قصة العصفور والفيل

كتابة بدرية القحطاني - تاريخ الكتابة: 4 يناير, 2022 11:43
قصة العصفور والفيل


قصة العصفور والفيل نتحدث عنها من خلال مقالنا هذا كما نذكر لكم مجموعة متنوعة أخرى من القصص المميزة مثل قصة العصفور والشجرة وقصة العصفور الحزين وقصة الثعلب المكار والدببة الثلاثة تابعو السطور القادمة.

قصة العصفور والفيل

-العصفور والفيل في غابةٍ بعيدةٍ مليئةٍ بالأشجار الكبيرة والجميلة، والحيوانات الكثيرة والمتنوعة، عاش عصفورٌ صغيرٌ مع أمّه وإخوته في عشٍ صغيرٍ مبنيٍّ على قمم إحدى الأشجار العالية، وفي أحد الأيام ذهب العصفورة للأم للبحث عن طعامٍ لأبنائها الصغار، والذين لا يستطيعون الطيران بعد، وأثناء غيابها عن العش هبت ريحٌ شديدةٌ هزت العش، فوقع العصفور الصغير على الأرض. لم يكن العصفور الصغير قد تعلم الطيران بعد، فبقي مكانه خائفاً ينتظر عودة أمّه، وأثناء ذلك مرّ فيلٌ طيّبٌ يتمشّى في الغابة بمرح، ويضرب الأرض بأقدامه الكبيرة، ويُغنّي بصوتٍ عال، شعر العصفور بالفزع الشديد، وأخذ يحاول الاختباء من الفيل، إلّا أنّ الفيل رآه، فقال له: “أأنت بخيرٍ أيها العصفور الصغير الجميل؟ هل سقطتَ من الشجرة؟” ولكنّ العصفور كان خائفاً جداً فلم يستطع أن يُجيب الفيل بأيّ كلمة، كان يرتعد بشدّة من الخوف والبرد، فحزن الفيل لمنظره وقرر إحضار بعض أوراق الأشجار ووضعها حوله كي يدفئه. حضر ثعلبٌ مكارٌ ورأى الفيل يتحدث مع العصفور ثم يذهب مبتعداً ليحضر له الأوراق، فاقترب من العصفور عند ذهاب الفيل، وسأله: “لماذا أنت هنا على الأرض أيّها العصفور الصغير؟” أخبره العصفور الصغير أنّه سقط من عشه، قال الثعلب بمكر: “إنّني أعرف مكان عشك أيها العصفور وسأعيدك إليه، ولكن عليك في البداية أن تتخلص من الفيل، فهو حيوانٌ شرير ويريد أن يؤذيك”. في هذه اللحظة عاد الفيل يحمل الأوراق، فابتعد الثعلب واختبأ خلف الأشجار يراقب العصفور.
– وضع الفيل الأوراق حول العصفور، والذي شعر بالدفء، ثمّ قال للفيل: “أيها الفيل الطيب، أنا أشعر بالجوع، أيمكنك أن تحضر لي بعض الطعام؟” كانت هذه فكرة العصفور لإبعاد الفيل عنه حتى يستطيع الثعلب إعادته إلى عشه وإخوته، فالفيل كبيرٌ ومخيفٌ جداً، أمّا الثعلب فإنّه يبدو طيباً، ويمتلك فرواً جميلاً ذي ألوان رائعة. ردّ الفيل: “بالتأكيد أيها العصفور، سأحضر لك بعض الحبوب، ولكن كن حذراً من الحيوانات الأخرى ولا تتحرك من مكانك حتى أعود”. اقترب الثعلب من العصفور عند ذهاب الفيل وقال له: “فلنذهب كي أعيدك إلى عشك أيها العصفور” وحمله وابتعد خلف الشجرة، وفجأة تغيرت ملامح الثعلب، ورمى العصفور على الأرض ثمّ هجم عليه يهمّ بافتراسه وأكله، بدأ العصفور بالصراخ عالياً: “أنقذوني! أرجوكم أنقذوني!” سمع الفيل صوت العصفور فعاد مسرعاً ورأى الثعلب يحاول افتراس العصفور، فركض بسرعة وضرب الثعلب الذي هرب مبتعداً، حمل الفيل العصفور وقال له: “ألم اخبرك ألّا تبتعد أيها العصفور؟”. اعترف العصفور: “في الحقيقة لقد كنت أشعر بالخوف منك أيها الفيل، فأنت كبير ضخمٌ وكبير الحجم، وأنا عصفورٌ صغيرٌ جداً”، ردّ الفيل بحزنٍ شديد: “أيها العصفور، أنا لا آكل الحيوانات الصغيرة، ولست أريد سوى مساعدتك، عليك أن تتعلّم أنّه لا يجب الحكم على أحد لشكله أو حجمه، بل بأفعاله فقط” ثمّ أخذ الفيلُ العصفور وأعاده إلى الشجرة التي سقط منها، وكانت أمّه تبحث عنه بخوفٍ شديد، ففرحت جداً عندما رأته، وشكرت الفيل على مساعدتها.

