قصة العصفور الذكي

كتابة بدرية القحطاني - تاريخ الكتابة: 5 يناير, 2022 9:13
قصة العصفور الذكي


قصة العصفور الذكي نقدمها لكم من خلال مقالنا هذا كما نذكر لكم مجموعة متنوعة أخرى من الفقرات مثل قصة العصفور والشجرة وقصة العصفور والصياد كل هذا وأكثر تجدونه في مقالنا هذا والختام قصة العصفور السجين.

قصة العصفور الذكي

-كان العصفور الجميل يعيش داخل جذع الشجرة ، وكان هذا العصفور يضع بيضه في آمان داخل تجويف يوجد في جذع الشجرة ، وذات صباح كان الذئب يمر بالغابة ، وقد مضي عليه ثلاثة أيام دون أن يأكل ، وخرج ليبحث عن طعام يسد به جوعه .
-وبينما الذئب ينظر إلى أعلى وجد عش العصفور مليء بالبيض الأبيض الناصع ، فنال البيض إعجاب الذئب ، وقرر أن يكون بيض العصفور هو وجبته القادمة ، فطلب الذئب من العصفور أن يقذف له بالبيض ، وهدده إن لم يفعل ذلك سيصعد هو على الشجرة ويلتهمه هو وبيضه .
-تعجب العصفور المسكين من ظلم ذلك الذئب وطلبه الجاحد ، ولكن ظل الذئب يهدد العصفور بالتهامه له إن لم يفعل له ما يريد ، فسكت العصفور وهو يفكر في الأمر ، بل ويشعر بالخوف والقلق على بيضه .
-وفجأة ألهم الله العصفور حيلة ذكية فطلب العصفور من الذئب أن يعود لمنزله ليستريح من حرارة الشمس ، ثم يعود في المساء ، وسيكون العصفور قد أعد له طعام شهي من البيض الطازج ، ففرح الذئب من تلك الفكرة ، وعاد إلى منزله .
-على الفور طار العصفور من على الشجرة ، وأخذ يبحث عن أحجار بيضاء مستديرة تشبه البيض ، وجمع عدد منها وعاد بها إلى عشه ، وفي المساء عاد الذئب ليتناول البيض الشهي الطازج الذي وعده به العصفور ، وطلب منه العصفور أن يفتح فمه ليقذف له البيض بداخله.
-ففتح الذئب فمه وأخذ العصفور يلقي بالجارة البيضاء داخل فم الذئب ، ابتلع الذئب الحجارة وظن إنها البيض ، فجأة الذئب يتلوى من شدة الألم الذي أصاب بطنه ، فضحك العصفور وقد نجحت حيلته الذكية ، وهكذا نال الذئب الظالم جزاء ظلمه وافترائه على الأضعف منه.

قصة العصفور والشجرة

-التقى عصفوران صغيران على غصن شجرة زيتون كبيرة في السن، كان الزمان شتاء، الشجرة ضخمة ضعيفة تكاد لا تقوى على مجابهة الريح، هزّ العصفور الأول ذيلة وقال: مللت الانتقال من مكان إلى آخر، يئست من العثور على مستقر دافئ، ما أن نعتاد على مسكن وديار حتى يداهمنا البرد والشتاء فنضطر للرحيل مرة جديدة بحثاً عن مقر جديد وبيت جديد.
-ضحك العصفور الثاني، وقال بسخرية: ما أكثر ما تشكو منه وتتذمر، نحن هكذا معشر الطيور خلقنا الله للارتحال الدائم، كل أوطاننا مؤقتة.
-قال العصفور الأول: أحرام عليّ أن أحلم بوطن، لكم وددت أن يكون لي منزل دائم وعنوان لا يتغيّر، سكت قليلاً قبل أن يتابع كلامه: تأمل هذه الشجرة أعتقد أنّ عمرها أكثر من مائة عام، جذورها راسخة كأنها جزء من المكان، ربما لو نقلت إلى مكان آخر لماتت قهراً على الفور لأنّها تعشق أرضها.
-قال العصفور الثاني: عجباً لتفكيرك، أتقارن العصفور بالشجرة؟ أنت تعرف أن لكل مخلوق من مخلوقات الله طبيعة خاصة تميّزه عن غيره، هل تريد تغيير قوانين الحياة والكون؟ نحن – معشر الطيور– منذ أن خلقنا الله نطير ونتنقل عبر الغابات، والبحار، والجبال، والوديان، والأنهار، لم نعرف القيود يوماً إلا عندما يحبسنا الإنسان في قفص، وطننا هذا الفضاء الكبير، الكون كله لنا، فالكون بالنسبة لنا خفقة جناح.
-رد العصفور الأول: أفهم.. أفهم، أوتظنني صغيراً إلى هذا الحد؟ أنا أريد عنواناً، وطناً، أظنك لن تفهم ما أريد.
-تلفّت العصفور الثاني فرأى سحابة سوداء تقترب بسرعة نحوهما فصاح محذراً: هيا .. هيا .. لننطلق قبل أن تدركنا العواصف والأمطار، أضعنا من الوقت ما فيه الكفاية.
-قال العصفور الأول ببرود: اسمعني، ما رأيك لو نستقر في هذه الشجرة، تبدو قوية صلبة لا تتزعزع أمام العواصف؟
-رد العصفور الثاني بحزم: يكفي أحلاماً لا معنى لها، سوف أنطلق وأتركك.
-بدأ العصفوران يتشاجران، شعرت الشجرة بالضيق منهما، هزّت الشجرة أغصانها بقوة فهدرت مثل العاصفة، خاف العصفوران خوفاً شديداً، بسط كل واحد منهما جناحيه، وانطلقا مثل السهم مذعورين ليلحقا بسربهما.

