قصص عن السلام

كتابة فريدة مهدي - تاريخ الكتابة: 30 مارس, 2023 2:51 - آخر تحديث : 6 أبريل, 2023 3:02
قصص عن السلام


قصص عن السلام سوف نتحدث كذلك عن قصة دينية عن السلام في الاسلام وقصص عن السلام في العصر الجاهلي وماذا عن السلام؟ كل تلك الموضوعات تجدونها من خلال مقالنا هذا.

قصص عن السلام

منذ زمان بعيد ذهب أحد الجنود للحرب، تارك أمه الست العجوز وزوجته وثلاث من أطفاله، وبعد فترة بدأت تتوافد الأخبار باستشهاد بعض من الجنود في الحرب، فباتت الأم والزوجة والأطفال في كرب وحزن، خوفاً على ربق أسرتهم الغائب.
وفي يوم وجد علي الابن الأكبر للجندي جدته تبكي، فقال لها لا تبكي يا جدتي فقد فقدتي نظرك من كثرة الحزن، فقالت له الجدة بنبره أنهكها البكاء ونال منها الألم ، يا بني إن الحياة كبد، أنا لا أبكي على ولدي البطل الذي ذهب للحرب فهو في كل الأحوال بطل، بينما أبكي عليك وعلى أخوتك وعلى الجيل الصغير لأنه سينشأ في الخراب، سيجد كل شيء وقد نال منه العدو.
استكملت الجدة العجوز كلامها، وهي تقول ما يبكيني يا ولدي إن طفولتكم قد سرقت، وخير أراضيكم قد حرق، أبكي يا ولدي على بلادي الزهرة التي قطف العدو أوراقها، وتركنا نبكيها، أبيك بطل يا ولدي فلا تبالي، وإن كان هناك ألم فكل الألم على بلادك فالأرض هي العرض.
طرق الباب، فذهب الابنة الصغرى أمل لتفتح الباب وتجد أبيها وقد أصيب في الحرب إصابة كبرى، فجرى عليه الأولاد والجدة والزوجة، وعندما لمست أمه جرحة قالت، أتعرف يا على جرح أبيك الحقيقي في قلبه فقد أصيب في وطنه يا ولدي، أما هذا الجرح الخارجي حتماً لا يؤلمه.
فقال الأب نعم يا أمي فالحرب خنجر مسموم طعن قلوبنا، فاللهم السلام لوطننا الغالي، كي يكف الجرح عن النزف، فما أعظم الحرية وما أجمل السلام.

