شروط الحجاب في الصلاة

كتابة هدى المالكي - تاريخ الكتابة: 8 ديسمبر, 2021 10:34
شروط الحجاب في الصلاة


شروط الحجاب في الصلاة، وهل يجوز للمرأة الصلاة بدون حجاب، وحكم تعديل الحجاب في الصلاة، وشروط الصلاة للمرأة،كل ذلك سنتعرف عليه في هذه السطور.

شروط الحجاب في الصلاة

1. الواجب في الحجاب أن تصلي المرأة مستورة ما عدا الوجه والكفين، الوجه السنة أن يكون مكشوفاً والكفان سترهما أفضل وأحوط، وأما البقية يجب أن يستر في الصلاة.
2. تحرى المرأة اللباس الذي لا تشابه به نساء الكفرة، ولا تشابه به الرجال.
3. إذا كان لباس المرأة ضيقاً لا يصلى فيه، لكن إذا كان ساتراً واسعاً وليس فيه تشبه بالكافرات ولا بالرجال فلا بأس.
4. تلبس شيء لا يصف الأعضاء عباءة وغيرها.

هل يجوز للمرأة الصلاة بدون حجاب

أولًا: ينبغي أن يعلم أن الحجاب واجب على المرأة، فلا يجوز لها تركه أو التساهل فيه، وإذا وجب وقت الصلاة والمرأة المسلمة غير متحجبة الحجاب الكامل أو غير متسترة فهذا فيه تفصيل:
1- فإن كان عدم الحجاب أو عدم التستر لظروف قهرية، فتصلي حينئذ على حسب حالها، وصلاتها صحيحة ولا إثم عليها؛ لقول الله تعالى: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا [البقرة: 286] وقوله سبحانه: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن: 16].
2- وإن كان عدم الحجاب أو التستر لأمور اختيارية، مثل اتباع العادات والتقاليد ونحو ذلك: فإن كان عدم الحجاب مقتصرًا على الوجه والكفين، فالصلاة صحيحة مع الإثم إذا كان ذلك بحضرة الرجال الأجانب.
3- إن كان الكشف وعدم التستر للساق أو الذراع أو شعر الرأس ونحو ذلك فلا يجوز لها الصلاة على تلك الحال، وإذا صلت حينئذ فصلاتها باطلة، وهي آثمة أيضًا من وجهين:
من جهة الكشف مطلقًا إذا كان عندها رجل ليس من محارمها، ومن جهة دخولها في الصلاة على تلك الحال.
أما إذا لم يكن لديها رجل غير محرم، فإن السنة لها كشف الوجه حين الصلاة، أما الكفان فهي مخيرة فيهما، فإن شاءت سترتهما، وإن شاءت كشفتهما في أصح قولي العلماء، ولكن سترهما أفضل.

حكم تعديل الحجاب في الصلاة

إذا انكشفَ شيءٌ يسيرٌ من العورة في الصلاة فبادرَ المكلفُ بستره في الحال فالصلاة صحيحةٌ بالاتفاق. قال الشيرازي في المهذب: وإن كشفت الريح الثوب عن العورة ثم رده لم تبطل صلاته.