قصة العصفور والصياد

كان هناك رجلا صياد مر بالغابة فأحس بالجوع فقرر أن يصطاد صيدًا يد جوعه ويملئ بطنه فظل يترصد للطيور هنا وهناك حتى صاد قنبرة – نوع من أنواع العصافير – فلما صارت في يده، علم أنه حصل على صيد ثمين ولعلها تكون غداؤه هي وإحدى أخواتها ولما هم بأن يصطاد الثانية، قالت له: ما تريد أن تصنع بي ؟ قال الصياد : سوف أذبحك وأكلك فأنت وجبة لذيذة سهلة الهضم، قالت له: يا مسكين أحزنتني على ما أصابك وخيبتك في فأنا لا أشفي من قرم ولا أشبع من جوع، ولكن لدي ما هو أفضل من أكلي.
القنبرة تقايض الصياد :
سكت الصياد قليلًا ثم قال لها: هاتي ما عندك بشرط إن لم يعجبني كلامك سوف أذبحك فورًا، قالت له: اتفقنا سوف أعلمك ثلاث خصال خير لك من أكلي، أما واحدة: أعلمك إياها وأنا في يدك، وأما الثانية فأعلمك إياها وأنا على الشجرة، والثالثة لا أقولها أبدًا إلا وأنا على الجبل، فكر الصياد قليلًا في ذلك العرض الذي تقدمه القنبرة ثم قال في نفسه لعلها ترشدني إلى ما هو أفضل فعلًا من أكلها فمتى سمعنا أن العصافير تكذب!!!.
ثلاث خصال فيها النجاة :
فقال لها: هات الواحدة الأولى قالت له: لا تلهفن على ما فاتك أي لا تحزن على ما ضيعت، قال لها: والثانية؟ ثم أفرج عنها وأطلق سراحها من يده، فلما صارت على الشجرة ، ثم قال لها: هات الثانية ، قالت له: لا تصدق بما لا يكون أن يكون، فسكت قليلًا وهو لا يفهم ماذا تقصد من الخصلتان فنظر إليها وهي تطير فلما صارت على الجبل قالت له : يا شقي! لو ذبحتني أخرجت من حوصلتي درتين في كل واحدة عشرون مثقالًا وهنا لمعت عين الصياد وفرغ فاهه وهو غير مصدق لما ضيع، فقال لها وهو يعض على شفتيه ويتلهف: هات الثالثة أيتها المخادعة، قالت القنبرة وهي تضحك : أنت قد نسيت اثنين، فكيف لي أن أحدثك بالثالثة ؟ ألم أقل لك لا تلهفن على ما فاتك، ولا تصدق بما لا يكون أن يكون، وأنا وريشي ولحمي لا يمكن أن أكون أبدًا عشرين مثقالًا أيها الغبي، وتركته وطارت.
المستفاد من القصة :
خدعت العصفورة الصغيرة ذلك الصياد الماهر الذي يفوق حجمها أضعافًا مضاعفة فقط عندما استخدمت عقلها واستطاعت بالعقل أن تلقنه درسًا لن ينساه طوال حياته وذلك من خلال خصلتان أولهم بأن لا يحزن على ما فاته وما ضيعه، فما مضى قد مضى والمستقبل أمامك حتى تصلح ما أفسدته بالأمس، وأن لا تصدق بما لا يكون أن يكون أي لا تنجرف وراء الشائعات والأقاويل حتى تتأكد أنها حقائق، ولوكان الصياد استمع لهذه النصائح وعقلها لما طارت منه القنبرة وأصبح خاوي البطن جوعان.

