قصص الحب قبل الزواج في الإسلام

كتابة مها العتيبي - تاريخ الكتابة: 13 يناير, 2021 6:33 - آخر تحديث : 21 ديسمبر, 2022 10:19
قصص الحب قبل الزواج في الإسلام


قصص الحب قبل الزواج في الإسلام وماهو مفهوم الحب في الاسلام واهم علامات الحب وكل مايخص الحب في هذه السطور التالية.

قصص الحب قبل الزواج في الإسلام

 قصة بريرة ومغيث :
– عن ابن عباس رضي الله عنه ( أن زوج بريرة كان عبدا
يقال له مغيث كأني أنظر إليه يطوف خلفها يبكي ودموعه تسيل على لحيته
فقال النبي صلى الله عليه وسلم للعباس : يا عباس ألا تعجب من حب مغيث بريرة ومن
بغض بريرة مغيثا فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لو راجعتيه . قالت : يا رسول
الله أتأمرني؟ قال: إنما أنا شافع , قالت: لاحاجة لي فيه ) البخاري (5283).
ويقول ابن عباس Sad ذاك مغيث عبد بني فلان – يعني زوج بريرة- كأني أنظر إليه يتبعها في
سكك المدينة يبكي عليها ) البخاري (5281).
 قصة أبوبكر والجارية :
– وهذا الصديق أبو بكر رضي الله عنه يمر في خلافته بطريق من طرق
المدينة . فإذا جارية تطحن برحاها وتقول :
وهويته من قبل قطع iiتمائمي مـتمايسا مثل القضيب iiالناعم
وكـأن نـور الـبدر سُنَّة وجهه ينمي ويصعد في ذؤابة هاشم
فدق عليها الباب فخرجت إليه فقال ويلك أحرة أنت أم مملوكة ؟!
فقالت : بل مملوكة يا خليفة رسول الله . قال فمن هويت ؟! فبكت ثم
قالت : بحق الله عليك إلا انصرفت عني . قال : لا أريم أو
تعلميني.
فقالت :
وأنا التي لعب الغرام بقلبها فـبكت لحب محمد بن iiقاسم
فسار أبو بكر إلى المسجد وبعث إلى مولاها فاشتراها منه , وبعث
إلى محمد بن القاسم بن جعفر بن أبي طالب وقال : هؤلاء فِتَنُ الرجال . وكم مات
بهن من كريم , وعطب عليهن من سليم .
 قصة المحب مع علي :
– أُتيَ علي بن أبي طالب رضي الله عنه بغلام من العرب وجد في دار قوم
بليل فقال
له : ما قصتك ؟ فقال : لست بسارق , ولكني أصدقك :
تـعـلقت فــي دار الـربـاحي iiخَــودة يـدل لـها من حسنها الشمس iiوالقمر
لها من نبات الروح حسن ومنصب إذا افـتخرت بالحسن صدقها iiالفخر
فـلما طـرقت الـدار مـن حب iiمهجة أتــيـت وفـيـها مــن
تـوقـدها جـمـر
تـبـادر أهـل الـدار لـي ثـم صَـيَّحوا هـو الـلص محتوم له القتل iiوالأسر
فلما سمع علي شعره رقَّ له وقال للمهلب بن رباح : اسمح له بها نعوضك
منها. فقال يا أمير المؤمنين سله من هو لنعرف نسبه ؟
فقال: النهاس بن عيينة العجلي . فقال: خذها فهي لك .
قصة البدوي العاشق :
– ومن غرائب القصص ما ذكر أن المهدي خرج إلى الحج حتى إذا كان في السفر
يتغدى فأتى
بدوي فناداه : يا أمير المؤمنين, إني عاشق!!!! ورفع صوته .
فقال للحاجب ويحك ما هذا؟!
قال : إنسان يصيح إني عاشق !
قال أدخلوه . فأدخلوه عليه فقال : من عشيقتك ؟
قال ابنة عمي .
قال: أولها أب ؟
قال: نعم.
قال: فما له لا يزوجك إياها ؟!
قال:ها هنا شيء يا أمير المؤمنين.
قال : ما هو ؟
قال: إني هجين.
قال له المهدي : فما يكون ؟
قال: إنه عندنا عيب . فأرسل المهدي في طلب أبيها فأتي به ,
فقال : هذا ابن أخيك ؟
قال : نعم .
قال : فلم لا تزوجه كريمتك؟
فقال له مثل مقالة ابن أخيه . وكان من ولد العباس وعنده جماعة .
فقال : هؤلاء
كلهم بنو العباس وهم هجن ما الذي يضرهم من ذلك ؟
قال : هو عندنا عيب.
قال : زوجه إياها على عشرين ألف درهم , عشرة آلاف للعيب , وعشرة آلاف
مهرها .
قال : نعم.
فحمد الله وأثنى عليه وزوجه إياها . فأتى ببدرتين فدفعهما إليه , فأنشأ الشاب يقول :
ابـتـعـت ظـبـية بـالـغلاء iiوإنـمـا يـعـطي الـغـلاء بـمـثلها أمـثـالي
وتـركت أسـواق الصباح iiلأهلها إن الصباح وإن رخصن غوالي
-فالحب الذي يبقى مقيدا بلجام العفاف والتقوى لا حرج فيه , وسبيله الوحيد
النكاح كما أخبر الحبيب صلى الله عليه وسلم .

