حوار بين التلفاز والحاسوب

كتابة حسن الشهري - تاريخ الكتابة: 13 مايو, 2022 9:56
حوار بين التلفاز والحاسوب


حوار بين التلفاز والحاسوب وكذلك حوار بين الجوال والكتاب، كما سنوضح مناظرة بين الكتاب والتلفاز، وكذلك سنتحدث عن حوار بين الكتاب والتلفاز، وكل هذا من خلال مقالنا هذا تابعوا معنا.

حوار بين التلفاز والحاسوب

التّلفاز: أنا أفضل منك أيّها الحاسوب
الحاسوب: ماذا تقول يا هذا؟ أنا أفضل منك بكثير.
التّلفاز: ماذا؟ فيما أنت أفضل منّي؟
الحاسوب: ما رأيك لو يظهر كلّ منّا إيجابياته وبعدها نقرّر من هو الأفضل؟
التّلفاز: نعم هيّا نقوم بذلك أنا التّلفاز أعتبر من أهمّ وسائل الاتّصالات التي توجد في جميع البيوت والأماكن و من الصّعب الاستغناء عنّي في كثيرٍ من الأمور، مثل مشاهدة مباراةٍ ما، أو متابعة الأحداث حول العالم، أو حتّى متابعة الأفلام والبرامج المختلفة بانتظام، كذلك أعدّ وسيلةً من وسائل التّعلم، فتوجد العديد من القنوات التّعليمية والأخلاقيّة سواءً للأطفال أو الكبار، وتوجد بشكلٍ خاصٍّ قنواتٌ تعليميّةٌ للأطفال تعرض برامج تمزج بين التّسلية والتّعليم في آنٍ واحدٍ.
إنّي من وسائل التّرفيه المتاحة ورخيصة الثّمن
أمكِّن النّاس من الاطّلاع المستمرّ على الأحداث الجارية حول العالم.
تزيد بعض برامجي من وعي المرء بالعالم من حوله، كما تزيد من معرفته وثقافته.
الحاسوب: دعني أقول لك لما أنا أفضل منك إنّ لي أهميّةً كبيرة في مجال التّعليم فأنا أساعد التّلميذ في إنجاز البحوث والتّقارير وجمع المعلومات وتخزين البيانات والعلامات و أنا أيضا وسيلة للتّصفح والتّواصل الاجتماعي ومعرفة الأخبار الخاصّة بدول العالم أجمع من خلال شبكة الإنترنت.
أستخدم كذلك كوسيلة للتّرفيه والتّسلية ومشاهدة الأفلام والمسلسلات والبرامج المفضّلة.
أستخدم في الحسابات وحفظ البيانات والتّحليل في البنوك والمراكز التجارية والمحلّات و في المطارات، وشركات السّياحة والسّفر ومواعيد الرّحلات، وقوائم المسافرين و أستخدم في المستشفيات والعيادات والمراكز الصّحية ويمكن كذلك استخدامي في إجراء العمليّات الجراحيّة يقوم المهندسون باستخدامي لعمل التّصاميم والمخطّطات والبرمجة بكافّة أنواعها.
التّلفاز : ولكن رغم أنّ تقديم المعلومات غير المحدودة واحدة من مميزّاتك، إلّا أنّها بالمقابل قد تتسبّب في التّقليل من إبداع الأشخاص؛ فعندما يكون كلّ شيء متاحاً ويُمكن الوصول إليه بشكلٍ سهل وسريع لا يوجد حاجة للإبداع و لبذل المجهود والمطالعة وجمع المعلومات لإنجاز البحوث التي تطلبها المدرسة
كما أن وسائل التّرفيه التي تقدّمها من شأنها أن تتسبّب في إدمان مستخدميها؛ مما يؤدّي إلى قضائهم المزيد من الوقت دون القيام بأيّ شيء مفيد أو منتج.
يضيع الأشخاص الكثير من أوقاتهم على الإنترنت، وقد يقوم الأطفال بإهمال دراستهم لأنّهم قضوا الكثير من وقتهم أمام الحاسوب وحتّى كبار السنّ يمكن أن يهملوا أعمالهم المهمّة، ويجعلهم فاشلون في تطوير مهاراتهم في التعامل مع الآخرين، ويضرّ عيونهم، ويشكل ضغطاً على الرّقبة والكتفين، ويمكن أن يُسبّب ذلك مشاكل للأطفال تستمر مدى الحياة، كما أنّ ألعاب الإنترنت المحتوية على محتوى عنيف تؤثّر بشكلٍ سلبي على الأطفال وستجعلهم أكثر عنفاً.
الحاسوب: أنظروا من يتحدّث ألا تحتوي بعض قنواتك على مشاهد من العنف، والجريمة، والأمور التي تؤثر سلباً على عقول الأطفال؟
من الممكن أن تكون مشاهدتك مضيعةً للوقت خاصةً إذا لم يكن هناك برنامجٌ محدّدٌ يودّ أن يشاهده المرء فينتهي به المطاف إلى تضييع وقته في التقليب بين القنوات، بدلاً من القيام بنشاطٍ بدنيٍ، أو القراءة، أو إنجاز العديد من الأعمال الأخرى والواجبات المنزليّة، أو إثراء الهوايات وما إلى ذلك.
التلفاز: أتعلم؟ أرى أن كل منا مفيد و أن الجدال لن يجدي فكلانا مهم وسنبقى كذلك.
الحاسوب: كلامك صحيح علينا التّوقّف عن الشّجار لأنّ لكلّ منّا فوائده و أضراره، وكلّ منّا يرى نفسه شيئا عظيما أهميتنا تبقى رهينة استعمال الإنسان.
التلفاز: نعم فإذا أحسن الإنسان استعمالنا فإنّنا نفيده أما إذا أساء التصرف فإننا نضرّ به وبصحّته

