حوار بين شخصين عن الأخلاق

كتابة حسن الشهري - تاريخ الكتابة: 2 فبراير, 2022 7:01
حوار بين شخصين عن الأخلاق


حوار بين شخصين عن الأخلاق وكذلك سنقوم بذكر حوار بين شخصين عن الصدق، كما سنطرح حوار بين شخصين عن الصلاة، وكذلك سنذكر حوار بين شخصين عن الأمانة، وكل هذا من خلال مقالنا هذا تابعوا معنا.

حوار بين شخصين عن الأخلاق

يوسف: السلام عليكم يا أبي.
الأب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، كيف كان يومك الأول في الجامعة يا يوسف؟
يوسف: الحمد لله يا أبي، تعرفت على بعض الزملاء الجدد الذين قدموا لي يدا العون، وساعدوني في الوصول لقاعة المحاضرات، والحصول على جدول المحاضرات، ولكن.
الأب: ولكن ماذا يا يوسف أهناك ما أزعجك؟!
يوسف: نعم يا أبي، إني أعمل جيداً أن الحياة في الجامعة تختلف عن الحياة التي اعتدت عليها، ولكن عندما وصلت للجامعة، رأيت مشاهد من بعض الطلاب جعلتني أشعر بالصدمة.
الأب: ماذا رأيت؟
يوسف: رأيت بعض الطلاب يتنمرون على طلاب الصفوف الأولى، وأخرين يقومون بالتعرض للفتيات ويقومون بمضايقتهن، وهناك من الطلاب والطالبات من يرتدي ملابس تنافي أعراف مجتمعنا العربي، وتعاليم الدين الإسلامي.
الأب: رغم ما قولته يا يوسف ولكني أشعر بالسعادة.
يوسف: ماذا تقول يا أبي تشعر بالسعادة بعد ما قولته لك!!!
الأب: نعم يا بني، أشعر بالسعادة ليس من أجل ما سردته من مشاهد، فتلك مشاهد تصيب بالحزن، ولكن يا بني ما يجعلني أشعر بالسعادة هو أنك تنكر كل ما رأيت وشاهدت، جعلتني أطمئن أني أنا وأمك قد أحسنا تربيتك، وأن ما زرعناه أنا وأمك فيك من مكارم الأخلاق، ومبادئ الدين الإسلامي لم يضع هباءً.
الأب: هل تعلم يا بني أن الجامعة هي أو اختبار لك في الحياة، فيها تواجهك الواقف التي تبين ماذا كانت أخلاقك ومتعقداتك التي تربيت عليها راسخه، أم ستتغير تلك الأخلاق مع أول موقف واختبار.
يوسف: أطمئن يا أبي فإن تربيتك لي وما زرعته فيا من مكارم أخلاق ستظل دائما درعي الحصين أمام أشد المواقف.
الأب: يا بني إن إنكار المنكر ولو بقلبك علامة على تمسكك بحسن الخلق و تعاليم دينك الإسلامي، فنحن أمة فضّلها الله بالخيرية بين الأمم بسب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال تعالى في كتابه العزيز (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110)) آل عمران، والنبي صل الله عليه وسلم أرشدنا إلى أن الأنكار يكون حتى بالقلب وذلك أضعف الأيمان.
يوسف: الحمد لله يا أبي على نعمة الأخلاق وإنكار المنكر، ولكن يا أبى ماذا سوف يحدث إذا تخلى الناس عن مكارم الأخلاق؟
الأب: الإجابة بسيطة يا يوسف سيتحول المجتمع إلى غابة، الكبير يأكل الصغير، ولا يأمن الشخص على حياته ولا أولاده، فضلاً عن أمواله وأملاكه، ويحضرني هنا قول الشاعر: (وإذا أصيب القوم في أخلاقهم … فأقم عليهم مأتما وعويلا).
الأب: مكارم الأخلاق يا بني هي سلاحنا وحصنا الحصين، إذا أردنا النهوض ببلدنا، ومواجهة أعداءها.
يوسف: وقبل أن يكون حسن الخلق بناء المجتمعات، يكفي أن مكارم الأخلاق هي وسيلتنا لدخول الجنة ومجاورة النبي صل الله عليه وسلم، فقد قال النبي صل الله عليه وسلم : «إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا، وإن من أبغضكم إلي وأبعدكم مني يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون» رواه الترمذي وصححه الألباني.
الأب: عليه أفضل الصلاة والسلام، بارك الله فيك يا يوسف فقد عطرت أفواهنا بالصلاة على النبي، والآن سأترك لتنال قسط من الراحة، وادعوا الله أن يثبتك يا بني على طاعته وحسن الخلق، وأسأله التوفيق لك في دنياك ودينك.

