حضارة الاندلس الاسلامية

كتابة omar albasha - تاريخ الكتابة: 28 يوليو, 2019 1:48 - آخر تحديث : 6 فبراير, 2022 1:56
حضارة الاندلس الاسلامية


حضارة الاندلس الاسلامية سنتعرف من خلال هذه المقالة على كل مايخص حضارة الاندلس الاسلامية وماهو تاريخ الاندلس في كل مراحله .

الأنْدَلُس

المعروفة أيضًا في الخطاب الشعبي الغربي خُصوصًا والعربي والإسلامي أحيانًا باسم «إسپانيا الإسلاميَّة» أو «أيبيريا الإسلاميَّة»، هي إقليمٌ وحضارةٌ إسلاميَّة قروسطيَّة قامت في أوروپَّا الغربيَّة وتحديدًا في شبه الجزيرة الأيبيريَّة، على الأراضي التي تُشكِّلُ اليوم إسپانيا والپرتغال، وفي ذُروة مجدها وقوَّتها خلال القرن الثامن الميلاديّ امتدَّت وُصولًا إلى سپتمانيا في جنوب فرنسا المُعاصرة. غير أنَّ التسمية عادةً ما يُقصد بها فقط الإشارة إلى الأراضي الأيبيريَّة التي فتحها المُسلمون وبقيت تحت ظل الخِلافة الإسلاميَّة والدُويلات والإمارات الكثيرة التي قامت في رُبوعها وانفصلت عن السُلطة المركزيَّة في دمشق ومن ثُمَّ بغداد، مُنذ سنة 711م حتَّى سنة 1492م حينما سقطت الأندلس بيد اللاتين الإفرنج وأُخرج منها المُسلمون، علمًا أنَّه طيلة هذه الفترة كانت حُدودها تتغيَّر، فتتقلَّص ثُمَّ تتوسَّع، ثُمَّ تعود فتتقلَّص، وهكذا، استنادًا إلى نتائج الحرب بين المُسلمين والإفرنج.

تاريخ الأندلس

الأندلس هو الاسم الذي أطلقه المسلمون على شبه جزيرة أيبيريا عام 711م. بعد أن دخلها المسلمون بقيادة طارق بن زياد وضمّوها للخلافة الأموية واستمر وجود المسلمين فيها حتى سقوط مملكة غرناطة عام 1492.

مرحلة ما قبل فتح الأندلس

حقّق المسلمون تقدّماً واسعاً في شمال أفريقيا، ووصلوا إلى المغرب الأقصى (يقابل ما يُعرف اليوم بالمملكة المغربية) المواجه لشبه جزيرة أيبيريا. وذلك في عهد الوليد بن عبد الملك (86-96هـ). ثم استُبدلَ القائد حسان بن النعمان ، والي أفريقيا وفاتحها ، عام (85هـ)، بموسى بن نصير الذي توجّه من مصر إلى القيروان مصطحباً أولاده الأربعة الذين كانت لهم أدوار مهمة في التوسعات.
شرعَ موسى بتثبيت الدين الإسلامي في الأمازيغ وقام بمعالجة نقاط الضعف التي واجهت المسلمين هناك، فقرّر العمل على تقوية البحرية الإسلامية، وجعل القيروان قاعدة حصينة في قلب أفريقيا، واعتمد سياسة معتدلة ومنفتحة تجاه البربر مما حوّل معظمهم إلى حلفاء له ، بل دخلوا في الإسلام وأصبحوا فيما بعد عمادَ سقوط [[إس بانيا]] و البرتغال أو كما تسمى قديما الأندلس في يد المسلمين بقيادة طارق بن زياد ، واستكمل موسى التوسع في شمال أفريقيا وتأمين المنطقة درءاً لتمرّدٍ قد ينشأ ضد السيادة الإسلامية.

الفتح الإسلامي للأندلس

في عهد الدرنات بين عامى (92 – 93 هـ) في الخلافة الأموية وفي عام 711 م أرسل موسى بن نصير القائد الشاب طارق بن زياد من طنجة مع جيش صغير من البربر والعرب يوم 30 أبريل 711، عبر المضيق الذي سمي على اسمه، ثم استطاع الانتصار على القوط الغربيين وقتل ملكهم لذريق (Roderic or Rodrigo) في معركة جواداليتي في 19 يوليو 711. أو معركة وادي برباط في 28 رمضان 92 هجري.
وظلت الأندلس بعد ذلك خاضعة للخلافة الأموية كإحدى الولايات الرئيسة، إلى أن سقطت الخلافة الأموية سنة (132هـ)، واتجه العباسيون إلى استئصال الأمويين. وتمكن عبد الرحمن بن معاوية -عبد الرحمن الداخل- أن يفلت من قبضة العباسيين، فهرب إلى أخواله في الشمال الإفريقي، وأقام عندهم فترة من الزمن، ثم فكر في دخول الأندلس ليبتعد عن العباسيين، فراسل الأمويين في الأندلس.
بحلول عام 718 استولى المسلمون على معظم أيبيريا عدا جيباً صغيراً في الركن الشمالي الغربي حيث أسس النبيل القوطي بيلايو مملكة أستورياس في العام نفسه 718. واستطاع بيلايو الدفاع عن مملكته في وجه المسلمين في معركة كوفادونجا عام 722.واستمر موسى ابن النصير في محاولاته لفتح الأندلس.

