فوائد التاريخ

كتابة عرفه جامع - تاريخ الكتابة: 23 فبراير, 2020 7:42
فوائد التاريخ


اليكم في هذا الموضوع كل ماتودون معرفته عن فوائد التاريخ وماهو مفهوم التاريخ الشامل من خلال هذه السطور.

اهمية التاريخ
إنّ للتاريخ أهمية قصوى في حياة الأمم والشعوب, لذلك نجدها أولته رعايتها البالغة، وسعت إلى جمعه في شكل مدونات عن سير الأجداد، أو عبر المحافظة على الموروثات، أو من خلال القصص الشعبي، ليؤدي دوراً مهماً في تعبئة وجدان الناشئة، حتى ينشب الشبل ناسجا على منوال أجداده,محافظاً على قيم شعبه الموروثة كابراً عن كابر.
وقد احتل التاريخ هذه المكانة أيضاً عند المسلمين وذلك بتوجيه القرآن الكريم (لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب) يوسف 111 وأيضاً قوله (فاقصص القصص لعلهم يتفكرون) الأعراف 176 بل إنّ الله سبحانه أمر المسلمين أن يجيلوا النظر في مصائر الغابرين من الشعوب عِظة واعتباراً (أو لم يسروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم) الروم9.
فدراسة التاريخ عند المسلمين ليست للتسلية و إضاعة الوقت و ملء الفراغ، أو لمجرد المعرفة وحفظ الحكايات ـ خاصة تاريخ الأمة الإسلامية ـ
فوائد التاريخ:
إن للتاريخ فوائد جمَّة لا سبيل لحصرها؛ إذ كل شيء مر عليه زمن بداية من اللحظة التي تقرأ فيها هذه المقالة تاريخ
وكل العلوم لها تاريخ، فأبعاد التاريخ الثلاثة التي هي الزمان والمكان والحدث تشمل كل شيء، ولا يخلو موجود منها؛ وإنما نذكر هنا ما جادت به القريحة بشكل من الإجمال.
أولاً: أن بالانكباب على قراءة التاريخ وسبر حكمه والغوص تحت نواميسه يستطيع اللبيب الفطن توقع المستقبل؛ إذ لا سبيل إلى استشراف ما هو آت إلا عبر دراسة ما فات، وكفى بها من فائدة جليلة، وهذا لا يناقض أبداً علم الغيب، وإنما هذا مبني على دراسة تحليلية تحت قواعد وأرقام وإحصاءات وتجارب سالفة.
ثانياً: الوقوف على التجارب الصحيحة الدارة للمنافع وتبنيها، والنظر في أخطاء الأولين وتفاديها؛ إذ لا فائدة مع إعادة أخطاء سبقت، تُنفق فيها الأموال وتبذل الجهود لنعيد نفس الخطأ، وهذا ينطبق على حياة كل فرد منا وعلى واقعنا المعيش، فخطأ اليوم لا تعده غداً، بل قوّمه وسدده.
ثالثاً: بدراسة التاريخ تعرف الصديق من العدو، وتعلم كيف يفكر خصمك، وما هي أساليب مكره، وكيف يخطط لك؛ إذ إن الإنسان هو نفسه مذ أن خُلق، وإنما التغيير البسيط يأتي في نمط الحياة، وهذا لا يؤثر كثيراً في أفكار الإنسان، وأقصد هنا الأفكار الأساسية كالمعتقدات والثوابت الدينية والفكرية.
كيف تحيا الحضارات وتموت؟!.
كلُّ ما يُصلح الإنسانُ به أمرَ معاده ودينه، وما يُصلح به أمرَ معاملاته ومعاشه الدنيوي، وما يتَّصل بذلك من الأحوال التي يتكرَّر مثلُها وأشباهها أبدًا في العالم.
التاريخ غزيرُ النفع، كثيرُ الفوائد، بحيث يكون مَنْ عرَفَه كمن عاش الدهر كله، وجرَّب الأمور بأسْرها، وباشر تلك الأحوال بنفسه، فيَغزُر عقلُه، ويصير مُجرِّبًا.
ويؤكِّد العلَّامة ابن خلدون فوائد التاريخ وفلسفته بأنَّه فنٌّ عزيز المذهب، جمُّ الفوائد، شريفُ الغاية؛ إِذ هو يُوقفنا على أحوال الماضين من الأمم في أخلاقهم، والأنبياء في سيرهم، والملوك في دولهم وسياساتهم، حتَّى تتمَّ فائدة الاقتداء في ذلك لِمَن يَرومه أحوال الدين والدنيا.
