تعريف المجتمع عند ابن خلدون

كتابة منال العيسى - تاريخ الكتابة: 17 سبتمبر, 2020 7:27 - آخر تحديث : 18 ديسمبر, 2022 7:26
تعريف المجتمع عند ابن خلدون


تعريف المجتمع عند ابن خلدون وماهو مفهوم المجتمع الحقيقي كل ذلك في هذه السطور التالية.

ابن خلدون

ابن خَلدون هو عبد الرحمن بن محمد ابن خَلدون أبو زيد ولي الدين الحضرمي الإشبيلي (1332 – 1406م)، ولد في تونس وشب وترعرع فيها وتخرّج من جامعة الزيتونة، وليَ الكتابة والوساطة بين الملوك في بلاد المغرب والأندلس ثم انتقل إلى مصر حيث قلده السلطان برقوق قضاء المالكية. ثم استقال من منصبه وانقطع إلى التدريس والتصنيف فكانت مصنفاته من أهم المصادر للفكر العالمي، ومن أشهرها كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في معرفة أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر (تاريخ ابن خلدون).

تعريف المجتمع عند ابن خلدون

يقول ابن خلدون إنّ أساس الاجتماع هو حاجة الفرد للجماعة لتوفير الغذاء والأمن له؛ حيث إنّ الفرد يحتاج إلى التفاعل الاجتماعي معه وقد وضح ابن خلدون وجهة نظره من خلال طرح مثال لكمية الحبوب التي يحتاجها الفرد في غذائه فهي تحتاج إلى عملية متكاملة من الإنتاج والآلات والأشخاص العاملين عليه لإنتاجه، فيكون المجتمع عند ابن خلدون هو تجمع لمجموعة من الأفراد الذين تربطهم فيما بينهم علاقات متبادلة
المفاهيم التي استخدمها ابن خلدون في تفسير التغير الإجتماعي:
-مفهوم الدَّخل من المعاش، أو طبيعة نمط الإنتاج السَّائد.
-مفهوم العصبيّة، أو نمط العلاقات السائدة.
-مفهوم البدواة.
-مفهوم التحضّر.
ويُقرر ابن خلدون باستخدام هذه المفاهيم أنَّ المجتمع العربي الذي كان يدرسهُ باستخدام منهج استقرائي تاريخي يتطوّر من مرحلة البداوة إلى مرحلة التحضّر، وأنَّ العوامل التي تؤدِّي إلى هذا الانتقال هي: تغيّر الدَّخل من المعاش أو نمطّ الإنتاج، وتغيُّر نمطّ العصبيّة السائدة فيه.
مثال: عندما يكون نمطّ الإنتاج في المجتمع البدوي نمط رعوي يقوم على استغلال البيئة الطبيعيّة في الرَّعي وتربية الحيوانات والعيش من منتجاتها، فإنَّ نمط الإنتاج في البيئة الحضريّة حِرَفيّ تجاري يقوم على تشكيل السِّلع والخدمات من مواد البيئة الطبيعيّة وبيعها مُقابل رِبح مالي، والعيش من تراكم هذا الربح.

علم الاجتماع عند ابن خلدون

يعتبر ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع أو علم العمران البشري. وقد ذكر ابن خلدون في كتاب مقدمة ابن خلدون: «وهذا هو غرض هذا الكتاب الأول من تأليفنا». وهو علم مستقل بنفسه موضوعه العمران البشري والاجتماع، ويهدف إلى «بيان ما يلحقه من العوارض والأحوال لذاته واحدة بعد أخرى، وهذا شأن كل علم من العلوم وضعيا كان أم عقليا وأعلم أن الكلام في هذا الغرض مستحدث الصنعة غريب النزعة غزير الفائدة، أعثر عليه البحث وأدى إليه الغوص. وكأنه علم مستبط النشأة، ولعمري لم أقف على الكلام في منحاه لأحد من الخليقة.»

مفاهيم المجتمع

في علم الإنسان
تنظم المجتمعات البشرية غالباً وفقاً لإمكانياتها الأولية من العيش. وقد ميز علماء الاجتماع المجتمعات البدائية والمجتمعات الرعوية البدوية، المنتجات البستانية أو المجتمعات الزراعية البسيطة، والمجتمعات الزراعية المتشددة، كما اعتبر البعض المجتمعات الصناعية وما بعد الصناعية مختلفة نوعياً عن المجتمعات الزراعية التقليدية.
علماء الأنثروبولوجيا والعديد من علماء الاجتماع اليوم يعارضون بشدة فكرة التطور الثقافي وصلابة هذه المراحل. وفي الحقيقة، العديد من بيانات الأنثروبولوجيا تدل على أن التعقيد (الحضارة، والنمو والكثافة السكانية، والتخصص، إلخ) لا تأخذ دائما شكل تنظيم اجتماعي هرمي أو طبقي.
قامت “النسبية الثقافية” بمنظورها الواسع باستبدال فكرة “البدائية”، والأفضل/الأسوأ، أو “التقدم” بما يتعلق بالثقافات (بما في ذلك الثقافة المادية، والتنظيم التكنولوجي والاجتماعي).
يقول عالم الأنثروبولوجيا موريس جودليير أن أحد أهم الاستحداثات في المجتمع البشري مقارنة بأقرب الكائنات بيولوجياً للبشر (الشمبانزي والبونوبو) هو دور الأبوة لدى الذكر الذي يكاد أن يكون غائبا لدى بقية الكائنات حيث أن الأبوة لديهم لا يمكن تحديدها.
في العلوم السياسية
يمكن أن تُنظم المجتمعات بحسب الكيانات السياسية التي تحكمها. وبالترتيب التصاعدي تبعا للحجم والتعقيد هناك العصبات والقبائل والمشيخات والمجتمعات الدولية. هذه الهياكل قد تمتلك درجات متفاوتة من السلطة السياسية حسب البيئات الثقافية والجغرافية والتاريخية التي تجب على هذه المجتمعات مجابهتها. وهكذا نجد أن مجتمعا معزولا يملك نفس الدرجة من الثقافة والتكنولوجيا كمجتمعات أخرى من الأرجح أن يستمر في البقاء أكثر من مجتمع يجاور مجتمعات أخرى قد تتعدى على موارده. فالمجتمع الذي لا يوفر ردات فعل أو إجابات فعالة أمام ثقافة المجتمعات الأخرى التي يتنافس معها غالبا ما يندرج تحت ثقافة هذه المجتمعات المتنافسة.
في علم الاجتماع
يفرق عالم الاجتماع جيرهارد لينسكي بين المجتمعات بناء على مستواها في التقنية والاتصالات والاقتصاد: 1-صيادين وجوامع 2-زراعيين بسطاء 3-زراعيين متطورين 4-صناعيين 5-متميزين (مثلاً: مجتمعات الصيد والمجتمعات البحرية). هذا التقسيم مشابه للنظام الذي طور مسبقا بواسطة عالم الأنثروبولوجيا (علم الإنسان) مورتون فرايد -منظر الصراع-وإيلمان سيرفيس -منظر التكامل-الذين أنتجوا نظام تصنيف المجتمعات في جميع الثقافات الإنسانية بناءً على تطور التفاوت الاجتماعي ودور الدولة.



1078 Views