قصة العصافير

كتابة هديل البقمي - تاريخ الكتابة: 4 يناير, 2022 9:57
قصة العصافير


قصة العصافير وسوف نتحدث عن قصة العصفور الحزين قصة العصفور والقفص قصة العصفور المجروح تجدون كل تلك الموضوعات من خلال مقالنا هذا

قصة العصافير

كان ياما كان في سالف العصر والأوان، كان هناك عائلة من العصافير الصغيرة تعيش فوق شجرة كبيرة داخل عش جميل وهادئ، تنعم بالسلام والأمان والمحبة فيما بينهم، وكانت العصافير الصغيرة يمرحون يومياً ويلعبون معاً في العش الصغير، وفي الصبح تذهب الأم مع الأب لإحضار الطعام إلي ابنهما الصغير في العش حتي يعودا سريعاً لإطعامه
وكل يوم في الصباح تذهب الأم للعصفور الصغير تحذرة من الخروج من العش وحيداً حتي تعود مع والده من الخارج وتحضر له الطعام، وكان العصفور الصغير دائما يرد : حاضر يا أمي، لن أخرج أبداً من العش حتي تعودا من الخارج
مرت الأيام والعائلة الصغيرة تعيش في سلام وأمان، وذات يوم بينما العصفور الصغير يجلس في العش ينتظر والداه ليعودا إليه من الخارج، بدأ يفكر قائلا لنفسه : تري ماذا يحدث إذا خرجت حتي العاب مع اصدقائي خارج العيش واعود اليه، لماذا تمنعني أمي من الخروج من العش في غيابهما، ماذا سيحدث إن خرجت وعدت قبل أن ترجع من الخارج ؟
وفعلاً دفع الفضول العصفور الصغير إلي الخروج من العش، خرج العصفور وبدأ يلعب لوقت قصير خارج العش ثم عاد بعد ذلك قبل وصول أمه وأبيه من الخارج، وعندما وصل الوالدان سألته الأم : هل خرجت من العش اليوم ؟ فكر العصفور الصغير قليلاً ثم هز رأسه في ثقة وقال لها : لا يا أمي لم أخرج من العش ولن أخرج أبداً وانت في الخارج، كذب العصفور الصغير علي أمه المسكينة وإستمر في كذبة وظل يخرج يومياً يلعب خارج العش ويرجع قبل أن تعود والدته وتسأله السؤال المعتاد، هل خرجت من العش اليوم ؟ وهو يكذب ويقول إجابته المعتاده ، لا يا أمي لم أخرج ولن أخرج أبداً
وفي يوم من الأيام خرج العصفور الصغير كعادته من العش بعد خروج والداه لإحضار الطعام له، فقابله في ذلك اليوم طائر ضخم ومفترس حاول أن يضربه فأصبح العصفور يبكي ويصرخ حتي رأته باقي العصافير، فإتجهت العصافير مسرعة إلي والدا العصفور الصغير يخبراهما بما حدث لإبنهما، فتعجبت الأم وقالت في دهشة : ولكن إبني لا يخرج أبداً من العش حتي نعود وابني لا يكذب أبداً، ولهذا تجاهل الأب والأم إستغاثة العصافير وقررا الإستمرار في عملهما حتي إنتهيا وعادا إلي العش، فوجدا العصفور الصغير جريح يبكي من الألم والخوف
غضبت الأم وقالت لصغيرها : هل خرجت من العش اليوم ؟ فقال لها العصفور وهو يبكي من الألم : سامحيني يا أمي نعم خرجت وكنت أخرج كل يوم وكنت أكذب عليكما ولكني نلت جزاء كذبي الآن، حزن الوالدان كثيراً لحال إبنهما ولكن قررا أن يساعداه لإنقاذة من الحالة التي أصبح عليها بعد مهاجمة الطائر المفترس له .. تأسف العصفور من جديد إلي والداه ووعدهما ألا يكذب عليهما مرة أخري أبداً ولا علي أى احداً آخر، فرحت الأم وقالت : سامحتك يا بني ولكني كنت أمنعك من الخروج وحيداً خوفاً عليك، فالذي يكذب يتعرض للمخاطر والأذي ويعاقبه الله عز وجل، إنما الصدق ينجي من كافة الأضرار والمصائب، قال العصفور الصغير : لن أكذب أبداً بعد ذلك وسأقول الصدق فقط من الآن فصاعداً إن شاء الله

