حكم الحب قبل الزواج إسلام ويب

كتابة مها العتيبي - تاريخ الكتابة: 13 يناير, 2021 6:44 - آخر تحديث : 21 ديسمبر, 2022 10:17
حكم الحب قبل الزواج إسلام ويب


حكم الحب قبل الزواج إسلام ويب وماهي اهم فوائد الحب ومفهوم الحب في الاسلام سنتعرف على كل ذلك في هذه السطور التالية.

حكم الحب قبل الزواج إسلام ويب

فالحب قبل الزواج لا يخلو من أمرين:
الأول:
أن لا يكون للإنسان كسب فيه ولا يسعى إليه كأن يسمع رجل بامرأة أو يراها نظر فجأة فيتعلق قلبه بها، فإن اتقى الله تعالى، ولم يدفعه هذا التعلق إلى طلب شيء محرم من نظر أو مراسلة أو مواعدة، وسعى إلى الارتباط الحلال بهذه المرأة عن طريق الزواج كان مأجوراً مثاباً على صبره وعفته وخشيته وتقواه.
والثاني: أن يكون هذا الحب واقعا باختيار الإنسان وسعيه وكسبه: كحال من يتساهل في النظر إلى النساء، والحديث معهن ومراسلتهن، وغير ذلك من أسباب الفتنة، فلا مرية في أن هذا الحب لا يبيحه الإسلام ولو كان في النية إتمام هذا الحب بالزواج.
فالنظر المحرم، والخلوة المحرمة، والمواعدة الآثمة لا يبيحها نية الزواج، ومن طلب توفيق الله تعالى في زواجه لم يبنه على الحرام الذي يوجب غضب الرب وسخطه.
الحب الذي ينتهي بالزواج هل هو حرام ؟
أولاً : العلاقة التي تنشأ بين الرجل والمرأة الأجنبية عنه ، ويسميها الناس ” الحب ” هي مجموعة من المحرمات والمحاذير الشرعية والأخلاقية .
ولا يستريب عاقل في تحريم هذه العلاقة ، ففيها : خلوة الرجل بالمرأة الأجنبية ، ونظره إليها ، والكلام المليء بالحب والإعجاب مما يثير الغرائز ويحرّك الشهوات . وقد تصل هذه العلاقة إلى ما هو أعظم من ذلك . كما هو واقع ومشاهد الآن .
ثانياً :
أثبتت الدراسات فشل أكثر الزيجات المبنية على علاقة حبٍّ مسبق بين الرجل والمرأة ، بينما نجحت أكثر الزيجات التي لم تُبْنَ على تلك العلاقة المحرمة في الغالب ، والتي يسميها الناس “الزواج التقليدي” .
ففي دراسة ميدانية لأستاذ الاجتماع الفرنسي سول جور دون كانت النتيجة :
“الزواج يحقق نجاحاً أكبر إذا لم يكن طرفاه قد وقعا في الحب قبل الزواج”.
وفي دراسة أخرى لأستاذ الاجتماع إسماعيل عبد الباري على 1500 أسرة كانت النتيجة أن أكثر من 75 % من حالات الزواج عن حب انتهت بالطلاق ، بينما كانت تلك النسبة أقل من 5% في الزيجات التقليدية – يعني : التي لم تكن عن حبٍّ سابق .
ويمكن ذكر أهم الأسباب التي تؤدي إلى هذه النتيجة :
1- الاندفاع العاطفي يعمي عن رؤية العيوب ومواجهتها ، كما قيل : “وعين الرضا عن كل عيب كليلة” . وقد يكون في أحد الطرفين أو كلاهما من العيوب ما يجعله غير مناسب للطرف آخر ، وإنما تظهر تلك العيوب بعد الزواج .
2- العاشقان يظنان أن الحياة رحلة حب لا نهاية لها ، ولذلك نراهم لا يتحدثان إلا عن الحب والأحلام .. إلخ ، أما المشكلات الحياتية وطرق مواجهتها ، فلا نصيب لها من حديثهم ، ويتحطم هذا الظن بعد الزواج ، حيث يصطدمان بمشكلات الحياة ومسؤولياتها .
3- العاشقان لم يعتادا على الحوار والمناقشة وإنما اعتادا على التضحية والتنازل عن الرغبة ، إرضاءً للطرف الآخر ، بل كثيراً ما يحصل بينهما خلاف لأن كل طرف منهما يريد أن يتنازل هو ليرضي الطرف الآخر ! بينما يكون الأمر على عكس ذلك بعد الزواج ، وكثيراً ما تنتهي مناقشاتهم بمشكلة ، لأن كل واحد منهما اعتاد على موافقة الطرف الآخر على رأيه من غير نقاش .
4- الصورة التي يظهر بها كل واحد من العشيقين للآخر ليست هي صورته الحقيقية ، فالرفق واللين والتفاني لإرضاء الآخر .. هي الصورة التي يحاول كل واحد من الطرفين إظهارها في فترة ما يسمى بـ “الحب” ، ولا يستطيع الاستمرار على هذه الصورة طول حياته ، فتظهر صورته الحقيقية بعد الزواج ، وتظهر معها المشكلات.
5- فترة الحب مبنية غالباً على الأحلام والمبالغات التي لا تتناسب مع الواقع بعد الزواج . فالعاشق يَعِدها بأنه سيأتي لها بقطعة من القمر ، ولن يرضى إلا أن تكون أسعد إنسانة في الدنيا كلها .. إلخ . وفي المقابل .. هي ستعيش معه في غرفة واحدة ، وعلى الأرض وليس لها أية طلبات أو رغبات ما دامت قد فازت به هو ، وأن ذلك يكفيها !! كما قال قائلهم على لسان أحد العاشقين : “عش العصفورة يكفينا” ، و “لقمة صغيرة تكفينا” و “أطعمني جبنة وزيتونة” !!! وهذا كلام عاطفي مبالغ فيه . ولذلك سرعان ما ينساه الطرفان أو يتناسياه بعد الزواج ، فالمرأة تشتكي من بُخل زوجها ، وعدم تلبيته لرغباتها ، والزوج يتأفف من كثرة الطلبات والنفقات .
فلهذه الأسباب – وغيرها – لا نعجب إذا صرّح كل واحد من الطرفين بعد الزواج بأنه خُدِع ، وأنه تعجل , ويندم الرجل على أنه لم يتزوج فلانة التي أشار بها عليه أبوه ، وتندم المرأة على أنها لم تتزوج بفلان الذي وافق أهلها عليها ، غير أنهم ردوه تحقيقاً لرغبتها !
فتكون النتيجة تلك النسبة العالية جداً من نِسب الطلاق لزيجات كان يظن أهلها أنهم سيكونون مثالاً لأسعد الزيجات في الدنيا !!!
ثالثاً :
وهذه الأسباب السابق ذكرها أسباب حسية ظاهرة ، يشهد الواقع بصحتها ، إلا أننا ينبغي ألا نُهمل السبب الرئيس لفشل تلك الزيجات ، وهو أنها أقيمت على معصية الله – فالإسلام لا يمكن أن يقرّ تلك العلاقة الآثمة ، ولو كانت بهدف الزواج – ، فكان العقاب الرباني العادل لأهلها بالمرصاد . قال الله تعالى : ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً ) طـه/124 . المعيشة الضيقة المؤلمة نتيجة لمعصية الله والإعراض عن وحيه .
وقال تعالى : ( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ) الأعراف/96 ، فالبركة من الله جزاء على الإيمان والتقوى ، فإذا عدم الإيمان والتقوى أو قلّ ، قلّت البركة أو انعدمت .
وقال الله تعالى : ( مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) النحل/97 ، فالحياة الطيبة ثمرة الإيمان والعمل الصالح .
وصدق الله العظيم إذ يقول : ( أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ _ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) التوبة/109 .
فعلى من كان زواجه على هذا الأساس المحرم أن يسارع بالتوبة والاستغفار ، ويستأنف حياة صالحة قوامها الإيمان والتقوى والعمل الصالح .

