تلوث المياه الجوفية بمياه الصرف الصحي

كتابة لطيفة السهلي - تاريخ الكتابة: 26 مايو, 2022 3:33
تلوث المياه الجوفية بمياه الصرف الصحي


تلوث المياه الجوفية بمياه الصرف الصحي وكذلك سنتحدث عن مسببات تلوث المياه الجوفية و طرق معالجة تلوث المياه الجوفية و تلوث مياه الصرف الصحي

تلوث المياه الجوفية بمياه الصرف الصحي

تتشكّل المياه الجوفية عادةً من مياه الأمطار التي تتسرّب إلى باطن الأرض، ورغم أنّهُ يصعب الوصول إليها أحياناً،إلّا أنّها قد تكون ملوّثةً إمّا بالمعادن المذابة أو الزيوت المستخدمة في المحرّكات أو المواد الكيميائية الناتجة عن الاستخدامات الزراعية والنفايات، ويحدث تلوّث المياه الجوفية عند وصول الملوّثات إلى مصادر المياه الجوفية في باطن الأرض أو عند تدفّق المياه خلال الطبقات الأرضية وإذابة العديد من المعادن كالحديد والمنغنيز خلال جريان المياه لتُصبح تركيزات هذه المعادن والمواد الضارّة عالية جداً، وبالتالي تُصبح المياه ملوّثةً وغير قابلة للاستخدام
تكمن خطورة تلوّث المياه الجوفية بأنّه يصعب اكتشافها والتحكّم بها على عكس تلوّث المياه السطحية، ممّا يجعل معالجة تلوّث المياه الجوفية أعقد وقد يبقى تأثير التلوّث لفترات طويلة من الزمن، ويرتبط تلوّث المياه الجوفية بالنشاطات البشرية، حيث إنّ زيادة الكثافة السكانية يزيد من الاستخدامات البشرية للأرض ورمي المزيد من النفايات والمواد الكيميائية المضرّة بالبيئة، وبالتالي زيادة احتمالية حدوث تلوث للمياه الجوفية.

مسببات تلوث المياه الجوفية

1-ملوّثات الغلاف الجويّ:
يُمكن أن تصل ملوّثات الغلاف الجويّ إلى مصادر المياه الجوفية؛ وذلك لأنّ المياه الجوفية جزء من دورة المياه الطبيعية؛ ولهذا فإنّ تلوّث الغلاف الجويّ قد يصل تأثيره إلى مصادر المياه المختلفة ومنها الجوفيّة خلال دورة المياه وانتقال المياه بين أغلفة الأرض.
2-خزانات النفط:
تُستخدم هذه الخزانات في تخزين المشتقّات النفطية أو الزيوت أو المواد الكيميائية الأخرى، وتزداد خطورة هذه الخزّانات في حال كانت مدفونةً في باطن الأرض، فقد تتعرّض مع الزمن للتآكل، والتشقّق، وحدوث تسرّب من محتواها ووصوله إلى مصادر المياه الجوفية.
3-أنظمة الصرف الصحّي:
تعتمد العديد من المنازل والمكاتب والمباني المختلفة غير المرتبطة بشبكة الصرف الصحيّ على أنظمة بديلة لتجميع مياه الصرف الصحيّ والمخلّفات البشرية وتصريفها إلى داخل الأرض بمعدّلات بطيئة وآمنة، لكنّ حدوث خلل في هذه الأنظمة أو أخطاء في التصميم من حيث اختيار موقعه أو بنائه أو صيانته قد يُسرّب العديد من الفيروسات، والبكتيريا، والمواد الكيميائية المنزلية إلى المياه الجوفية.
4-النفايات غير الخاضعة للرقابة:
قد تكون العديد من مواقع تجميع النفايات الخطرة غير معروفة وغير خاضعة للرقابة، وفي حال تسرّب هذه المواد إلى باطن الأرض فإنّها تصل في النهاية إلى مصادر المياه الجوفية.
5-مدافن النفايات:
وهي أماكن يتمّ فيها دفن النفايات حيث تكون مصممّة بشكل مناسب لهذا الغرض، بحيث تمنع طبقتها السفلية حدوث تسرّب يُلوّث المياه الجوفية، لكنّ حدوث تشقّق في هذه الطبقة يسمح للملوّثات الكيميائية الخطيرة أنّ تتسرّب وتصل إلى المياه الجوفية.
6-المواد الكيميائية والأملاح المذابة:
تُستخدم العديد من المواد الكيميائية في الزراعة كأسمدة او كمواد للتخلّص من الأعشاب الضارّة والحشرات، وعند تساقط الأمطار فإنّ كميات من هذه المواد تتسرّب إلى الأرض وقد تصل إلى المياه الجوفية، كما أنّ الأملاح التي تُستخدم في فصل الشتاء لإذابة الثلوج والجليد عن الطرق ومنع السيارات من الانزلاق قد تصل في النهاية إلى المياه الجوفية بعد ذوبان الجليد.

