حوار قصير عن السموم القاتلة

كتابة هدى المالكي - تاريخ الكتابة: 10 ديسمبر, 2021 11:35
حوار قصير عن السموم القاتلة


حوار قصير عن السموم القاتلة، وخاتمة جميلة عن المخدرات، ومقدمة عن المخدرات، وأنواع المواد السامة، نتناول الحديث عنهم بشيء من التفصيل خلال المقال التالي.

حوار قصير عن السموم القاتلة

الصحفي: من أنت؟
الضيف: أنا مدمن ومروج مخدرات لأكثر من عشرين عامًا، أي أن نصف عمري قد ضاع في تعاطي هذه السموم، فعمري الآن (44) سنة، تمكنت من الدراسة حتى الصف الأول ثانوي بعدها نلت دبلوم تقني، تزوجت ثلاث مرات، وزوجتي الأولى توفيت نهاية العام الماضي رزقت منها بولد عمره الآن (24) سنة، ومن زوجتي الثانية لدى بنتان (6 – 8) سنوات، أما الثالثة فلم تنجب وطلقتها بعد عام واحد فقط من الزواج.
الصحفي: متى وكيف دخلت عالم المخدرات؟
الضيف: تعلمت أولًا تدخين السجائر من السلة، وكنت وقتها يافعًا، أدرس بمدرسة الشجرة الابتدائية (4)، وكنا نختلط ببعض الشباب الأكبر منا سنًا وكانوا يتعاطون المخدرات فاقتدينا بهم وبدأنا نقلدهم.
الصحفي: كيف كان شعورك وأنت تدخن المخدرات؟
الضيف: ذات مرة أصر علي أحد افراد الشلة التدخين من سيجارة مخدر كان يدخنها، فأخذتها تحت إصراره، فشعرت بخليط غريب من الأحاسيس المختلفة (سعادة – حس مرهف – ضحك)، ومنذ تلك اللحظة بدأت رحلة إدماني للمخدرات، كنت وقتها في الرابعة عشرة من عمري، بالثانوي العام.
الصحفي: من أين كنت تحصل على ثمن المخدرات وانت طالب؟
الضيف: أحيانًا من مصروفي الخاص، وأحيانًا لا أتناول الإفطار لأشتري بثمنه المخدرات، وعندما لا أجد مالًا لشرائها كنت أقوم ببيع أي شيء بالمنزل – ملابس – وتلك كانت أولى أعراض الإدمان.
الصحفي: وما هي اعراض ادمان المخدرات؟
الضيف: المدمن يفعل أي شيء للحصول على جرعة المخدر، فالمدمن يسرق ويحتال، ويكذب، ويغش ويبيع كل ما تقع عليه عينيه وهذه صفات مشتركة بين كل المدمنين، ومن يعتقد خلاف ذلك فانه كاذب، او يكون جاء من كوكب اخر.
الصحفي: كم سيجارة مخدرة كنت تتعاطاها في اليوم؟
الضيف: كنت ادخن في حدود (15) سيجارة مخدرة يوميا.
الصحفي: وكيف تحولت من مدمن الى مروج للمخدرات؟
الضيف: بسبب شراهتي المبالغ فيها للتعاطي، إذ كنت اتعاطى بشكل يومي في حدود (14 – 15) سيجارة، كما ذكرت لك، وحتى أوفر تكلفة التعاطي قررت دخول عالم الترويج.
الصحفي: من أين كنت تجلب المخدرات؟
الضيف: من المعلمين الكبار بالمدينة.
الصحفي: بأي وسيلة كنت تجلب المخدرات من من منطقة لأخرى؟
الضيف: بالمواصلات العامة.
الصحفي: ألم تحاول الإقلاع عن التعاطي مثل ما توقفت عن الترويج؟
الضيف: صممت على عدم التعاطي، لكنني كنت اتوقف لأيام ثم اعود مرة أخرى.
الصحفي: لماذا لم تلجأ لمراكز علاج المدمنين؟
الضيف: عرضت نفسي من تلقاء نفسي بمستشفى الأمل، وتلقيت علاجًا بواسطة الدكتور وأمضيت شهرًا تحت العلاج من الإدمان وبعدها خرجت متوقفًا عن تعاطي المخدرات لمدة ثلاث سنوات كاملة وأصبحت اعمل في توعية الشباب وتبصيره بمخاطر المخدرات وخطورة ادمانها، من خلال مشاركتي لطبيب نفسي ولكن رغم توقفي عن التعاطي إلا أن الماضي السيئ لايزال يلاحقني.
الصحفي: يقال من يتعاطى المخدرات انسان ضعيف، مهزوز الشخصية، فهل أنت كذلك؟
الضيف: هذا صحيح، كل إنسان يلجأ للمخدرات هو إنسان ضعيف الشخصية لأنه يهرب من مشاكله بالمخدرات ليعيش في عالم الوهم والخيال الكاذب واستغرب أن بعض الشباب عندما اسألهم: لماذا يتعاطون المخدرات يجيبون أنهم واقعون في المشاكل، لكنني أؤكد من خلال تجربتي الطويلة في عالم الإدمان إن المخدرات وهم كاذب، ولن تحل المشاكل، بل تؤزمها وتجلب مشاكل أخرى عديدة، فأنا الآن مصاب بسرطان المعدة بسبب المخدرات واقف عاجزًا عن معالجة نفسي، وضاعت حياتي، وضاع مستقبلي، وأصبحت منبوذًا من المجتمع، حتى ولو تعالجت من الإدمان، وأقول للشباب، المخدرات في بدايتها تعطيك إحساسًا غريبًا محببًا بالسعادة والنشاط، لكن نهايتها الموت البطيء والانسحاب من المجتمع، فالإدمان يبدأ بنصف حبة مخدرة ثم حبتين ثم شريط في اليوم واعرف شبابا يتعاطون (4 – 5) حبات دفعة واحدة فيصابون بهبوط في الدورة الدموية فيموتون وهم نيام، وأكرر، أن الإحباط والفوارق الطبقية، والعطالة والمشاكل ليست مبررًا إطلاقا لتعاطي الشباب للمخدرات، وبالطبع هذا وهم كبير واعتقاد خاطئ.
الصحفي: شكرًا لك ختامًا احذروا المخدرات فإنها سوف تسلبكم أغلى جوهرة منحها الله للإنسان، إلا وهي (العقل).