حوار بين الجوال والكتاب

كان الكتاب جالسًا في زاوية مكتبة منزلية بائسة كادت تختفي في التراب، وفجأة شعرت بشعاع من الضوء ينزل عليها. شعر بالفرح وسأل: ما هذا النور ربما زائر، وفي ذلك الوقت ظهر الضوء بشكل أوضح حتى يتمكن الكتاب من التعرف على مصدره، فقال: آه .. إنه الموبايل، لكن لماذا وضعه صاحبه بجانبي وتركه.
نظر إليه الهائل بفخر، “لا أعرف لماذا أتيت إلى هذا المكان المظلم!” : إنه ألمع مكان في العالم، هاتف ضعيف متعجرف
الموبايل غاضب وقال: أنا لست ضعيف ألم تنظر إلى مظهري الجميل الساطع وما هو نوره هل تتحدث عنه وأنت هنا في مكان لا يرى النور.
تحرك الكتاب قليلًا وهو يتنهد: إذا فتحت هذه الصفحات التي احتفظت بها بين ذراعي لآلاف السنين؛ ستعرف من أين يأتي الضوء؛ إنه نور المعرفة الذي لا يمكن تحقيقه إلا من خلال القراءة.
ضحك الهاتف وقال بصوت ساخر: من الواضح أنك لا تعرف أن البشر قد استغنى عنك، أيها الأحمق، مليء بكل ما يريدون حتى القراءة.
تماسك الكتاب معًا متسائلاً: هل كل المعلومات الموجودة في جميع الكتب التي لديك، هاتف.
أجاب الهاتف بقلق: نعم .. بالتأكيد كل المعلومات التي لدي.
قال الكتاب: لا أعتقد ذلك، وسوف تؤكد ذلك بنفسك قريبًا، لكن أخبرني هل لديك القدرة على الاحتفاظ بكل شيء دون أن تفقده في أي وقت.
أجاب على الهاتف بصوت متردد: نعم، لا يخفى عليّ شيء.
فجأة اهتز الهاتف قائلاً بخوف: يا إلهي! ماذا يحدث بداخلي!
ضحك الكتاب وقالوا، “يبدو أنك تفقد كل ملفاتك الآن، أيها الهاتف الجاهل؛ من السهل على التكنولوجيا محو ما أدخلته في لحظة، وأنت لست الطريقة السهلة أو الممتعة للقراءة؛ لقد تسببت في ذلك. ضعف البصر
فبدأت الحركة المتنقلة تهدأ شيئًا فشيئًا، ثم قال: أنتم محقون أيها الكتاب كان هناك إعادة تأهيل قسري لجميع المحتويات التي كنت أحملها.
وأثناء تلك المحادثة؛ اتصل بصاحب الهاتف المحمول وخذ الكتاب. ثم يمسح الأوساخ من فوق ويفتحها ليستفيد من بعض محتوياتها في أحد الأبحاث المطلوبة منه ابتسم الكتاب بسعادة أثناء النظر إلى الهاتف المحمول، ثم نظر الهاتف إلى نفسه، وكان مفصولًا تقريبًا عن الحياة نتيجة لضعف البطارية: ها أنا ذا الآن وسيظل الظلام بعد فترة وجيزة، حقًا، ستفوز بالكتاب.

