عادات وتقاليد تركيا في رمضان

كتابة جواهر الخالدي - تاريخ الكتابة: 13 أغسطس, 2020 11:14
عادات وتقاليد تركيا في رمضان


عادات وتقاليد تركيا في رمضان سنتعرف عليها بالتفصيل كما سنتعرف على اهم معلومات عن تركيا من خلال هذه السطور التالية.

تركيا

هي دولة عابرة للقارات يقع أغلبها في شبه جزيرة الأناضول في غرب آسيا، والجزء الأصغر في شبه جزيرة البلقان في جنوب شرق أوروبا. تراقيا الشرقية، وهي الجزء الأوروبي من تركيا، مفصولة عن الأناضول ببحر مرمرة، ومضيقي البوسفور والدردنيل. إسطنبول، التي تمتد بين أوروبا وآسيا، هي أكبر مدينة في البلاد، بينما أنقرة هي العاصمة.

تقاليد وطقوس رمضان في تركيا

تتميز مساجد تركيا بطريقة استقبالها للشهر، إذ تستقبل جميع المساجد في تركيا شهر رمضان بلافتات ضوئية مصنوعة من أسلاك ممدودة بين المآذن، يكتب عليها رسائل ترحيب بشهر رمضان أو عبارات دينية واجتماعية، ويطلق عليها اسم “مَحيَا (mahya)”، وقد توارث الأتراك هذا التقليد منذ الدولة العثمانية.
كما يحرص المسلمون الأتراك على ارتياد المساجد خلال شهر رمضان، حيث تكتظ المساجد بالمصلين بعد الإفطار لأداء صلاة العشاء والتراويح، وتقوم معظم المساجد في تركيا أيضاً بتنظيم حلقات لتعليم القرآن الكريم، خلال الشهر الفضيل.
تعد موائد الإفطار الرمضانية، ظاهرة تشهدها معظم الأحياء في المدن التركية، حيث يجتمع الناس في أماكن ذات رمزية دينية، وأحياناً في الشوارع أيضاً، وتنتشر الموائد أمام العامة، وغالباً تقوم الأسر التركية بإعداد الإفطار لهذه الموائد، أو بعض الجمعيات والأوقاف الخيرية.
أما بالنسبة للطعام التقليدي في شهر رمضان لدى الأتراك، فيختلف من منزل لآخر، إلا أن القاسم المشترك بين موائد الإفطار الرمضانية لدى الأتراك هو “الشوربة التركية”، حيث يولي الأتراك اهتماماً كبيراً لها، فلا تكاد تخلو مائدة إفطار تركية من الشوربة، كما تعد المقبلات والسلطة التركية أحد أهم مكونات مائدة الإفطار التركية، والتمر أيضاً، وتشتهر المائدة الرمضانية أيضاً بأحد أشهر الأطباق التركية “كفتة داود باشا”، كما وتعد فطائر الـ “بيدا” إحدى أشهر المأكولات التركية خلال شهر الرمضان.

عادات وتقاليد تركيا في رمضان

في تركيا، تستمر الحياة إلى حد كبير كالمعتاد، إلا أن هناك بعض العادات التركية المميزة في رمضان، والمتمثلة في “التمر” و “الزيتون” كمقبلات رمضانية أساسية، فهما أول الأطعمة التي يتم تناولها عند الإفطار.
يعد تناول التمر خلال شهر رمضان تقليدًا قديمًا يرجع تاريخه إلى زمن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) الذي يوصي بتناوله لفوائده الصحية مثل تأثيره المضاد للالتهابات.
وجبة “الإفطار” احتفالية في رمضان، وتحتوي دائمًا على الخبز الطازج المسطح، والشوربة، والخضروات المخللة، والزيتون، وغيرها من الأكلات السهلة التحضير.
تمتلئ الشوارع و الأشجار والمباني بسلاسل الأنوار الملونة، كما تكون المساجد مضاءة، ومزدحمة بالمصلين.
يسود جو الكرنفال مع أكشاك مؤقتة تبيع الكتب الدينية، والأدوات الخفيفة، والوجبات الخفيفة التقليدية، والأشياء للأطفال.
في منتصف الليل، يتجول الطبالون عبر البلدات، والقرى لإيقاظ النائمين حتى يتمكنوا من إعداد وجبة السحور، وينشدون “ماني” وهي قصائد، وتواشيح شعبية، وفي المقابل يقدم إليهم بعض الناس الأموال، والطعام.
يميل الأتراك إلى تناول وجبة السحور حوالي الساعة 02:30 صباحًا، و 03:00 صباحًا