وعلى هذا، فالتاريخ له فوائده الدينية والدنيوية والأخرويَّة التي تنفع المرء في عاجل أمره وآجله
هويّة التّاريخ
اختلف بعض علماء الأدب والتّاريخ في تحديد هويّة التّاريخ في نهاية القرن التّاسع عشر وبداية القرن العشرين، وظهر لنا أكثر من اتجاه في تحديد هوية التاريخ وهي كالآتي:
-يذكر البعض أن التّاريخ ليس من العلوم بشيء (ليس علماً) فهو لا يُخضع الأحداث التّاريخيّة للفحص والتّدقيق والتّجربة، ولا يمكن استنباط القوانين العلميّة الثّابتة كما هو موجود في العلوم الأخرى كعلم الكيمياء مثلاً، ويرى أصحاب هذا الرّأي أن التّاريخ يبعد عن كونه علماً لأنّه يقوم على عنصر المصادفة في بعض الأحيان، ويوجد فيه أيضاً عنصر حريّة الإرادة والشّخصيّة الإنسانيّة وهذا يهدم أي أساس علمي يمكن أن يقوم عليه التّاريخ.
-يرى بعض الأدباء أنّ التّاريخ فن سواء أكان علماً أم لم يكن، وكتابة التّاريخ تحتاج إلى براعة الكاتب إذ لا بد من وجود تدخل من قبل المؤرخ حتّى يبيّن الأسباب والظّروف الّتي أدت إلى نشوء الأحداث التّاريخيّة.
-يرى بعض العلماء أنه لا يمكن تجريد التّاريخ من صفة العلم، إذ إنّ التّاريخ علم يقوم على النّقد والتّحليل وليس على التّجربة، وهو يشبه العلوم الطّبيعيّة وخصوصاً علم الجيولوجيا
فوائد دراسة التاريخ
يساعد الدارسين والباحثين في كافّة الميادين العلمية على التعرف على طرق ووسائل تطوّر التخصصات العلمية وتفرعها، والحاجة الماسة التي دعت لنشوء هذه العلوم، حيث يعتبر التاريخ العلمي من أهم الأمور التي تساعد في تعريف ومعنى الناس بشكل عام بمغزى هذه العلوم، والظروف التي نشأت فيها، ممّا يؤدّي إلى تطويرها بشكل أكبر، وأوضح، وأبرز.
يسلّط التاريخ الضوء على العلاقة الجدلية بين الدين والسياسة، مع عرضه التفصيلي لكافة الحركات التي اهتمت بهذين العنصرين الرئيسين في حياة البشرية كالحركة العلمانية التي حرّرت أوروبا من سلطة الدين.
يعطي التاريخ نماذج رائعة يحتذى بها في التآخي والتعايش بين الناس من مختلف الملل، والنحل، والأصناف والألوان، كما ويعطي أيضاً في المقابل نماذج لأمم لم تستطع تقبل بعضها البعض فكان عاقبة الأمور عليها سيئة جداً، حيث صارت دماء أبنائها رخيصة.
يمكن من خلال قراءة التاريخ قراءة بسيطة جداً معرفة معنى أن يكون الإنسان إنساناً، فالإنسان كائن مكرم حباه الله بميزات كبيرة وهامة مما جعله قادراً على أن يكون خليفته في الأرض.
يعرض التاريخ الطريقة التي تطورت بها إنسانية الإنسان، وهذا من المواضيع الجدلية، فالبعض يرى أن إنسانية الإنسان، ورحمته، وتسامحه تقدمت إلى أن وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم، والبعض يرى عكس ذلك حيث ينظرون إلى الإنسانية على أنها في تراجع، فقد أظهرت التقنيات الحديثة أسوأ ما في الإنسان من وجهة نظرهم.
يلقي لنا التاريخ نظرة على تاريخ تقدم التشريعات سواء الإلهية أو البشرية الموضوعة، ويعطينا مزايا التشريعات الناجحة والتي يجب أن تكون أولاً وقبل كل شيء موائمة بشكل تام لمتطلبات الناس، والعصر الحالي، فلا يجب أن يعيش الناس في عصر، وتحكمهم قوانين وتشريعات من عصور سحيقة، فهذا من أهم ما قد يسبب المشاكل وعيوب للإنسان للمجتمعات الإنسانية.



737 Views