فوائد ضرب الأمثال في القرآن الكريم

كتابة هدى المالكي - تاريخ الكتابة: 13 أبريل, 2020 10:42 - آخر تحديث : 24 أغسطس, 2021 12:43
فوائد ضرب الأمثال في القرآن الكريم


فوائد ضرب الأمثال في القرآن الكريم جمة، فبها تستطيع فهم مجموعة مهمة من الحكم والأوامر والنواهي، وفي هذا المقال سوف نستعرض أهم الفوائد لأمثال القرآن الكريم و المجالات التي تناولتها الأمثال القرآنية.

فوائد ضرب الأمثال في القرآن الكريم

نجد هنا من فوائد ضرب الأمثال أنها تبرز الأمور المعقولة في مشاهد محسوسة يراها الناس أو يلمسونها فتتقبلها عقولهم لأن المعاني المعقولة يصعب ويعسر استقرارها في الذهن بالنسبة لكثيرين إلا إذا صيغت في صورة حسية قريبة الفهم.
ويمكن الاستشهاد لذلك بما ضربه الله تعالى مثلا لحال المنفق رياءً إذ لا يحصل من إنفاقه على شيء من الثواب وذلك في قوله سبحانه: (كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْـهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُوا)

أن الأمثال تكشف عن الحقائق وتعرض الغائب في معرض المشاهد، وذلك أوقع في النفس من جهة تأثرها وشاهد ذلك، ما ورد في التمثيل لحال آكل الربا يوم القيامة بشناعة حاله: (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ المَسِّ)

كما انها تعبر عن جانب من جوانب الإعجاز القرآني لأنها توجز المعاني الرائعة في عبارات يسيرة، وأوضح الشواهد على ذلك ما مضي ذكره من الأمثال الكامنة والأمثال المرسلة، وقد ذكرنا العديد من شواهدها.

الترغيب في الممثل حيث يكون الممثل به مما ترغبه النفوس، وذلك أعون للمكلف على الطاعة، وأرغب له فيها، وشاهد ذلك، ما ضربه الله تعالى مثلا لحال المنفق في سبيل الله وما يعود عليه من مضاعفة الثواب على عمله مضاعفة كبيرة، وذلك في قول الله سبحانه:(مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ وَاللهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)

ونجد هنا ان التنفير من الممثل حيث يكون الممثل به مما تكرهه النفوس، وذلك أعون للمكلف على اجتنابه عندما يتمثل قبحه وشناعته وسوء عاقبته، وشاهد ذلك ما ضربه الله تعالى مثلا لحال المغتاب في النهي عن الغيبة، وذلك في قوله تعالى: (وَلاَ يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا الله إِنَّ الله تَوَّابٌ رَّحِيمٌ)

مدح الممثل لبيان مكانته من جهة والحث على الإقتداء به من جهة أخري، وشاهد ذلك ما ضربه الله تعالى مثلا لصحابة رسول الله ، وذلك في قوله تعالى: (مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وَجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الكُفَّارَ)
فحال الصحابة في بدء الأمر أنهم كانوا قلة، ثم أخذوا في النمو والكثرة حتى استحكم أمرهم، وامتلأت القلوب إعجابا بعظمتهم.

ذم الممثل حيث يكون في الممثل به صفة يستقبحها الناس، وشاهد ذلك ذلك ما ضربه الله تعالى مثلا لحال من آتاه الله كتابه، فتنكب طريق العمل، وانحدر في الدنايا والرذائل منغمساً فيها، وذلك في قول الله تعالى: وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ القَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ القَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ

من فوائد ضرب الأمثال في القرآن الكريم، أنها: أوقع في النفس وأبلغ في الوعظ، وأقوى في الزجر، وأقوم في الإقناع، وقد أكثر الله تعالى الأمثال في القرآن الكريم للتذكرة والعبرة، قال الله تعالى: (وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا القُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ)(الزمر:27)، وقال سبحانه: (وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ العَالِمُونَ) (العنكبوت:43) وضربها النبي في حديثه، واستعان بها الداعون إلى الله تعالى في كل عصر لنصرة الحق وإقامة الحجة ويستعين بها المربون ويتخذونها من وسائل الإيضاح والتشويق ووسائل التربية في الترغيب أو التنفير في المدح أو الذم.

أهم الفوائد لأمثال القرآن الكريم

  • التذكير والوعظ.
  • الحث والزجر.
  • الاعتبار والتذكير.
  • تقريب المراد للعقل وتصويره بصورة المحسوس لتثبت في الأذهان.
  • فيه لون من ألوان الهداية لتغري النفوس بالخير والبر وتمنعها عن الشر والإثم.
  •  قال إبراهيم النظام : يجتمع في المثل أربع لا تجتمع في غيره من الكلام :
    إيجاز اللفظ ، وإصابة المعنى، وحسن التشبيه، وجودة الكناية

والفائدة العظمى من الأمثال القرآنية التي ذكرها الله تعالى في قوله:
(وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ) [سورة العنكبوت 43]
في الآية دلالة على أن الأمثال شواهد للمعنى المراد وهي خاصية العقل ولبّه وثمرتهمن عقلها وفهمها يكون من العلماء الربانيين والأتقياء الأنقياء وكما ذكر ابن كثير عن عمرو بن العاص، رضي الله عنه، قال: عَقَلْتُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ألف مثل”.المسند (4/203) وقال الهيثمي في المجمع (8/264) “إسناده حسن
ثم علق رحمه الله على هذه الرواية: وهذه منقبة عظيمة لعمرو بن العاص -رضي الله عنه -حيث يقول الله تعالى: (وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ)

المجالات التي تناولتها الأمثال القرآنية كثيرة نذكر أبرزها وأهمها وهي:

  • بينت الإيمان ومثلت له
  • كشفت الكفر وردت شبهه
  • فضحت النفاق
  • نادت بالخير وردت الشر
  • صورت الخبيث والطيب
  • ميزت الصالح عن الطالح.


850 Views