خاتمة قصيرة عن التسامح

كتابة منال العيسى - تاريخ الكتابة: 11 سبتمبر, 2020 9:33 - آخر تحديث : 18 ديسمبر, 2022 7:27
خاتمة قصيرة عن التسامح


خاتمة قصيرة عن التسامح وماهو مفهوم التسامح واهمية التسامح في حياتنا من خلال هذه السطور.

التسامح

هو قبول لأفكار الأخرين بما يتوافق مع مصالحهم الخاصة التي تخالف أفكار الفرد الأخر ومصالحه، حيث يعد تقييم لثقافات المتنوعة والمختلفة عن الأخرى، من حيث اشكال التعبير والمعرفة الثقافية الأخلاق البشرية، فالتسامح يكون احترام أراء الأخرين ومواقفهم وحرياتهم، والتسامح لا يقتصر على مفهوم الجبن أو الخوف أو التنازلات بسبب قلة الحيلة، بل ذلك دليل على تماسك المجتمعات والأفراد في وجه أي ظلم واقع عليهم من الأخرين.

التسامح في الدين الإسلامي

إن دين الأسلام من أكثر الأديان السماوية التي تحثنا على التسامح، لما له من قيمة إنسانية وقيمة أخلاقية، وقيمة إجتماعية، وقد جاء آيات في القرآن الكريم، والكثير من الأحاديث النبوية التي تنص على التسامح، وذلك لأن التسامح هو نوع من إرضاء الله تبارك وتعالى، وأيضًا يعتبر نوع من نشر الخير في المجتمع، ويجعل جميع الأجناس التي تعيش على وجه تعيش في سلام مع بعضها البعض طالما تواجد التسامح بينهم.
_ولقد وصانا الرسول الكريم بالتسامح، وذكره في أكثر من موضع في الأحاديث النبوية، والرسول كان متسامحًا، لذلك يجب على كل المسلمين أن يتبعوه ويثاب المسلم على أتباعه،
_وقد قال الله تبارك وتعالى: ﴿فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ﴾[الزخرف:89]
_وقد جاء إلينا الكثير من الصور التي سامح فيها رسولنا الكريم وصفح بها عمن ظلمه وأعتدى عليه، وعلى من عمل على إخراجه من دارة ومن بلاده، وعلى من أبتغى قتله، وعلى من أتهمه بالكذب، وأدعى أنه مجنون ولا يجب لأحد أن يصدقه، وقد سامحهم وعفى عنهم، وطلب من الله أن يهيدهم أو يؤمنوا بالله ويتقربوا له هم وذريتهم، وأيضًا عفى الرسول عن كفار قريش وذلك في اليوم الذي تم فتح مكه به، بالإضافة إلى أنه لم يجبر القبائل العربية على أتباع الإسلام وترك لهم حرية العقيدة فبقيت بعض القبائل منهم على الدين النصارني، وقام بعمل معاهدات معهم، وهذه المعاهدات تنص على حرية العبادات،
_فرسولنا الكريم هو قدوة لكل المسلمين واجب علينا أن نتبعه في كل شيء، وأن نفعل كما كان يفعل حتى نفلح في حياتنا، وحتى نكسب الدنيا والآخرة.
ولا يتوقف الإسلام في تسامحه مع الآخرين ورحمته بهم على الإنسان فقط بل يمتد ليشمل الحيوان والنبات والكون كله،

أهمية التسامح للفرد والمجتمع

للتسامح الكثير من الفوائد التي تعود على الفرد والمجتمع ومن خلال بعض التجارب والملاحظات نجح الكثير من العلماء في إثبات أهمية التسامح على صحة الفرد فهي تزيد من مقدار سعادة الإنسان ،وتم اكتشاف علاقة وثيقة بين التسامح وبين أمراض القلب في العصر الحديث ووجدوا أن الأشخاص الطبيعيين الأقل انفعالا هم الذين إعتادوا على العفو والتسامح.
وقد إكتشفوا أيضا أن الأشخاص المتسامحون هم الأكثر إبداعا وتنظيما وهم الأقل عرضة للإصابة بمرض ضغط الدم، وبالنسبة للمجتمع فقد تم إثبات أن التسامح قادرا علي إنهاء الحروب وتجنب حدوثها.
ويظهر ذلك بأن جميع الجمعيات التي تسعى لنشر السلام يسعون دائما لنشر مبادئ التسامح والبعد عن العنف والحقد والصراع التي أصبح يجتاح العالم يوم بعد يوم ،وفي العصر الحديث بعد تطور التكنولوجيا أصبح العالم قرية صغيرة وهو ما جعل نشر مبادئ التسامح والمحبة أسهل بكثير بهدف تحقيق مصالح المجمعات .

حديث عن التسامح

-جاءت بعض الأحاديث النبوية الشريفة التي تحديث عن أهمية العفو والتسامح ، ومنها ما جاء عن معاذ بن أنس الجهني – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلَّ الله عليه وسلم – قال : { مَنْ كَظَمَ غَيْظًا وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنْفِذَهُ ، دَعَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى رُءُوسِ الْخَلاَئِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ اللَّهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ مَا شَاءَ } رواه أبو داود والترمذي .
-وما جاء أيضًا عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلَّ الله عليه وسلم – قال : { لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ ، إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الغَضَبِ } رواه البخاري .

كيفية تعلم التسامح

الانتباه إلى تصرف الأطفال وتعديل تصرفاتهم بما يُوافق المجتمع، ودب روح المسامحة والعفو في نفوسهم.
الأخذ بعين الإعتبار الأثر القوي لوسائل التواصل الإجتماعي، وغيرها من الثقافات المختلفة، والحرص على اختيار الألعاب والموسيقى والكتب.
لغة الرفض وخيبة الأمل من الصور النمطية السيئة التي يُمارسها البعض ضد الأشخاص المختلفين في الوسائط المختلفة.
الإجابة على أسئلة الأطفال الخاصة بالتسامح بصدق وأمانة، ليتعلموا المناقشة والتفاهم.
تشجيع الأطفال على اللعب مع الأطفال، من خلال التحاقهم بالمخيمات الصيفية، أو من خلال تسجيلهم في المدارس المتنوعة عرقياً.
تعليم الأطفال أهمية التسامح وقيمته وترسيخ حقوق الغير في نفوسهم.
احترام التقاليد والقوانين الخاصة بالأشخاص والعائلات.
استخدام كلاً من الثواب والعقاب في تعليم الأطفال كيفية إصلاح أخطائهم.

خاتمة قصيرة عن التسامح

التسامح شجرة راسخة في الأرض، جذورها طيبة وتعطي أروع الثمر، وتُريح الأشخاص تحت ظلها، وتهدأ القلوب، التسامح كالحقل المليء بالورد ينشر العطر الفواح بين الناس، ويزيد من الطاقة الإيجابية بينهم، فأينما كان الخير كان التسامح والعفو.
التسامح يدخل للقلوب الحزينة فيعمل على شحنها بالفرح والسرور، ويُزيل عنها الطاقة السلبية، ويمنحها التفاؤل، ويُشعرها بالأمان والبعد عن النزاعات والخصومات، ويغرس الخير في كل مكان.
التسامح والعفو والمغفرة هي من الصفات التي وصفها الله لعباده المؤمنين الصالحين، فله الأثر الجميل والرائع على الإنسان تصرفاته وسلوكه.



881 Views