قصة العصفور الحزين

ﻣﺮﺕ ﺃﻳﺎﻡ ﻟﻢ ﻳﻨﻄﻖ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﺼﻔﻮﺭ
ﺗﺴﺎﺀﻟﺖ ﺍﻟﻤﻼ‌ﺋﻜﺔ :
ﻟﻢ ﻻ‌ ﻳﺤﺪﺛﻚ ﺍﻟﻌﺼﻔﻮﺭ ﻳﺎ ﺭﺏ ؟
ﺭﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
ﺳﻮﻑ ﻳﺄﺗﻲ ﻻ‌ ﻣﺤﺎﻟﺔ ، ﻓﺄﻧﺎ ﺍﻷ‌ُﺫﻥ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻤﻊ ﻟﺸﻜﻮﺍﻩ ،
ﻭﻓﻲ ﻳﻮﻡٍ ﻭﻗﻒ ﺍﻟﻌﺼﻔﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﻏﺼﻦ ﺷﺠﺮﺓ ﻭﺗﺮﻗﺒﺖ ﺍﻟﻤﻼ‌ﺋﻜﺔ ﻛﻼ‌ﻣﻪ ، ﻟﻜﻨﻪ ﻇﻞ ﺻﺎﻣﺘًﺎ ..
ﺗﺤﺪﺙ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻌﻪ : ﺗﺤﺪﺙ ﺑﺎﻟﺬﻱ ﺃﺿﺎﻕ ﺻﺪﺭﻙ ..
ﻓﻘﺎﻝ : ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪﻱ ﻋﺶٌّ ﺻﻐﻴﺮ ﻫﻮ ﻣﻠﺠﺄ ﺗﻌﺒﻲ ﻭﻭﺣﺪﺗﻲ ، ﺣﺘﻰ ﻫﺬﺍ ﺃﺧﺬﺗﻪ ﻣﻨﻲ ﻳﺎ ﺭﺏ ؟
ﻟِﻢَ ﺃﺭﺳﻠﺖَ ﺍﻟﻌﺎﺻﻔﺔ ؟ ﺑﻤﺎﺫﺍ ﺿﺎﻳﻘﻚ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﺶ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ؟ ﻭﺍﺧﺘﻨﻖ ﺍﻟﻌﺼﻔﻮﺭ ﺑﺪﻣﻮﻋﻪ ﻭﺣﻞ ﺍﻟﺴﻜﻮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻠﻜﻮﺕ ﻭﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻤﻼ‌ﺋﻜﺔ ﺭﺅﻭﺳﻬﻢ ﻳﺘﻔﻜﺮﻭﻥ ..
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﺣﻴﺔ ﺗﺘﺠﻪ ﻟﻌﺸﻚ ، ﻭﻛﻨﺖَ ﻧﺎﺋﻤًﺎ ﻓﺄﻣﺮﺕُ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﺃﻥ ﺗﻘﻠﺒﻪ ﻟﺘﻔﻴﻖ ﻭﺗﻄﻴﺮ ﻭﺗﻨﺠﻮ .
ﺗﺤﻴﺮ ﺍﻟﻌﺼﻔﻮﺭ ﻓﻲ ﺭﺑﻮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻠﻪ .
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ﻛﻢ ﻣﻦ ﺑﻼ‌ﺀ ﺃﺑﻌﺪﺗﻪ ﻋﻨﻚ ﻷ‌ﻧﻨﻲ ﺃﺣﺒﻚ ﻟﻜﻨﻚ ﻛﻨﺖ ﺗﻌﺎﺩﻳﻨﻲ ﺑﺴﺒﺐ ﺫﻟﻚ .
ﺗﺠﻤﻌﺖ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻲ ﺍﻟﻌﺼﻔﻮﺭ ﻭﻣﻸ‌ ﺑﻜﺎﺅﻩ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ..
ﻣﺎ ﺃﻟﻄﻔﻚ ﻳﺎﺭﺏ !
ﻻ‌ ﺗﺤﺰﻥ ﺇﺫﺍ ﻣﻨﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻚ ﺷﻴﺌًﺎ ﺗﺤﺒﻪ ﻓﻠﻮ ﻋﻠﻤﺘﻢ ﻛﻴﻒ ﻳﺪﺑﺮ ﺃُﻣﻮﺭﻛﻢ ﻟﺬﺍﺑﺖ ﻗﻠﻮﺑﻜﻢ ﻣﻦ ﻣﺤﺒﺘﻪ .
ﻣﺎ ﺃﻋﻈﻤﻚ ﻳﺎ ﺍﻟﻠﻪ