قصة العصفور والشجرة

-في غابة خضراء جميلة واسعة عاشت شجرة كبيرة ثخينة الأغصان وارفة الظلال كثيفة الأوراق وكانت عصافير الغابة كلها تتمنى أن تبني أعشاشها فوق أغصان تلك الشجرة وبين أوراقها
-لكن الشجرة كانت أنانية ولم تسمح للعصافير المسكينة أن تبني الأعشاش عليها لأنها كانت لا تريد أن تشعر بالإزعاج من المنظر الكئيب للأعشاش المصنوعة من القش الجاف . ولا تريد أن يزعجها صغار العصافير بأصواتهم الحادة ولا ضجيجهم الذي لا يهدأ .‏
-وفي يوم من الأيام اقترب عصفور ملون جميل منها وحط على أحد أغصانها يريد أن يبني عشه هناك فصرخت قائلة : أيها العصفور ماذا تفعل؟ ألا تعلم أنه من غير المسموح لك أن تتخذ من أغصاني سكناً؟ رد العصفور الصغير قائلا : ولكنني متعب جدا ولا أريد سوى الراحة والسكينة أرجوك أيتها الشجرة امنحيني الأمان لأعيش هنا بين أغصانك الوارفة ولكن الشجرة الأنانية رفضت ذلك وطردته بعبارات قاسية فما كان منه إلا أن رحل عنها متجها من مكان الى آخر ومرت الأيام وبقيت الشجرة الحمقاء وحيدة فأحست بالوحشة والضيق وابتعد الجميع عنها بسبب أنانيتها وبخلها .‏
-ثم جاء فصل الشتاء فسقطت أوراقها الجميلة وابتعدت عنها وصارت عارية وحيدة ترتعد من البرد والخوف والوحشة ومن صوت الرياح وعواء الذئاب في الوديان المجاورة وما عاد أحد يسأل عنها ولا يزورها فشعرت بالندم الشديد وراحت تذرف الدموع بحرارة أنستها برد الشتاء وعندما أقبل الربيع عادت الأطيار تغرد في الغابة سعيدة فما كان من الشجرة إلا أن صاحت بأعلى صوتها : هلموا 00إليّ يا أصدقائي العصافير فأنا اليوم لن أبخل عليكم هذه غصوني وأوراقي وثماري وظلالي سأقدمها لكم هلموا 00إليّ يا رفاقي بسرعة كي أنسى أيام الوحدة والوحشة فالأحمق الذي يحيا وحيدا ولقد خلقنا الله معا كي ننعم بهذه الحياة التي لا طعم لها إلا إذا عشنا معا بمحبة وسلام وهنا أقبلت العصافير إليها بقلوب دافئة ومحبة وصارت الشجرة منذ ذلك الحين عامرة بالأطيار والأزهار والثمار وعادت ترتدي ثوب الحياة الجميل .‏

