيضا “.
فقال لها الفأر: لكن هذا ليس عدلا.. هذا ظلم كبير، فهذا بيتي وأنا فقط قد ساعدتكي كي ترتاحين فيه قليلا .
فقالت له الأفعى: قلت لك لن أخرج من هنا، وأنا سأعقد معك اتفاق على أن أعيش هنا أيضا فلا أعتدي عليك ونعيش براحة وأمن وسلام”.
أجاب الفأر متردداً ” نعم .. نعم .. أنا موافق”.
بعد دقائق وبعد أن جالت الأفعى في بيتها الجديد حسب ما وصفته ، قال لها الفأر أنا ذاهب لإحضار بعض الطعام فقالت له ” لا تتأخر!”
وصل الفأر باب بيته وعندها التفت إلى الأفعى وقال: ” وداعاً إلى الأبد مبارك عليك بيتي ، حياتي أهم”.
فنادته الأفعى ” لماذا تشك بي؟”.
فأجابها ” من يضمن لي أنه لن تلتهمينني عندما أنام؟ وهذا اتفاق بين قوي وضعيف ، ليس لي فيه حول ولا قوة بل إنني وافقت عليه خوفاً على حياتي والآن أنجو بها”

الحكمة من القصة

الحكمة من القصة أن الظلم يعود على صاحبه، وأن إدارة النزاعات تتطلب الحكمة والفطنة لحلها بطريقة تكون درسا للظالم وإنصافا للمظلوم.
ألا ليتَ كل ظالمٍ يفكر للحظةٍ أنه لو دارت عليه الدنيا وصار في مكان المظلوم يوماً فكيف سيكون حاله.



104 Views