قصة العصفور والقفص

حلق العصفور طائرا في السماء. ناداه عصفور من القفص يسأله عن معنى الحرية. قال العصفور الطائر: الحرية كلمة لا افهم معناها لانني اعيشها. وسأل العصفور الطائر العصفور الذي في القفص ما معنى ان تكون سجينا في القفص؟ قال العصفور الذي في القفص: لا اعرف معنى سجين فانا اعيش هنا منذ ان ولدت. قال العصفور الطائر: هيا بنا نبدل اماكننا ليعلم كل منا معنى الحرية ومعنى السجن. وافق الطائر السجين وفتح الطائر الحر له القفص وطار العصفور السجين بصعوبة هنا وهناك. جلس العصفور الحر في القفص يحدق في داخله ليستوعب ما معنى ان تكون سجينا. مضت ساعة واحدة ومن ثم حلق العصفور الذي كان سجينا في الفضاء عاليا فرحا سعيدا. اما الطائر في القفص فقد مل من الجلوس والقفز اسفل واعلى القفص فنادى العصفور الطائر ليفتح له القفص سأله العصفور الطائر: ما الأمر ايها العصفور السجين الا يعجبك مكان عيشي؟ هناك اكل لذيذ ووفير وماء نظيف قال العصفور السجين: لقد مللت من كل ذلك واتوق الى الطيران بحرية هيا بنا نرجع كما كنا افتح لي القفص كما فتحته لك. قال العصفور الطائر: لقد احسست وشعرت بطعم الحرية ولن اتركها ولو كلفتني عمري اما انت فها انا افتح القفص وطر معي حرا فالحرية ليست فقط احساس وشعور بل هي مبتغى حياة

قصة العصفور المجروح

النافذة في حجرتي تطل على الحديقة وفي كل صباح يأتيني صوت عصفور يغني فاستيقظ مبكرًا وأنهض وأفتح النافذة فيدخل ضوء الصباح الخافت وهوائه الرطب وأظل لحظات لأرنو عبر الشباك واستمتع بغناء العصفور الجميل ، كان العصفور يغني بخفة بين أغصان شجر اللوز وكان سعيدًا بمطلع النهار وكنت سعيدًا بمساعده متفائلًا برؤيته وهو يطير .
ذهبت إلى الحمام لكي أنظف أسناني وأغسل وجهي وأتوضأ ثم عدت إلى حجرتي لأجد العصفور مازال يغني ويبدع وألحانه العذبة تغمر حجرتي وتطربني ، أصلي صلاة الصبح ثم أرتدي ملابسي المدرسية وأعد حقيبتي ولحن ذلك العصفور الصغير يرن في أذني هكذا تعودت عليه وصار هذا الطائر الجميل الصغير صديقي أحبه وأشعر أنه يحبني كذلك وأن حياته وذات صباح لم توقظني صوته وظللت نائمًا حتى طلعت الشمس ، فجاءت أمي توقظنني بسرعة وتلومني على هذا الكسل لقد تأخرت في النوم فنهضت منزعجًا ولم أسمع صوته .
فتحت النافذة فلم أراه غمرني حزن شديد ، فقد هاجر صديقي العزيز وهجرني أم أن قط اصطاده فماذا حدث له لا أدري ، لا أحد يدري كل الذي أدريه أنني فقدت جزءًا مهمًا من حياتي ، ذهبت إلى المدرسة متثاقل وكئيب وعدت عند الظهر وألقيت حقيبتي وأسرعت إلى الحديقة أتفقد صديقي لعله غاب صباحًا وعاد ظهرًا ولكنني لم أعثر له على أثر .
كانت الحديقة ساكنة والأغصان متدلية والجو كئيب حزين على العصفور مثل حزني درت في الحديقة أبحث عنه وأقلب نظري في كل اتجاه ولما يئست من العثور عليه جلست حزينًا تحت شجرة اللوز مسندًا ظهري على الشجرة وغاب فكري مع صديقي المسكين ومصيره المجهول ، وفجأة سقطت على يدي قطرة ماء ساخنة كقطرة المطر ، رفعت نظري فإذا بي أرى العصفور المسكين مختبئ بين الأغصان والدموع تقطر من عينيه .
فأسرعت أتسلق الفروع حتى دنوت منه وسألته ما بك يا صديقي ، حرك رأسه ورمشت عيناه وقال بحزن كنت أغني مرحًا فرحًا بحياتي كالعادة حتى تسلق ولد شقي السور ورماني بحجر فكسر جناحي وأنا الآن كما ترى مريض لا أستطيع أن أطير حتى أحصل على غذائي وإذا حاولت أن أطير أخاف أن أهوى على الأرض ولذلك فأنا مختفي أتحمل ألم الجوع حتى يبرأ جرحي ومن يدري فربما تعود لي الحياة لأعود لحياة الغناء كالعادة .
مسحت على ريشه ثم طمأنته لأنني سوف أعد له طعام وشراب ، ووضعت الطعام والشراب في صحن وثبته بجانب الفروع وعدت من عنده وأنا أدعو الله له ، ثم أخذت أبحث عن ذلك الورق الشقي لكي أعاتبه وأنبه على فعلته ، وكانت المفاجأة أن أجده طريح الفراش مجبس الساق وقال أنه سقط من فوق غصن شجرة ولولا لطف الله به لهلك وتذكر قول الله تعالى ولا يظلم ربك أحدًا ..



617 Views