التوسع الإسلامي

واصل المسلمون التوسع بعد السيطرة على معظم أيبيريا لينتقلوا شمالاً عبر جبال البرنييه حتى وصلوا وسط فرنسا وغرب سويسرا. هـُزم الجيش الإسلامي في معركة بلاط الشهداء (بواتييه) عام 732 أمام قائد الفرنجة شارل مارتل. محاولة السيطرة على البرتغال: أرسل القائد موسى بن نصير إلى ابنه عبدالعزيز ليستكمل الغزوات في غرب الأندلس حتى وصل إلى لشبونة.

مظاهر الحضارة الإسلامية في الأندلس

كان للأندلس دور كبير في التأثير على أوروبا والممالك المجاورة لها، وعند قيام الدولة الأموية في الأندلس كان يقصد قرطبة العديد من أبناء أوروبا لطلب العلم. وقد دام الحكم الإسلامي للأندلس قرابة 800 سنة. وفي العصر الحاضر لا تزال منطقة جنوب إسبانيا تعرف باسم الأندلس وتعتبر إحدى المقطاعات التي تشكل إسبانيا الحديثة وتحتفظ بالعديد من المباني التي يعود تاريخها إلى عهد الدولة الإسلامية في الأندلس، وتحمل اللغة الإسبانية كثيراً من الكلمات التي يعود أصلها إلى اللغة العربية.
وقد قارن الطبيب الأمريكي ‏المؤرخ فيكتور روبنسون بين الحالة الصحية ‏وغيرها في الأندلس وفي أوروبا خلال فترة الفتح ‏الإسلامي للأندلس فقال:‏”‏ كانت أوروبا في ظلام ‏حالك، في حين كانت قرطبة تضيئها المصابيح، ‏وكانت أوروبا غارقة في الوحل، في حين كانت ‏قرطبة مرصوفة الشوارع”‏. وإننا لنلمس فضل المسلمين وعظيم أثر ‏مجدهم حينما نرى بأسبانيا الأراضي المهجورة التي ‏كانت أيام المسلمين جنات تجري من تحتها الأنهار، ‏فحينما نذكر تلك البلاد التي كانت في عصور ‏العرب تموج بالعلم والعلماء، نشعر بالركود العام ‏بعد الرفعة والازدهار.
إن تاريخ إسبانيا في العصور الوسطى لم يعرف الانفصال الجغرافي ولا العنصري بين المسلمين والمسيحيين واليهود. ولولا تعايش هذه الطوائف الثلاث في إسبانيا، لما خرجت من دائرة التخلف والظلام الذي كانت تعيشه باقي الدول الأوربية. وكان المستعربون حلقة الاتصال بين شطري إسبانيا المسلمة والنصرانية، فتفاعلتا وتعرضتا للتأثير المتبادل.
فمع الفتح الإسلامي للأندلس فتحت صفحة لإلتقاء ثقافتين مختلفتين هما العربية الإسلامية واللاتينية المسيحية، اتصلتا وتفاعلتا فتعرضتا للتأثير المتبادل عبر عصور التعايش المشترك. والاعتقاد بوجود هذا التأثير هو الدافع الأول لأعمال الترجمة التي قامت بها شخصيات إسلامية ومسيحية وأفنى فيها كثير من الباحثين المشهورين قسطاً من حياتهم في تحديد حجمها وأهميتها محاولين معرفة النسب ودرجات هذا التأثير.
ضم المجتمع الأندلسي العديد من الفئات المجتمعية المختلفة، والديانات المتعددة، والتي استطاعت أن تتآلف فيما بينها، وتتجمع لتحقيق مصلحتها العليا، فكانت بذلك مضرباً للمثل في التسامح، والتعايش المشترك المبني على المودة، والاحترام، والتراحم.

