قصص وحكايات جميلة

كتابة منيره القيسي - تاريخ الكتابة: 17 مارس, 2019 11:01
قصص وحكايات جميلة


قصص وحكايات جميلة نقدمها اليكم فى هذا الطرح لجميع الاعمال مسلية جدا وبها حكمة وعبره .

قصة صاحب العقد


يحكي أن في يوم من الايام كان هناك رجل يمشي في الطريق مع ابنته وزوجته، وأمامها كان يمشي رجل، فلاحظوا أن هناك شئ لامع قد سقط من ذلك الشخص، لم ينتبه الشخص لما سقط منه وأكمل طريقه، وعندما اقترب الرجل من هذا الشئ وجده عقداً ذهبياً، فامتلأ وجهه بإبتسامة خبيثة وأخذه دون تردد، نظرت له الابنة وسألته ما هذا يا ابي ؟ فقال لها الاب : لا شأن لكي، وبعد أن وصلوا الي المنزل خبأ الرجل العقد ونام وفي صباح اليوم التالي استيقظ من نومه وذهب الي العمل وهو يفكر في هذا العقد، فجاءه صديقه ولاحظ أنه شارد غارقاً في التفكير، فسأله عن السبب .
أخبر الرجل صديقه بما حدث قائلاً : لقد وجدت البارحة عقداً ذهبياً وأنا افكر به فهو لا يذهب عن بالي، فقال صديقه : لا بأس إن وجدته علي الطريق، فقال الرجل : كلا لقد سقط من شخص كان يسير امامي ولكنه لم ينتبه انه سقط منه، فقال الصديق : عليك أن تبحث عن صاحب العقد وتعيده له، فصرخ الرجل : كلا لن اعيد له العقد، إنه لي، ولكن ضميره بدأ يؤنبه في داخله، فأحس بالندم الشديد وفي طريق عودته الي المنزل رأي ورقة مكتوب عليها اذا وجدتم عقداً ذهبياً ضائع مني اتصلوا بي علي هذا الرقم ولكم مكافأة كبيرة .
شعر الرجل بإحساس يخنقه ويكاد يقتله، فأخرج هاتفه واتصل بالرقم المكتوب علي الورقة، وأخبر الشخص أنه وجد العقد الذهبي وسوف يعيده له، تهللت اسارير صاحب العقد واعطي للرجل العنوان، وبالفعل ذهب الرجل الي العنوان واعطاه العقد وتفاجئ بامكافاة، التي كانت عبار عن عقداّ ذهبياً آخر، فتعجب الرجل وسأل صاحب العقد : إن كان لديك عقداً آخر فلماذا بحثت عن ذلك العقد، فأجابه صاحب العقد أن هذا كان ذكري من والدته قبل وفاتها، أخذ الرجل يبكي بشدة وتأسف علي أخذه العقد في المرة الاولي، فسامحه صاحب العقد قائلاً : فعلا الجشع يعمي الانسان، ولكن امي قد اوصتني ان اسامع الناس، اذهب فأنا اسامحك، وهكذا مضي الرجل في طريقة بعد أن نال مكافأته واراح ضميره .

بيت لم يذق الحزن


كانت في إحدى القرى تعيش سيدة لم تنجب إلا إبن واحد وكانا يعيشان سعيدين في بيتهما وكانت أحوالهما على خير من الناحية المادية، إلا إنه في إحدى الأيام مرض الفتى مرضًا شديدًا ثم مات، وكم أصاب السيدة الحزن على فقدان وحيدها الذي كان يؤنسها ويملئ الدار عليها بالفرح والسعادة، فقد أصبحت بعد موته وحيدة لا يوجد من يؤنسها في الدار إلا إنها لم تستسلم لهذه الوحدة.
خرجت في إحدى الأيام بعد موت إبنها الوحيد وقررت السيدة أن تبحث عن طريقة تعيد السعادة التي فقدتها بموت إبنها فذهبت إلى حكيم القرية وطلبت منه أن يدلها على طريقة أو وصفة تستطيع بها أن تعيد إبنها من الموت إلى الحياة، ولكن هيهات أن يعود الموتى فلا يملك القدرة على إعادة الموتى إلى الحياة إلا الله الخالق المصور فليس بمقدور بشر أن يفعل ذلك.
استمع إليها الحكيم وفكر فيما طلبته السيدة وظل يفكر بعض الوقت إلى أن هداه تفكيره إلى فكرة ذكية، فقال طلبك هو إعادة إبنك للحياة أليس كذلك فقالت نعم، فطلب من السيدة الحزينة أن تبحث له عن حبة من الخردل ولكنه إشترط عليها شرط ، فقال لها يجب أن تأتي بتلك الحبة من الخردل من بيت لم يذق الحزن ابدًا.
استمعت السيدة الحزينة إلى ما طلبه الحكيم وخرجت من عنده وهى ممتلئة بالأمل وبدأت في البحث عن هذا المنزل الذي لم يذق الحزن أبدًا لتحضر منه حبة الخردل، فصادفها منزل قامت بالطرق على بابه وعندما خرجت لها سيدة الدار فسألتها هل زاركم الحزن بهذا المنزل، وكم ظهر الألم والحزن على وجه السيدة وكم كان يقطر منه المرارة فقالت لها إن هذا المنزل لا يوجد به إلا الحزن فسألتها ولما ذلك فأخبرتها السيدة بأن لديها أربعًا من الأبناء تركهم لها زوجها بعد أن مات وهى لا تعمل ولا تستطيع الإنفاق عليهم فقامت ببيع عفش الدار الذي أوشك على الإنتهاء، فرقت السيدة لحال الأرملة وواستها وحدثت بينهما صداقة وهمت بالمغادرة إلا إن الأرملة حاولت إستبقائها فوعدتها بأن تستمر بزيارتها.
توجهت السيدة إلى دار أخرى وعرضت سؤالها ثانية إلا إن حال هذا المنزل لم يختلف كثيرًا عن حال سابقه فكان الزوج رجل مريض ولا يوجد عائل للأطفال حتى إنهم جياع لا يوجد بالدار ما يأكلوه، رق قلب السيدة للأطفال الجياع فقامت بالتسوق وأحضرت الأشياء وأعدوا الطعام وأطعموا الصغار وصارت صداقة جديدة مع أهل الدار.
أعادة السيدة الكرة في اليوم التالي ولكن قابلتها نفس النتيجة إذ لم تجد دار لم يزرها الحزن ولكن في خضم هذا البحث إختلطت السيدة بكل بيوت أهل القرية وإندمجت في أحزانهم وصارت صديقة للجميع حتى نسيت ما كانت تبحث عنه.
كم كان حكيم القرية رجلًا ذكيا إذ جعل السيدة تذوب في مشكلات الناس وتختلط بهم مما جعلها تخرج من حزنها وتنسى مطلبها وتستعيد حالة الرضا بقضاء الله.