هل الحب قبل الزواج أفضل ؟

يختلف أمر هذا الزواج بحكم ما كان قبله ، فإن كان الحب الذي بين الطرفين لم يتعدَّ شرع الله تعالى ، ولم يقع صاحباه في المعصية : فإنه يُرجى أن يكون الزواج الناتج من هذا الحب أكثر استقراراً ؛ وذلك لأنه جاء نتيجة لرغبة كل واحدٍ منهما بالآخر .
فإذا تعلق قلب رجل بامرأة يحل له نكاحها أو العكس فليس له من حلٍ إلا الزواج لقول النبي صلى الله عليه وسلم ” لم نرَ للمتحابَّيْن مثل النكاح ” رواه ابن ماجه ( 1847 ) وصححه البوصيري والشيخ الألباني في ” السلسلة الصحيحة ” ( 624 ) .
قال السندي – كما في هامش ” سنن ابن ماجه ” – :
قوله ” لم نر للمتحابين مثل النكاح ” لفظ ” متحابين ” : يحتمل التثنية والجمع ، والمعنى : أنه إذا كان بين اثنين محبة فتلك المحبة لا يزيدها شيء من أنواع التعلقات بالتقربات ولا يديمها مثل تعلق النكاح ، فلو كان بينهما نكاح مع تلك المحبة : لكانت المحبة كل يوم بالازدياد والقوة . انتهى .
وإن كان هذا الزواج جاء نتيجة علاقة حب غير شرعيَّة كأن يكون فيه لقاءات وخلوات وقبلات وما شابه ذلك من المحرَّمات : فإنه لن يكون مستقرّاً ؛ وذلك لوقوع أصحابه في المخالفات الشرعيَّة والتي بنوْا حياتهما عليها مما يكون له أثره في تقليل البركة والتوفيق من الله تعالى ، لأن المعاصي سبب كبير لذلك ، وإن ظهر لكثير من الناس بتزين الشيطان أن الحب بما فيه من تجاوزات يجعل الزواج أقوى .
ثم إن هذه العلاقات المحرَّمة التي كانت بينهما قبل الزواج ستكون سبباً في ريبة كل واحدٍ منهما في الآخر ، فسيفكر الزوج أنه من الممكن أن تقع الزوجة في مثل هذه العلاقة مع غيره ، فإذا استبعد هذا تفكَّر في أمر نفسه وأنه قد حصل معه ، والأمر نفسه سيكون مع الزوجة ، وستتفكَّر في حال زوجها وأنه يمكن أن يرتبط بعلاقة مع امرأة أخرى ، فإذا استبعدت هذا تفكَّرت في أمر نفسها وأنه حصل معها .
وهكذا سيعيش كل واحدٍ من الزوجين في شك وريبة وسوء ظن ، وسيُبنى عليه سوء عشرة بينهما عاجلاً أو آجلاً .
وقد يقع من الزوج تعيير لزوجته بأنها قد رضيت لنفسها أن تعمل علاقة معه قبل زواجه منها ، فيسبب ذلك طعناً وألماً لها فتسوء العشرة بينهما .
لذا نرى أن الزواج إذا قام على علاقة غير شرعيَّة قبل الزواج فإنه غالباً لا يستقر ولا يُكتب له النجاح .
وأما اختيار الأهل فليس خيراً كلَّه ولا شرّاً كلَّه ، فإذا أحسن الأهل الاختيار وكانت المرأة ذات دينٍ وجمال ووافق ذلك إعجابٌ من الزوج ورغبة بزواجها : فإنه يُرجى أن يكون زواجهما مستقرّاً وناجحاً ؛ ولذلك أوصى النبي صلى الله عليه وسلم الخاطب أن ينظر إلى المخطوبة ، فعن المغيرة بن شعبة أنه خطب امرأة فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ” انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما ” رواه الترمذي ( 1087 ) وحسَّنه والنسائي ( 3235 ) .
قال الترمذي : ومعنى قوله ” أحرى أن يؤدم بينكما ” : أحرى أن تدوم المودة بينكما .
فإن أساء الأهل الاختيار ، أو أحسنوا ولم يوافِق عليها الزوج : فإنه سيُكتب لهذا الزواج الفشل وعدم الاستقرار غالباً ، لأن ما بني على عدم رغبة فإنه غالباً لا يستقر .

