تعريف المراهقة

كتابة امل المهنا - تاريخ الكتابة: 25 يوليو, 2020 8:47
تعريف المراهقة


تعريف المراهقة نقدمه اليكم بطريقة شاملة وصحيحة مع طرق التعامل مع هذه الفترة العمرية بكل سهولة.

المراهقة

هي فترة متقلبة وصعبة تمر على الإنسان، وتكون بمثابة الاختبار الأول له في حياته الممتدة، حيث أن مستقبل الإنسان وحضارة الأمم تتأثر كثيرًا بمراهقة أفرادها.
تشير إلى اقتراب الفرد من النضوج الجسماني والعقلي والاجتماعي والنفسي، وتجدر الإشارة هنا إلى أن مرحلة المراهقة لا تعد مرحلة نضوج تام ولكنها مجرد مرحلة تؤدي تبعاتها وأحداثها إلى النضوج.

الفرق بين المراهقة والبلوغ

المراهقة هي تغيرات جسدية وعقلية وعاطفية واجتماعية أما البلوغ فهو تغير جسدي يدل على أن الفرد أصبح قادرًا على النسل، وبمعنى آخر فإن البلوغ هو مرحلة فرعية ضمن مراحل المراهقة، وعادة يكون أولى العلامات الدالة على بداية فترة المراهقة، وهناك من يعد أنهما مترادفان؛ فالبلوغ يعني المراهقة، وهناك من يعد أن البلوغ هو العلامة المتميزة كبداية مرحلة المراهقة، ومنهم من يعد أن المراهقة أعم؛ فالبلوغ يختص بالنمو الجنسي أو النمو العضوي والجنسي والمراهقة تشمل ما سوى ذلك.

مراحل المراهقة

قام علماء علم النفس بتقسيم مرحلة المراهقة إلى ثلاثة أقسام، وذلك بسبب اختلاف فترة مرحلة المراهقة بين مجتمع وآخر، وهي:
مرحلة المراهقة الأولى: من الفترة 11-14 عاماً، وتتصف بتغيرات بيولوجية سريعة.
مرحلة المراهقة الوسطى: من الفترة 14-17عاماً، وهنا تكتمل التغيرات البيولوجية.
مرحلة المراهقة المتأخرة: من الفترة 18-25 عاماً، وفي تلك المرحلة يتحول الفرد إلى إنسان راشد مظهراً وتصرفاً.

أهمية مرحلة المراهقة

مرحلة المراهقة مرحلة انتقال خطيرة في عمر الإنسان ففي مرحلة الطفولة الوسطى والمتأخرة نجد أن حياة الطفل تتسم بالهدوء والاتزان، والعلاقات الاجتماعية التي تسير في يسر وسهولة، فرأينا ان الطفل يندمج مع أصدقائه، ويشترك معهم في لهوهم وتسليتهم وأوقات فراغهم، ويكون الطفل منشغلا بالعالم الخارجي الذي يحيط به أكثر من انشغاله بذاته.
وببداية البلوغ الذي يعتبر قنطرة أو ممرًا يصل الطفولة المتأخرة بالمراهقة، تحدث تغيرات في حياة الطفل تشمل كيانه الجسمي والعقلي والانفعالي والاجتماعي فتتحول اتجاهات الطفل وميوله وأفكاره ومعتقداته إلى اتجاهات مختلفة ومتضاربه، فهو ينتقل من أشياء ملموسة إلى أشياء معنوية وفكرية، ينتقل من مرحلة يكون فيها معتمدا على الغير إلى طور يعتمد فيه على نفسه، بل ميل إلى التحرر من سلطة الأبوين والخروج عليها، والالتصاق بالشلة والأصدقاء والولاء لهم وتكوين العلاقات العاطفية معهم، طور البحث عن المثل العليا والاكتفاء الذاتي، واستيقاظ الدوافع الجنسية، واتساع العلاقات الاجتماعية، فيزداد الاهتمام بالآخرين، ويظهر لدى الفرد القدرة على النقد والتحليل، وتفهم الأمور والقيم التي قد لاتتوافق مع نموه المفاجئ وخبراته المحدودة.
ولأهمية مرحلة المراهقة اهتم بهذه المرحلة عديد من العلماء والباحثين وعلى رأسهم ” آرنولد جازل ” ومعاونوه. وقد نظر هول لمرحلة المراهقة على أنها (مولد جديد للفرد) وهي فترة عواطف وتوتر وشدة، ولذا فقد سميت نظرية هول “بالعاصفة” أو “الأزمة” فهي تتضمن في نظره تغيرات ضخمة في الحياة، فهي نوع جديد من الميلاد مصحوب بتوترات ومشكلات لا يمكن تجنب أزماتها وضغوط نفسية واجتماعية تحيط به.