قصة العصفور الحزين

-كان القفص معلقا على الجدار .. داخل القفص كان العصفور ذو الريش الحلو الجميل يقف حزينا كئيبا .. بين الحين والحين كانت نظراته ترحل في الفضاء الواسع باحثة عن صديق ، وفي كل مرة كان هناك عصفور يمر معلنا عن فرحه بالانطلاق والحرية ..
ولأن العصفور كان حزينا فلم ينتبه لتلك التحيات التي كانت العصافير تلقيها مزقزقة من بعيد .. قال يخاطب نفسه : رحم الله ذلك الزمن الذي كنت فيه حرا طليقا مليئا بالنشاط ، لكن هذا الصياد الذي لن أنسى وجهه ، سامحه الله ، تسبب في وضعي حبيسا هكذا .. ماذا جنى من كل ذلك .. تابع العصفور يحدث نفسه : لكن هذه البنت ليلى، لا أنكر أنها طفلة محبوبة ، إنها تعاملني أحسن معاملة ، ولكن تبقى الحرية هي الأغلى في العالم كله ..
في هذا الوقت تحديدا أتت ليلى ووقفت أمام القفص وقالت :
– كيف حالك يا صديقي العزيز .. أتدري لقد اشتقت إليك ، تصور لا تمر دقائق إلا وأشتاق إليك ، أنت أغلى الأصدقاء أيها العصفور الحبيب .. ما رأيك أن أقص عليك اليوم قصة الملك ديدبان والأميرة شروق ؟؟ ..
كان العصفور في عالم آخر ، لم يجب بحرف واحد …. استغربت ليلى وقالت :
– ماذا جرى أيها العصفور ، كأنك لم تسمع شيئا مما قلت ، أنت الذي طلبت مرات ومرات أن تعرف شيئا عن الأميرة شروق ، تقف الآن ولا تقول أي شيء .. ماذا بك أيها العصفور ، هل أنت مريض أم ماذا ؟؟..
نظر العصفور إليها مهموما حزينا وقال :
– أتدرين يا صديقتي ليلى إنني أكره حياتي السجينة في هذا القفص.. ما هذه الحياة التي لا تخرج عن كونها قفصا صغيرا ضيقا .. أين الأشجار والفضاء والأصدقاء من العصافير .. أين كل ذلك ؟؟ كيف تريدين أن أكون مسرورا ، صحيح أنني أحب سماع قصة الأميرة شروق ، لكن حريتي أجمل من كل القصص ..
قالت ليلى حائرة :
– نعم يا صديقي لا شيء يعادل الحرية .. لكن ماذا أفعل .. أنت تعرف أن الأمر ليس بيدي !!.
قال العصفور غاضبا :
– أعرف يا ليلى ، لكن أريد أن أسألك ماذا يجني أبوك من سجني ؟؟ أنا أحب الحرية يا ليلى ، فلماذا يصر والدك على وضعي في هذا القفص الضيق الخانق؟؟.. إنني أتعذب يا ليلى ..
بكت ليلى ألما وحزنا ، وركضت إلى غرفة والدها .. دخلت الغرفة والدموع ما تزال في عينيها .. قال والدها :
– خير يا ابنتي .. ماذا جرى ؟؟
قالت ليلى :
– أرجوك يا أبى ، لماذا تسجن العصفور في هذا القفص الضيق ؟؟..
قال الوالد متعجبا :
– أسجنه ؟؟ .. ما هذا الكلام يا ليلى ، ومتى كنت سجانا يا ابنتي؟؟..كل ما في الأمر أنني وضعته في القفص حتى تتسلي باللعب معه .. لم أقصد السجن ..
قالت ليلى :
– صحيح أنني أحب العصفور ، وانه صار صديقي ، لكن هذا لا يعني أن أقيد حريته .. أرجوك يا أبي دعه يذهب ..
قال الوالد ضاحكا :
– لا بأس يا ابنتي سأترك الأمر لك .. تصرفي كما تشائين .. لا داعي لأن أتهم بأشياء لم أفكر بها.. تصرفي بالعصفور كما تريدين.. لك مطلق الحرية .. أبقيه أو أعطيه حريته .. تصرفي يا ابنتي كما تشائين ..
خرجت ليلى راكضة من الغرفة .. كانت فرحة كل الفرح ، لأن صديقها العصفور سيأخذ حريته .. وصلت وهي تلهث ، قالت:
– اسمع أيها العصفور العزيز . اسمع يا صديقي .. سأخرجك الآن من القفص لتذهب وتطير في فضائك الرحب الواسع .. أنا أحبك ، لكن الحرية عندك هي الأهم ، وهذا حقك ..
أخذ العصفور يقفز في القفص فرحا مسرورا .. قال :
– وأنا أحبك يا ليلى ، صدقيني سأبقى صديقك الوفي ، سأزورك كل يوم ، وسأسمع قصة الأميرة شروق وغيرها من القصص ..
صفقت ليلى وقالت :
– شكرا يا صديقي العصفور .. لك ما تريد .. سأنتظر زيارتك كل يوم .. والآن مع السلامة ..
فتحت باب القفص ، فخرج العصفور سعيدا ، وبعد أن ودع ليلى طار محلقا في الفضاء ..