قصة دينية عن السلام في الاسلام

إن من يراجع آيات القرآن الكريم يدرك بما لا يدع مجالاً للشك أن الأصل في التعامل مع غير المسلمين هو تقديم السلام على الحرب، واختيار التفاهم لا التصارع، ويكفي أن كلمة السلم بمشتقاتها قد جاءت في القرآن الكريم مائة وأربعين مرة، بينما جاءت كلمة الحرب بمشتقاتها ست مرات فقط!!
والفرق بين العددين هو الفرق بين نظرة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى كلا الأمرين، ففي معظم أحواله صلى الله عليه وسلم كان يبحث عن الطرق السلمية والهادئة للتعامل مع المخالفين له، ويحرص على تجنُّب الحرب ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، وذلك إلى حدٍ قد يتعجب له المحللون والدارسون كثيرًا.
لقد قال الله تعالى: {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا} [الأنفال: 61].
هذه الآية الكريمة من كتاب الله عز وجل تُبَرْهِنُ بشكل قاطع على حب المسلمين وإيثارهم لجانب السلم على الحرب، فمتى مال الأعداء إلى السَّلْمِ رضي المسلمون به، ما لم يكن من وراء هذا الأمر ضياع حقوقٍ للمسلمين أو سلب لإرادتهم..
قال السدي وابن زيد: معنى الآية: إن دعوك إلى الصلح فأجبهم.
ويقول الأستاذ سيد قطب رحمه الله عند تفسيره لهذه الآية: التعبير عن الميل إلى السلم بالجنوح تعبير لطيف، يلقي ظل الدَّعة الرقيق، فهي حركة جناح يميل إلى جانب السلم، ويُرخي ريشه في وداعة!!
وتأتي الآية التي بعدها لتؤكد أيضًا أن التشريع الإسلامي أحرص ما يكون على تحقيق السلام، فلو أن الأعداء أظهروا السلم، وأبطنوا الغدر والخيانة؛ فلا عليك من نياتهم الفاسدة، واجنح للسلم قال الله تعالى: {وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ} [الأنفال: 62]، أي أن الله يتولى كفايتك وحياطتك.
ويرى شيخ الأزهر السابق جاد الحق رحمه الله أنه أصبح واجبًا على المسلمين أن يقيموا علاقات المودة والمحبة مع غيرهم من أتباع الديانات الأخرى، والشعوب غير المسلمة نزولاً عند هذه الأُخوَّة الإنسانية، منطلقًا من الآية الكريمة:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: 13]، معتبرًا هذه العلاقات هي التي تجسد معنى التعارف الوارد في الآية؛ فتَعَدُد هذه الشعوب ليس للخصومة والهدم؛ وإنما هو مدعاة للتعارف والتوادِّ والتحابِّ.
ويرى الشيخ محمود شلتوت أيضًا أن السلم هو الحالة الأصلية التي تهيئ للتعاون والتعارف وإشاعة الخير بين الناس عامة، وإذا احتفظ غير المسلمين بحالة السلم، فهم والمسلمون في نظر الإسلام إخوان في الإنسانية.
وكان صلى الله عليه وسلم يجعل السلام من الأمور التي على المسلم أن يحرص عليها ويسأل الله أن يرزقه إياها، وكان يدعو فيقول: ‏”اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ..”
كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يكره كلمة حرب ولا يحب أن يسمعها وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم: “أَحَبُّ الْأَسْمَاءِ إِلَى اللَّهِ: ‏عَبْدُ اللَّهِ ‏وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، ‏وَأَصْدَقُهَا: ‏حَارِثٌ ‏وَهَمَّامٌ، ‏وَأَقْبَحُهَا: حَرْبٌ وَمُرَّةُ
. وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يُغيّر اسم مَن اسمه حرب إلى اسم آخر أحسن وأجمل، فعَنْ ‏ ‏هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ، ‏عَنْ ‏عَلِيٍّ ‏رضي الله عنه، ‏قَالَ: “لَمَّا وُلِدَ ‏الْحَسَنُ ‏سَمَّيْتُهُ ‏حَرْبًا،‏ ‏فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏فَقَالَ: أَرُونِي ابْنِي، مَا سَمَّيْتُمُوهُ؟ قَالَ: قُلْتُ:‏ ‏حَرْبًا، ‏قَالَ: “بَلْ هُو حَسَنٌ”،‏ ‏فَلَمَّا وُلِدَ ‏الْحُسَيْنُ ‏سَمَّيْتُهُ ‏‏حَرْبًا، ‏فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏‏فَقَالَ: “أَرُونِي ابْنِي، مَا سَمَّيْتُمُوهُ؟ قَالَ: قُلْتُ: ‏حَرْبًا، ‏قَالَ: “بَلْ هُوَ ‏حُسَيْنٌ”،‏ ‏فَلَمَّا وُلِدَ الثَّالِثُ سَمَّيْتُهُ ‏حَرْبًا‏، ‏فَجَاءَ النَّبِيُّ‏ ‏ صلى الله عليه وسلم ‏فَقَالَ: “أَرُونِي ابْنِي، مَا سَمَّيْتُمُوهُ؟” قُلْتُ: ‏حَرْبًا، ‏قَالَ: “بَلْ هُوَ ‏مُحَسِّنٌ”، ‏ثُمَّ قَالَ:‏ “‏سَمَّيْتُهُمْ بِأَسْمَاءِ وَلَدِ ‏هَارُونَ: ‏شَبَّرُ ‏وَشَبِيرُ ‏وَمُشَبِّر.
فهذه هي نظرته للحرب، وهذه هي نظرته للسلم..
ألا حقًا ما أرحمها من نظرة!.

