سلبيات الحرية المطلقة للشباب

كتابة بدرية القحطاني - تاريخ الكتابة: 9 أبريل, 2022 11:35
سلبيات الحرية المطلقة للشباب


سلبيات الحرية المطلقة للشباب نتحدث عنها من خلال مقالنا هذا كما نذكر لكم مجموعة متنوعة أخرى من الفقرات مثل مفهوم الحرية في الإسلام ومفهوم الحرية الخاطئ ثم الختام جوانب حرية التعبير تابعوا السطور القادمة لتفاصيل أكثر.

سلبيات الحرية المطلقة للشباب

– سرقة ماديّة محميّة بحقوق النشر:
بعض الأشخاص يقومون بنشر بعض المعلومات وينسبونها إليهم، وهي في الحقيقة عائدة إلى أشخاصٍ آخرين، وهذا الأمر مُخالف أخلاقيًّا وأدبيًّا، كما يُعرض فاعلة للمُسائلة القانونية.
– نشر مواقع غير أخلاقية:
تتضرر الأسر على إثر نشرها؛ خاصّة فئة الأطفال والشباب، فهم من أكثر الفئات استهدافًا في المُجتمع.
– خلق المفارقة بين الأشخاص:
قد تؤدي حرية التعبير إلى نشر البغض والكراهية بين الأشخاص، خاصّة إن كانوا مُتعصبين لآرائهم، ولا يقبل أي منهم وجهات النظر المُختلفة.
– التحريض على أعمال العنف:
يُمكن أن يستغل بعض الأشخاص حريّة الرأي بالتشجيع على أعمال العنف؛ كالتشجيع على العنف ضد المرأة أو الطفل أو الحيوانات.
– تحمل الأشخاص الإساءة اللفظية:
فهُناك أشخاص ينتهكون حرمة الآخرين بألفاظٍ غير أخلاقية بحجة حرية التعبير، ممّا يؤدي إلى إيذائهم نفسيًّا ومعنويًّا واجتماعيًّا.
– عدم تقبل وجهات النظر الأخرى:
فعندما يُعطى الفرد حرية مُطلقة بالتعبير عن ما يجول في ذهنه، سينغلق على نفسه ولا يتقبل الآراء الأخرى مهما كانت صحيحة، وهذا الأمر غير مُرضي على الإطلاق.
– التقليل من الرغبة في التسوية:
بدلاً من الاعتقاد بأن كلا الجانبين يجب أن يكون لهما حق الأخذ والعطاء للوصول إلى نتيجة مُرضية، ينقلب الأمر كُليًّا حيث يحصل فيه أحد الأطراف على ما يريد، بينما يحصل الطرف الآخر على أقل قدر ممكن.

مفهوم الحرية في الإسلام

-لقد خلق الله الإنسان حرًا، وخلق بني آدم أحرارًا، ليسوا بعبيد للعبيد، وهذا هو الأصل فيهم، والله عز وجل أعطى الإنسان إرادة، ومشيئة، واختيارًا، فليس العبد مجبورًا على عمل، وإنما هو حر في اختياره ومشيئته، وبناء على هذه الحرية في الاختيار والمشيئة؛ يحاسبه الله عز وجل، فلو كان العبد مكرهًا مجبرًا لا حرية له في الاختيار، فإن الله لا يؤاخذه على أفعاله: «إِنَّ اللهَ تَجَاوَزَ لِي عَنْ أُمَّتِي الخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ» (رواه ابن ماجه: [2043]، وصححه الألباني في الجامع الصغير[1731])، فإذا فقد العبد حريته في العمل، ومشيئته في الاختيار، فصار مجبرًا مكرهًا، لا يؤاخذه الله، فيكون الإكراه عذرًا له في هذه الحالة فلا يأثم، وأما ما عمله باختياره، وحريته، ومشيئته، فإن الله تعالى يحاسبه عليه، وقد جاء الشرع بتحريم بيع الحر، ومن الكبائر أن يبيع الإنسان حرًا فيأكل ثمنه. وقد جعلت الشريعة للرق أسبابًا معينة، ومسارات خاصة، فمن تعداها فباع حرًا فإنما يأكل في بطنه نار جهنم، وقد استعبد بعض البشر بعضًا عبر التاريخ، كما فعل فرعون مع بني إسرائيل، وقد امتن الله على بني إسرائيل لما نالوا الحرية بعد استعبادهم، وقد ذاقوا ذل العبودية لفرعون وقومه فقال سبحانه: {وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ۚ وَفِي ذَٰلِكُم بَلَاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ} [البقرة:49].
– وكان فرعون يمن على موسى أنه لم يستعبده كما استعبد قومه، فكان رد موسى، {وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدتَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ} [الشعراء:22] فأنا واحد، وقومي هؤلاء جميعًا، فأين منتك عليَّ في أن لم تستعبدني، وأنا فرد واحد، واستعبدت قومي على كثرتهم وعددهم. وجاءت الشريعة الإسلامية بوضع الآصار والأغلال، فهي شريعة تخفيف، ورفع للقيود الشاقة، ولذلك نجد فيها تخفيفًا في أحكام المكره كما قال عز وجل: {مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ} [النحل:106] ولا تستقيم حياة الإنسان إلا إذا كان عبدًا لشيء واحد وهو الله عز وجل، {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً ۖ قُلِ اللَّهُ} [الأنعام من الآية:19] {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات:56] فالعبودية لله تعالى فقط، وعندما يصبح الإنسان عبدًا لله يتحرر من أسر المخلوقات، وعندما يصبح عبدًا لله فإنه يكون في غاية الحرية في نفسه، وكذلك فإن الصحابة لما خرجوا لفتوحات البلدان كان قائلهم يقول: “لقد ابتعثنا الله لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام”، وقال عمر رضي الله عنه: “متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا”، وقال علي رضي الله عنه: “لا تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حرًا”.

