شعر غزل نزار قباني

كتابة talal - تاريخ الكتابة: 8 أغسطس, 2018 1:44
شعر غزل نزار قباني


شعر غزل نزار قباني اجمل شعر غزل اشعار غزل رومانسية كل ذلك سوف نقدمه لكم في هذا المقال.

نزار بن توفيق القباني دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة دمشقية عربية إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 إنخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان “قالت لي السمراء” وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها “طفولة نهد” و”الرسم بالكلمات” وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم “منشورات نزار قباني” وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما “القصيدة الدمشقية” و”يا ست الدنيا يا بيروت”. أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب “النكسة” مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه “شاعر الحب والمرأة” لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته “هوامش على دفتر النكسة” عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام. قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

شعر نزار قباني في الغزل

حبيبتي هي القانون
أيتها الأنثى التي في صوتها
تمتزج الفضّة..بالنّبيذ..بالأمطار
ومن مرايا ركبتيها يطلع النّهار
ويستعدّ العمر للإبحار
أيتها الأنثى التي
يختلط البحر بعينيها مع الزّيتون
يا وردتي
ونجمتي
وتاج رأسي
ربما أكون
مشاغباً..أو فوضويّ الفكر
أو مجنون
إن كنت مجنوناً..وهذا ممكن
فأنت يا سيدتي
مسؤولة عن ذلك الجنون
أو كنت ملعوناً وهذا ممكن
فكل من يمارس الحبّ بلا إجازة
في العالم الثّالث
يا سيدتي ملعون
فسامحيني مرة واحدة
إذا أنا خرجت عن حرفية القانون
فما الذي أصنع يا ريحانتي؟
إن كان كل امرأة أحببتها
صارت هي القانون