ازدهار العلوم والثقافة والفنون

من أبرز ما يميز حضارة العرب والمسلمين في الأندلس ذلك الولع الشديد بالعلوم، والنواحي الثقافية، حيث استطاع العرب هناك إنشاء العديد من المدارس، والأماكن الثقافية المختلفة وعلى رأسها المكتبات، إلى جانب ذلك فقد اهتم العرب والمسلمون بإثراء حركة الترجمة، وذلك من خلال إقبالهم الشديد على ترجمة الكتب من شتى أنواع الحقول والمعارف، ومن ناحية أخرى، فقد اهتم أسلافنا في الأندلس بدراسة العلوم المختلفة، كالرياضيات، والعلوم الطبيعية، والطب، والكيمياء، والفلسفة، والدين، وما إلى ذلك من حقول العلم والمعرفة، حتّى برز من الأندلس العديد من العلماء والمفكرين الذين لا تزال أسماؤهم ساطعة حتّى يومنا هذا كلٌّ في حقله، ومجال شهرته.
الازدهار الاقتصادي
ازدهرت القطاعات الاقتصادية بشكلٍ كبير خلال فترة الوجود العربي الإسلامي في أرض الأندلس، وعلى رأس هذه القطاعات: قطاعي التجارة، والصناعة، حيث كان الأندلسيون في ذلك الوقت يصدرون أنواع المنتجات المختلفة، كمنتجات مصانع الأسلحة، والمناجم، والمنسوجات، إلى جانب ذلك فقد ازدهر أيضاً قطاع الزراعة في أرض الأندلس، خاصة زراعة بعض أنواع المحاصيل، كالأرز، والموز، والقطن، وقصب السكر. وقد ضمَّت أرض الأندلس الموانئ البحرية المختلفة التي استطاعت ربط هذه الأرض العظيمة، بالعديد من مناطق العالم في ذلك الوقت.
الازدهار العمراني
من أبرز مقومات المدن الأندلسية خلال فترة الوجود الإسلامي فيها، ازدهار حركة العمران، ممّا جعل المدن الأندلسية مقصداً هاماً لكافة الناس الذين كانوا يتوافدون إليها بشكل مستمر؛ لاحتوائها على العديد من المرافق الحيوية، والخدمات الهامة، ومن هنا فقد ضمت المدن الأندلسية الفنادق، والمساجد، والمشاتي، والمستشفيات، والطرق المعبدة، والجسور، والبيوت الرائعة، والقصور الفخمة، والحدائق الغنَّاء، ولا تزال أطلال العرب والمسلمين الأندلسيين ماثلة حتّى يومنا هذا، تستقطب أعداداً كبيرة من السياح من شتى بقاع العالم.

الحضارة الإسلامية في الأندلس

حملت الأندلس رسالة خالدة في صدر العصر الإسلامي لما لها من تأثير كبير على مختلف أرجاء أوروبا والممالك القريبة منها، فخضعت الأندلس لحكم المسلمين لمدة تقارب 800 سنة تقريبًا، وما زالت بعض مناطق جنوب إسبانيا تحمل تسمية الأندلس بالرغم من قيام دولة إسبانيا الحديثة، هذا وحافظت مباني الأندلس على الطراز الإسلامي الذي حظيت به منذ قيام الحضارة الإسلامية في الأندلس، ويعد قدوم الفتوحات الإسلامية إلى الأندلس بمثابة حركة إنقاذ لها من الظلام الذي كانت تعيشه قبل ذلك، فأحدث المسلمين فيها تغييرًا ملحوظًا لتصبح جنة الله على الأرض بعد أن كانت أراضٍ قاحلة مهجورة، وليس ذلك فحسب بل أنها أصبحت أيضًا موطنًا للعلم والعلماء ليتوافد طلبة العلم إلى قرطبة في فترة حكم الدولة الأموية لطلب العلم، وبالتالي فإنه من الملاحظ أن قيام الحضارة الإسلامية في الأندلس اعتبر مزجًا حقيقيًا لمختلف الثقافات لتصبح متعايشة فيما بينها.

أهم معالم الحضارة الإسلامية في الأندلس

ظهر أثر النعيم الذي عاشته الأندلس في حضرة الإسلام بشكل جلّي بالمعالم التي انفردت فيها لتبرهن أن المسلمين مروا من هنا ومنحوها وزنًا وازدهارًا وتقدمًا غير مسبوق، وتاليًا أهم المعالم الإسلامية في الأندلس التي أصبحت مع الزمن مزارات سياحية يتوافد إليها السياح من كل أنحاء العالم:
– كاتدرائية جامع قرطبة، تعتبر نموذجًا لانسجام وامتزاج الفن الإسلامي والمسيحي فيها.
-قصر الحمراء في غرناطة، تظهر اللمسة الإسلامية بشكل جلي بالزخارف والكتابات القرآنية والأدعية على الجدران.
– مسجد الأندلس في مالقا، ويدرج ضمن قائمة أكبر المساجد على مستوى أوروبا.
– القصبات الأندلسية، وهي عبارة عن ثكنات للعسكر من الأصول الأمازيغية.
– جنة العريف في غرناطة، وكانت مرتعًا للاستجمام والتنزه من قِبل الملوك.

تاريخ الحضارة الإسلامية في الأندلس

بدأ دخول الإسلام إلى الأندلس بالتزامن مع الفتوحات التي وصلتها سنة 92هـ على يد القائد العظيم طارق بن زياد -رحمه الله-، ثم تلاه القائد الفَذّ موسى بن نصير -رحمه الله- في العام التالي على التوالي، وعاشت المنطقة خلال الفترة الأولى ما بين 92-138هـ حالة من عدم الاستقرار نظرًا لعدم التفات الولاة إلى المنطقة وانشغالهم بحل الخلافات بينهم، فوصلها صقر قريش القائد المسلم عبد الرحمن الداخل -رحمه الله- ليقيم أساسات الدولة الأموية هناك منذ عام 138-422هـ، ومن هنا بدأت رحلة الازدهار والتقدم في الأندلس.

سقوط الأندلس

في عام 1492 سقطت غرناطة بعد حصارها من قبل قوات الملوك الكاثوليك.



835 Views