قصة جحا في المطعم

كتابة هدى الراشد - تاريخ الكتابة: 10 نوفمبر, 2021 9:40
قصة جحا في المطعم


قصة جحا في المطعم وقصة جحا والحمار وقصة جحا ومرق الأرنب والفاكهة في الادب، هذا ما سوف نتحدث عنه فيما يلي.

قصة جحا في المطعم

ذات مرة كان جحا يسير في الطريق وفي أثناء سيره اقترب من محل شواء، فأعجبته الرائحة لأنه كان يشعر بجوع شديد، وأصبح يقترب وهو ينظر لمنظر اللحم الشهي ذو الرائحة اللذيذة فقرّر جحا أن يشتري رغيفاً من الخبز وأصبح يمرّر هذا الرغيف فوق رائحة شواء اللحم يميناً وشمالاً حتّى أن علقت به رائحة الشواء، وكان جحا يقصد هذا التصرّف فهو لا يملك ثمن اللحم المشوي، بل أراد فقط أن يحظى برائحته داخل رغيف الخبز الذي اشتراه
وعندما رآه صاحب المطعم غضب كثيراً وخرج عليه وطلب منه طلباً غريباً، وقال له: أعطني ثمن رائحة الشواء التي أخذتها من مطعمي! ولكن جحا رفض بالتأكيد أن يعطيه ثمن شيء لا يستحقه، غضب صاحب المطعم وقرّر أن يأخذ جحا للقاضي، وبدأ صاحب المطعم يقص حكايته على القاضي وقال له: لقد طلبت من جحا ثمن الشواء خمس دراهم ولكنّه رفض أن يأخذ، فبدأ القاضي يفكّر بأمره، ثم طلب من جحا أن يدافع عن نفسه، وكان القاضي عنده علم بدهاء جحا وحيله وقدرته على إخراج نفسه من المآزق. بدأ القاضي ينظر لجحا بانتظار ما سيفعله، قام جحا بفعل غريب فأخرج من جيبه درهم، ثم رماه على الأرض وجعله يرتطم بها ويخرج صوته، كرّر ذلك لمدّة خمس مرات، ثم سأل صاحب المطعم: هل سمعت صوت هذه الدراهم، أجابه صاحب المطعم: نعم لقد سمعت الصوت، فالتفت جحا إلى القاضي وقال له، يا سيدي القاضي أنا حكمت لصاحب المطعم أنه قد أخذ ثمن رائحة الشواء من خلال صوت الدرهم لخمس مرات وهو يرتطم بالأرض فقد سمع الصوت لخمس مرات وهذا بمقدار خمس دراهم. ضحك القاضي من صنع جحا وتعجب من ذكائه، وقال لصاحب المطعم: لقد أخذ منك جحا حقّه بأنفه، وأنت أخذت حقك بأذنك إذاً أنت أخذت حقك منه، فخرج صاحب المطعم وهو يشعر بالخجل من فعل جحا به، فقد لقّنه بذلك درساً لشدة بخله لن ينساه أبداً.

قصة جحا والحمار

ذات يوم ركب جحا على حماره وذهب إلى السوق لشراء بعض الأشياء لعائلته، كان السوق مزدحمًا للغاية بالناس، وفقد جحا حماره هناك، وأخذ يبحث عنه ولكنه كان مبتسمًا وسعيدًا طوال الوقت، وسأله بعض الناس: “لماذا أنت مبتسم وسعيد للغاية، على الرغم من أنك لم تجد حمارك بعد؟”، قال: “أنا سعيد ومبتسم لأنه لم كنت أركب حماري، كنت سأفقد نفسي.”

قصة جحا ومرق الأرنب

حمل احد الفلاحين ارنبا وذهب به الى جحا واخذ يطرق بابه .
فتح جحا الباب وقال للرجل : من انت ؟!
قال الرجل : انا معجب بذكائك وعلمك وارجو ان تقبل هذا الأرنب هدية مني اليك !!
فرح جحا وتقبل الارانب شاكرا بعد ان دعا الرجل الى ان يدخل المنزل للغذاء معه. بعد الغذاء ودع جحا الرجل متمنيا ان تتكرر زيارته مرات ومرات…
-وبعد اسبوع مر الرجل على جحا وكان جحا قد نسيه ..فسأله من انت ؟ قال انا صاحب الارنب، فاكرمه جحا ودعاه إلى الغذاء معه.
ومضي اسبوع آخر واذا بأربعة من الفلاحين يدخلون على جحا الدار .
وسألهم جحا عن شانهم…
– فقالوا : نحن جيران صاحب الأرنب ..
رحب بهم جحا، وفي موعد الغداء قدم لهم الطعام، وودعهم جحا بعد ان آتو على كل ما في الدار من مأكولات .
ومضي اسبوع ثالث وإذا بثمانية اشخاص يقتحمون دار جحا، فنهض من مكانه فزعا .
– وقال جحا في ذهول : من انتم ؟!
– قالوا : نحن جيران … جيران صاحب الأرنب.
– قال جحا : لا باس في داركم حللتم، وعلي اهلكم نزلتم واجلسهم حتي يأتي لهم بالطعام.
-احضر جحا ماعونا كبيرا به ماء ساخن .. فلما ذاقوه صرخوا قائلين هذا ماء ساخن !!
-قال جحا : ألستم جيران … جيران جيران صاحب الأرنب.
– قالوا : بلى.
– فقال جحا : فهذ إذن مرق …مرق مرق الأرنب يا جيران … جيران صاحب الأرنب !

الفاكهة في الادب

تعتبر الفكاهة من العناصر المهمة في الأدب، فالضحك جزء من الحياة الروحية التي يعيشها الإنسان، والفكاهة موجودة في معظم الفنون، وتجد ما يغذيها من مواضيع اجتماعية تحدث مصادفة أو يؤلفها أشخاص لهم طرقهم الخاصة في رسم الابتسامة على الوجوه، ومن الجدير بالذكر أن المؤلفين العرب استطاعوا إدراك هذه الحقيقة منذ القدم، فعمدوا إلى خلط الجد بالهزل والفكاهة، ومما جاء في كتاب “عيون الأخبار” قول ابن قتيبة: “ولم أخل هذا الكتاب من نادرة طريفة، وفطنة لطيفة، وكلمة معجبة، وأخرى مضحكة، لأروّح بذلك عن القارئ من كدِّ الجدِّ، وإتعاب الحقِ، فإن الأذن مجّاجة وللنفس حَمْضة، والمزح إذا كان حقًا أو مقاربًا ليس من القبيح ولا من المنكر”، ومن أشهر الشخصيات العربية التي نسبت لها النوادر والفكاهة “جحا”، فمن هو جحا.



513 Views