تعريف رباعيات الخيام

كتابة Alaa Mubarak - تاريخ الكتابة: 12 يوليو, 2019 11:48 - آخر تحديث : 6 فبراير, 2022 1:48
تعريف رباعيات الخيام


تعريف رباعيات الخيام بمفهومها الشامل ومن هو صاحب رباعيات الخيام كل ذلك من خلال هذه السطور التالية.

رباعيات الخيام

الرباعيات نوع من الشعر مشهور في الشعر الفارسي وقد عرف به عمر الخيّام، وهو غياث الدين أبو الفتوح عمر بن إبراهيم الخيام المعروف بعمر الخيام (1048 – 1131) وهو شاعر فارسي، وعالم في الفَلَك والرياضيات. ولعلها كُتِبَت في أوائل القرن الثاني عشر الميلادي/ 865 هـ ويأتي العنوان من صيغة الجمع للكلمة العربية رباعية، والتي تشير إلى قالب من قوالب الشعر الفارسي. والرباعية مقطوعة شعرية من أربعة أبيات تدور حول موضوع معين، وتكوّن فكرة تامة. وفيها إما أن تتفق قافية الشطرين الأول والثاني مع الرابع، أو تتفق جميع الشطور الأربعة في القافية.

تأصيل الكلمة

وكلمة رباعيات تشير، عامة، إلى أي مجموعة من مثل تلك المقطوعات. وتتألف رباعيات عمر الخيام من رباعيات يُفْتَرض أنه ناظمُها، وبمرور السنين، نُسبت إليه أكثر من 2,000 رباعية. في حين أن من المعروف على وجه اليقين أنه نظم أقل من 200 من هذه الرباعيات.

مواضيع الرباعيات

تناولت رباعيات الخيام مواضيع متعددة، وهي: الخمر، والحانة، والساقي، والعود، والناي، والمغني، والزهور، والربيع، والعشق، وغيرها، وأكثر معاني الرباعية ينطوي على قِصَر العمر وظلم الدنيا، بالإضافة إلى أهمية اغتنام الوقت قبل انتهائه، وقبول الحياة كما هي وألا يعمل الإنسان على تغييرها، ويشار إلى أنّه لم يكن للخيام ولرباعياته غايات تتعلّق بالدين، والحكمة، والزهد، والإيمان، ولكنّها عكست فلسفة الخيام من الدنيا.

لغة الرباعيات

امتازت رباعيات الخيام باستخدام لغة سلسة، وسهلة البيان، ومال صاحبها إلى الاستعارات والتشبيهات السهلة، وكل ذلك من غير تكلّف أو تعقيد، وبطريقة تصور حياة البشرية جمعاء من دون تمايز بين طبقات المجتمع، كما استخدم الكنايات من أجل التشنيع بالذين يدّعون الورع والزهد.

فلسفة الرباعيات

انعكست شخصية الخيام الفيلسوفية على شعر الرباعيات، حيث تحدّث عن الأمور السرمدية المشكوك في أمرها، مثل نهاية الكون، وأن لا أحد من البشر يستطيع أن يحيط بهذه الأشياء علماً، واستمدت بعض الرباعيات فلسفتها من مسلك فلاسفة الطبيعة الذين يقولون أنّ كل شيء في هذا العالم يستمر في الانحلال والتبعثر ولا يمكن أن يعود إلى أصله الأول، كما تشابهت فلسفة الرباعيات مع فلسفة أبي العلاء المعري وخاصة في قصيدته (غير مجدي في ملتي واعتقادي)، بالإضافة إلى وجود فكرة التشاؤم في بعض رباعيات الخيام، والتي تنطلق من مبدأ أن لا نفع للحياة ما دام الموت قادم لا محالة، وخلاصة القول هي إنّ طبيعة الفلسفة هي التي منحت الجمال إلى الرباعيات وجعلت لها الأثر الكبير في نفس كلّ من يقرؤها.
مقطع من رباعيات الخيام
هذه مقطوعة من شعر رباعيات الخيام:
أُنْظُرِ الْعُمْرَ كَيْفَ يَمْضِي حَزِيناً
فَابْتَدِرْهُ فَسَوْفَ يُودِي وَيَقْضِي
مَا رَأَيْتُ الْهَنَاءَ عُمْرِي فَلَهْفِي
لِحَيَاةٍ كَذَا تَمُرُّ وَتَمْضِي
إِذَا مَا أَتَيْنَا خَاشِعِينَ لِمَسْجِدٍ
فَلَمْ نَأْتِ نَقْضِي لِلصَّلاَةِ فُرُوضَهَا
وَلَكِنْ سَرَقْنَا مِنْهُ سَجَّادَةً
وَمُذْعَرَاهَا الْبِلَى جِئْنَا لِكَيْ نَسْتَعِيضَهَا
عمر بن الخيام
ولد عمر بن إبراهيم الخيام صاحب الرباعيات في نيسابور إيران، وهو عالم عصريّ امتاز بذكائه الذي وصل إلى مستوى الريادة والاكتشاف، ويعتبر أول شخص تمكّن من حلّ المعادلة التكعيبية، كما عهد إليه السلطان السلجوقيّ باستطلاع حركات الأجرام السماوية، وكان الخيام عالماً في أمور الفلسفة، وبجميع الفنون التي كانت معروفة في عصره، بالإضافة إلى أنّه كان طبيباً بارعاً، وما يدل على ذلك معالجته للسلطان سنجر عندما أصيب بالجدري.
تخصّص الخيام في علوم اللغة والدين، مثل: الفقه، والحديث، والمنطق، والقراءات، والسير، والنحو، والصرف، وعلوم الطبيعة، وله عدة تصانيف في العربية، ومنها: (رسالة في الموسيقا) و(ميزان الحكمة) و(شرح ما يشكل من مصادرات إقليدس في الجبر والمقابلات) و(مسائل نجومية)، واشتُهر الخيام بالرباعيات، والتي استعان فيها لوصف الخمرة وعالمها، وعرض فلسفته من الحياة، كما ترجمت الرباعيات إلى لغات عديدة، واشتهرت على نطاق عالمي واسع
شاعر الرباعيات
هو غياث الدين أبو الفتوح عمر بن إبراهيم الخيام الذي اشتهر باسم عُمر الخيَّام -بتشديد الياء- وُلِدَ عام 1048م في نيسابور في خراسان في إيران، وهو عالم وفيلسوف وشاعر من بلاد فارس اعتنق الديانة الإسلامية، وكانت له اهتمامات في الرياضيات والفلك واللغة والفقه والتاريخ، وقد اشتهرت له قصيدته التي غنتها السيدة أم كلثوم رباعيات الخيَّام واليت سُمِّي بشاعر الرباعيات على إثرها، وجدير بالذكر أنَّ حياته الشخصية غامضة جدًّا، وما جاء عنه فقط أنَّه تزوَّج من مغنية اسمها جيهان وأنجب منها ابن وابنة كما وردَ، وكان من أشهر مؤلفات شاعر الرباعيات عمر الخيام:
– شرح ما أشكل من مصادرات كتاب أقليدس.
– الاحتيال لمعرفة مقدارَيْ الذهب والفضة في جسم مركب منهما، وفيه طريقة قياس الكثافة النوعية.
– رسالة في الموسيقى.
وقد تُوفِّيَ عمر الخيَّام في نيسابور في ديسمبر من عام 1131م وقد عاش ما يزيد عن 80 عامًا، ودُفن في قبر في بستان تتساقط في الزهور مرتين في العام، حيث اختار مكان قبره نفسه قبل أن يموت، وقد أمر شاه إيران عام 1963م بأن ينقبل رفات شاعر الرباعيات إلى نيسابور لكي يتسنَّى للسياح زيارة قبر هذا العالم والشاعر الكبير.