مناظرة بين الكتاب والتلفاز

الكتاب : إني أنا الكتاب، ألفني الكّتاب، لأغذي الألباب، بالعلوم والعجاب، فأقبلوا
ياصحاب.
التلفاز: إن تنادي ياصديق، فإن صدرك سيضيق، وقد تصاب بجفاف الريق، فصوتك أصبح كالنعيق.
الكتاب: ومن تكون يا هذا، يا من بكلامك تتمادى، وعلى الكتاب تتجافى.
التلفاز: وهل هناك من لا يعرفني؟ هل هناك من يجهلني؟ أنا صديق الناس، ومشغل الإحساس، فبرامجي كالمساج تريح مختلف الأجناس، فأنا أنا ..~ أنا التلفاز.
الكتاب: لا والله ياتلفاز …~
~.. فلقد خدعت البشر، وأعميت البصر، فنسوا المفيد من الكتب ما ينار به العقل، وتاهو وراءك يا أداة الشر، ياجالب الضرر.
التلفاز : ولكن قراءك قلل، تصيبهم بالعلل، وتشعرهم بالملل إلا القلة من البشر.
الكتاب: أبداً ..~أبدا فمنذ أقدم العصور، من عهد الديناصور، كنت
أنير العقول بالعلوم و الفنون، وأنقلها عبر القرون، والهضاب والسهول، و أجوب بها هذا
الكون المعمور، والناس في ديارهم جالسون.
التلفاز: لعل ما قلت صحيح، لكنك تعلم يا فصيح، أنني عندما أصيح ، الكل يسرع كالريح، ليشاهد المليح والقبيح، ويجلس على كرسيه المريح، إلى أن تسمع الديك يصيح.
الكتاب: إني لأعرف ما تبث من ضرر، وما أفظعها من صور، تهدم معاني الفكر، وتنقل حضارة الغجر، وكل أهداف الكفر، علمتهم شرب الخمر، ترك الحجاب ونزع الستر، معاني الرذيلة
لمواكبة العصر…~
التلفاز: ربما قد أصبت، لكني قد رأيت البشر يسعون لجلبي إلى البيت، مهما زاد سعري وغليت، وأنت حتى لو أمامهم ظهرت، فلن يشتريك لا الولد ولا البنت،حتى لو رخصت وبنصف قرش صرت، فلن يشتروك قط.
الكتاب: هجرني الكثير، وصحبني القليل، ولكني مازلت أهدي العلم المنير، لكل عقل فهيم، وإن كان التلفاز قد أغوى بعض الناس و أبعدهم عن الكتاب، فعلهم يهتدون وإلى الصواب.
يرجعون، وعن مصلحتهم يبحثون، والسلام على المحسنين، والحمد لله رب العالمين.

