ثقافة العيب

كتابة بدرية القحطاني - تاريخ الكتابة: 13 يونيو, 2022 6:03
ثقافة العيب


ثقافة العيب نتحدث عنه من خلال مقالنا هذا كما نذكر لكم مجموعة متنوعة أخرى من الفقرات المميزة مثل نتائج ثقافة العيب و أنواع ثقافة العيب ثم الختام كسر ثقافة العيب تابعوا السطور القادمة.

ثقافة العيب

هي ظاهرة من الظواهر التي يرفض فيها مجتمعٌ ما قبولَ شيءٍ لا يتناسب مع العادات، والتقاليد السائدة، أو النظرة الفكرية المشتركة بين الأفراد عموماً، وترتبط ثقافة العيب عادةً بظهورِ شيءٍ جديدٍ وغير مألوف أو معروف مسبقاً وقد يكون معتمداً على ثقافة غيرية؛ بمعنى مأخوذ من المجتمعات الأخرى، لذلك يعتبر مرفوضاً، وغير مقبول؛ بسبب عدم توافقهِ مع الأفكار الثقافية، والاجتماعية، وحتى الأخلاقية داخل المجتمع الواحد. إنّ ثقافة العيب من القضايا الاجتماعية الشائكة، والتي انتشرت في العديد من المجتمعات، والدول؛ لأنها اعتمدت بشكل رئيسي على تأثير الفكر الاجتماعي السائد، وهذا ما أدّى إلى جعل مفهوم ثقافة العيب مرتبطاً بشكل رئيسي بالفكر الاقتصادي المعتمد على العمل، وخصوصاً عند رفض فئة من الشباب فكرة العمل بأيّ عملٍ يكون أقلّ من مستواهم التعليمي، أو لا يتناسب مع البيئة التي يعيشون بها، فيُفضل معظمهم البقاء في المنزل على العمل بأي مهنة قد تؤدي إلى التقليل من شأنهم الاجتماعي أمام أصدقائهم، والناس المحيطين بهم، مما ينتج عن ذلك تعزيز وجود ثقافة العيب بشكل ملحوظ.

نتائج ثقافة العيب

هناك تأثير لهذه الثّقافة على كلّ من الفرد والأسرة والمجتمع
-على الأسرة
ـ تفكّك الأسرة وضعفها.
ـ فقدان الأسرة لأهمّ أهدافها وهو الاستقرار والأمان لدى الأفراد بسبب عدم القدرة على التّفاهم بين أفرادها.
-على الفرد
ـ الشّعور بتوتّر وضغوط نفسيّة تعيقه عن الانفتاح والإبداع.
ـ عدم القدرة على التّعبير عن المشاعر بطريقة سويّة وسليمة.
ـ بالنّسبة لثقافة العيب في العمل فإنّها تحدّ من فرص العمل بالنّسبة للفرد وتقلّل دخله.
-على المجتمع
ـ التّأخّر على الصّعيد الاجتماعي والثّقافي والاقتصادي وحتّى الإنساني.
ـ ارتفاع نسبة البطالة.
ـ إعاقة التّطوّر والتّقدّم في المجتمعات المنتشرة فيها هذه الظّاهرة.
ـ اختلال في توازن المجتمع ومفاهيمه.
ـ ارتفاع نسبة البطالة في المجتمع وهذا يؤثّر على مستواه الفكري والاقتصادي.
ـ الحاجة لكثير من العمالة الأجنبية لتعمل في أعمال لا يعمل بها أبناء البلد.

أنواع ثقافة العيب

تقسم ثقافة العيب إلى النوعين التاليين:
-ثقافة العيب الاجتماعية
هي مجموعة من الأفكار التي تشمل مجتمعاً كاملاً يرفض وظيفة معينة، فلا يقبل عمل بعض الأشخاص الذين يوجدون ضمنه، ويسبّب هذا النوع من ثقافة العيب العديد من التأثيرات السلبية على قطاعات العمل في البيئة الاقتصادية، ومن الأمثلة على ثقافة العيب الاجتماعية: عدم تقبل عمل المرأة في قيادة سيارة الأجرة، أو حافلة النقل العام.
-ثقافة العيب الفردية
هي كلّ قرار يتخذه الفرد وحده؛ بناءً على أفكار، وآراء شخصية خاصة بهِ، تجعله يرفض مجموعة من الوظائف التي يرى أنها لا تتناسب مع مهاراته، أو قدراته الفردية، كما أنه يعتقد أن الأفراد المحيطين بهِ سينظرون له نظرة سيئة، وسيفقد احترامهم، لذلك يتمنّع عن الوظيفة المتاحة، ويفضل عدم العمل.

كسر ثقافة العيب

-من المتعارف عليه ان لا تقام نهضة ولا مجد ولا تاريخ، في تاريخ الامم الا وكانت قيمة العمل فيه قيمة عليا، وقد حثنا ديننا الاسلامي بأن المرء يثاب لعمله، فالسعي من أجل الرزق نوع من انواع الجهاد، حيث إن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول أرى الرجل فيعجبني، فاسأل: أله حرفة؟، فإن قالوا: لا سقط من عيني.
-فالمجتمعات المتحضرة، لا تجد فيها من يحتقر مهنة او يحجم عن مزاولتها بدافع العيب، او الاحساس بالنقص، بل يمارس كل انسان ما يقدر عليه او يتقنه، ودائما هذه الدول تحرص كل الحرص للإعداد للمهن التي يتطلبها سوق العمل، ويجري التخطيط للمواءمة لسوق العمل، ومخرجات التعليم، حتى لا تكون بطالة في بعض التخصصات في مجتمعهم.
-ونحن بصراحة كمجتمعات عربية لدينا (ثقافة العيب) التي تجعل المواطنين يرفضون العمل مع حاجتهم اليه، بسبب النظرة الدونية لهذا العمل او المهنة من قبل المجتمع فيفضلون البطالة وبها تنتشر الثقافة السلبية منها التسكع على الطرقات وتطرف الافكار، ويكونون لقمة سائغة للأحزاب، والارهاب وبالأفكار الملوثة لذا باتت ثقافة العيب عند البعض اشد من الحرام.
-وهناك من بدأ في الدول العربية، بعض الاجراءات الايجابية، على سبيل المثال كما حصل في دولة الاردن الشقيقة مؤخرا، حيث اطلق اسم «عامل وطن» على عمال النظافة من المواطنين والمقيمين الذين يؤدون هذه المهنة في شوارع العاصمة، كما غير لون اللباس الذي يرتدونه الى لون اخر، ربما يكون للراحة النفسية وتحسين منظر العاملحتى في الدول الصناعية المتقدمة، لاحظوا كيف يخرج العامل من المصنع في احسن هندام لا فرق بينه وبين مديره من حيث المظهر واللباس بعد ان يخلع هذا اللباس ويلبس لباسا اخر ويؤدي عمله على اكمل وجه.
-ولكن للأسف المهن الفكرية والمكتبية فإن اكثر الشباب يفضلونها على الحرف اليدوية التي تعد متعبة، فدائما الشباب يتوجه الى كسب وضع اجتماعي نحو المهن الفكرية حتى تكون لديهم مكانة مرموقة في المجتمع. ومن هنا انطلاقة العمالة الاجنبية التي استحوذت على كل المهن الحرفية، من كهربائي، وحلاق، وخياط، وسباك، بناء، ونجار كلها بقبضة العامل الاجنبي بأسعاره الخيالية ومضاربته بالأسعار مما نحن نضطر خانعين بالدفع له. مهما كانت الاسعار للحاجة لهذه الخدمات الحياتية المهمة.



295 Views