قصة القيصر والقميص


عندما مرض أحد القياصرة أعلن للجميع قائلا: سوف أمنح نصف مملكتي لمن يداويني، عندئذ اجتمع الأطباء جميعا وأخذوا يبحثون فيما بينهم كيف يمكن علاج القيصر ؟ ولم يتوصلوا إلى رأي سديد، إلا أن أحد الأطباء قال إنه يستطيع أن يداوي القيصر وقال : إذا عثرنا على شخص سعيد في حياته وخلعنا قميصه من عليه وألبسناه للقيصر فسوف يشفي على الفور.
أرسل القيصر أتباعه للبحث عن هذا الشخص السعيد في جميع أنحاء المملكة ، وجابوا كل مكان فيها، ولكنهم لم يعثروا على إنسان واحد سعيد . فلم يكن هناك من هو راض عن كل شيء . فإذا عثروا على شخص غني وجدوه مريضا، وإن كان هناك من بصحة جيدة فإنه فقير، وإن كان هناك غنی ومعافى فإن زوجته أمراة معيبة أو أن سلوك أولاده غير طيب وكان الجميع يشكو من شيء ما .

الملك والرجال الثلاثة


ثلاثة من بني إسرائيل لعلهم كانوا يسكنون مدينة واحدة، أصاب الله كل واحد منهم بأفة ومرض في جسده، الأول أصابه برص، وهو مرض يظهر بياضا على جلد الإنسان، والثاني أقرع سقط شعر رأسه والثالث أعمى لا يرى شيئا، وقد ابتلاهم الله بهذه الأمراض وأرسل لهم ملكة، فجاء الملك إلى الأبرص وقد ساءت حاله وملت نفسه، وهزل جسده، وانفرد جالسة وحده ليس له صاحب يوده إلا الأقرع والأعمى، تلطف الملك في الحديث معه، وجلس أمامه، وقال له: أي شيء أحب إليك؟ صمت الأبرص قليلا ثم قال: أحب أن يكون لون جسدي حسن جميلا فيزول البرص عن جلدي، وقد يئست من نفور الناس مني لمرضي، فلو كان لون جلدي عاديا جميلا لما نفر مني الناس كما ينفرون من القاذورات. وكانت المفاجأة عندما مسح الملك على جلده، فزال عنه البرص وأصبح جلده عادية حسنة، وزالت عنه الأم المرض، واستردت نفسه الأمل والعافية .
فرح الرجل فرح كثيرا وكأنه اكتفى بهذه النعمة العظيمة التي من الله بها عليه، ولكن الملك أضاف إلى سعادته سعادة أخرى وإلى فرحه فرحا أخر وقال له: أي المال أحب إليك؟ قال الإبل، فأعطاه الملك ناقة شراء وتوشك أن تلد صغيرها، ثم دعا الملك له وقال: يبارك الله لك فيها، أخذ الرجل الأبرص الناقة بعد أن شفاه الله من مرضه، فولدت الناقة وليدها كبر وتوالدت حتی أصبح له قطيع هائل من الإبل والنوق كان يشار إليه بالبنان لغناه وكثرة أمواله من الإبل، وأصبح يتمتع كثيرة بنعمة الله عز وجل.
أما الملك فقد أتى الأقرع بعد أن فرغ لتوه من الأبرص، فوجده مهموما من شكله وقراع رأسه وما يجلبه عليه من آلام في الرأس والأم نفسية، حيث ينظر له الناس على أنه أقرع غير مقبول لديهم، وفيما هو على هذه الحال جلس الملك أمامه وهش له وقال: أي شيء أحب إليك؟ فكر الأقرع قليلا ثم قال: لا شيء أحب إلي من شعر حسن طويل يذهب عني القراء، ويجعلني محبوبا بين الناس وقد تركوني وانفضوا من حولي لسوء منظري وقبح شكلي، وعلى الفور مد الملك يده ومسح على رأسه فذهب عنه القراع واستطال شعره، وأصبح جميلا  حسنا مقبولا من الناس، وفرح فرحا شديدا، وكأنه اكتفى بتحقيق هذا الحلم الذي طالما حلم به كثيرة، ولكن الملك ريت على كتفه وقال له: أي المال أحب إليك ؟ فقال الرجل الذي كان أقرعا ومن الله عليه بالشفاء: أحب البقرفأعطاه الملك بقرة حاملا، وقال له: يبارك لك فيها (أي أن الله يضع البركة فيها).