خصائص النمو في مرحلة المراهقة

تعتبر مرحلة المراهقة هي من أهم المراحل التي تمر على الإنسان لأنها تعمل على تحديد هويته وطريقة تفكيره، وتتميز خصائص تلك المرحلة في كونها ينتقل المرء من مرحلة الاعتماد على الأهل بشكل كامل إلى مرحلة الاستقلالية، والتي تتغير فيها مشاعر الشخص لتتحول إلى حب الاستقلال والأخذ برأيه واعتباره رأيا هاما يجب العمل به، ويمكننا تقسيم جوانب مرحلة النمو في مرحلة المراهقة إلى النقاط التالية:
التقدّم نحو النضج الجسمي
في سن المراهقة أول العلامات التي تظهر على الشخص هو التغير السريع في النمو الجسماني، وهو الأمر الذي يخلق له حالة من التوتر والاضطراب لديه، مما يؤثر عليه فيعمل على ظهور الحبوب في مختلف الأماكن بالجسم مثل ظهورها في منطقة الوجه بالتحديد، ويرجع السبب الأساسي لذلك هو حدوث اختلال في إفرازات الغدد وبذل الطاقة بشكل كبير، وعدم الرعاية الصحية الجيدة، وسوء اختيار الأطعمة المتناولة والتي تتسبب في الإصابة بفقر الدم.
التقدّم نحو النضج الانفعالي
دائما ما تظهر أعراض المراهقة لدى الشباب في هيئة ردود أفعال عنيفة ومبالغ فيها، فتجد أن في تلك الفترة تزداد المشاجرات والمشاحنات مع كل من حلوه من أسرته وأصدقائه وأخوته، وقد تجد أن أسباب الشجار بسيطة ولا تستدعي كل تلك المشاحنات، ومع ذلك تكون ردود المراهق تميل إلى العصبية والعنف والصياح والتهديد والشتم، من أجل إظهار نفسه ولفت الانتباه، ومع الوقت واقتراب وصوله من مرحلة النضج تبدأ كل تلك الأعراض في الاختفاء.
عدم الثبات في السلوك
في فترة المراهقة تتسم تصرفات وقرارات المراهق بعدم الثبات فمثلا تجده في بعض المواقف يوجهها بصلابة وتأني وفي البعض الأخر تكون ردود أفعاله غير طبيعية ومتهورة وقد تصل إلى حد البكاء على أمور لا تستدعي ذلك، فهو في هذه المرحلة يشعر بنوع من أنواع الضعف أمام المشكلات التي تقابله، وبعد ذلك تبدأ كل تلك الأعراض في الاختفاء وتظهر عليه ملامح الثقة والثبات في كل المواقف التي تواجهه.
الخجل والميل إلى العزلة والانطواء
يرجع سبب شعور المراهق بالخجل والعزلة والانطواء إلى شعوره بعدم الثقة بالنفس وضعف العلاقات الاجتماعية، وذلك بسبب حدوث الكثير من التغيرات الجسمانية عليه وبالأخص من النواحي الجسدية، والتي تؤثر عليه وتجعله في مرحلة هروب وانسحاب من أي نشاط جماعي، واعتزال الآخرين.
أحلام اليقظة والخيال
أحلام اليقظة هي أحدى خصائص النمو لدى المراهقين، وأبرزها، حيث يلجأ المراهق إلى استخدام خيالاته من أجل تعويض وتحقيق كل أحلامه والتي لا يستطيع تطبيقها على أرض الواقع، فتجده في حالة سرحان لا يستطيع التواصل مع الآخرين برغم من تواجده معهم.
الحب
الانفعالات العاطفية هي أحد أهم خصائص النمو في مرحلة المراهقة، فتجد المراهق دائما ما يميل إلى إظهار حبه للآخرين وأنه في حاجه لهم وبالأخص للجنس الأخر المخالف له، فتتحول اهتماماته إلى تكوين الصدقات والعلاقات العاطفية والتي يعمل على تكوينها، وقضاء معهم الكثير من الوقت والذي قد يصبح أكثر من تواجده مع أسرته.
كثرة الغضب والتمرد
وتعتبر أحدى السمات التي تظهر على المراهق، فدائما ما يحاول الخروج على القوانين والعادات التي تتبعها الأسرة، ومحاولة الاستقلال عنهم في الأفكار والتصرفات وحتى المعيشة.

أهم التحديات والمشاكل التي يمر بها المراهق

العصبية وحدة التعامل: يتوتر المراهق، ويزداد عناده وعصبيته أملاً منه في أن يحقق مطالبه، غير مكترث بمشاعر الآخرين أو طريقة تحقيق مطالبه.
التمرد وفردية الرأي: حيث يشكو أغلب المراهقين من عدم فهم الأهل لهم، وعدم إيمانه بحق في الحياة المستقلة. لذا، يلجأ المراهق إلى التحرر من مواقف ورغبات والديه في عمليه لتأكيد نفسه وآرائه وفكره للناس. ولأن أغلب المراهقين يؤمنون بتخلف أي سلطة فوقية أو أعلى منه، فيلجاً المراهق لكسر تلك القوانين والسلطات، وبذلك تتكون لديه حالة من التمرد على كل ماهو أعلى أو أكبر.
الصراع الداخلي: يتزايد الصراع الداخلي لدى المراهق مع دخوله وتوغله في تلك المرحلة. وتحدث تلك الصراعات بسبب الاختلاف بين حقيقة الأمور والتفكير الحالي له.
المشاكل الجنسية والعادة السرية: حيث يعاني المراهق ازدياد شهوته الجنسية ومشاهدة الأفلام الإباحية وممارسة العادة السرية في بعض الأحيان، الأمر الذي قد يتعارض مع العديد من التقاليد الاجتماعية والقيم الدينية للمراهق، والتي في الأغلب تنظر إلى الأمور الجنسية بتحفظ شديد لدى المراهقين.



605 Views