عيد الاضحى

كتابة لطيفة السهلي - تاريخ الكتابة: 1 سبتمبر, 2020 11:22 - آخر تحديث : 19 ديسمبر, 2022 11:50
عيد الاضحى


عيد الاضحى ماهي اهميته وماهي اهم طقوس عيد الاضحى وكل مايخص عيد الاضحى في هذه السطور التالية.

عيد الأضحى

عيد الأضحى هو أحد العيدين عند المسلمين (والعيد الآخر هو عيد الفطر)، يوافق يوم 10 ذو الحجة بعد انتهاء وقفة يوم عرفة، الموقف الذي يقف فيه الحجاج المسلمون لتأدية أهم مناسك الحج، وينتهي يوم 13 ذو الحجة. يعدّ هذا العيد أيضاً ذكرى لقصة إبراهيم عليه السلام عندما رأى رؤيا أمره فيها الله بالتضحية بابنه إسماعيل، وبعد تصديقه وابنه للرؤيا، أمره الله بعدها بذبح أضحية بدلا عن ابنه، لذلك يقوم المسلمون بالتقرب إلى الله في هذا اليوم بالتضحية بأحد الأنعام (خروف، أو بقرة، أو جمل) وتوزيع لحم الأضحية على الأقارب والفقراء وأهل بيتهم، ومن هنا جاءت تسمية عيد الأضحى.

ما أهميّة العيد؟

للعيد أهميّة كبيرة في حياة المسلمين، فهو سنة نبوية، إذ أمرت الكثير من الأحاديث النبوية والآيات الكريمة المسلم بإظهار الفرح والبهجة في العيد، ومن أهمية العيد للمسلمين ما يلي:
-العيد هو يوم للفرح واستشعار نعمة الله تعالى علينا كمسلمين والافتخار بأن لنا ربًا رحيمًا ودودًا بعباده يغفر لهم زلاتهم وذنوبهم.
-العيد هو فرصة للقاء الأحبة والأصدقاء وتجديد العلاقات والمودة بين المسلمين وبث روح الفرح والمسرّة في نفوسهم.
-العيد هو يوم للتواصل والتزاور وصلة الأرحام وإصلاح ذات البين، وفرصة للشعور بالفقراء وتحسس احتياجاتهم والسعي نحو تلبيتها.
-العيد هو فرحة للكبير والصغير، إذ تبدأ فرحة العيد بصلاة العيد صباحًا وبالتكبير والتهليل وذبح الأضاحي وتوزيع الزكاة.
-يأتي العيد بعد عبادتين جليلتين هما صيام شهر رمضان المبارك والحج الأعظم، فالعيد فرصة لإظهار السعادة لقدرة الإنسان على إتمام العبادتين والفرح بإنجازهما، وشكر الله على توفيقه وهدايته لهم لهذا الدين العظيم.
-العيد هو أحد السنن النبويّة التي أوصانا النبي بالاحتفال بها، فهو بمثابة مكافأة إلهية على الصيام والقيام بالعبادات.
-العيد وسيلة لإظهار التكاتف والتعاضد والتواد بين أفراد المجتمع الإسلامي الواحد.
-العيد هو فرصة للعطف على اليتامى الذين فقدوا مَن يُفرحهم في هذا اليوم، وبالتالي فهو فرصة لإدخال الفرح لقلوبهم قدر المستطاع.
-العيد هو فرصة لاجتماع أهل البلد الواحد أو المنطقة الواحدة لأداء صلاة العيد، فيكون اجتماعهم محمودًا ومحفوفًا بالملائكة ورحمة الله.
-العيد مرتبط بأداء الطاعة، وهذا يشير إلى أنه يجب أن يكون هم الإنسان الأول والأخير رضا خالقه وطاعته وتقوية صلته به، أما المكاسب الدنيويّة فهي زائلة لا محالة.