قصص عن السلام في العصر الجاهلي

وأيام العرب هي أبرز مظاهر انهيار حالات السلام في مجتمعاتهم. وقد نقل ابن منظور عن ابن السكيت أن العرب كانت تطلق لفظ الأيام في معنى الوقائع، وقد زادت، كما روى أبو الفرج الأصبهاني، عن ألف وسبعمائة يوم. ومن أشهرها: حرب البسوس، وكان سببها أن ناقة كسرت بيض حمام، ويروي لنا القلقشندي القصة ببعض التفصيل، فيقول: «يوم البسوس، وهو من أعظم حروب العرب، كان بين بَكر بن وائل، وتَغلب بن وائل. وكان للبسوس، خالة جساس، ناقة، فرآها كليب بن ربيعة قد كسرت بيض حمام في حماه كان قد أجاره، فرمى ضرعها بسهم، فوثب جساس على كليب فقتله، فهاجت الحروب بسبب ذلك، ودامت بين الفريقين أربعين سنة.‏
فسبب الحرب التي دامت أربعة عقود هي ناقة لا بشر، ومع ذلك أُخذ البشر بجريرتها، ولم تكن تلك إلا حماقة من حماقات الجاهلية، واستعدادها لخوض الحروب لأدنى التعلات. وأما نتائج الحرب فقد تمثلت في إهلاك مقاتلي القبيلتين، وفي طليعتهم قادتهم الكبار، وإضعاف القبيلتين، إذ قل عدد أفرادهما بالموت أو الهجرة إلى البحرين. وأطمع ضعف القبيلتين الأحباش، فأعدوا العدة للغزو، وأخذوا اليمن، وتهيّأوا للزحف على بقية أرض العرب. وفي هذه الغضون ظل العرب يتقاتلون، واحتدمت المعارك بين تميم من مضر وبكر بن وائل من ربيعة، رغم جوارهما في الأرض، أو ربما بسبب ذلك الجوار، الذي قاد إلى التنازع حول المرعى، ونشبت بين القبيلتين 12 معركة حامية، انتصرت تميم في نصفها، وبكر في النصف الآخر.
ومن أشهر الأيام: ذي طلوح، ولم يكن سببه سوى سوء تفاهم يسير؛ وذلك أن عميرة بن طارق اليربوعي، التميمي، تزوج مرية بنت جابر العجلي البكرية: «وكان له في بني تميم امرأة أخرى، تعرف بابنة النطف، من بني تميم، فأتى أبجر أخته يزورها وزوجها عندها‏.‏ فقال لها أبجر‏:‏ إني لأرجو أن آتيك بابنة النطف امرأة عميرة‏. فقال له‏:‏ ما أراك تبقي علي حتى تسلبني أهلي‏. فندم أبجر، وقال له‏:‏ ما كنت لأغزو قومك، لكنني مستأسر في هذا الحي من تميم‏».‏ وهكذا قاد سوء تفاهم يسير، كان بالإمكان تداركه، إلى قتال عنيف وطيس. ومن أشهر المعارك: يوم الوقيظ ومعركة يوم الشيطين، وهما واديان خصيبان كانا لبكر بن وائل.. ويوم المشقر، أو الصفقة، بين فارس وتميم. ويوم الفِجار، ونقل صاحب السيرة الحلبية، عن ابن سعد، قال: قال رسول الله : «قد حضرته مع عمومتي، ورميت فيه بأسهم، وما أحب أني لم أكن فعلت». وقد كان لرسول الله من العمر حينها أربع عشرة سنة. قال الحلبي: وهذا الفجار الرابع، وهو فجار البرّاض.
وذكر الحلبي خبر يوم الفِجار الأول، وسببه، فقال: إن رجلاً يقال له بدر بن معشر الغفاري جلس يوماً بسوق عكاظ، وبسط رجله، قائلاً: أنا أعز العرب، فمن زعم أنه أعز مني فليضربها بالسيف. فوثب عليه رجل فضربه بالسيف على ركبته، وأسقطها. واقتتل القوم على أثر ذلك قتالاً شديداً. وحينذاك كان لرسول الله من العمر عشر سنين.
ومن أشهر أيام العرب: يوم بُعاث، وقد جاء ذكره في حديث عائشة – رضي الله عنها – قالت: «كان يوم بُعاث يوماً قدَّمه الله لرسوله #، فقدم رسول الله وقد افترق ملؤهم، وقتلت سرواتهم، وجرحوا، فقدَّمه الله لرسوله # في دخولهم في الإسلام».
وقد كان من تقاليد العرب أن الشخص الأصيل لا يقتل بالشخص الحليف؛ ولذلك لما قتل رجل من الأوس حليفاً للخزرج أرادت الخزرج أن يقيدوه فامتنعوا، فوقعت عليهم الحرب لهذا السبب». وقيل إن حرب بعاث دامت أكثر من مائة سنة.
هذه نماذج من أيام العرب ومآلاتها ذكرناها باختصار، وأخبارها منثورة في مراجع تاريخ الجاهلية، وهي أكثر من ألف وسبعمائة يوم، تدلُّ أسبابها، ونتائجها، على مدى اتساع الخرق في الحياة الجاهلية، واتسامها بحالة العداء، وانفراط عقدة السلام.

ماذا عن السلام؟

لغوياً السلام مصدر مشتق من الفعل سَلًمَ، ويعني الطمأنينة أو الأمان، أما اصطلاحاً، فيعرف السلام على أنه حالة من الأمان والسكينة ومنافٍ للحرب والنزاعات. تسعى العديد من الشخصيات إلى نشر السلام في جميع أنحاء العالم، ومن أجل التخلص من الخلافات وتسوية النزاعات التي تقف في وجه تحقيق السلام.



117 Views