عادات الأتراك وطقوسهم في رمضان

رمضان في تركيا له طابعه الخاص عند المسلمين الأتراك في بلد يمتلىء بالتاريخ والثقافة والحضارة الممتدة لآلاف السنين، الدولة العثمانية آخر دول الخلافة الإسلامية طوّرت واستحدثت الكثير في كل فنون ومجالات الحياة وقد كانت اسطنبول عاصمة الخلافة محط اهتمام الخلفاء في شهر رمضان.
ولأن رمضان له طابعه الخاص عند المسلمين فكان الخلفاء يهتمون بالكثير من الأمور في هذا الشهر.

رمضان في العهد العثماني

وقد ورد في (وثيقة تنبيهات رمضان) لدى الدولة العثمانية، أن السلطان ذاته هو مَن كان يقوم باختبار واختيار نوعية القمح الذي سيُصنع منه الخبز في شهر رمضان المبارك، وكذلك هو مَن كان يقوم بتحديد وزنه وكمية الملح التي تضاف إليه.
حتى إنه كان يختار نوع الحطب الذي يتم حرقه في طهي هذا الخبز، وإذا نال هذا الخبز إعجاب السلطان وأهل الخبرة في القصر، تبدأ الأفران بخبزه وبيعه إلى الأهالي والصائمين.
وقبل حلول شهر رمضان المبارك الذي تبدأ التحضيرات له قبل خمسة عشر يوما، يأمر السلطان بتشكيل هيئة لمراقبة الأغذية في الأسواق وتنظيم أسعارها.
ولعل قيام السلطان ذاته بالإشراف على أدق التفاصيل إبان هذه التحضيرات، خير دليل على اهتمامه بالرعية واعتنائه بصحتهم.

طقوس عثمانية

وفي رمضان يوجَّه الأهالي إلى التمسّك ببعض الضرورات والالتزام بها طيلة شهر رمضان المبارك، حيث يقوم الوعّاظ بتذكير الجماعة في المساجد، والمنادون بتنبيه الأهالي في الشوارع؛ بألا يزور أحد منزلا دون إخبار صاحبه أو دون دعوته له.
كما شملت الوثيقة على ألا يقوم أحد بتناول الأطعمة أو المشارب في الشوارع، وأن يحرص الناس على الصلوات الخمس جماعة في المساجد، وأن يبذلوا كل ما بوسعهم لنيل بركات هذا الشهر المبارك وفضائله، ثم يُطلب من الأهالي أن يدعوا إلى الدولة العثمانية بالخير والفلاح، وإلى الأمة الإسلامية بالفوز والنجاح.
ولابد من التذكير هنا، بأن الدولة العثمانية قامت بتقديم مكافآت كبيرة لأول مَن يرى هلال شهر رمضان المبارك ويخبر اللجنة العليا بذلك.
واستمرارا لجولتنا عبر الأماكن في شهر رمضان الذي نطوف عبر نسماته الروحانية بين البلاد الإسلامية لنستقي من عادات وتراث الصائمين في هذا الشعر الفضيل.
عندما تتمشى اليوم في شوارع وحارات اسطنبول عاصمة الخلافة الإسلامية في عهد العثمانيين وعهد السلاطين مع تكبيرات مسجد آيا صوفيا حيث يستقبل مسلمو تركيا رمضان بمظاهر البهجة والفرح، مثلما هو الحال عند كل الشعوب الإسلامية في أنحاء العالم الإسلامي.



527 Views