شروط الصلاة للمرأة

– بالنسبة للباس
يشترط في لباس الصلاة للمرأة أن يكون ساتر لكل بدنها ما عدا الكفين، والوجه، ولا يوجد اعتبار لكونه ملون، أو مزخرف، أو لباس زينة، ولقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية في بعض فتاوية (فإن المرأة لو صلت وحدها كانت مأمورة بالاختمار، وفي غير الصلاة يجوز لها كشف رأسها في بيتها، فأخذ الزينة في الصلاة لحق الله)، هذا وأستحب أهل العلم أن تكون الصلاة دائما في أجمل الثياب، وذلك بسبب قول الله تعالى: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) {الأعراف:31}، وفي البيان والتحصيل قال بن رشد بأن: (التجمل في الصلاة بحسن هيئة اللباس مشروع، وذلك لقول الله عز وجل: خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ)، كما قال عبد الله بن عمر لنافع مولاه، وقد رآه يصلي في ثوب واحد: (إذا صليت فخذ عليك ثوبا آخر، فإن الله أحق من تجملت له).
– بالنسبة لمكان الصلاة
عن أم حميد امرأة أبي حميد الساعدي رضي الله عنهما: ( أنها جاءت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إني أحب الصلاة معك قال: قد علمت أنك تحبين الصلاة معي، وصلاتك في بيتك خير لك من صلاتك في حجرتك، وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك، وصلاتك في دارك خير لك من صلاتك في مسجد قومك، وصلاتك في مسجد قومك خير لك من صلاتك في مسجدي، قال: فأمرت فبني لها مسجد في أقصى شيء من بيتها وأظلمه فكانت تصلي فيه حتى لقيت الله عز وجل ). رواه أحمد ( 26550 )، وصححه ابن خزيمة في ” صحيحه ” ( 3 / 95)، وابن حبان ( 5 / 595 )، والألباني في ” صحيح الترغيب والترهيب ” ( 1 / 135 )، وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صل الله عليه وسلم قال: ( صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها، وصلاتها في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها ) رواه أبو داود ( 570 )، والترمذي ( 1173)، وصححه الشيخ الألباني في ” صحيح الترغيب والترهيب ” ( 1 / 136 ).
– بالنسبة لكيفية الصلاة
1. لا يجوز للمرأة المسلمة أن تصلي ما فرض عليها من صلوات وهي جالسة إذا كانت قادرة على القيام، سواء أكان بالبر، أو بغيره، وسواء أكانت المرأة بمكان يسترها تماما عن أعين الناس، أو العكس، فلقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى: (وأما صلاة الفرض قاعداً مع القدرة على القيام فلا تصح، لا من رجل ولا امرأة، بل قد قال النبي صل الله عليه وسلم: صلِّ قائماً، فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنبك، ولكن يجوز التطوع جالساً).
2. لا يوجد أي حرج أبدا بصلاة المرأة بمكان مكشوف أو عام، لكن الأولى بها إن وجدت مكان يسترها أن تصلي به، ودليل جواز ذلك ما ثبت من شهود النساء صلاة العيد مع النبي صل الله عليه وسلم، حيث روى البخاري، ومسلم عن أم عطية رضي الله عنها، أنها سمعت النبي صل الله عليه وسلم يقول: (يخرج العواتق وذوات الخدور، أو العواتق ذوات الخدور، والحُيضّ، وليشهدن الخير ودعوة المؤمنين، ويعتزل الحيض المصلى)، ومن المعلوم أن صلاة العيد في عهد الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام كانت في مكان عام يوجد خارج المدينة يعرف باسم المصلى.
3. يستحب أن تقوم المرأة بجمع نفسها بالركوع، حيث تقوم بضم مرفقيها للجنبين، ولا تجافيهما، كما يجب أن تنحني قليلاً بالركوع، أما بالسجود فيجب أن تفرش المرأة ذراعيها، وتنضم وتقوم بلزق بطنها بفخذيها؛ حيث أن ذلك يعد أستر لها، فالمرأة لا يسن لها أن تتجافي كالرجال.
– بالنسبة للقراءة في الصلاة
في الأصل يجب أن تقرأ المرأة سرّاً في وجود الرجال الأجانب عنها لما يحتويه صوتها من فتنة، أما إذا صلَّت في حضرة نساء مثلها، أو في حضرة محارمها فإنه يجوز لها أن تقوم بالجهر في صلاتها، وفقا لما نص عليه بعض فقهاء الحنابلة والشافعية، وقال النووي في المجموع: (وأما المرأة فقال أكثر أصحابنا: إن كانت تصلي خالية أو بحضرة نساء أو رجال محارم جهرت بالقراءة، سواء أصلت بنسوة أم منفردة، وإن صلت بحضرة أجنبي أسرَّت).



596 Views