حوار بين الكتاب والتلفاز

الكتاب: منذ أن اهتدى الإنسان إلى نور العلم وقد كنت أنا وسيلته الأساسية والمفضلة في تحصيل العلم والمعرفة قبل أن تظهر أيها التلفاز وتجعل فئة كبيرة من الأشخاص يعزفون عن القراءة يجلسون أمامك لساعات طويلة دون فائدة.
التلفاز: كلامك يعتريه العديد من المعلومات التي تفتقر إلى الدِّقَّة أيها الكتاب، ألا تعلم إنني من ظهرت كنت ولا أزال الوسيلة التي يُمكنها أن تجتمع أفراد الأسرة في مكان واحد، لمشاهدتي، وإنني قادرًا على أن آتي لهم بكل أنواع العلم والمعرفة بشكل مرئي ومسموع؟
الكتاب: تمهل أيها التلفاز، وقل لي بهدوء، ألا تدي أنت أن العلماء الذين قد تمكنوا من اكتشافك قد اعتمدوا على الكتب للحصول على المعرفة العلمية التي قد قادتهم إلى ابتكارك؟ إذًا عليك أن تُقر بأنه لولا وجود الكتاب، لما كان لك أن تكون موجودًا الآن.
التلفاز: نعم أعترف بذلك، ولكن لا بُد أن تدرك أنت أيضًا أن لكل عصر أدواته، وفي هذا العصر أصبحت أنا أكثر منك استخدامًا، وسوف شاهدت ذلك بنفسك حينما وجدت الكثير من الناس يفرون منك ويتجمعون حوالي في كافة الأوقات.
الكتاب: إن أمرك غريب يا عزيزي؛ أنت لا ترى سوى المميزات فقط إن عدّناها مميزات كاملة، ولكن لماذا لا تتحدث عن السلبيات؟ ألا تُلاحظ أنك كنت عاملًا كبيرًا في تعليم الأشخاص السلوكيات الخاطئة والأخلاق السيئة.
التلفاز: نعم صحيح، ولكني لا آتي بالسلوكيات الخاطئة وأُجبر الأفراد على متابعتها، فإنني اٌقدم المفيد والنافع مع السلبي، ولكن لكل فرد حرية الاختيار، ولكن دعني أسألك؛ ألا يُوجد كُتب تم إعدادها من أجل تعليم الأفراد السلوكيات الشاذة والمنحرفة والخاطئة؟
الكتاب: أتفهم ما تقصده؛ دعنا من أسلوب رمي الاتهامات دون تمعن؛ ونعم فإنني أيضًا امتلك كتبًا جيدة وأخرى سيئة، ولكن رؤية السلوك الخاطئ والاستماع إليه أشد وقعًا وتأثيرًا في النفس من مجرد قراءتها في كتاب.
التلفاز: الغرض من شاشتي وهدفي هو تنوير الأفراد ونشر الوعي والثقافة فيما بينهم، أما الجوانب السلبية فهي من فعل الإنسان ويس من فعلي أنا، كما الكتب السيئة تمامًا.
الكتاب: عزيزي التلفاز؛ لما لا نصل إلى نقطة اتفاق حقيقية بأنا لكل مننا أهميته التي لا يُمكن للبشر الاستغناء عنها كليًا، وإنني أنصح الأفراد بضرورة العودة إلى الكتاب لما للقراءة من تأثير مهم على تنمية شخصية الفرد إلى جانب مشاهدة التلفاز، بحيث لا يطغى أي نشاط على الآخر، ألا تتفق معي؟
التلفاز: كنت أتمنى بالفعل أن نصل إلى نقطة اتفاق، وها نحن قد وصلنا بفضل الله، أتفق معي عزيزي الكتاب، وأؤكد على أن لكل منها دوره الهم في الحياة، لقد استمتعت بالحوار معك، شكرًا لك.



466 Views