حوار بين شخصين عن الصدق

المعلم: سأترك لكم حرية اختيار الموضوع الذي سنتكلم عنه اليوم، فما الموضوع الذي تودون الحديث فيه؟
أحد التلامذة: يا معلمي لم يعد الكثير منا يتطرق إلى قول الحقيقة، فهل يمكن إخبارنا ما هو جزاء الصادقين وعقاب الكاذبين؟
المعلم: بارك الله فيك يا بني فهذا اختيار حسن، لأن الصدق من أعظم المميزات التي يمكن للفرد أن يلتزم بها.
فقد قال أحد الحكماء أن المؤمن الحق يجب أن يتمسك بالصدق ويتجنب الكذب، حتى إن رأى أن في الصدق هلاكه أو في الكذب نجاته.
التلميذ: هل يمكن أن تذكر لي دليلًا من المصحف الشريف على ذلك؟
المعلم: بالتأكيد، فقد أتى القرآن الكريم بعدة آيات تحث على الصدق وتبين أن الورع يكمن في التحلي به، فقد قال عز وجل في إحدى الآيات” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ”.
واستطرد المعلم شرحه قائلًا: في تلك الآية دلالة على ضرورة التمسك بالصدق لأنها إشارة من الله أن الأفعال التي لا يتواجد فيها الصدق تعد غير كاملة.
التلميذ: وبالنسبة للنصوص النبوية هل أكدت هل ذلك أيضًا؟
المعلم: بالطبع، فقد ذكر رسول الله عدة أحاديث تؤكد أن الصدق مؤداه الجنة والكذب مؤداه النار. فقد قال صلى الله عليه وسلم (عليكم بالصِّدق، فإنَّ الصِّدق يهدي إلى البرِّ، وإنَّ البرَّ يهدي إلى الجنَّة، وما يزال الرَّجل يصدق، ويتحرَّى الصِّدق حتى يُكْتَب عند الله صدِّيقًا).
وبعد أن دار حوار قصير بين شخصين عن الصدق، اختتم المعلم حديثه بسؤال الطالب: ماذا استفدت يا بني من تلك المحادثة؟
التلميذ: تعلمت أن التحلي بالصدق يجب أن يكون في كل أفعالنا وكذلك يجب أن نبتعد عن الكذب لنفوز بأحسن الثواب، وننال رضا الله تعالى.

حوار بين شخصين عن الصلاة

يدور حواراً بين أحد الأبناء المفرطين بأداء الصلاة -هداهم الله-ووالده الذي يحاول نصحه.
الأب: هل عدت للتو من المسجد، بني؟
الأبن: كنت بالعمل حتى الأن، ولم يتسنى لي الذهاب إلى الصلاة.
الأب: إذاً هل قضيت ما فاتك من صلوات طوال اليوم؟
الأبن: ليس بعد لكنني سأفعل عند استيقاظي من النوم فأنا متعب الأن.
الأب: كيف تعلم ان كنت ستستيقظ لتؤديها أم لا؟
الأبن: ألن تكون نيتي كافية إن مت وانا نائم؟ إنما الأعمال بالنيات.
الأب: يا بني إن الصلاة هي أول ما ينظر فيه من اعمال العبد عند الحساب، وإن الله حذر تاركها والمتهاون فيها بالعذاب الشديد فقال الله تعالى: (فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا)(مريم:٥٩)، وقال تعالى: (فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ) (الماعون:٤-٥) وأمرنا الله بأدائها في أوقاتها دون تسويف، وتفضيل أمور الدنيا الفانية عليها في قوله تعالى: (فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا)(النساء:١٠٣).
الابن: لكن أليس العمل عبادة؟ في معظم الأحيان عندما اتأخر بأداء صلاة فانا اكون بالعمل ولا أستطيع تشتيت نفسي بترك العمل في منتصفه حتى أصلي.
الأب: هل يرفض صاحب عملك ذهاب الموظفين إلى الصلاة؟
الابن: لا يفعل.
الأب: إذاً ماذا لو اتى مديرك وطلب منك ترك مهامك الشخصية وفعل شيء آخر؟
الابن: سأنفذ ما أمرني به. الأب: هل من المنطقي أن تخشى رب العمل ولا تخشى ربك ورب صاحب العمل؟
الابن: اجدك يا ابي على حق وإني لأستعين بالله ان يهديني لأداء الصلاة في أوقاتها من الآن.

حوار بين شخصين عن الأمانة

الابن: أمي انظري لقد اخطأ البائع في الحساب وأعطاني الباقي جنيها بدلًا من نصف جنيه يمكنني الآن أن أشتري المزيد من الحلوى وادخار مصروفي.
الأم: كيف تفكر في ذلك الأمر يا صغيري؟ يجب عليك أن تذهب وترد المال للبائع.
الابن: لماذا يا امي هو من أخطأ في حساب المال ويجب عليه أن يتحمل نتيجة الخطأ.
الأم: هل هذه هي الأمانة التي حثنا عليها ديننا الإسلامي وتعلمتها في دروس الاخلاق؟
الابن: وما علاقة ان البائع أخطأ بالأمانة؟ انا لم اسرق شيئًا منه ولم يعطيها لي امانة وصرفتها.
الأم: ليس هذا فقط هو مفهوم الأمانة يا صغيري، الأمانة كلمة صغيرة ولكن لها أنواع عديدة مثل أمانة إعطاء الوعود والأمانة في نقل الكلام بين أشخاص مختلفة.
والأمانة مع الله في طاعته وتنفيذ أحكامه وفرائضه والعمل بكل ما يحبه ويرضيه وغيرها الكثير من الأمثلة للأمانة.
الابن: لم أفكر ابدًا أن للأمانة كل هذه المفاهيم المختلفة.
الأم: ويوجد نوع آخر من الأمانة وهو الأمانة مع النفس أي أن تكون واضح وصريح مع نفسك فلا تغشها أو تخدعها لترضي بشيء تعرف بقلبك أنه خطأ.
مثلما تريدان تفعل وتأخذ نقود لا تخصك بل هي معك بسبب ان البائع أخطأ، أليس كذلك؟
الابن: أجل يا أمي، أنا أسف لم أكن أعلم أن هذا التصرف ليس من الأمانة.
الأم: حسنا ماذا ستفعل الآن بالنقود؟
الابن: سوف أذهب للبائع وأخبره أنه أخطأ في حساب النقود وارد له ماله.
الأم: اذهب يا بني اسأل الله أن يوفقك دائمًا على طاعته والعمل بأوامره وأحكامه.



425 Views