قصة سيدنا سليمان للأطفال

كتابة امينة مصطفى - تاريخ الكتابة: 24 أغسطس, 2021 12:27
قصة سيدنا سليمان للأطفال


قصة سيدنا سليمان للأطفال نقدمها لكم من خلال مقالنا هذا كما نذكر لكم قصة سيدنا سليمان والخيل هذا بالإضافة إلى قصة النبي سليمان مع الجن كل هذا وأكثر تجدونه في ذلك المقال والختام صفات سليمان عليه السلام.

قصة سيدنا سليمان للأطفال

سيدنا سليمان والنمل
بدأ سليمان – عليه السلام – هذه القصة عندما كان يسير مع كامل جيشه الذين كان يتكون من الجن ، والأنس ، والطير وقد قال الله – عز وجل – عن ذلك : (وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ ) ، وبعد أن سار الملك العظيم – عليه السلام – بجيشه العظيم ، مروا على مكان يدعى وادي النمل ، حيث أن النمل كانت تسكن فيه ، وعندها نادت أحدى النملات في النمل أن يدخلوا سريعاً إلى جمهورهم ، فأن جيش سليمان سوف يحطمهم أن لم يفعلوا ذلك ، وقد كان نبي الله سليمان – عليه السلام – يعلم لغة النمل فسمع ما قالته وقد ذكر ذلك ربنا – عز وجل – في قوله تعالى : ( حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ) ، وعندها تبسم النبي الكريم من قول النملة الفصيح ، وشكر الله – عز وجل – على هذه النعمة التي أعطاها له وهي القدرة على فهم لغة غير البشر وقال الله – عز وجل : ( فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ) .
سيدنا سليمان والهدهد
قصة سيدنا سليمان والهدهد تبدأ من أن سليمان – عليه السلام – كان شديد الحرص على أن يقوم بكل شئ بنفسه حتى أنه كان يراقب الطيور التي تعمل ، ويتفقد من الغائب ، وعندما قام بذلك وجد أن الهدهد ليس بينهم ، وقال الله – عز وجل في ذلك : ( وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِين ) وتعهد أنه عندما يأتي أنه سوف يعذبه عذاباً شديداً أو أنه سيذبحه نتيجة لفعلته ، وترك العمل وبعد فترة كما جاء بقوله تعالى: ( فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ )، وعند هذه اللحظة قرر سيدنا سليمان الحكيم أن يستمع إلى الهدهد ، فقص عليه الهدهد ما رأي ، وأن هناك ملكة تحكم مملكة سبأ وأن ملكها كبير جداً ، ولكنها وقومها يسجدون للشمس من دون الله – عز وجل – لأن الشيطان قد أضلهم عن الحقيقة ، وزين لهم ما يعملون ، فأمر نبي الله سليمان الهدهد أن يذهب لمملكة سبأ ويرسل للملكة خطاب من سيدنا سليمان ، يأمرها فيه ، أن تؤمن بالله وحده لا شريك له هي وقومها ، وعندما تلقت الملكة هذا الأمر شاورت الوزراء في مملكتها وجاء ذلك في قوله تعالى ( قَالَتْ يَاأَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ * إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ * قَالَتْ يَاأَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ * قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ * قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ * وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ ) ، وقالت أنه لا طاقة لهم بسليمان ، وجيشه الكبير من الجن والأنس لذلك قالت لهم أنها سوف تذهب وتسلم عند نبي الله وبحضوره.

