قصة مريم عليها السلام

كتابة فايزة محمد - تاريخ الكتابة: 29 يونيو, 2018 1:28 - آخر تحديث : 8 يوليو, 2021 11:24
قصة مريم عليها السلام


قصة مريم عليها السلام نقدمها اليكم من مقالتنا قصة مريم عليها السلام وولادتها ونشأتها وكل ماتود معرفته عنها.

قصة مريم العذراء

بقيت مريم العذراء عابدةً زاهدةً معتزلةً أهلها في مكان من جهة الشرق، وكان المكان معزولاً عن الناس بحجاب أو حاجز كما قال الله تعالى: (وَاذكُر فِي الكِتابِ مَريَمَ إِذِ انتَبَذَت مِن أَهلِها مَكانًا شَرقِيًّا*فَاتَّخَذَت مِن دونِهِم حِجابًا فَأَرسَلنا إِلَيها روحَنا فَتَمَثَّلَ لَها بَشَرًا سَوِيًّا)، وبينما هي على تلك الحالة أرسل الله -تعالى- إليها جبريل -عليه السلام- فتشكّل على هيئة رجل ثمّ دخل عليها، فخافت خوفاً شديداً، وتفاجئت ثمّ قالت له قبل أي سؤال أعوذ بالله منك، فلا تقربني إن كنت تخشى من الله وتتقيه، فأجابها جبريل عليه السلام وطمأنها بأنّه مبعوث من الله -عزّ وجلّ- ولا يريد بها السوء ولكنّه أتى ليرزقها غلام بأمر الله، حيث قال الله تعالى: (قالَت إِنّي أَعوذُ بِالرَّحمنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا*قالَ إِنَّما أَنا رَسولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيًّا)، فتعجّبت الطاهرة العفيفة العابدة الزاهدة نذر أمّها الذي تقبّله الله بقبول حَسن، وقالت: كيف يكون لي ولد ولم يسبق لي الزواج من إنسان ولم أكن لأفعل الزنا، فبشّرها بأنّ الولد سيُخلق من غير أب ليكون آية للنّاس على قدرة الله عزّ وجلّ، كما قال الله تعالى في سورة مريم: ( قالَت أَنّى يَكونُ لي غُلامٌ وَلَم يَمسَسني بَشَرٌ وَلَم أَكُ بَغِيًّا*قالَ كَذلِكِ قالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجعَلَهُ آيَةً لِلنّاسِ وَرَحمَةً مِنّا وَكانَ أَمرًا مَقضِيًّا)، ثمّ نفخ جبريل -عليه السلام- في فمها، وقيل في جيب درعها، فوصلت النفخة إلى بطنها فحملته، فلمّا حملته اعتزلت قومها وذهبت إلى مكان بعيد في أقصى القرية، حتى جاء موعد الولادة فلجأت إلى جذع نخلة، وفي هذه الأثناء اختلطت مشاعر حبّ الله والإيمان به والخوف من اتهامها في دينها وطهارتها في وجدان مريم عليها السلام، فتمنّت الموت قبل الولادة، ثمّ بعث الله -عزّ وجلّ- بمعجزة تُخلّد ذكرها إلى يوم القيامة، فتكلّم عيسى -عليه السلام- مع أمه بأن لا تحزن حيث جعله الله عظيماً من عظماء الدنيا، وقال لها بأن تهزّ جذع النخلة لينزل عليها رطباً لتأكل منها، وقال لها أيضاً بأنّها لا تتكلم إذا قابلت قومها، قال الله تعالى: (فَأَجاءَهَا المَخاضُ إِلى جِذعِ النَّخلَةِ قالَت يا لَيتَني مِتُّ قَبلَ هـذا وَكُنتُ نَسيًا مَنسِيًّا*فَناداها مِن تَحتِها أَلّا تَحزَني قَد جَعَلَ رَبُّكِ تَحتَكِ سَرِيًّا).