طرق معالجة تلوث المياه الجوفية

1-المعالجة الفيزيائية
تُستخدم طريقة المعالجة الفيزيائية للتخلص من العوالق والجزيئات الكبيرة من داخل المياه الجوفية من خلال استخدام الهواء المضغوط بعد تجفيفه وإزالة الرطوبة منه لتنقية المياه الجوفية من الشوائب
كما تُعد طريقة ضخ المياه من طرق المعالجة الفيزيائية التي تُستخدم لإزالة الحجارة الصخرية كبيرة الحجم وقطع الحصى من المياه الجوفية، وذلك من خلال ضخ المياه الجوفية من باطن الأرض إلى سطحها، ثم معالجتها بوسائل بيولوجية أو وسائل كيميائية، وتُعد هذه الطريقة الأكثر استخدامًا للتخفيف من مستوى الملوثات في المياه الجوفية.
2- المعالجة البيولوجية
تُستخدم طريقة المعالجة البيولوجية لتحليل ملوثات المياه الجوفية بيولوجيًا وذلك من خلال إضافة المواد العضوية، وأنواع من النباتات، والكائنات الحية الدقيقة إلى المياه الجوفية، بحيث تُحلل المواد البيولوجية المركبات والمواد الكيميائية من النفايات الصناعية الموجودة في المياه الجوفية.
هناك ثلاثة طرق لاستخدام المواد العضوية في المعالجة البيولوجية وهي: التنظيم الحيوي، والزيادة الحيوية، والتكاثر الحيوي، وتُعد هذه الطريقة من الطرق المناسبة لمعالجة المياه الجوفية التي لا تحتاج إلى ضخها إلى السطح وإخراجها من مكانها. يُمكن لهذه الطريقة معالجة المياه الجوفية من المركبات العضوية المتطايرة المتفاعلة مع الكلور، وعادةً ما تُزرع الكائنات الحية الدقيقة ثم تُضاف إلى المياه الجوفية في باطن الأرض لتُحلل الملوثات، وتُحلل طريقة الاستزراع هذه بشكل أسرع من المجتمعات الميكروبية التي تُحلل بشكل طبيعي، وتحتاج المعالجة البيولوجية من 1-5 سنوات للحصول على نتائج جيدة.
3-المعالجة الكيميائية
تستخدم المعالجة الكيميائية العديد من الطرق لمعالجة المياه الجوفية من الملوثات بما في ذلك: الترسيب الكيميائي، والتبادل الأيوني، وامتصاص الكربون، والأكسدة، وعادةً ما تُستخدم المعالجة الكيميائية مع المعالجة الفيزيائية للحصول على أفضل النتائج، كما أنّها من الطرق التي تُحقق كفاءة عالية للتخلص من ملوثات المياه الجوفية.يوجد العديد من أنواع ملوثات المياه الجوفية التي لا يُمكن التخلص منها إلّا باستخدام المعالجة الكيميائية بالرغم من تكلفتها العالية وحاجة تنفيذها إلى وقت طويل، وعادةً ما تُحقن أو تُخلط المؤكسدات الكيميائية مثل: غاز الأكسجين، وغاز الأوزون، وغيرها من المواد الكيميائية السائلة، في المياه الجوفية لتُدمر أي ملوثات تصل إليها وتُلامسها.
4- استخدام الأوزون والأشعة فوق البنفسجية
يُستخدم غاز الأوزون والأشعة فوق البنفسجية كطرق علاج إضافية للتخلص من الكائنات الحية الدقيقة الغير مرغوب فيها داخل المياه الجوفية، بحيث تُدمر هذه الكائنات عند تعرضها للأشعة أو غاز الأوزون، ثم يتم تصفية المياه من الكائنات الحية الدقيقة الميتة للحصول على مياه

تلوث مياه الصرف الصحي

1- تحتوي مياه الصرف الصحي على بكتيريا كثيرة جداً تسبب أمراضاً عديدة، فمثلاً في الجرام الواحد من مخرجات الجسم (عرق أو بول أو براز) يحتوي على 10 ملايين فيروس، بالإضافة إلى مليون من البكتيريا.
مثال ذلك بكتيريا السالمونيلا التي تؤدي إلى الإصابة بمرض حمى التيفوئيد والنزلات المعوية.
2- وتسبب بكتيريا الشيجلا أمراض الإسهال، كما تسبب بكتيريا الإسشيرشيا كولاي القيء والإسهال، وقد تؤدي إلى الجفاف خاصةً عند الأطفال. أما بكتيريا اللبتوسبيرا فيترتب عليها أمراض التهابات الكبد والكلى والجهاز العصبي المركزي، أما بكتيريا الفيبريو فتسبب مرض الكوليرا.
3-وتسبب تلك أنواع البكتيريا وغيرها الأمراض المختلفة نتيجة للتعامل مع المياه الملوثة بالصرف الصحي، سواء بالشرب أو الاستحمام أو حتى تناول الأسماك التي تم اصطيادها من هذه المياه، عوضاً عن الإقامة بالقرب من المسطحات المائية الملوثة، فإنه يمكن الإشارة إلى أمراض شلل الأطفال والحمى الصفراء والجرب والملاريا.



253 Views