قصة العصفور السجين

-كنتُ أتمشى في ساحةِ بلدتي، فرأيتُ قفصًا في واجهةِ أحدِ المحالِ وفي داخلِهِ عُصفورٌ صغيرٌ. وقفتُ أتأملهُ وهو يقفزُ على قضبانِ القفصِ، ثمّ ينتقلُ إلى العودِ الموضوعِ في وسطهِ.
-إقتربتُ مِنهُ وحدّقتُ فيهِ، فرأيتُ ريشَهُ المُلوّنَ الجميلَ، كما رأيتُ الحُزنَ في عينيهِ. تأثّرتُ لحالتِهِ وقُلتُ في نفسي: إنّ لِلطائِرِ جناحينِ ليطيرَ ويُحلّقَ بِهما في الفضاءِ الواسعِ ، فكيفَ يسجُنهُ الإنسانُ في قفصٍ؟وتصوّرتُ نفسي سجينًا في غُرفَةٍ صغيرةٍ وأنا مُقيَّدُ اليدينِ والرّجلينِ. كيفَ يُمكنُ أن أتحملَ الضّجرَ والعذابَ؟
-وكم إزدادت شفقتي عليهِ عِندما أطلَّ بمنقارِهِ من بينَ قُضبانِ القفصِّ، ونظرَ إليَّ نظرَةَ عطفٍ ، وكأنّهُ يقولُ لي : ’’ أنا صديقُكَ . أنقذِني من هذا السّجنِ. أعِدْ إليَّ حُرّيتي‘‘ .
-كنتُ كُلّما تأملتُهُ ازددتُ عطفًا عليهِ. وصارتِ الصّورُ والأفكارُ تتسارَعُ في رأسي : أليسَ لهُ إخوةٌ ورِفاقٌ؟ أليسَ لهُ أمٌّ ؟ كيفَ تكونُ حالَتُها ؟ وكم يكونُ مُشتاقًا إليها ! هل يلتقيانِ بعدُ؟
-نسيتُ كم انقضى من الوقتِ، وأنا واقِفٌ أتأمّلُ هذا العصفورَ المسكينَ. كانَ النّاسُ يمرونَ بالقُربِ مِنّي وأصواتُهم العاليةِ تختلِطُ بهديرِ السّياراتِ. وأنا لا أرى إلا عصفوري الصّغيرَ، ولا أسمعُ إلا زقزقتَهُ النّاعمةَ الحزينةَ.
-فجأةً وجدْتُ نفسي داخلَ المحلِّ أسألُ صاحِبَهُ أن يبيعني العُصفورَ، وأنا خائفٌ أن يقولَ لي: ’’ لا، ليسَ العُصفورُ للبيعِ‘‘ . لِحُسنِ حظّي قَبِلَ أن يبيعَهُ. دفعتُ لهُ الثّمنَ من نقودي القليلةِ الّتي جمعتُها خلالَ أُسبوعٍ.
-حملتُ القفصَّ وأنا أعدو مُسرعًا . كأنَّ العُصفورَ استأنسَ بي، فأصبحَ يقومُ بحركاتٍ تدلُّ على المرحِ والنّشاطِ.
-عِندما ابتعدّتُ عن أنظارِ النّاسِ فتحتُ بابَ القفصِّ، فانطلقَ العُصفورُ كالسّهمِ. بقيتُ أتأمّلُهُ حتّى غابَ عن عينيِّ. أكملتُ طريقي إلى البيتِ وأنا أحملُ القفصَ فارِغًا ولكنّني أحملُ السعادةَ في قلبي.



676 Views