ولادة مريم العذراء

كانت أم مريم وهي حنة ابنة فاقوذ بن قتيل عاقراً فرأت ذات يومٍ طائراً يطعم فراخه، فتذكّرت الولد ورغبت نفسها به، فسألت الله -عزّ وجلّ- أن يهبها الولد، فحملت حنة ثمّ ما لبث عمران أن توفّي ونذرت ما في بطنها محرّراً لله، أي متفرّغاً لعبادة الله وخدمة الكنيسة، ولا ينتفع من أعمال الدنيا بشيء، فلمّا ولدت كان المولود أنثى، وكان ذلك العمل يختصّ بالغلمان، وقد لا تصلح الأنثى لهذا العمل لما يصيبها من الحيض والنفاس، كما أنهّا أضعف من الرجل، ثمّ دعت الله -عزّ وجلّ- أن يحفظها ويحفظ ذريتها من الشيطان الرجيم، فاستجاب الله لها، وحفظ مريم وابنها عيسى -عليهما السلام- من الشيطان الرجيم، كما قال الله تعالى في سورة آل عمران: (إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ*فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَىٰ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَىٰ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ)،ثمّ حملتها أمّها إلى الرهبان للوفاء بنذرها وتكون مريم خادمة للكنيسة، فاختلفوا فيما بينهم على رعايتها وقالوا بأنّها ابنة إمامنا عمران، ثمّ اتفقوا على القُرعة فيما بينهم فألقوا أقلامهم التي كانوا يكتبون بها التوراة في النهر، فتمّت القرعة إلى زكريا بأمر الله، فنشأت مريم -عليها السلام- في محراب زكريا، وكان زكريا إذا دخل المحراب وجد عندها فاكهة في غير موسمها.

ولادة عيسى عليه السلام

وتعد ولادة سيدنا عيسى عليه السلام من أعجب ما شهدته البشرية على وجه الأرض وهي المعجزة التي أنزلها الله تعالى حتى يبين قدرته على ما يشاء وما يريد، وتبدأ القصة عندما كانت أمه مريم عليها السلام فتاة عذراء، وهبتها أمها قبل ولادتها لخدمة المعبد وقد عُرف عنها الطهر والعفة، وكانت تحت رعاية زكريا عليه السلام، وفي يوم من الأيام وبينما كانت تخلو مع نفسها في المعبد جاءها رجل يقطع خلوتها وهو النبي جبريل، الذي أرسله الله تعالى لها حتى يبشرها بعيسى وأنه اختارها من بين جميع الخلق لتحمل بذلك الولد، وأخبرها أنه سوف يصبح نبياً وأن الله تعالى سوف ينزّل عليه الإنجيل، بالإضافة إلى أنه أخبرها أنه سوف يتحدث وهو طفل رضيع، فما كان من مريم سوى الفزع والخوف والخجل من ذلك الرجل، وشُعورها بالمُفاجأة مما قاله لها، فكيف تلد وهي عذراء ولم يمسّها بشر وهي ليست بغيّاً ولكن هي المعجزة الهيّنة على الله فإذا أراد شيئاً يقول له كن فيكون.
أراد الله تعالى من ولادة عيسى عليه السلام أن يخبر الناس بقدرته ويجعله آية للناس، بل وبعثه رحمة لبني إسرائيل ولجميع الخلق، وبذلك حملت مريم بعيسى وعندما حان وقت ولادتها وهي مسافرة وبالتحديد في صحراء بيت لحم، فبدأت تشعر بآلام الولادة وفي تلك الأثناء فجر الله تعالى لها ماءاً من تحت قدمها حتى تشرب منه، وكانت بالقرب من نخلة وقد طلب الله تعالى منها أن تهز النخلة حتى يتساقط عليها الرطب منها بسماع صوت يناديها، يقول الله تعالى(فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلاَّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا) وبتلك الحادثة ولدت مريم عيسى عليه السلام.

عودة مريم إلى قومها ومعها عيسى عليه السلام

وبعد مرور أربعين يوماً على ولادتها عادت بها إلى قومها تحمله وقد أمرها الله تعالى أن لا تتكلم مع الناس؛ لأن الذي سوف يتكلم ويدافع عنها هو ابنها، ولما رآها قومها تحمل طفلها اتهموها بالبغي، وعندها أشارت إلى طفلها وقالوا لها كيف نكلم طفل؟ فأنطق الله تعالى طفلها عيسى فقال: (قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبياً، وجعلني مباركاً أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حياً)، فلما سمع الناس ما قاله ذلك الطفل ذُهلوا ولم يُصدقوا ما سمعوا ولما علم زكريا قصتها صدّقها وأيّدها، فكانت تلك الحادثة أولى معجزات سيدنا عيسى عليه السلام وهي التكلم في المهد، وبذلك نشأ عيسى ونصره الحواريون وآمنوا برسالته ولكنهم طلبوا منه أن ينزّل عليهم مائدة من السماء حتى يتأكدوا من صدق دعوته، ومن بين معجزاته التي خص بها الله تعالى نبيه عيسى عليه السلام هي إحياء الموتى وإبصار العُمي والبرص بإذن الله، يذكَرُ أن مواصفات عيسى عليه السلام كما أخبرنا بها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أنه رجل قوي جداً عريض الصدر ذو شعر مجعد.



623 Views