كيف يختلف الحب قبل الزواج وبعده؟

المقارنة بحب الروايات:
تتعلّق بعض النساء بالروايات والأفلام والمسلسلات فيعتقدن أنّ ما يقرأنه ويشاهدنه موجود في الحقيقة وعلى أرض الواقع بالفعل، كما تعتقد الفتاة بأنّ هناك من يسمّى فارس الأحلام لكن ذلك ليس صحيحاً إطلاقاً فمهما كان الزوج مثالياً فإنه ليس كاملاً وفارساً لتحقيق كافة أحلامها كأبطال الروايات. لذا بعد الزواج تكتشف أنّ الحب يصبح مختلفاً عن السابق.
عدم فهم واقع الزواج!
أحياناً تكوّن المرأة فكرة خاطئة عن الزواج فتعتقد أنّ الحياة ستكون جميلة جداً وكلها حب وعشق لكن في الحقيقة تتخلّل الحياة الزوجية أمور أخرى أكثر عمقاً، كما أنّ من المنطقي أن يتسلّل الملل والبرود إلى الحياة الزوجية من حين لآخر، وهنا يجب أن يسعى الزوجان لمحاربة هذا الروتين. وهذا ما يجعل الحب يختلف من مرحلة لأخرى في الحياة الزوجية.
عدم توقّع ضغط المسؤوليات!
إنّ عدم فهم الحياة الواقعية للأزواج قد يجعل الشريكين لا يتوقّعان هذا الكم من ضغط المسؤوليات فالحياة الزوجية هي حياة مليئة بالمشاكل اليومية التي تحتاج الى قرار وتصرّف وعناء وهذا ما يفرض على الزوجين البُعد عن الجو العاطفي الرومانسي ما يجعل الحب مختلفاً قبل الزواج وبعده.
عدم فهم طريقة الرجل في الحب:
إنّ الرجل له أسلوب خاص في الحب بشكل مختلف عن أسلوب المرأة التي تعتقد أنّه سيكون بصورة معينة بعد الزواج فتنصدم بالواقع حينما تلامس اختلاف طريقة حبّه، فالرجل قد لا يبوح لزوجته بكلمات الحب دائماً أو ينهمك بالعمل والواجبات الأسرية وكيفية توفير متطلبات الحياة فتعتقد الزوجة أنّ الشريك لم يعد يحبها كما في السابق وتشعر بفراغ أو ببرود عاطفي لكن في الحقيقة يكون ما زال يحبها لكن اختلفت طريقته في الحب بعد الزواج.
التقدم في السن:
إنّ التقدم في السنّ يفرض على الإنسان طريقة جديدة في الحب فكلما كبر الرجل أو المرأة تغيّر أسلوب حبهما وطريقة تعبيرهما العاطفي وهذا بسبب النضج العقلي.