الغسل في عيد الأضحى

إنَّ الاغتسال في يوم عيد الأضحى من الأشياء المستحبة في الإسلام، والاغتسال يوم العيد سواء كان عيد الفطر أو عيد الأضحى من الأمور التي فعلها رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- لذلك إنَّ الاغتسال فيه اقتداء بني الرحمة -عليه السَّلام-، وقد جاء أيضًا أنَّ الصحابة كانوا يغتسلون يوم العيد أيضًا اقتداءً برسول الله -عليه الصلاة والسَّلام-، يقول الإمام النووي -رحمه الله- في أسانيد الأحاديث التي ذكرتْ الغسل يوم العيد: “وَأَسَانِيدُ الْجَمِيعِ ضَعِيفَةٌ بَاطِلَةٌ إلا أَثَرَ ابْنِ عُمَرَ، وَالْمُعْتَمَدُ فِيهِ أَثَرُ ابْنِ عُمَرَ وَالْقِيَاسُ عَلَى الْجُمُعَةِ”، وجاء عن ابن القيم أيضًا قولُهُ: “ثبتَ عن ابنِ عمر مع شدَّة اتباعِهِ للسُّنَّة أنَّه كان يغتسلُ يوم العيد قبل خروجِهِ”.
أما وقت الاغتسال يوم العيد فيكون بعد صلاة الفجر ولا ضير في أن يكون قبل الصلاة أيضًا، وقد جاء في موطأ الإمام مالك ما يأتي: “وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يَكُونَ غُسْلُهُ مُتَّصِلا بِغُدُوِّهِ إلَى الْمُصَلَّى، قَالَ ابْنُ حَبِيبٍ: أَفْضَلُ أَوْقَاتِ الْغُسْلِ لِلْعِيدِ بَعْدَ صَلاةِ الصُّبْحِ، قَالَ مَالِكٌ فِي الْمُخْتَصَرِ: فَإِنْ اغْتَسَلَ لِلْعِيدَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ فَوَاسِعٌ”، وقال النووي أيضًا: “وَفِي وَقْتِ صِحَّةِ هَذَا الْغُسْلِ قَوْلَانِ مَشْهُورَانِ، أَحَدُهُمَا بَعْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ نَصَّ عَلَيْهِ فِي الأُمِّ، وَأَصَحُّهُمَا بِاتِّفَاقِ الأَصْحَابِ يَجُوزُ بَعْدَ الْفَجْرِ وَقَبْلِهِ”، والله أعلم.

أهمية العيد والاحتفال به

إن للعيد في ديننا أهمية كبرى والإحتفال به سنة محمدية بل هو واجب بأمر الله تعالى أن نفرح ونبتهج ونملأ قلوبنا وقلوب من نحبهم فرحا وبهجةً وسرورا فالله تعالى يحب أن يرى عباده المؤمنين سعداء مسرورين في راحة وهناء وافرين وعبادة الفرح من العبادات المنسية في أيامنا هذه رغم أنها أمر قرآني إذا يقول الله تعالى :{ قُل بفضل الله وبرحمته فبذلك فيلفرحوا هو خيرٌ ممّا يجمعون}.
والمؤمن يفرح بربه ويفرح بنعمه ويشعر بالفخر والسرور أن يكون له ربا رحيما ودودا غفورا رحيما والله سبحانه يحب أن يتجلّى باسمه الباسط على عباده فيكونوا في حالة بسط روحاني وقد كان مجلس النبي صلى الله عليه وسلم مجلس بسط ولم يكن أبدا فيه نكدٌ أو قبض لأن تجليات الجمال الإلهي من الأنس والمحبة والرحمة تبسط القلب وتسرُّه وكان النبي لا يطوي عن أحدٍ بِشرَه وكانت الإبتسامة لا تفارق محيّاه أرواحنا فداه فلنقتدِ بحبيبنا في تبسمّه وبِشرِهِ وبسطهِ وسروره ولنغرف من فيوضات نوره.
والعيد فرصة للقاء الأحبة وتجديد المودة وبثّ روح الفرح والمسرّة. فليكن سرورنا بالله في كل لحظة تكُن أوقاتنا كلها عيدا يتجدد كل يومٍ وليلة.