خاتمة جميلة عن المخدرات

في النهاية أحدثك أيها المدمن هل تعرف ما الذي تفعله بكبدك أو ماذا يفعل كبدك ليبقيك على قيد الحياة وأنت غير أبه لهذه الحياة فأرجوا منك أن تتوقف لكي تنجو بحياتك من التهلكة التي قمت بوضعها بنفسك، ننوه أيضًا في نهاية البحث أن المخدرات من أحد الأسباب التي تجعل الشخص يفقد أحد اطرافه عن طريق البتر بسبب أنها تؤدي إلى إصابته بمرض الغرغرينا، بالإضافة إلى كل الأسباب التي قمنا بذكرها للشخص المدمن هناك سبب ديني قوي يحث المسلم على الكف عن تعاطي هذه المواد المخدرة، فقام الله سبحانه وتعاله بمنع المسلمين من تناول هذه الأشياء المدمرة، ووصفها أنها من أعمال الشيطان حيث ذكر في كتابه الحكيم: بسم الله الرحمن الرحيم” يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون” صدق الله العظيم. كما أوضحنا أن للمخدرات جوانب سيئة كثيرة فإنها تفقد الإنسان أمواله، صحته، وعائلته، ومجتمعه أيضًا فيصبح غير سوي وغير قادر على المعايشة بين البشر.

مقدمة عن المخدرات

خلق الله تعالى الإنسان وميزه عن جميع المخلوقات الأخرى بالعقل والقدرة على الاختيار والتمييز بين الخطأ والصواب والحلال والحرام، وقد جعل الله حفظ النفس من أهم مقاصد الشريعة الإسلامية الحنيفة، ومع ذلك فإننا اليوم نجد بعض الشباب يلقي بنفسه إلى التهلكة ويتجه لإدمان المخدرات والسموم التي تضر بصحته أولًا، ثم تدفعه بعد ذلك لارتكاب مزيد من الآثام والموبقات، مثل السرقة وقد تصل أيضًا في بعض الحالات لارتكاب جرائم أكثر فظاعة مثل القتل وحتى الانتحار، ولذلك فإن الشباب بوجه خاص يجب أن يحافظوا على أنفسهم بالابتعاد عن مثل تلك المواد التي قد تسبب لهم أضرار لا تعد ولا تحصى.

أنواع المواد السامة

1. تعتبر الجمرة الخبيثة احد السموم القاتلة التي يسبب استنشاقها موت الإنسان دون فرصة لإنقده ويستمر مفعول هذا السم لعدة أيام.
2. السيانيد التي تستطيع قتل الإنسان خنقا خلال 20 ثانية فقط.
3. الريسين وهي متواجودة في نبات الخروع، مما يجعل تناول هذا النبات من الاسباب التي تؤدي الى الموت كما ان هذه العشبة اذا ساء إستخدامها تصير من السموم القاتلة.
4. مادة VX والتي تقوم بتدمير الجهاز العصبي والقضاء عل حياة الإنسان، لذا فهي تصنف ضمن المواد المحرم استعمالها دوليا.
5. التربنتين وهي مادة موجود في المواد الخاصة بتلميع الأحذية، بالإضافة إلى نسبة عالية من الرصاص، مما يجعل منها مواد قاتلة وخطيرة.
6. يعتبر سم الفئران والسموم المستخدمة لقتل الحشرات والزواحف من بين أخطر السموم التي نجدها بكثرة حولنا، والتي تتسبب في العديد من حالات التسمم خاصة للأطفال.
7. المورفين ووهي مادة سامة تداخل تحت صنف المخدرات شديدة السمية، والتي لا يمنع تناولها إلا بوصفة من الطبيب المعالج.
8. السجائر والأدخنة التي تنتج عنها، حيث وجد أنها تحتوي على أكثر من 40 ألف نوع من السموم القاتلة، وأشهرها النيكوتين.



588 Views