وكانت الدعوة مستجابة، فقد بارك الله له فيها فولدت وتوالدت على مر الزمان حتى صارت قطيعا هائلا يملأ الآفاق غبارا حين يمشي للرعي، وأصبح الرجل من أغنياء قومه، فنال نعمة الصحة، وأزال الله عنه المرض، وأنعم عليه بالمال والخير الوفير.
ومضى الملك إلى صاحبهم الثالث وهو الأعمى، فوجده جالسا مطرقة. الناس يتحدثون عن جمال الطبيعة وزرفة السماء، وهو لا يرى إلا ظلام، والناس يمشون في الطرقات آمنين، أما هو فإن لم يجد من يسحبه في الطريق، فمصيره التعثر والسقوط والآلام، فقال له الملك: أي شيء أحب إليك ؟ فقال الأعمى: يرد الله إلي بصري، فأبصر طريقي والناس، وكان الرجل حزينا وهو يتكلم وكأن ما يتمناه مستحيلا.
ولكن الملك بفضل الله مسح على وجهه، فرد الله إليه بصره، وأبصر الرجل الملك أمامه والناس من حوله، وكان الرجل يطير من الفرح، وظل للحظات يتأمل هنا وهناك لا يصدق أنه يرى الأشياء جميعها، ويستمتع بجمالها، وهم أن يشكر الملك ولكن الملك عاجله بالسؤال قائلا: أي المال أحب إليك و قال الرجل على الفور: الغنم، أحب مالي أن يكون غنمة، فأعطاه الملك شاة والدة قد وضعت وليدها صغيرا جميلا يرضع ويرتع حولها، وانصرف الملك وتمتع الرجل ببصره وكثرت أغنامه حتى أصبحت قطيعا كبيرا لا يرى الناظر أخره، وأصبح من أغنياء قومه لكثرة ما عنده من غنم يبتاع بها ما يشاء. أصبح الثلاثة أثرياء، وأصحاء، وكلما مضى الزمن زادت أموالهم وكثر متاعهم، وتمتعوا بصحتهم، فنسي الأقرع قراعه، ونسي الأبرص برصة، وكذلك الأعمى.
وفي غمرة النسيان والتمتع بهذه الأموال، عاد إليهم الملك زائرة، ولكنه جاء إلى الأبرص، على شكل رجل أبرص وهي هيئته قبل أن يشقيه الله ويعطيه، وقال له: أنا رجل مسکین، کنت مسافرة وفقدت راحلتي، فأسلك بالله الذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن أن تعطيني بعيرا أكمل به سفري … فقال له الرجل: إن على حقوق كثيرة وانصرف عنه لا يريد إعطاءه، فقال الملك بذكره ألم تكن أبرص ينفر منك الناس، وكنت فقيرة فاعطاك الله … فأنكر الرجل وقال: لم أكن كذلك وهذا المال ورثته عن آبائي وأجدادي، فدعا عليه الملك إن كان كاذبة أعاده الله إلى حالة الأولى فقيرا أبرصا وجاء الملك إلى الأقرع فطلب منه مالا كما طلب من صاحبة الأبرص فجاء رده ناكرا للنعمة، نعمة المال والصحة، فدعا عليه الملك فعاد كما كان فقيرة أقرعة.
ومضى الملك إلى الأعمى، وكان رجلا صالحة صافية حسن النية وقال له: رجل مسكين وابن سبيل، أسألك بالذي رد عليك بصرك أن تعطيني شاة من مالك هذا، فقال الأعمى: قد كنت أعمى فرد الله علي بصري، وفقيرا فأغنائي، ولم يكذب على الملك، وقال له: خذ ما شئت من الأغنام… فبشره الملك بان الله ابتلاه وصاحبيه الأقرع والأبرص، وقد وفقه الله لشكر النعمة، لذلك نال رضي الله عز وجل، وقال له الملك: أمسك مالك، فإنما أبتليتم فقد رضي الله عنك، وسخط على صاحبيك.



549 Views