قصة سيدنا سليمان والخيل

– كان سيدنا سليمان عليه السلام من محبي الخيل، حيث كان يحب استخدامها في الجهاد في سبيل الله، وكان دائم الاهتمام بها، وعلى عكس جميع الحيوانات، فإن محبي الخيول لا يستطيعون التخلص من ذلك الحب أبدا، حيث قال سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام: (إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ فَرَسٍ عَرَبِيٍّ إِلَّا يُؤْذَنُ لَهُ مَعَ كُلِّ فَجْرٍ يَدْعُو بِدَعْوَتَيْنِ يَقُولُ: اللهُمَّ إِنَّكَ خَوَّلْتَنِي مَنْ خَوَّلْتَنِي مِنْ بَنِي آدَمَ، فَاجْعَلْنِي مِنْ أَحَبِّ أَهْلِهِ وَمَالِهِ إِلَيْهِ، أَوْ أَحَبَّ أَهْلِهِ وَمَالِهِ إِلَيْهِ.
– كان سيدنا سليمان يمتلك خيول قوية وسريعة وفاتنه تجيد اظهار جمالها، وكان يقوم بتنظيمها فانشغل بها، فغابت الشمس وفاتته صلاة العصر، مما جعله يشعر بالغضب لأنه انشغل بالخيل عن الصلاة والعبادة فتمنى لو ترجع الشمس ويصلى الصلاة في وقتها، ثم غضب غضبا شديدا حتى أخذ في ذبح الخيول جميعها بالسيف ثم تصدق بلحومها للمساكين، وقال: (والله لا تشغليني عن عبادة ربي).
– وابتعد سيدنا سليمان عن الخيل خوفا من عذاب الله، فكافئه الله تعالى بأنه سخر له الريح تجري بأمره وتذهب به حيث يريد، وقال تعالى (وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ * إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ * فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ * رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ).

قصة النبي سليمان مع الجن

-لقد آتى الله- عزّ وجلّ- سيدنا سليمان -عليه السلام -المُلك مع النبوّة، فمَلَكَ الإنس والجنّ والطير والشياطين والريح، وذلك بعد دعائه عليه السلام، {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي ۖ إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ}، وقد سُخِّر الجنّ لسليمان -عليه السلام- فكان يراهم ويخاطبهم، ويحكم بينهم بالعدل، إذ كان يجازي المحسن منهم على إحسانه، ويعاقب المسيئ على إساءته، وكان يعاقب كُلّ من قصّر في عمله أو اعتدى أو تمرّد على أمره بأن يُكبّله ويحبسه بالأغلال, وذُكر أنّ الله- عزّ وجلّ- وكّل مَلَكًا بيده سوطٌ من نار، فمن عصى سليمان فيما أمره ضربه بالسوط فأحرقه.
-ولقد استخدم سيدنا سليمان الجنّ في أمورٍ كثيرة، منها بناء المساجد والقصور، كما كانوا ينحِتون له التماثيل على شكل النسور والعقبان بالقرب من كرسيه وتحت سرير المُلكِ، وذلك ليهابها كلّ من اقترب من مجلسه ودنا منه، وكانوا ينحِتونها على صور الأنبياء والملائكة لكي يرى الناس كيف كانت عبادتهم فيقتدوا بهم ويتشبّهوا بحالهم، وهذه التماثيل كانت تُصنع إمّا من الرخام أو من النحاس، ولم تكن محرّمة في ذلك الزمان.
-كما أنّ الجنّ كانوا يصنعون جِفان، وهي القِصاع العظيمة كأحواض الإبل، حيث كان يجتمع عليها ألف من الرجال فيأكلون منها، واستخدمهم عليه السلام بصناعة القُدور الراسية الكبيرة، فهي كالجبال ثابتة في مكانها لا تتحرك، وقد أمر سيدنا سليمان -عليه السلام- من كان غواصًّا من الجنّ أن يدخلوا في البحار فيجمعوا اللآلىء، والمجوهرات والأشياء النفيسة التي لا توجد في مكان آخر غيرها.

صفات سليمان عليه السلام

كان نبي الله سليمان يتصف بالذكاء والفطنة وحسن السياسة والتدبير، حتى أنه فاق أبيه وحكم بين الناس في عدة قضايًا ،فكان حكمه الحق النافذ. وقد ورث سليمان المُلك عن أبيه داوود عليه السلام، كما وهبه الله النبوة كأبيه تمامًا، فيمكن أن نقول بتشبيه مجازى أنه ورث المُلك والنبوة أيضًا، حيث قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: (وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ ۖ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ)(سورة النمل، الآية 16) ومن إنجازات سليمان عليه السلام بعد ورثه الملك بأربع سنوات، إعماره للبيت المقدس،كما أوصاه أبوه النبي الكريم داوود عليه السلام، وقد كان نبي الله سليمان عليه السلام من المجاهدين في سبيل الله، فكان يهتم بأمور الجهاد ويعتني بالخيل ويُعدها من أجل الجهاد لنشر عبادة الله الواحد الأحد. ومن عظيم قوة النبي الكريم أنه كان في ذلك الوقت يمتلك أسطولًا بحريًا عظيمًا، وجيشًا جرارًا من الإنس والجن والطير والحيوان.



783 Views