أسس الزواج الناجح

السّخاء في المشاعر
لا تكون بخيلًا بمشاعرك، يجبُ أن تتصالحُ مع مشاعركَ أن تقول دائماً ما تحبُّ أَنَّ تسمعهُ من شريك حياتك، أخبره بأنَّه عزيز عليك، أخبَّرهُ بأنَّك لا تستطيع العيش من دونه، أخبره بأنَّك محظوظٌ به، أوقد شعلة الحُبٍ وأشعل نيرانُ شريك حياتك بالكلمات التي تغذي روحه الميتة ، يجب أن تقل له كم أنَّك تحبه، فلا تكن ضعيفًا أو جبانًا، فإنَّ الجبناء هم من لا يعترفون بمشاعرهم خوفاً من أنفسهِمِ، أو من الآخرين فيموتون قبل أوانهِمِ.
الاتفاق
يجب أن تتَّفقُ أنت وشريك حياتك على خطوط عريضةٍ بحياتك الزَّوجِيَّةِ، وماذا تريدانِّ وكيفيَّة تنظيم حياتك العائلية مع أولادكم وكيفية العلاَّقات التي تكون مع الأصدقاءِ والجيران، فقبل أَنَّ يُسأل هي أسس الزَّواج النَّاجِح ، لابد لنا من الاِتفَاقِ
التغافل
لعل من أهمِّ أسس النُّجاح الزَّواج هو التَّغافل عن زلات وأخطاء الشَّريك الأخر، وذلك بعدم مراجعته بكل تصرُّفٍ وفعل يقوم به، أو بقول يقوله؛ لِأَنَّ النَّاس مجبولون على الوقوع في الزلات فإنَّ ترصّد أحدهم بالأخر بكل زلَّة يقوم بها فإنّه يتعب نفسه وغيره، وقد يخسر كلُّ من حوله بسبب التدقيق بكل كبيرةً وصغيرةً، ولا ننسى أَنَّنا بشر والبشرُ يخطِئُون
معرفة صفات شريك الحياة
يقصد بمعرفةِ صفَّات شرِيِك حياتك في الزَّواج هو أن تقوم باختيار الصفَّات التي تحب أن تكون موجودة به وترغب به حتى لا تشعر بالنقص أو بالتعاسة، لأنَّ الأشخاص الذين يقومون بالاختيار بناءً على رغبة الآخرين ورأيهم وقناعاتهم، يقعون ضحيَّة سوءِ الاختيار، فينتِجُ بعد الزَّواج الخيانات المتكررة، ويلجأُ إلى البحث عن شريك آخر، وغير شعوره الدائم بأنَّه إساءة الاختيار ولم تكن رغبته، بما يؤدّي إلى فتور العلاقة وكثرة الخلافات على صغائر الأمور والوقوف على أدنى المواقف، ومثل ذلك من يرغب في الارتباط بفتاة بيضاء البشرة أو سمراء، ومن يُفضل طويلة دون القصيرة، المثقفةَ أو غير المثقفة.
الاحترام من أسس الزَّواج النَّاجح
الاِحترام المتبادل بين الزَّوجينِ في علاَّقاتهم، وتقديرَّ كل منهم إلى أخر من غير إنقاصِ قدر الآخر، وخاصَّة أمام الآخرين مثل الأفراد العائلة الزَّوج أو عائلة الزَّوجة، فلابدٌ أن تبنى الحياة الزوجِية على الاحترام المتبادل سواء أثناءِ المناقشة أو الحوار، ومهما كان وجهة النَّظر الأخرى سواء أكانت صحيحةً أو خاطئةً، فيجب توضيح وجهة نظرك ولكن مع الأخذ بعين الاعتبار مشاعر الآخر، وعدم محاولة الاستخفاف بما لُدِيِه وما يعرفهٌ.
الاهتمام
اللمسة الحانيةُ هو كلُّ ما يحتاجه الآخر، فلا تبخل عليه، ولو بكلمةً طيبةً، فإنّ ممّا يؤدّي إلى تدمير العلاَّقة الزَّوجِية، المَلَلِ من الحديث الذي يقوله الآخر، أو عدمُ الأخذ بما يقوله بعين الاعتبار، أو عدم الاهتمام به في حالةٍ تعرِّضه لوعكة صحية، أو عدم الاهتمامِ بما يُهمه.



968 Views