قصة الثعلب المكار والدببة الثلاثة

-في يوم من الأيام كان يوجد ثلاث من الدببة يشعرون بالضيق والزهق، فقرروا أن يذهبوا معاً في نزهة لحديقة الحيوان حتى يشاهدوا الحيوانات والطيور المتنوعة، أثناء جولة الثلاثة داخل الحديقة شاهدوا الأسد الذي قال عنه الحارس أنه ملك الغابة، لأنه أشجع الحيوانات في الغابة وأقواها.
-أثناء سيرهم رأوا القرد وأعجبوا به وهو يقوم بأداء الألعاب البهلوانية الجميلة داخل القفص، وقد نصحهم كبير الدببة بألا يقلدوا هذه الألعاب حتى لا يصابوا بالسوء.
-أمضى الدببة في جولتهم وهنا شاهدوا الطيور الملونة داخل أقفاصها الجميلة، وكانوا يستمتعون بالنظر إليها كثيراً، وفجأة شاهدوا الثعاب المكار فتوجهوا إليه وكان يبيع ساعات فاشترى أحدهم ساعة منه، وكان الدب سعيد بالساعة جداً وقام بارتدائها فوراً وهنا قالت الضفدعة للدب أن الثعلب نصب عليه وباع له ساعة مزيفة، وأن بداخلها برغوث هو من يقوم بتحريك عقاربها.
-فكرت الدببة في حيلة ضد الثعب وقاموا بتعليق ورقة كبيرة كتبوا عليها كلمة مسابقة كبرى، وعندما قرأها الثعلب اقترب منها وهو يشعر بالطمع الشديد في الجائزة.
-قال أحد الدببة للثعلب أنه إذا تمكن أحد المتسابقين من القفز من حلقة النار فإنه سوف يفوز، وهنا سأل الثعلب وهل أحد يستطيع أن يقفز من خلال حلقة النار، وقام بدفع رسم اشتراك المسابقة قيمته 10 جنيهات.
-قام أحد الدببة بتغطية جسمه بالماء وقفز من خلال الحلقة بنجاح دون أن يصيبه أذى، وهنا صقف إليه الحاضرون بشدة، فحاول الثعلب أن يقلده ولكنه لم يغطي جسمه بالماء فامسكت به النار وجرى هارباً، فاسترد الدببة أموالهم وثمن الساعة وأخذوا يضحكون على الثعلب الذي خرج من الحديقة وهو يجري إلى النهر، ليطفئ النيران من جسده.



886 Views