مفهوم الحرية الخاطئ

-الحرية الصحيحة هي قُدرة الفَرد على اتّخاذِ القَرارات التي تخصّه بشكلٍ مناسِبٍ، ويكون اتّخاذ القرار دون تدخّلٍ من الآخرين بشكل معنويَ، أو ماديّ ودون إجبارٍ من أحد أو اتّباع أي شخصٍ، وقد تكون هذه الحريّة حرية التفكير، أو حرية التصرّف والسلوك، أو حرية التحدّث، وتحتاج الحرية الصحيحة إلى أن يَحترم الشّخصُ نفسه ويحترم الآخرين والمجتمع والدّين والعادات والتقاليد والقوانين والأنظمة.
-الحريّة الخاطئة هي أن يُنفّذ الإنسانُ ما يريدُه دون النّظر إلى المحيطين أو مراعاتهم أو مراعاة العادات والتقاليد في المجتمع أو الدين، فيمارس الشخص ما يحلو له دون الرّجوع إلى أيّ مبدأ أو دين، وقد يعود هذا الفهم الخاطىء إلى تقصير الوالدَيْنِ في تعليمِ الأبناءِ الأخلاقَ الفاضلةَ واحترام حُرّيات الآخرين أو انعدام الوازع الدينيّ أو الظروف المجتمعيّة الظالمة.

جوانب حرية التعبير

يضم مصطلح حرية التعبير العديد من الجوانب، يذكر منها ما يأتي:
-حرية الحصول على الأخبار والمعلومات:
تعتبر حرية الحصول على المعلومات الخطوة الأولى من خطوات حرية التعبير؛ حيث تعتبر مرحلة ما قبل تشكيل الفكر، والتوجهات، كما أنها الحق في تلقي المعلومات من المصادر المتاحة للعامة، دون أي عوائق، إذ لا يمكن إنشاء رأي نزيه إلا بضمان وصول المعلومات إلى العامة، ويعتبر تزويد الرأي العام بمعلومات دقيقة، وغير مضللة أمراً حاسماً لتفعيل الديمقراطية في اتجاه المصلحة العامة.
-حرية إبداء الأفكار والآراء:
إنه العنصر الأكثر أهمية، وفاعلية في حرية التعبير، وهناك العديد من الوسائل المستخدمة لإبداء الآراء، والأفكار، والتصريح عنهما. إذ تعد الخطابات، وكتابات الأفراد مثالاً على هذه الوسائل، كما يمكن اعتبار الأحزاب السياسية أمثلة للتعبير، وإبداء الآراء.
-حرية الرأي:
تشكل حرية الرأي العنصر الثاني من عناصر حرية التعبير، فمن بين المعلومات التي يتم الحصول عليها في المجالات الفلسفية، والاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية في بيئة تضمن حرية الوصول إلى المعلومات، والتعلم، يكون الفرد قادراً على اختيار الآراء التي يعتقد بأنها صحيحة دون أن يدان على تبنيها. ويندرج تحت حرية الرأي حرية المعتقد، وهي أفكار، وآراء، وسلوك الأفراد فيما يتعلق بالدين.



477 Views