أشهد ألّا امرأة

أشهد ألّا امرأةً
أتقنت اللّعبة إلّا أنت
واحتملت حماقتي
عشرة أعوام كما احتملتِ
واصطبرت على جنوني مثلما صبرت
وقلّمت أظافري
ورتّبت دفاتري
وأدخلتني روضة الأطفال
إلّا أنت..
أشهد ألّا امرأةً
تشبهني كصورة زيتيّة
في الفكر والسّلوك إلّا أنت
والعقل والجنون إلّا أنت
والملل السّريع
والتّعلق السّريع
إلّا أنت..
أشهد ألّا امرأةً
قد أخذت من اهتمامي
نصف ما أخذت
واستعمرتني مثلما فعلت
وحرّرتني مثلما فعلت
أشهد ألّا امرأةً
تعاملت معي كطفل عمره شهران
إلّا أنت..
وقدّمت لي لبن العصفور
والأزهار والألعاب
إلّا أنت..
أشهد ألّا امرأةً
كانت معي كريمة كالبحر
راقية كالشّعر
ودلّلتني مثلما فعلت
وأفسدتني مثلما فعلت
أشهد ألّا امرأة
قد جعلت طفولتي
تمتدّ للخمسين.. إلّا أنت
أشهد ألّا امرأةً
تقدرأن تقول إنّها النّساء.. إلّا أنت
وإنّ في سرّتها
مركز هذا الكون
أشهد ألّا امرأةً
تتبعها الأشجار عندما تسير
إلّا أنت..
ويشرب الحمام من مياه جسمها الثلجيّ
إلّا أنت..
وتأكل الخراف من حشيش إبطها الصّيفي
إلّا أنت
أشهد ألّا امرأةً
اختصرت بكلمتين قصّة الأنوثة
وحرّضت رجولتي علي
إلّا أنت..
أشهد ألّا امرأةً
توقف الزّمان عند نهدها الأيمن
إلّا أنت..
وقامت الثّورات من سفوح نهدها الأيسر
إلّا أنت..
أشهد ألّا امرأةً
قد غيّرت شرائع العالم إلّا أنت
وغيّرت
خريطة الحلال والحرام
إلّا أنت..
أشهد ألّا امرأةً
تجتاحني في لحظات العشق كالزّلزال
تحرقني.. تغرقني
تشعلني.. تطفئني
تكسرني نصفين كالهلال
أشهد ألّا امرأةً
تحتلّ نفسي أطول احتلال
وأسعد احتلال
تزرعني
ورداً دمشقيّاً
ونعناعاً
وبرتقال
يا امرأة
أترك تحت شعرها أسئلتي
ولم تجب يوماً على سؤال
يا امرأة هي اللّغات كلّها
لكنّها
تُلمس بالذّهن ولا تُقال
أيّتها البحريّة العينين
والشّمعية اليدين
والرّائعة الحضور
أيّتها البيضاء كالفضّة
والملساء كالبلّور
أشهد ألّا امرأةً
على محيط خصرها..تجتمع العصور
وألف ألف كوكب يدور
أشهد ألّا امرأةً.. غيرك يا حبيبتي
على ذراعيها تربّى أول الذّكور
وآخر الذّكور
أيّتها اللّماحة، الشّفافة
العادلة، الجميلة
أيتها الشّهية، البهيّة
الدّائمة الطّفولهة
أشهد ألّا امرأةً
تحرّرت من حكم أهل الكهف إلّا أنت
وكسرت أصنامهم
وبدّدتِ أوهامهم
وأسقطت سلطة أهل الكهف إلّا أنت
أشهد ألّا امرأة
استقبلت بصدرها خناجر القبيلة
واعتبرت حبّي لها
خلاصة الفضيلة
أشهد ألّا امرأةً
جاءت تماماً مثلما انتظرت
وجاء طول شعرها أطول ممّا شئت أو حلمت
وجاء شكل نهدها
مطابقاً لكل ما خطّطت أو رسمت
أشهد ألّا امرأةً
تخرج من سحب الدّخان.. إن دخّنت
تطير كالحمامة البيضاء في فكري.. إذا فكّرت
يا امرأة..كتبت عنها كتباً بحالها
لكنّها برغم شعري كلّه
قد بقيت.. أجمل من جميع ما كتبت
أشهد ألّا امرأةً
مارست الحبّ معي بمنتهى الحضارة
وأخرجتني من غبار العالم الثالث
إلّا أنت
أشهد ألّا امرأةً
قبلك حلت عقدي
وثقّفت لي جسدي
وحاورته مثلما تحاور القيثارة
أشهد ألّا امرأةً
إلّا أنت..
إلّا أنت..
إلّا أنت..

قصيدة حب بلا حدود

يا سيِّدتي
كنتِ أهمّ امرأةٍ في تاريخي
قبل رحيل العام
أنتِ الآنَ أهمُّ امرأةٍ
بعد ولادة هذا العامْ
أنتِ امرأةٌ لا أحسبها بالسّاعاتِ وبالأيَّام
أنتِ امرأةٌ
صُنعَت من فاكهة الشِّعرِ
ومن ذهب الأحلام
أنتِ امرأةٌ كانت تسكن جسدي
قبل ملايين الأعوام
يا سيِّدتي:
يا مغزولةً من قطنٍ وغمام
يا أمطاراً من ياقوتٍ
يا أنهاراً من نهوندٍ
يا غاباتِ رخام
يا من تسبح كالأسماكِ بماءِ القلبِ
وتسكنُ في العينينِ كسربِ حمامْ