شروط صحة الزواج

هي الشروط التي تتوقف عليها صحته، بحيث إذا وجدت يعتبر الزاوج شرعيا وهذه الشروط هي:-
– حل للرجل التزوج بالمرأة التي يريد الاقتران بها، فلا تكون محرمة عليه بأي سبب من أسباب التحريم المؤقت أو المؤبد.
– الإيجاب والقبول
– والاشهاد على الزواج من شاهدين.
– وموافقة الولي للقاصر فقط أما الأيم؛ فلا بد من موافقتها وإذنها لوليها لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: <<«الأيم أحق بنفسها من وليها» رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي ومالك في الموطأ. والأيم من لا زوج لها بكرا أو لا، فإنه ليس للولي إلا مباشرة العقد إذا رضيت، وقد جعلها أحق منه به. وفي مصر يأخذ بالمذهب الحنفي في قانون الأحوال الشخصية منذ قيام الدولة العثمانية إلى الآن. بجانب مصر هناك دول إسلامية أخرى تتبع المذهب الحنفي في أمور المعاملات التي منها الأحوال الشخصية وتشمل الميراث و
الزواج والطلاق…

فوائد الزواج

– الذي يريد الزواج يجد العون من الله، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ثلاثة حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف)
– الزواج طريق شرعي لإشباع الغريزة الجنسية، بصورة يرضاها الله ورسوله فقال : (حُبِّب إليَّ من دنياكم: النساء والطيب، وجُعلتْ قرَّة عيني في الصلاة)
– طريق لكسب الحسنات. قال : (وفي بُضْع (كناية عن الجماع) أحدكم صدقة. قالوا: يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته، ويكون له فيها أجر؟ قال: (أرأيتم، لو وضعها في حرام، أكان عليه وِزْر؟). قالوا: بلى. قال: (فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر)
– وسيلة لاستمرار الحياة، وتعمير الأرض، فالأبناء الصالحون امتداد لعمل الزوجين بعد وفاتهما، فقال : (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنْتفَع به، أو ولد صالح يدعو له)
– سبيل للتعاون، فالزوجة تكفي زوجها تدبير أمور المنزل، وتهيئة أسباب المعيشة، والزوج يكفيها أعباء الكسب، وتدبير شؤون الحياة
– تقوية الصلات والمعارف من خلال المصاهرة، واتساع دائرة الأقارب، فلما غزا النبي محمد بني المصطلق في غزوة المريسيع، وأسر منهم خلقًا كثيرًا، تزوج السيدة جويرية بنت الحارث (رضي الله عنها) وكانت من بين الأسرى فأطلق الصحابة ما كان بأيديهم من الأسرى؛ إكرامًا للرسول وأصهاره، فكان زواجها أعظم بركة على قومها



870 Views