أشهر ما كتبه عمر الخيام

بعد تعريف الأدب الفارسي والحديث عن شاعر الرباعيات عمر الخيام الفارسي، سيتم المرور على أشهر ما كتبه هذا الشاعر العظيم، وقد وردَ من كتاباته ما يأتي:
    يقول عمر الخيَّام شعرًا:
إن لم يكنْ حظُّ الفتَى في دهرِهِ      إلا الرَّدَى ومرارةُ العيشِ الردِيْ
سَعِدَ الَّذِي لَمْ يحيَ فيهِ لحظةً       حقًا وأسعدُ منهُ منْ لمْ يُولَدِ
    ويقول أيضًا:
سمعتُ صوتًا هاتفًا في السحرْ         نادى من الغيبِ غفاةَ البَشَرْ
هبُّوا املؤوا كأسَ المُنى قبلَ أنْ            تَمَلأ كأسَ العُمرِ كفُ القَدرْ
القلبُ قد أضناهُ عشقُ الجَمالْ            والصَّدرُ قد ضاقَ بما لا يُقالْ
أفْقٌ خفيف الظلِ هذا السَّحرْ              نادى دَعِ النومَ وناغِ الوترْ
فما أطالَ النومُ عمرًا ولا                 قصّرَ في الأعمارِ طولُ السَّهرْ
    ومما جاء عن شاعر الرباعيات أيضًا:
مَا أَهْرَقَ السَّاقِي سُلاَفًا فِي الثَّرَى          إِلاَّ وَأَطْفَأَ نَارَ قَلْبٍ مُوْلَعِ
أَتَظُنُّ رَاحًـا ذَلِكَ الْمَاءَ الَّذِي             يُوْدِي بِمَائَةِ عِلَّةٍ فِي الأَضْلُعِ
إِلَهِي وَمُجْرِي كُلِّ حَيٍّ وَمَيِّتٍ          وَرَبَّ السَّمَا ذَاتِ النُّجُومِ السَّوَاطِعِ
إِنْ كُنْتُ ذَا ٍسُوْءٍ فَإِنَّكَ سَيِّدِي          وَمَا هُوَ ذَنْبِي إِنْ تَكُنْ أَنْتَ صَانِعِي
    وقال أيضًا:
كُلُّ ذَرَّاتِ هذهِ الأرْضِ كانَتْ           أَوْجُهًـا كَالشُّمُوسِ ذاتَ بَهَاءِ
أُجْلُ عَنْ وَجْهِكَ الغُبَارَ بِرِفْقٍ          فَهْوَ خَذٌّ لِكَاعِبٍ حَسْنَاءِ
إِنَّ رُوحًا مِنْ عَالَمِ الطُّهْرِ جَاءَتْ      لَكَ ضَيْفًا مَا التَاثَ بِالغَبْرَاءِ
اسْقِها أَكْؤُسَ الصَّبوحِ صَباحًا       قَبْلَ تَوْدِيعِهَا أَوَانَ المَسَاءِ
    ومن أشهر مقولاته أيضًا:
الجنة والنار هما في ذات نفسك.
عندما نحبُّ نعشقُ حتَّى عيوب المعشوق، حينما نكره حتَّى كمال المكروه.



706 Views