صلاة العيد

من السنة أيضا يوم العيد أن يشارك المسلمون جميعاً في حضور صلاة العيد. روت أم عطية: أمرنا رسول الله ـ ـ أن نخرج في الفطر والأضحى العواتق والحيّض وذوات الخدور، فأما الحيض فيعتزلن الصلاة ويشهدن الخير، ودعوة المسلمين.
ويصف جابر بن عبد الله صلاة العيد مع الرسول فيقول: «شهدت مع رسول الله الصلاة يوم العيد فبدأ بالصلاة قبل الخطبة بغير أذان ولا إقامة. ثم قام متوكئا على بلال. فأمر بتقوى الله، وحث على طاعته ووعظ الناس وذكرهم ثم مضى حتى أتى النساء فوعظهن وذكرهن. فقال “تصدقن فإن أكثركن حطب جهنم” فقامت امرأة من سطة النساء سفعاء الخدين فقالت: لم يا رسول الله! قال “لأنكن تكثرن الشكاة وتكفرن العشير” قال: فجعلن يتصدقن من حليهن يلقين في ثوب بلال من أقرطتهن وخواتمهن.».
ويسن كذلك أن يذهب إلى صلاة العيد من طريق، ويعود إلى بيته من طريق آخر لتكثر الخطوات، ويكثر من يشاهده فعن جابر—قال: “كان النبي إذا كان يوم عيد خالف الطريق” رواه البخاري.
وصلاة العيد ركعتان، يكبر في الأولى سبعًا سوى تكبيرة الإحرام يرفع يديه فيها، وفي الثانية خمسًا سوى تكبيرة القيام، وتجوز جماعة، وعلى انفراد، ووقتها ما بين طلوع الشمس وزوالها. ويجهر بالقراءة فيهما، ويسن أن يقرأ فيهما بعد الفاتحة بقاف والقمر، أو بسبح والغاشية. ويخطب الإمام بعدهما خطبتين، يكبر ندبًا في افتتاح الخطبة الأولى تسعًا، ويكبر في افتتاح الثانية سبعًا. أما حكم صلاة العيد فهي فرض كفاية، وقيل سنة مؤكدة.

طرق الاحتفال بالعيد

يوجد العديد من الطرق والمظاهر التي شرعها الله سبحانه وتعالى للاحتفال بالعيد، وأهم هذه الطرق ما يأتي:
صلاة العيد: فمن أهم طرق الاحتفال بالعيد هي أداء صلاة العيد، وهي سنة مؤكدة عن الرسول صلى الله عليه وسلم يستحب أن يؤديها الجميع؛ الكبير والصغير والرجل والمرأة، وبعد الانتهاء من الصلاة فالناس مخيرين بين الجلوس والاستماع للخطبة أو مغادرة المسجد قبل انتهاء الخطبة والاحتفال بالعيد.
الأكل والشرب في يوم العيد: فقد حرّم الله سبحانه وتعالى الصيام في يوم العيد، وحث على بدء العيد بتناول الطعام والشراب، لأن العيد هو يوم توسعة وفرح وتناول ما لذّ وطاب من الطعام الحلال.
الاغتسال والتطيّب: فالاغتسال والتطيّب هما من سنن العيد، وقد حثّت الكثير من الأحاديث النبوية المسلمين على أداء هذه السنة الحميدة منذ صباح يوم العيد وقبل الغدو إلى المسجد وأداء الصلاة.
التكبير في يوم العيد: وهو من السنن العظيمة في يوم العيد لما لها من إعلاء لكلمة الله ولهج اللسان بالتسبيح والتقديس لله، فقال تعالى: {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}، والتكبير في عيد الفطر من وقت الخروج إلى الصلاة وحتى ابتداء خطبة العيد، وأما التكبير في عيد الأضحى فهو من صبح يوم عرفة إلى عصر أيام التشريق، وأيام التشريق هي أيام الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة، والحكمة من التكبير هو إحياء عظمة الله وكبريائه في القلوب.
التهنئة: وهي من مظاهر الاحتفال بالعيد، فمن المستحب أن يهنئ المسلم أخاه المسلم بقدوم العيد قائلًا “تقبّل الله منا ومنك”، وكذلك كان يفعل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لقوا بعضهم في يوم العيد.
التوسعة على الأهل والأولاد: فقد شرع الإسلام التوسع على الأهل والأولاد في يوم العيد، ولكن ضمن الضوابط الشرعية ودون فعل ما يغضب وجه الله تعالى، فيجب الابتعاد عن المعازف والغناء والاختلاط وكل هذه الأمور.



440 Views