لن يتغيّر شيء في عاطفتي
في إحساسي
في وجداني في إيماني
فأنا سوف أَظَلُّ على دين الإسلام
يا سيِّدتي
لا تَهتمّي في إيقاع الوقتِ، وأسماء السنوات
أنتِ امرأةً تبقى امرأةً في كلّ الأوقاتْ
سوف أحِبُّكِ
عد دخول القرن الواحد والعشرين
وعند دخول القرن الخامس والعشرين
وعند دخول القرن التاسع والعشرين
و سوفَ أحبُّكِ
حين تجفُّ مياهُ البَحْرِ
و تحترقُ الغابات
يا سيِّدتي:
أنتِ خلاصةُ كلِّ الشعرِ
ووردةُ كلِّ الحريات
يكفي أن أتهجّى اسمَكِ
حتّى أصبحَ مَلكَ الشعرِ
وفرعون الكلمات
يكفي أن تعشقني امرأةٌ مثلكِ
حتى أدخُلَ في كتب التاريخِ
و ترفعَ من أجلي الرايات
يا سيِّدتي
لا تَضطربي مثلَ الطّائرِ في زَمَن الأعياد
لَن يتغيّرَ شيءٌ منّي
لن يتوقّفَ نهرُ الحبِّ عن الجريان
لن يتوقّف نَبضُ القلبِ عن الخفقان
لن يتوقّف خجَلُ الشعرِ عن الطيرانْ
حين يكون الحبُ كبيراً
و المحبوبة قمراً
لن يتحوّل هذا الحُبُّ
لحزمَة قَشٍّ تأكلها النيران
يا سيِّدتي:
ليس هنالكَ شيءٌ يملأ عَيني
لا الأضواءُ
ولا الزينات
ولا أجراس العيد
ولا شَجَرُ الميلاد
لا يعني لي الشارعُ شيئاً
لا تعني لي الحانةُ شيئاً
لا يعنيي أيّ كلامٍ
يكتبُ فوق بطاقاتِ الأعياد
يا سيِّدتي:
لا أتذكَّرُ إلّا صوتَكِ
حين تدقُّ نواقيس الأعياد
لاأتذكرُ إلّا عطرَكِ
حين أنام على ورق الأعشاب
لا أتذكّر إلّا وجهكِ
حين يهرهر فوق ثيابي الثلجُ
وأسمع طَقطَقة الأحطاب
ما يُفرِحُني يا سيِّدتي
أن أتكوَّمَ كالعصفور الخائفِ
بين بساتينِ الأهداب
ما يبهرني يا سيِّدتي
أن تهديني قلماً من أقلام الحبرِ
أعانقُهُ
و أنام سعيداً كالأولاد
يا سيِّدتي:
ما أسعدني في منفاي
أقطِّرُ ماء الشعرِ
وأشرب من خمر الرهبان
ما أقواني
حين أكونُ صديقاً
للحريّةِ والإنسان
يا سيِّدتي:
كم أتمنّى لو أحببتُكِ في عصر التَنْويرِ
وفي عصر التصويرِ
وفي عصرِ الرُوَّاد
كم أتمنّى لو قابلتُكِ يوماً
في فلورنسَا
أو قرطبةٍ
أو في الكوفَةِ
أو في حَلَبً
أو في بيتٍ من حاراتِ الشام
يا سيِّدتي:
كم أتمنّى لو سافرنا
نحو بلادٍ يحكمها الغيتار
حيث الحبُّ بلا أسوار
و الكلمات بلا أسوار
و الأحلامُ بلا أسوار
يا سيِّدتي
لا تَنشَغِلي بالمستقبلِ، يا سيّدتي
سوف يظلُّ حنيني أقوى ممّا كانَ
وأعنفَ ممّا كان
أنتِ امرأةٌ لا تتكرَّرُ في تاريخ الوَردِ
وفي تاريخِ الشعْرِ
وفي ذاكرةَ الزنبق والرّيحان
يا سيِّدةَ العالَمِ:
لا يشغِلُني إلا حبُّكِ في آتي الأيّام
أنتِ امرأتي الأولى
أمّي الأولى
رحمي الأوّلُ
شَغَفي الأوّل
شَبَقي الأوَّلُ
طوق نجاتي في زَمَن الطوفان
يا سيِّدتي:
يا سيِّدة الشِعْرِ الأُولى
هاتي يَدَكِ اليُمْنَى كي أتخبَّأ فيها
هاتي يَدَكِ اليُسْرَى
كي أستوطنَ فيها
قُولي أيَّ عبارة حُبٍّ
حين تبتدئ الأعيادْ



680 Views